عضو السياسي الأعلى الحوثي: قرار مجلس الأمن بشأن أمن الملاحة في البحر الأحمر لعبة سياسية
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
عبد السلام: وصمة عار تاريخية لمجلس دولي يُعنى “كما يدعي” بحماية الأمن والسلم الدوليين
الثورة /
أكد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، أن قرار مجلس الامن بشأن أمن الملاحة في البحر الأحمر «لعبة سياسية».
وقال: إن «الولايات المتحدة هي التي تخرق القانون الدولي».. مضيفاً: «ما تقوم به القوات المسلحة اليمنية يأتي في إطار الدفاع المشروع، وأي فعل تواجهه سيكون له ردة فعل».
وطالب في المقابل «مجلس الأمن بالإفراج فوراً عن 2.3 مليون إنسان في غزة من الحصار الصهيوني الأمريكي، الذي بات سلاحاً قاتلاً، وباتت غزة بسببه تمثل أكبر سجن يمارَس فيه العقاب الإجرامي الجماعي».
وقال محمد الحوثي في تغريدات على منصة ×: أمام المجتمع الدولي فرصة لإنهاء توسيع الصراع برفض أي مشروع يطمح له الأمريكي من خلال مجلس الأمن.
وأضاف: الجمهورية اليمنية ستعتبر أي خطوة لشرعنة عسكرة البحر الأحمر أنها تأتي استجابة ودعم لحماية السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الأراضي المحتلة الفلسطينية لتستمر إسرائيل في ارتكاب المجازر والإبادة التي أشهرت أمريكا الفيتو برفض توقفها.
وأدانت وزارة الخارجية في الجمهورية اليمنية اعتماد مجلس الأمن قرار رقم 2722 الذي قدّمه وفدا أمريكا واليابان، ليؤكد مجدداً فشل المجلس الذريع في الاضطلاع بمسؤولياته التي أقرها ميثاق الأمم المتحدة في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وحماية أرواح البشر.
وأوضحت وزارة الخارجية في بيان تلقت (سبأ) نسخة منه أن قرار مجلس الأمن الذي تم استخدامه كأداة من قبل واشنطن ولندن وباريس وحلفائهم الداعمين للعدو الصهيوني بحجج كاذبة بقصد تضليل الرأي العام العالمي ومحاولة التهيئة في الوقت نفسه لتصعيد عسكري غير قانوني تجاه حكومة صنعاء بسبب موقفها الإنساني والأخلاقي المطالب بوقف العدوان العسكري للعدو الإسرائيلي الذي يرتكب جرائم حرب وإبادة جماعية بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، إضافة إلى حصار مستمر يعيق وصول ما يحتاجه القطاع من مياه وطاقة ووقود للشهر الثالث على التوالي.
وأكدت في الوقت نفسه أن صنعاء ليست معنية بالقرار.. معتبرة التهديدات الأمريكية – البريطانية – الألمانية المدعومة من قبل من عدد من الدول الغربية والتي نجم عنها قرار مجلس الأمن رقم 2722 تمثل أنموذجاً صارخا للبلطجة السياسية التي تمارسها تلك العواصم على الساحة الدولية، للتغطية على الجرائم التي يمارسها العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني على مدى 71 عاماً ومن خلال تقديم الدعم اللامحدود سياسياً وعسكرياً ومادياً ولوجستياً للعدو الإسرائيلي.
وأفاد بيان وزارة الخارجية أن الدعم المقدمة للعدو الصهيوني من قبل أمريكا وبريطانيا والدول الأوروبية، دفع الكيان الغاصب لممارسة كافة أشكال الانتهاكات للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان ومنع جرائم الحرب والإبادة الجماعية.
وجدّدت وزارة الخارجية على أن حكومة صنعاء وانطلاقاً من الشعور بالمسؤولية الإنسانية والأخلاقية واستجابة لمطالب الشعب اليمني وتوجيهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى اتخذت قراراً إنسانياً بتقديم كافة أشكال الدعم اليمني لدعم سكان قطاع غزة وتم الإعلان لجميع شركات الشحن البحري الدولية والإقليمية بأن القوات البحرية اليمنية تفرض حصاراً بحرياً على كافة السفن المملوكة للعدو الإسرائيلي أو المتجهة إليه، وأنها لن تسمح بمرور السفن الإسرائيلية أو المتجهة إليه، في حين أن بقية السفن لها كامل حرية المرور عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
ودعت الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية والقانونية بعدم الاكتفاء بالوقوف محل المتفرج أمام ما يحدث من جرائم حرب وإبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وعدم الاستسلام لرغبات حكومات أمريكا وبريطانيا وفرنسا والدول الداعمة للعدو الإسرائيلي.
وشدد البيان على أهمية العمل على تكثيف جهود مجلس الأمن نحو إنهاء العدوان على قطاع غزة ووقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يمارسها العدو الإسرائيلي، أما اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2722 واستمرار تضليل الرأي العام العالمي وإطلاق التهديد والوعيد باستهداف الجمهورية اليمنية، فإنما يمثل أنموذج آخراً لسياسية الكيل بمكيالين التي تمارسها واشنطن ولندن وباريس وبرلين للدفاع عن العدو الإسرائيلي الذي يشهد انهياراً داخلياً وتحاول حكومات تلك الدول تصدير مشاكل العدو الإسرائيلي إلى اليمن والعراق وسوريا وغيرها من دول المنطقة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أي تأثير لهجمات البحر الأسود على أمن الملاحة ومصالح تركيا الإستراتيجية؟
أنقرة- تعيش أنقرة حالة استنفار متصاعد بعدما امتدت نيران الحرب الروسية الأوكرانية إلى تخوم مياهها في البحر الأسود، إثر سلسلة هجمات طالت ناقلات نفط وسفنا تجارية خلال الأيام الماضية.
واعتبر الرئيس رجب طيب أردوغان استهداف ناقلة نفط قبالة الساحل الشمالي للبلاد "تصعيدا مقلقا" يهدد سلامة الملاحة في واحد من أكثر الممرات حساسية لتركيا، محذّرا الأطراف المعنية من خطورة الانزلاق إلى مواجهة بحرية مفتوحة.
وشهدت مياه البحر الأسود المحاذية لتركيا خلال الأيام الأخيرة سلسلة تطورات لافتة، عكست للمرة الأولى انتقال الحرب الروسية الأوكرانية إلى تخوم المجال البحري التركي.
واندلع الأسبوع الماضي، حريق في الناقلة "كایروس" التي ترفع علم غامبيا بعد انفجار وقع على بعد 28 ميلا قبالة ساحل كفكن شمالي تركيا. وبعد نحو ساعتين فقط، تلقت السلطات التركية نداء استغاثة من ناقلة النفط "فيرات" على مسافة 35 ميلا من الساحل، حيث أفاد طاقمها بتعرضها لهجوم.
الدبلوماسية والمصالحوتشير المعطيات وتقارير إعلامية إلى أن الهجومين نُفّذا بواسطة زوارق أو مُسيّرات بحرية أوكرانية، في ظل اعتراف كييف سابقا باستخدام طائرات مسيرة لضرب ناقلات يعتقد أنها جزء من "أسطول الظل" الروسي الذي يعمل خارج نطاق العقوبات.
وعثر قبل أشهر على زورق أوكراني جرفته الأمواج إلى شواطئ طرابزون، في مؤشر مبكر على تمدد أدوات الحرب إلى محيط السواحل التركية. كما أعلنت المديرية العامة للشؤون البحرية عن حادث ثالث استهدف الناقلة "ميدفولغا-2" التي كانت تنقل زيت عباد الشمس من روسيا إلى جورجيا، على مسافة 80 ميلا من الساحل التركي.
ووجدت أنقرة نفسها أمام معادلة دبلوماسية شديدة الحساسية مع اقتراب نيران الحرب من مياهها، مما فرض عليها السير على خيط دقيق بين موسكو وكييف حفاظا على مصالحها الإستراتيجية.
وسريعا استدعت وزارة الخارجية التركية، السفير الأوكراني والقائم بالأعمال الروسي لإبلاغهما قلق أنقرة الكبير من الهجمات التي طالت سفنا مرتبطة بروسيا داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة. وتوازى هذا التحرك مع تحذير علني وجهته أنقرة لجميع الأطراف بوجوب الكف عن استهداف السفن التجارية، في رسالة يفهم منها أنها موجهة بالأساس إلى كييف.
إعلانوتعكس هذه المقاربة محاولة تركيا التمسك بنوع من الحياد العملي، فهي من جهة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتزوّد أوكرانيا بمُسيّرات قتالية، ومن جهة أخرى ترتبط بعلاقات اقتصادية وثيقة مع روسيا ولم تنضم إلى منظومة العقوبات الغربية.
وفي خضم هذه التعقيدات، تحاول تركيا توسيع دائرة المشاورات مع حلفائها في الناتو حول أمن البحر الأسود، دون أن تنجر لمواجهة مباشرة. فقد ناقش وزير الخارجية هاكان فيدان هذه المخاطر مع الأمين العام للحلف مارك روته، مؤكدا أن الهجمات على ناقلات مرتبطة بروسيا قرب المياه التركية ترفع احتمالات احتكاك غير محسوب.
ويرى الخبير الأمني بلال يوزغاتلي، أن مقاربة أنقرة في البحر الأسود ترتكز على إدارة التهديد ميدانيا بأقل احتكاك، وضبط الخطاب الدبلوماسي للحفاظ على هامش المناورة، ومنع تحويل أمن الملاحة التركي إلى ورقة ضغط بيد أي طرف.
ويشرح يوزغاتلي للجزيرة نت، أن تركيا قادرة على تعزيز أمنها البحري دون التورُّط المباشر في الحرب، عبر تكثيف الدوريات الجوية والبحرية والرصد بالمسيرات داخل نطاق مسؤوليتها، وتحديث قواعد الاشتباك بما يسمح بتحييد أي أهداف مجهولة تقترب من سفن مدنية.
ودبلوماسيا، يرى أن التوازن يقتضي التمسك بمبدأ أن أمن الملاحة ملف دولي وليس نزاعا ثنائيا مع روسيا أو أوكرانيا. وبناء عليه تضغط تركيا على كييف لعدم تنفيذ هجمات قرب سواحلها، مقابل تذكير موسكو بأن دعمها لا يمكن أن يكون غير مشروط طالما تستمر في استخدام البحر الأسود كمنطقة تهديد.
أما في علاقتها مع الناتو، فيؤكد يوزغاتلي أن مصلحة أنقرة تكمن في الاستفادة من المظلة الدفاعية للحلف دون التحول إلى أداة مواجهة مع روسيا. فهي تشارك في تبادل المعلومات البحرية وتطوير قدرات المراقبة، لكنها تحافظ على قيود اتفاقية مونترو لمنع عسكرة البحر الأسود، وفي الوقت نفسه، تبقي أنقرة ورقة "الهجوم على عضو في الناتو" كردع صامت لا كتصعيد سياسي علني.
ويختم الخبير الأمني قائلا إن قدرة تركيا على الحفاظ على هذا التوازن مرهونة بفصل أمنها البحري عن حسابات الآخرين، والتعامل مع الهجمات كـانتهاك لقواعد الملاحة لا كفرصة لإعادة التموضع في الحرب، فكلما بقيت أنقرة في موقع حارس الممرات لا طرف المعركة، استطاعت حماية مصالحها دون الانجرار إلى صراع لا تملك تحديد مساره أو نتائجه.
تداعيات وسيناريوهاتولا تتوقف تداعيات التصعيد البحري عند البعد الأمني، بل تمتد مباشرة إلى المصالح الاقتصادية والإستراتيجية لتركيا في البحر الأسود.
وفي السياق، يرى الباحث الاقتصادي، حقي إيرول جون، أن الخطر الحقيقي يكمن بإعادة تسعير الأخطار وإعادة تشكيل مسارات الملاحة بهدوء إذا استمرت الهجمات في البحر الأسود. فمع تصنيف المنطقة عالية الخطورة، ترتفع أقساط التأمين وكلفة الشحن فورا، وهو ما ينعكس مباشرة على فاتورة الطاقة والحبوب التي تستوردها تركيا من روسيا وأوكرانيا، ويزيد الضغط على التضخم والحساب الجاري.
إعلانويضيف جون للجزيرة نت، أن جزءا من خطوط الملاحة قد يبدأ بالفعل بتفضيل ممرات بديلة أو موانئ أقل خطورة، مما يعني خسارة محتملة لبعض حركة الترانزيت التي تعتمد عليها الموانئ التركية في البحر الأسود.
مع تصاعد الهجمات على السفن على بُعد أميال من سواحل #تركيا.. أردوغان: الهجمات على السفن التجارية في البحر الأسود غير مقبولة، وقد بدا جليًّا أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا باتت تهدد بوضوح سلامة الملاحة في البحر الأسود pic.twitter.com/Kq8Vy4Ck9L
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 2, 2025
وعن السيناريوهات المحتملة، يرى الباحث جون أن:
سيناريو التصعيد المحدود هو الأقرب، أي استمرار الهجمات دون استهداف مباشر للسفن التركية، مما يعني بقاء الممرات مفتوحة لكن بتكاليف أعلى وضغوط على أسعار الطاقة والحبوب. أما سيناريو التصعيد المتوسط، المتمثل في اقتراب الهجمات من السواحل التركية، فقد يدفع أنقرة لتنويع الممرات التجارية وتحمل كلفة أعلى مؤقتا، مع انعكاسات سلبية على الليرة والتضخم. في حين يبقى السيناريو الحاد الأقل احتمالا لكنه الأكثر كلفة، حيث يمكن أن يتحول جزء من البحر الأسود إلى منطقة شبه مغلقة، مما يفرض إعادة هيكلة عميقة لمسارات التجارة التركية ويزيد الضغوط على ميزان المدفوعات.