هل غيّرت فرنسا موقفها من الحرب الإسرائيلية على غزة؟
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
نشر موقع "فلسطين كرونيكل" تقريرا تحدث فيه عن الأسباب التي تقف وراء تحوّل الموقف الفرنسي تجاه الحرب على غزة.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الحكومة الفرنسية كانت قبل أقل من ثلاثة أشهر تدعو إلى تحالف - شبيه بالتحالف ضد تنظيم الدولة - ضد حماس، والآن تقول فرنسا إن إسرائيل لا تملك الحق في تحديد مستقبل غزة.
يتمثّل الانطباع الأول في أن أكثر من ثلاثة أشهر من الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة كانت كافية لتغيّر فرنسا موقفها الأخلاقي، وبالتالي المطالبة بوقف إطلاق النار.
ولكن هذا ليس المبرّر الحقيقي لسببين. أولاً، لا تشكل الأخلاق قضية في السياسة الخارجية الفرنسية التي تعتمد حصريًا على المصالح الاقتصادية والتحالفات الإقليمية والحسابات الجيوسياسية. وثانيًا، لا بد أن باريس أدركت نطاق الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، بالنظر إلى سقوط آلاف القتلى الفلسطينيين والدمار الشامل، الذي حدث مباشرة بعد إعلان تل أبيب الحرب.
ماذا كان موقف فرنسا آنذاك؟
أيدت فرنسا بقوة الحرب الإسرائيلية فور بدايتها، واستمر هذا الدعم بلا هوادة حتى بعد أن أصبح من الواضح أن الحرب الإسرائيلية كانت تستهدف في الغالب المدنيين الأبرياء. وفي 24 تشرين الأول/ أكتوبر، زار ماكرون إسرائيل وأخبر نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أنه يساند إسرائيل، وتعهد بتقديم "الدعم الكامل" لقصف تل أبيب لقطاع غزة.
وذهب إلى أبعد من ذلك بالإشارة إلى ضرورة تشكيل تحالف دولي ضد حماس، على غرار التحالف الدولي الذي تم تشكيله ضد تنظيم الدولة سنة 2014. وقال ماكرون لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "فرنسا مستعدة لأن تقاتل إلى جانب التحالف، الذي يقاتل في العراق وسوريا ضد تنظيم الدولة، ضد حماس".
وهذا يعني أن ماكرون، على عكس الولايات المتحدة، التي كانت تهدف إلى الحد من التوترات الإقليمية، أراد أن يفعل العكس تماما، أي التصعيد الإقليمي على أمل تعويض خسائر فرنسا الجيوسياسية في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل، من خلال الظهور كزعيم عالمي. والأسوأ من ذلك أن ماكرون وافق على التصريحات الإسرائيلية الغريبة، مثل تلك التي أدلى بها نتنياهو، والتي تقول إن "حماس هي تنظيم الدولة".
ما هو الموقف الفرنسي الآن؟
يوم الجمعة الموافق للخامس من شهر كانون الثاني/ يناير، أدلت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا بأقوى بيان من جانب فرنسا منذ بداية الحرب، إذ صرّحت قائلة "نحن بحاجة إلى العودة إلى مبدأ القانون الدولي واحترامه"، مضيفة أنه "ليس من حق إسرائيل تحديد مستقبل غزة، وهي أرض فلسطينية". وقد تزامن بيانها مع أنباء عن قيام القوات الجوية الفرنسية والأردنية بإسقاط سبعة أطنان من المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة لمستشفى ميداني في خان يونس جنوب قطاع غزة.
كيف يمكن تفسير التحوّل الفرنسي في الموقف؟
هناك عدة تفسيرات يمكن تقديمها حول سبب محاولة الحكومة الفرنسية النأي بنفسها عن الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة والدعم الذي تقوده الولايات المتحدة لهذه الإبادة الجماعية. لعل التفسير الأول التحرك الاستراتيجي لجماعة أنصار الله اليمنية لاستهداف أي سفينة قادمة أو متجهة إلى إسرائيل، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تعطيل حركة المرور في البحر الأحمر عبر باب المندب - أحد أكثر الممرات المائية التجارية ازدحامًا في العالم.
ويرتبط قرار أنصار الله بشكل مباشر بالإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، وهي الحرب التي دعمتها فرنسا، مثل واشنطن، بكل إخلاص. ورغم موافقة فرنسا على "عملية حارس الازدهار" التي تنفذها الولايات المتحدة - لحماية الشحن في البحر الأحمر - إلا أنها أصرت على أنها ستفعل ذلك تحت قيادتها العسكرية، وأنها لن تشارك في أي عمل عسكري بقيادة الولايات المتحدة ضد أنصار الله في اليمن. وهذا سبب مهم للغاية يمكن أن يفسّر جزءًا من التحوّل في موقف باريس، حيث تعتمد فرنسا بشكل كبير على باب المندب في جزء كبير من تجارتها مع آسيا وأجزاء من الشرق الأوسط.
ثانيا، لابد من أخذ تحالفات فرنسا الوثيقة مع الدول العربية بعين الاعتبار. فعلى عكس واشنطن، لا تعتمد دبلوماسية باريس في الشرق الأوسط على العمل العسكري في حد ذاته، على الرغم من أنها شاركت في ما يسمى بالحرب الأمريكية على الإرهاب، والتحالف ضد تنظيم الدولة وما إلى ذلك. وتحاول باريس تقديم نفسها باعتبارها نسخة أكثر ليونة من النهج الأمريكي المتشدد في التعامل مع الدبلوماسية، من خلال بناء روابط سياسية قوية، وإظهار نهج أكثر توازنا تجاه ما يسمى بالصراع العربي الإسرائيلي. علاوة على ذلك، تحاول فرنسا في كثير من الأحيان استغلال الخلاف الإيراني العربي، بالإضافة إلى الخلاف في لبنان بين جماعة المقاومة حزب الله والقوى السياسية الأخرى الموالية لفرنسا في البلاد.
وحسب الموقع، أدت الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة بشكل لا لبس فيه، وربما بشكل لا رجعة فيه ــ على المدى المتوسط والطويل ــ إلى تمكين كل قوى المقاومة في الشرق الأوسط وتعزيز موقف إيران الجيوسياسي على حساب حلفاء باريس العرب التقليديين. ولا بد أن ماكرون قد فهم ذلك وهو يحاول التراجع عن الموقف القوي المؤيد لإسرائيل الذي تبنته حكومته منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وحقيقة قيام فرنسا بإسقاط مساعدات طبية جوا على مستشفى في خان يونس، جنوب قطاع غزة بالتنسيق مع الملك عبد الله الثاني، توضح بشكل أكبر أن فرنسا تحاول تهدئة حلفائها، وليس بالضرورة تسجيل نقاط مع الفلسطينيين أنفسهم.
أما التفسير الثالث فهو عدم الاستقرار الاجتماعي في فرنسا، ذلك أن المجتمع الفرنسي ليس سهل الانقياد على الإطلاق، وتميل القضايا الاجتماعية والسياسية المختلفة إلى التداخل. وإذا أصبح دعم واشنطن لتل أبيب حاليا مصدر قلق كبير لإدارة بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فيمكننا أن نتخيل كيف ستكون الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة أكثر أهمية كقضية اجتماعية وسياسية داخلية في المجتمع الفرنسي.
وكثيرًا ما نظرت العديد من القوى التقدمية في فرنسا إلى فلسطين باعتبارها قضية رئيسية في نضالها من أجل العدالة والمساواة. وكانت هذه القوى نشطة للغاية في الأشهر والسنوات الأخيرة، حيث احتجت على قضايا مختلفة، بدءًا من تمديد سن التقاعد، إلى تخفيضات الرعاية الاجتماعية، إلى البطالة المتزايدة.
وإلى جانب ما يقدر بنحو خمسة ملايين مسلم فرنسي ينشطون أيضًا داخل هذه الدوائر، أصبحت غزة قضية يومية للمجتمع الفرنسي الذي لم يتوقف أبدًا عن الاحتجاج والمطالبة بوقف إطلاق النار منذ الأيام الأولى للحرب. ويدرك ماكرون أنه بسبب الهشاشة السياسية لحكومته وموقفه في الواقع، فإنه لا يستطيع تحمل إطالة أمد هذه الاحتجاجات التي يمكن أن تتطور وتتداخل مع قضايا أخرى.
وخلص الموقع إلى أن التحول السياسي في فرنسا قد يكون كبيرا إذا ظل ثابتا، وإذا تطور في الواقع إلى موقف سياسي أقوى يتجاوز القول إلى العمل. ولكن لا بد من التأكيد مرة أخرى على أن موقف الإليزيه مجرد من الأخلاق، ويقوم على المصالح فقط لا غير.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة فرنسا احتلال فرنسا غزة طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبادة الجماعیة الإسرائیلیة فی غزة الولایات المتحدة ضد تنظیم الدولة
إقرأ أيضاً:
المسيرة القرآنية .. إعصار الوعي الذي حطم أدوات التضليل ونسف منظومة الحرب الناعمة للعدوان
منذ انطلاق المسيرة القرآنية المباركة في اليمن باعتبارها مشروعًا إيمانيًا حضاريًا، ، برزت مواجهتها لحرب واسعة تتجاوز إطار الصراع العسكري التقليدي لتشمل الحرب الناعمة بكل أدواتها، التضليل الإعلامي، الشائعات، التشويه، بث الإحباط، استهداف الوعي الجمعي، هذه الحرب التي وصفها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، أخطر من القصف العسكري، لأنها تستهدف الإنسان من الداخل، هويته ووعيه وروحه، لا بنيته المادية فقط.
يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
المسيرة القرآنية منهج إيماني واعي
المسيرة القرآنية تمثل مشروعًا إيمانياً تربويًا وفكريًا يقوم على إعادة صياغة الإنسان وفق رؤية قرآنية قائمة على تعزيز مستوى العلاقة مع الله ومع هدى الله والوعي بالمسؤولية الإيمانية، القائم على تعزيز ثبات الموقف تجاه قوى الهيمنة والاستكبار.
كما أنها تقوم على منهج قرآني يعتني ببناء الوعي المجتمعي الذي يحصّن الأمة من الاختراق الثقافي، وبناء إنسان قوي، مسؤول، واعٍ، ومتمسك بهويته.
بهذه الرؤية، أصبحت المسيرة القرآنية مشروعًا للنهضة النفسية والقيمية، وليست حركة سياسية قابلة للاختراق بواسطة الدعاية أو الحرب الإعلامية.
الحرب الناعمة .. محاولة لاختراق الداخل اليمني
من أبرز أدوات الحرب الناعمة التي اشتغل عليها العدوان كانت محاولة شيطنة، المسيرة القرآنية، عبر روايات إعلامية منظمة تهدف إلى تصوير المسيرة القرآنية على أنها مشروع طائفي أو سلالي، بينما رسالتها تؤكد وحدة الشعب والهوية الإيمانية الجامعة، وفي إطار حملات ممنهجة ربطت أدوات العدوان وأبواقه من المرتزقة المسيرة القرآنية بالتبعية لإيران، كذريعة لاستمرار التدخل العسكري رغم كل الصدمات التي تلقاها العدو في إطار المواجهة على كافة المستويات والتي تؤكد استقلالية المشروع القرآني عن أي تبعية،كما أن العدوان سعى إلى أن يصور مواقف السيد القائد يحفظه الله المبدئية ضد العدو الصهيوأمريكي ، بأنها تهديد للأمن الإقليمي في حين أن الخطاب القرآني يحددها كمواقف تحررية تصون كرامة الأمة.
هذه الحملات ليست مجرد اختلاف إعلامي، بل جزء من إستراتيجية صاغها العدو وأنفق عليها ملايين الدولارات.
الشائعات كأداة لضرب المعنويات
تعتمد الحرب النفسية على بث الإشاعات التي تستهدف صمود المجتمع، ومن نماذجها، نشر شائعات عن تفكك داخلي أو خلافات قيادية، وتضخيم خسائر ميدانية أو افتعال انتصارات وهمية للعدو، وتكثيف نشر روايات عن مواجهات في مناطق الحوثيين وسقوط الجبهة أو استسلام شخصيات قيادية.
غير أن وعي الناس، وتعامُل القيادة مع الأحداث بوضوح وشفافية، أفشل الكثير من هذه المحاولات.
كما أن حرب العدو النفسية ركزت على بث مشاعر اليأس والإحباط، خصوصًا في لحظات الضغوط الاقتصادية والحصار.
كان المخطط يعتمد على إفراغ روح الصمود عبر رسائل إعلامية خبيثة استهدفت إثارة العواطف والتضليل بأن لا جدوى من المقاومة ، وأن العدو قوي ولا يمكن مجابهته للوصول إلى أن تكون الروح الانهزامية هي السائدة في المجتمع تدفعه للتعامل مع فكرة أن الحل هو في الاستسلام
غير أن خطاب السيد القائد، المرتكز على القرآن، أعاد بناء الروح الجهادية للشعب اليمني عبر التذكير بأن الصمود عبادة، وأن القوة الحقيقية تنبع من الإيمان والاعتماد على الله.
أدوات المواجهة القرآنية للحرب النفسية
من أهم أدوات المواجهة كان الخطاب القرآني الذي يقدّمه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والذي يمتاز بالتحليل العميق لمخططات العدو، وكشف أساليب التضليل، وتعزيز الثقة بالله، وتحويل التهديد إلى فرصة للوعي واليقظة.
السيد القائد لا يتعامل مع الحرب النفسية كردّ فعلٍ، بل يفككها ويواجهها من جذورها، واضعًا الجماهير في قلب التحدي بوصفهم الشركاء في الصمود،
كما أن المسيرة القرآنية اعتمدت على تكثيف الدروس والمحاضرات القرآنية التي تؤسس لفهم واسع لمفاهيم، الولاء ، والهوية، المسؤولية، الجهاد، الاستقلال، مواجهة الهيمنة.
هذا التأسيس التربوي يخلق جدارًا نفسيًا يجعل المجتمع أقل عرضة للتضليل، لأنه يستمد ثباته من منبع قرآني ثابت لا يتغير بتغير الظروف، وبالتالي فقد نجحت المسيرة القرآنية في كسر جزء كبير من الحرب النفسية عبر الشفافية في نقل الأحداث الميدانية والسياسية والاقتصادية.
وكان النموذج واضحًا ،لا إخفاء للخسائر، ولا تخدير إعلامي، هذا الصدق عزّز ثقة الجمهور بالسيد القائد، وسبّب فقدان إعلام العدوان لمبررات تأثيره، وأسقط كل مؤامراته.
ربط الوعي بالهوية الوطنية الإيمانية
المسيرة القرآنية أعادت تعريف الانتماء، خارج اعتبارات الانتماءات الضيقة، بل انتماءٌ للهويّة القرآنية التي تجعل من الدفاع عن الوطن دفاع عن الدين، وهذا الدمج بين الوطنية والإيمان خلق صلابة نفسية لا يمكن للحرب الناعمة كسرها بسهولة.
الواقع القرآني على الأرض يؤكد فشل الحرب الناعمة
هناك دلائل كثيرة من الواقع اليمني تؤكد نجاح المسيرة القرآنية في كسر التضليل، منها الثبات الشعبي لسنوات رغم الحصار والغارات، وهو مؤشر على أن الحرب النفسية لم تُحدث اختراقًا في الإرادة العامة، وكذلك الاستجابة الواسعة لمناسبات التعبئة العامة وإحياء الشعائر والمناسبات الدينية والوطنية الجامعة وعلى رأسها ذكرى المولد النبوي الشريف التي أضحت العنوان الأبرز للوحدة في الدين والوطن، وهذا يُظهر أن الهوية الإيمانية ما زالت مركزية في المجتمع.
وهو ما أحدث تحولاً نوعياً في الوعي الشعبي تجاه مفهوم الاستقلال، حيث أصبحت سياسات الهيمنة الخارجية واضحة لدى أغلب اليمنيين، وتعززت حالة الوعي المتقدم لدى الجيل الجديد ، جيل القرآن الذي صار أكثر إدراكًا لأساليب الإعلام العالمي، وأكثر ارتباطًا بالمنهج القرآني، هذا الجيل الذي قال عنه السيد القائد مخاطباً دول العدوان : (( الويل لكم من هذا الجيل الناهض))
وهذه الشواهد لا تمثل حالة عابرة، بل مسارًا تحوّليًا طويل الأمد.
الدلالات الاستراتيجية لهذه المواجهة
إسقاط رهانات العدو على الانهيار الداخلي، فقد كان الرهان الأساسي قائماً على تفكيك المجتمع من الداخل، لكن الثبات الشعبي أوضح أن المجتمع اليمني بتأثير المسيرة القرآنية المباركة أصبح محصّنًا بالوعي لا بالخوف.
وبفضل الهوية الإيمانية القرآنية، ظهر اليمن كقوة مبدئية لا ترضخ للتهديدات أو الضغوط، وهذا جعل اليمن لاعبًا مؤثرًا في قضايا الأمة، من نصرة فلسطين إلى مواجهة النفوذ الأمريكي _ الإسرائيلي.
وعملت المسيرة القرآنية المباركة على ترسيخ قاعدة أن الحرب على الوعي أخطر من الحرب على الأرض، وهذه القاعدة أصبحت مبدأً استراتيجيًا في مسارات المواجهة، فالعدو، بعد فشله عسكريًا، سعى إلى اختراق العقول، لكن المنهج القرآني سبق بخطوات في بناء حصانة داخلية.
قدّم اليمن بصموده في وجه الحرب الناعمة نموذجًا يُحتذى به لشعوب أخرى تواجه حروبًا مشابهة، حيث يصبح القرآن منطلقًا لمناعة ثقافية وحضارية طويلة المدى.
ختاماً
أثبتت التجربة اليمنية أن المسيرة القرآنية ليست مجرد خطاب ديني أو حركة سياسية، بل مشروع إيماني قرآني شامل لبناء الإنسان وتحصين الوعي، وعبر قيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ، الذي قدّم رؤية قرآنية واضحة لآليات مواجهة التضليل، نجحت المسيرة المباركة في كسر كثير من أدوات الحرب النفسية التي رافقت العدوان على اليمن.
لقد تحولت الحرب الناعمة إلى فرصة لزيادة الوعي، لا لتقويضه، وانعكس ذلك في صمود الشعب، ثبات الموقف، وتعاظم الدور الإقليمي لليمن.