دمشق-سانا

الرواتب والأجور وسياسة التوظيف الاجتماعي واستراتيجيات التشغيل في سورية وأثر السياسة الكلية للدولة على هيكلية التشغيل والرواتب والأجور، والتحديات التي تواجه إدارة الموارد البشرية كانت أهم المحاور التي ناقشتها الندوة الحوارية التي أقيمت اليوم في مقر الاتحاد العام لنقابات العمال.

المشاركون في الورشة طالبوا بضرورة تبني سياسات نقدية ومصرفية واضحة، وإيجاد بيئة تشريعية وتنظيمية لسوق العمل، ووضع منظومة محلية لإدارته لتغطية الاحتياج من المنتج وتصدير الفائض وتخطيط السوق لتحقيق العدالة في الأسعار بما يتناسب مع الواقع، ومراجعة دورية للأجور وفقاً لتكاليف المعيشة وخلق فرص عمل حقيقية.

وأشار المشاركون إلى أهمية إقامة نظام وطني للرواتب والأجور لردم الفجوة بينها وبين تكاليف المعيشة، من خلال تصحيح البيئة التشريعية والتنظيمية، والسعي إلى معالجة التضخم عبر التوسع في إقامة مشاريع صغيرة ومتوسطة وفسح المجال لإنجاحها، والابتعاد عن الجباية المرتفعة، وضرورة أن تكون السياسة الاقتصادية خادماً للسياسة النقدية وليس العكس.

ودعا المشاركون إلى إعادة دراسة وهيكلة سياسة الدعم بشكل عادل، وإحداث هيئة عليا للموارد البشرية لمكافحة الفساد، والتركيز على القطاع الزراعي والصناعة التحويلية وتوفير مستلزماتهما لتحقيق نسب نمو حقيقية.

وزيرة التنمية الإدارية الدكتورة سلام سفاف بينت أن دور الدولة يجب أن يحدد في إدارة السوق، علماً أن هناك أولويات اقتصادية بالنسبة للتعليم والصحة، مؤكدة أن سياسة التوظيف الاجتماعي نهج لا يزال قائما بالنسبة للدولة التي لن تتخلى عن مسؤوليتها تجاه الفرد، لأن القطاع الخاص لا يشغل سوى 3 بالمئة من اليد العاملة.

وأشارت الوزيرة سفاف إلى وجود عمالة فائضة في بعض القطاعات وسوء في استثمارها، معتبرة أن كتلة الرواتب بعد تطبيق الحوافز ستكون متقدمة، ولافتة إلى انتهاء الدراسات الأولية لقانون العمل الجديد، و أنه سيتم النظر بفتح سقوف الرواتب، وقريباً ستتم دعوة جميع الجهات لمناقشته لوضع اللمسات الأخيرة عليه قبل إقراره، كما أن هناك مشروعاً لإعادة هيكلة وزارة الصناعة.

وزير الشؤون الاجتماعية والعمل لؤي المنجد أوضح أن الوزارة تقوم حالياً برسم سياسات الحماية الاجتماعية بالتعاون مع مختلف الشركاء والمجتمع الأهلي والمنظمات غير الحكومية والاتحادات والنقابات، وقريباً سيتم إطلاق منصة سوق العمل التي ستقوم برصد احتياجاته وبناء قاعدة البيانات وتحليلها لردم الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل وبين طالب العمل وأرباب العمل.

وقال الوزير المنجد: إن النهج الحكومي الحالي يركز على فتح الحوار بما يصب في خدمة الوطن والمواطن بالتشاركية مع جميع الجهات، لكونه الطريق الوحيد لحل المشاكل المستعصية، وفي مقدمتها الرواتب والأجور، مع السعي إلى تغير آليات العمل وبناء سياسات وتحديد الأدوار بين المؤسسات المختلفة.

وفي تصريح صحفي، بين رئيس الاتحاد العام لنقابات العمل جمال القادري أن الآراء أجمعت على ضآلة الرواتب والأجور وعدم كفاءتها، نتيجة معدلات التضخم العالية التي لم تواكب زيادات كافية للأجور، وسوء توزيع العمالة في بعض القطاعات، مؤكداً أنه تم التوافق على أن الدولة ما بعد الحرب ليست كما قبلها، ولا بد أن يكون هناك دور مختلف لها في ضوء تناقص الموارد وانخفاض معدلات النمو دون التخلي عن واجباتها الأساسية.

وأشار القادري إلى أن أفكاراً قيمةً طرحت ستتم صياغتها في ورشة عمل مصغرة لإعداد ورقة عمل حول عنوان الورشة، ووضعها أمام صانع القرار للاسترشاد فيها عند رسم الاستراتيجيات المتعلقة بالتشغيل عموماً وإدارة الموارد البشرية.

سفيرة إسماعيل

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الرواتب والأجور

إقرأ أيضاً:

تمكيناً للكفاءات الوطنية في مستشفيات القطاع الخاص.. بدء تطبيق قرار توطين مهن طب الأسنان بنسبة 45 %

البلاد (جدة)
تبدأ وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، بالشراكة مع وزارة الصحة اليوم (الأحد)، تنفيذ المرحلة الأولى من قرار رفع نسب توطين مهن طب الأسنان في القطاع الخاص، وذلك بنسبة 45%، في خطوة تستهدف تمكين الكفاءات الوطنية من العمل في القطاع الصحي، وتعزيز مشاركتها في سوق العمل.
ويشمل القرار توطين 20 مهنة متخصصة في طب الأسنان داخل المستشفيات والعيادات الخاصة، على أن ترتفع النسبة إلى 55% في المرحلة الثانية، المقرر تنفيذها في 27 يناير 2026، مع تحديد الحد الأدنى للأجور بـ9,000 ريال للممارسين السعوديين في هذا القطاع.
يأتي هذا التوجه ضمن الجهود الحكومية لتوفير فرص وظيفية نوعية ومحفّزة للمواطنين والمواطنات في التخصصات الطبية، ورفع نسبة مشاركة الكوادر الوطنية في المهن الصحية، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني، وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تنمية الموارد البشرية.
ولتعزيز نجاح القرار، تم توفير حزمة من برامج الدعم للمنشآت الصحية، تشمل: المساعدة في استقطاب الكوادر السعودية المناسبة، والاستفادة من برامج الدعم والتوظيف المقدمة عبر صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف”، ودعم عمليات التدريب والتأهيل المهني للعاملين الجدد، ورفع نسبة دعم الأجور إلى 50% لمهن طب الأسنان، مقارنة بـ30% سابقًا.
ويؤكد هذا القرار حرص الحكومة على تحقيق التوازن بين العرض والطلب في سوق العمل الصحي، وتعزيز جودة وكفاءة الخدمات الطبية المقدّمة للمجتمع من خلال استثمار الكفاءات الوطنية المؤهلة.
يذكر أن وزارة الموارد البشرية، أعلنت في وقت سابق، عن صدور مجموعة من القرارات لرفع نسب التوطين في 269 مهنة بقطاعات مختلفة، وذلك بالشراكة مع عدد من الجهات الإشرافية (وزارة الصحة– وزارة التجارة – وزارة البلديات والإسكان).
وأوضحت الوزارة، أن القرارات شملت توطين مهن طب الأسنان ومهن الصيدلة والمهن المحاسبية والمهن الفنية الهندسية، مشيرةً إلى أن هذه القرارات تأتي ضمن المساعي؛ الهادفة إلى توفير المزيد من فرص العمل المحفزة والمنتجة للمواطنين والمواطنات في مختلف مناطق المملكة.

مقالات مشابهة

  • «العدل» تستعد لتطبيق قانون العمل الجديد.. و«جبران»: المحاكم العمالية أبرز الامتيازات
  • ويسألونك عن دائرة الرعاية العمالية
  • الموارد البشرية والتوطين تخالف 40 مكتباً لاستقدام العمالة المساعدة في الدولة خلال النصف الأول
  • اتحاد العمال يعلن حالة النفير العام ضد حملات تشويه الدولة المصرية
  • الراتب بالدولار.. 12 كلية تخصصاتها مطلوبة في سوق العمل محليا ودوليا
  • اتحاد العمال: التظاهر أمام سفاراتنا محاولات بائسة تنفذها أطراف مشبوهة
  • خطوات تقديم اعتراض على عدم الأهلية في الضمان الاجتماعي
  • نائب أمير حائل يستقبل مدير فرع صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف” بالمنطقة
  • مُحافظ جدة يستقبل مدير عام فرع وزارة “الموارد البشرية” بمنطقة مكة
  • تمكيناً للكفاءات الوطنية في مستشفيات القطاع الخاص.. بدء تطبيق قرار توطين مهن طب الأسنان بنسبة 45 %