بوابة الوفد:
2025-12-13@13:59:27 GMT

انخفاض المواليد باطل

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

«جهود الدولة تنجح فى خفض أعداد المواليد».. بهذا العنوان أخذت الصحف والفضائيات تتبارى فى إظهار إنجاز الدولة فى الحد من طوفان المواليد الذى أكل الأخضر واليابس، وعدوا هذا من إنجازات الدولة.. وعندى يعتبر هذا استخفافًا بالمواطن لأنه، لا والله، لم يكن هذا نجاحًا ولا إنجازًا بالمرة، والذى قاله وزير الصحة فى تصريحه عقب صدور التقرير الإحصائى السنوى للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، حينما استخدم هذا العنوان الذى احتل معظم صفحات الجرائد فى دلالة على إنجاز الدولة فى الحد من الزيادة السكانية بانخفاض عدد المواليد عام ٢٠٢٣، هو من قبيل منشطات كمال الأجسام القاتلة لتحسن صورة الجسم.

وللحق، أعتبر هذا إخفاقًا يُحسب على الحكومة وما سبقها لا لها، لأنه فى ظاهره إنجازات، وفى باطنه إخفاقات.. ولا تعجبوا من رأيى هذا! لأنه بالبحث المتمحص فى ذات أسباب هذا الانخفاض نجد أن الحالة الاقتصادية فى السنوات الست الماضية، وبالتحديد بداية التعويم الأول للجنيه بدأت الحالة الاقتصادية تضيق على المواطن، فطال الغلاء بعده كل مكونات البيت المصري: من العائل الأول للبيت وهو الأب إلى الشاب الصاعد فى مرحلة الارتباط والزواج.

لقد أصبح هذا الغلاء اليوم هو القشة التى قصمت ظهر البعير، فبسببه أصبحت البيوت لا تسكنها مودة ولا رحمة، ولكن أصبح الطلاق الأقرب فى معاملات الزوج والزوجة، بنسب فاقت المتوقع، فجهاز الإحصاء الذى رصد انخفاض المواليد هو نفسه الذى رصد ارتفاع حالات الطلاق حينما أكد أن عدد حالات الطلاق فى مصر سجل 269.8 ألف حالة عام 2022، مقابل 254.8 ألف حالة طلاق عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 5.9%، وهو نفسه الذى صرح هو ونقيب المأذونين بتراجع معدلات الزواج 40% خلال 2023.

وبنظرة ثاقبة بحساب العلاقة البديهية بين معدلات الطلاق والإنجاب، ومعدلات الزواج والمواليد، وكلاهما لا ينفك عن الآخر وإلا نكون كمن قرأ (ولا تقربوا الصلاة) منفكة عن و(أنتم سكاري) سنجد أنه كلما زادت معدلات الزواج زادت معدلات المواليد، وكذلك كلما قلت معدلات الزواج، قلت أعداد المواليد، وكلما أقبل الشباب على الزواج زادت المواليد، وكذلك كلما أحجم الشباب عن الزواج انخفضت المواليد، وهو ما حدث بالفعل، ناهيك عن الأسباب الأخرى من زيادة معدلات وفيات الرضع والأطفال، من ١٤ حالة وفاة بين كل ١٠٠٠، إلى ١٨ حالة وذلك بزيادة مستمرة منذ ٢٠١٠، وغيرها من الأسباب السلبية.

إذن طرفا المعادلة الكميائية لدى الحكومة فى معدلات الانخفاض والزيادة للمواليد يحتاجان لكميائى فعلًا ليعالج هذا الميزان المختل.

اللهم احفظ مصر وارفع قدرها.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإحصائى معدلات الزواج

إقرأ أيضاً:

«فخ» كأس العرب

سقط الجميع فى فخ السقوط فى كأس العرب 2025 وخرجت كل الأبواق تتكلم فى اتجاه واحد وللأسف هو اتجاه عكسى لا يقدم ولا يكشف الحقائق التى يجب تناولها.. فقد صب الجميع غضبه على اتحاد الكرة ووزارة الرياضة فى تجاهل متعمد من البعض وغير واضح للبعض الآخر.
ولو تناولنا الأمر من البداية فسوف نكتشف الحقيقة المرعبة التى التف عليها الجميع، هل يمكن أن تتخيل دورى محترفين يضم 18 فريقاً يمتلكون 540 لاعباً وعجزنا عن إيجاد 23 لاعباً لضمهم لصفوف المنتخب الثانى بسبب صعوبة مشاركة المنتخب الأول الذى يستعد لبطولة أمم أفريقيا؟.
كيف تجاهل الجميع هذا الأمر الخطير؟
كيف تجاهل الجميع أن الدورى الذى كان أحد أقوى الدوريات أصبح لا حول له ولا قوة؟ حتى عندما شاركنا وتم اختيار اللاعبين من خارج مجموعة المنتخب الأول شاهد الجميع مستوى وأداء هؤلاء اللاعبين..؟ هل منهم من يستحق الملايين التى تدفعها الأندية فيهم؟ هل هذا يتناسب مع بورصة الانتقالات التى شهدت أرقاماً فلكية وصلت إلى حد دفع 100 مليون للاعب سنوياً؟ وهل سأل هؤلاء أنفسهم أين المواهب الصاعدة التى خرجت من الأندية التى يتحدث عنها البعض بأنها عنوان للنجاح؟ هل يمكن أن تتخيل أن أفضل الأندية فى مصر البلد الذى بلغ تعداده 110 ملايين نسمة لا تملك مهاجماً مصرياً؟ هل فكر أحد ولو لحظة واحدة فى أن ما حدث من عدم استقرار فى اتحاد الكرة على مدار سنوات إلى أين أوصلنا بعد أن أسندنا المسئولية لأشخاص لا دراية لهم بكرة القدم بفعل شركة سيطرت على المجال الكروى دون حساب؟
هل وصل بنا الحال إلى تجاهل كل ما تم فى كل الألعاب الأخرى من ألقاب عالمية تحققت مؤخراً فى العديد من الألعاب الفردية فى ظل هجمة تتارية من الأندية ضد هذه الألعاب وتم إلغاؤها من الأنشطة بحجة نقص الموارد فى وقت يصرفون فيه 100 مليون على لاعب واحد سنوياً، وفى ظل قتل متعمد لقطاعات الناشىين والاعتماد على الخطف والتفريغ للأندية الشعبية التى عانت من مجالس إدارات فرغتها وقضت عليها باستثناء المصرى البورسعيدى الذى أنقذه رجل الأعمال كامل أبوعلى ثم الاتحاد السكندرى حتى فترة قريبة بفضل محمد مصيلحى الذى قرر التقدم باستقالته والرحيل؟
ماذا كان سيفعل أفضل المدربين فى العالم وسط هذه الظروف؟ ومن هو المدرب الذى يقبل أن يتولى المسئولية 3 أشهر ثم يرحل ناجحاً أو فاشلاً؟ ماذا كان على اتحاد الكرة الذى بدأ المسئولية رسمياً منذ 10 شهور متسلماً المجال الكروى فى حالة يرثى لها؟ هل يستعين بعصا سحرية أم خاتم سليمان؟ سقطات مستمرة لم يحاسب عنها أحد على مدار سنوات.
شاهدنا منتخب فلسطين الذى قهر كل الظروف الصعبة أمام منتخب بحجم السعودية معتمداً على كتيبة من المحترفين فهل نجحت الأندية الكبرى التى يتغنى البعض بنجاحها فى تقديم محترفين فى أندية كبرى؟
لقد شاهدنا أفضل محترفين خرجوا من الأندية التى تقف فى الوسط مثل المقاولون العرب الذى أخرج أهم محترف فى تاريخ مصر وهو محمد صلاح ومن بعده محمد الننى ومن بعدهما عمر مرموش الذى بدأ ناشئاً فى نادى وادى دجلة، ثم انتقل الفريق الأول ليبدأ بعدها رحلة احترافه فى نادى فولفسبورج الألمانى عام 2017.
هل فكر أحد فى محاسبة الأندية التى صرفت ملايين من العملة على صفقات لا تصلح للعب ثم قامت بترحيلها ليبدأ فصل جديد من الغرامات.
مدربين أجانب ندفع لهم مرتبات دون عمل ولاعبين تتم إعارتهم ونتحمل الجزء الأكبر من راتبهم.. حتى عندما ظهرت موهبة حمزة عبدالكريم مهاجم الأهلى الشاب وطلبه نادى برشلونة رفضنا وتمسكنا باستمراره رغم أننا نفاوض مهاجمين أجانب ما يعنى جلوس حمزة على دكة الاحتياطى.
نحن وللأسف مثل النعام ندفن رؤوسنا فى الرمال عندما نشعر بالخطر لا نشاهد الحقيقة بأننا سنتعرض للأكل.. استقيموا يرحمكم الله.


[email protected]

مقالات مشابهة

  • إضافة المواليد الجدد على بطاقة التموين 2025.. خطوات وشروط التقديم
  • «فخ» كأس العرب
  • عصام عجاج: 750 حالة طلاق باليوم.. و1500 طفل يفقدون ججرعاية الأب
  • نيللي كريم تعيش حالة انتعاش فني بـ3 أفلام
  • كوريا الجنوبية تسجل انخفاضًا قياسيًا في الزواج 
  • هل يوجد إضافة المواليد الجدد على بطاقات التموين؟
  • بشرى سارة للمقبلين على الزواج .. انخفاض أسعار الذهب اليوم في مصر
  • «السيسى» وبناء الدولة
  • رئيس الوزراء يكشف أسباب انخفاض معدلات التضخم وارتفاع احتياطي النقد الأجنبي
  • رئيس الوزراء: تخفيض الدين أولوية الحكومة وسعر الفائدة مرتبط بتراجع التضخم