كشف بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) عن تراجع سوق العقارات في الصين، والذي قد يستمر لعامين آخرين قبل أن يعرف طريقه إلى الاستقرار.

وحسب شنغ سونغ تشينغ، المدير السابق لقسم الإحصاء والتحليل في البنك، فإن مبيعات المنازل الجديدة في جميع أنحاء الصين تتراجع بمقدار 50 مليون متر مربع أخرى هذا العام والعام المقبل، على أن يستقر الإجمالي السنوي لعام 2025 عند نحو 850 مليون متر مربع، وحينها، لن يشكل القطاع عائقاً أمام الاستثمار والنمو الاقتصادي بعد ذلك، وفق تصريحاته في منتدى بشنغهاي اليوم السبت.

وقال شنغ في منتدى بشنغهاي، اليوم السبت 13 يناير، إن سوق العقارات شهدت علامات على الانتعاش في نوفمبر وديسمبر، ما دفع المبيعات على مستوى الصين للعام بأكمله لتقارب 950 مليون متر مربع. وهذا يعني أن وتيرة انخفاض المبيعات ستكون معتدلة بمقدار النصف في 2023 مقارنة بالعام السابق، وفق تقديرات شنغ.

وكانت الحكومة الصينية، نفذت المزيد من إجراءات الدعم التي شملت تخفيف القيود على شراء المنازل في المدن الكبرى، وقد أفقد الركود غير المسبوق في سوق الإسكان الاقتصاد الصيني محركا رئيسيا للنمو في السنوات الثلاث الماضية وزاد من المخاطر المالية في أعقاب موجة قياسية من تخلف المطورين العقاريين عن السداد.

البنك المركزي ينفتح على إيجاد حلول عملية للمشكلات الاقتصادية

على صعيد ذي صلة، أبدت القيادة الجديدة للبنك المركزي الصيني انفتاحا على إيجاد حلول عملية للمشكلات الاقتصادية في اجتماع حديث مع الخبراء، وفقا لأحد الحاضرين.

وخلال الاجتماع الذي أُقيم في ديسمبر واستمر 3 ساعات، أشار نائب محافظ بنك الشعب الصيني لو لاي، إلى اهتمام البنك بالآراء والتزامه نهجا عمليا إزاء السياسة النقدية، بحسب الشخص الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لسرية المؤتمر.

يُعد النقاش المفتوح وغير المألوف مع "لو"، الذي أُعلن تعيينه بالمنصب أواخر الشهر الماضي، مختلفا عن محادثات مشابهة سابقة عُقدت في السنوات الماضية، حيث طُلب من الحاضرين تقديم تعليقاتهم مسبقا، بحسب الشخص.

تناول المسؤولون قطاع العقارات المتعثر وهبوط السوق في الآونة الأخيرة، لكن لم يُطرح موضوع الانخفاض المستمر في الأسعار، وبات التحدث علنا عن الانكماش ممنوعا على عديد من المحللين الصينيين خلال العام الماضي، بينما شُجعوا على الترويج لسردية التحسن المستمر للاقتصاد.ومن بين كل الجهات الحكومية في الصين، عادة ما يكون بنك الشعب الأوثق اتصالاً بالمتعاملين في السوق، نظراً لأن قراراته قد يكون لها أثر كبير على تدفقات رأس المال.

تباين أداء أسهم آسيا

يراقب المستثمرون الوضع ليكتشفوا طريقة عمل المؤسسة في عهد المحافظ بان غونغشنغ، الذي يدير البنك منذ يوليو الماضي. يتزايد الضغط على بنك الشعب لزيادة دعم الاقتصاد، في ظل تدهور قطاع العقارات الذي أثر على النمو، وتراجع ثقة المستهلكين والشركات.

كشفت البيانات التي صدرت الجمعة عن المشكلات، إذ سجلت الصين في ديسمبر أطول سلسة انكماش منذ 2009، فيما تراجعت الصادرات على أساس سنوي خلال العام الماضي للمرة الأولى منذ 2016 نتيجة ضعف الطلب العالمي. ويُتداول مؤشر "سي إس آي 300" (CSI 300) الرئيسي قرب أدنى مستوياته في 5 سنوات.

يتوقع معظم المحللين الذين استطلعت "بلومبرغ" آراءهم أن يخفض البنك، يوم الإثنين المقبل، سعر الفائدة على تسهيلات الإقراض لأجل عام واحد لأول مرة منذ أغسطس، فضلاً عن ضخ مزيد من النقد في النظام المالي لتعزيز السيولة وتلبية احتياجات التمويل. وألمح مسؤول رفيع المستوى بالبنك في وقت سابق من الشهر الجاري إلى أن البنك المركزي يدرس خفض حجم الأموال التي ينبغي للبنوك الاحتفاظ بها في الاحتياطي النقدي الإلزامي، ما قد يعزز القدرة على الإقراض ويزيد الائتمان.

كيفية تطوير تنسيق السياسة

وأعلن البنك عن المؤتمر في بيان رسمي صدر الأربعاء الماضي، ومن ضمن الحاضرين، حدد 8 خبراء بالاسم. وقدم المحللون آراءً واقتراحات بناءة حول كيفية تطوير تنسيق السياسة، وتحسين طريقة توجيه توقعات السوق، ومنع المخاطر المالية، بحسب البيان.

يمثل البيان المرة الثانية على الأقل التي يكشف فيها البنك المركزي خلال شهر عن محادثات سرية مع شخصيات اقتصادية بارزة، فيما تتناقض هذه الشفافية مع جهات أخرى في الحكومة الصينية التي غلفها مزيد من الغموض خلال العام الماضي.

اقرأ أيضاًمتخصص في الشأن الأمريكي: الاقتصاد الصيني له دور واضح على مستوى العالم

رئيس الوزراء يتفقد شركة «يان جيانغ ايجيبت» الصينية بالمنطقة الاقتصادية بقناة السويس

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الاقتصاد الصيني البنك المركزي الصيني الصين بنك الشعب الصيني تراجع اقتصاد الصين البنک المرکزی بنک الشعب

إقرأ أيضاً:

هل يخفض البنك الأهلي الفائدة على الشهادات؟.. لجنة الألكو تجتمع الإثنين بعد قرار المركزي

 أعلن البنك الأهلى المصري أنه سيتم عقد اجتماع لجنه الالكو غدا الاثنين للنظر في أسعار الفائدة على الشهادات والمنتجات المصرفية.

اجتماع لجنة الألكو

ويأتى ذلك في ضوء خفض أسعار الفائدة في اجتماع لجنه السياسات بالبنك المركزي الذي عقد يوم الخميس الموافق 22 مايو الماضي بواقع  1%.

وأعلن بنك مصر أن لجنة الأصول والخصوم بصدد عقد اجتماع عاجل للنظر في أسعار العائد على الأوعية الادخارية، وذلك في ضوء قرار لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري بخفض أسعار الإيداع والإقراض بمقدار 1%؜  في اجتماعها يوم الخميس الماضي.

وكانت قررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري، خلال اجتماعها اليوم الخميس 22 مايو 2025، خفض أسعار الفائدة الرئيسية بنسبة 1%، لتسجل 24% للإيداع و25% للإقراض، مواصلة بذلك مسار التيسير النقدي رغم المخاوف من عودة التضخم للارتفاع.

جاء قرار المركزي في وقت سادت فيه حالة من الترقب والانقسام بين المحللين والمؤسسات المالية حول اتجاه السياسة النقدية، حيث توقعت بعض البنوك خفضًا بمقدار 1%، بينما رجّحت أخرى تثبيت الفائدة انتظارًا لتقييم تأثير قرارات خفض الفائدة السابقة التي بدأها البنك في أبريل الماضي.

 

أرجع محللون توقعاتهم بالتثبيت إلى عودة معدلات التضخم للارتفاع خلال أبريل، حيث سجّل 13.9% مقارنة بـ13.6% في مارس، وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فضلًا عن قرار الحكومة المصرية في الشهر نفسه بتحريك أسعار البنزين والسولار، وهو ما أثار مخاوف من تفاقم الضغوط التضخمية مجددًا.

 

خفض أبريل: نقطة التحول في السياسة النقدية

وكان البنك المركزي المصري قد خفّض أسعار الفائدة في أبريل الماضي بمقدار 2.25%، في ثاني اجتماعات لجنة السياسة النقدية لعام 2025، وهو أول خفض منذ نوفمبر 2020، بعد سلسلة ممتدة من الزيادات استمرت 53 شهرًا ضمن سياسة التشديد النقدي، بدأت في مارس 2022 ورفعت الفائدة بنحو 19 نقطة مئوية، لتصل إلى مستويات قياسية بلغت 27.25% للإيداع و28.25% للإقراض.

جاء هذا التحول في السياسات لمواجهة التضخم الذي بلغ ذروته في عام 2023، متجاوزًا 39%، قبل أن يتراجع نسبيًا خلال 2024.

 

 

عام 2024: الاستقرار بعد الزيادات الحادة

خلال عام 2024، عقد المركزي ثمانية اجتماعات للجنة السياسة النقدية، افتتحها برفع الفائدة 2% في فبراير، تلاه رفع استثنائي بـ6% في مارس، ثم استقر على تثبيت الفائدة في الاجتماعات الستة التالية، قبل أن يعود في 2025 إلى مسار الخفض.

 

توقعات: هل تستمر سياسة الخفض؟

توقعت مؤسسة "جولدمان ساكس" في وقت سابق أن يستمر البنك المركزي المصري في خفض الفائدة تدريجيًا لتصل إلى 13% بنهاية 2025، وهو ما يعني انخفاضًا قد يصل إلى 14.25 نقطة مئوية مقارنة بذروة الفائدة.
أما المصرفيون المحليون، فقد أبدوا تحفظًا في تقديراتهم، مرجحين خفضًا لا يتجاوز 600 نقطة أساس خلال العام، لتتراوح الفائدة بنهايته بين 20% و21%.

 

 

مقالات مشابهة

  • هل يخفض البنك الأهلي الفائدة على الشهادات؟.. لجنة الألكو تجتمع الإثنين بعد قرار المركزي
  • البنك المركزي يطلق الاستراتيجية الوطنية الأولى للشمول المالي
  • العراق بالمرتبة الرابعة من البلدان المصدرة للنفط الى الصين خلال الشهر الماضي
  • سعر الريال السعودي اليوم الأحد 25 مايو 2025.. في البنك المركزي بكام؟
  • رسميا الآن| مفاجأة في سعر الدولار بعد قرار البنك المركزي
  • 1500 جنيه ارتفاعًا.. مفاجأة في سعر الجنيه الذهب بعد قرار البنك المركزي
  • تقرير: المشهد الليبي يظهر تراجع قوة الدبيبة.. الحديث عن حكمه أصبح بـصيغة الماضي
  • بعد قرار البنك المركزي.. سعر جرام الذهب عيار 21 اليوم
  • بعد قرار البنك المركزي.. هل تأثر سعر الدولار اليوم الجمعة 23 مايو 2025؟
  • 1000 جنيه| مفاجأة في سعر الجنيه الذهب اليوم بعد قرار البنك المركزي