افتتاح أكاديمية جامعة خليفة للأمن السيبراني
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
أعلنت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا ومجلس الأمن السيبراني في الإمارات أمس عن افتتاح أكاديمية جامعة خليفة للأمن السيبراني، والتي توفر برامج تدريب مُعتمدة باللغتين العربية والإنجليزية وتُدرب الأفراد والطلبة والشركات والمؤسسات في المجالات المتعلقة بالقضايا الأمنية من خلال العمليات التكنولوجية والتنظيمية والمنهجية، كما تمنحهم شهادات معتمدة بعد إنهاء متطلبات البرنامج.
حضر حفل الافتتاح سعادة الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات وسعادة حميد الشمري، نائب رئيس مجلس أمناء جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والدكتور إرنستو دامياني، مدير مركز الأنظمة الفيزيائية والإلكترونية في جامعة خليفة وعميد كلية علوم الحوسبة والرياضيات بالإنابة، وعدد من أعضاء الهيئة الأكاديمية والباحثين.
وقال سعادة حميد الشمري “ يسر جامعة خليفة مشاركة مجلس الأمن السيبراني في دولة الإمارات في افتتاح أكاديمية الأمن السيبراني التي تُعتبر الأولى من نوعها في المنطقة، وستقدم الأكاديمية مساقات باللغتين العربية والإنجليزية، الأمر الذي يعكس التزامنا بالشمولية والتمكين، وستساهم الأكاديمية أيضاً بدور محوري يتمثل في تمكين الأفراد والمؤسسات لحماية العالم الرقمي من خلال المعرفة والتدريب والابتكار الذي تجسده به الخبرات المتميزة لدى الباحثين في جامعة خليفة”.
من جانبه أكد سعادة الدكتور محمد حمد الكويتي أن افتتاح أكاديمية الأمن السيبراني بجامعة خليفة يأتي تماشياً مع جهود المجلس الرامية إلى تعزيز الأمن الإلكتروني في دولة الإمارات، علاوة على بناء رأس المال البشري المؤهل في هذا المجال الحيوي.
وأشار إلى أن افتتاح الأكاديمية يعتبر خطوة كبيرة إلى الأمام فيما يتعلق بتزويد الأفراد والمؤسسات بالمعرفة والمهارات اللازمة لحماية بنيتنا التحتية الرقمية، مشدداً على أن حماية العالم الرقمي باتت أمراً في غاية الأهمية ليس فقط لحماية خصوصية الأفراد ولكن أيضاً للحفاظ على ثقة أفراد المجتمع في مجلس الأمن السيبراني لدولة الإمارات.
وأضاف “ من خلال برامج الشهادات والتدريب الشاملة للأكاديمية، سيتم تزويد الأفراد والمؤسسات بالأدوات اللازمة للتصدي للتحديات المتعلقة بالتهديدات السيبرانية التي تشهد تطوراً مستمراً، وذلك جنباً إلى جنب مع شركائنا في جامعة خليفة”، لافتا إلى أن نقل المعرفة والتدريب والابتكار تشكل الطريقة الوحيدة التي تضمن تحقيق مستقبل رقمي أكثر أمنًا لدولة الإمارات”.
وأكد أن مجلس الأمن السيبراني يسعى إلى أن يكون الأمن السيبراني ثقافة عامة وذك من خلال العديد من المبادرات، ومن ضمنها هذه الأكاديمية التي ستلعب دوراً محورياً في تحقيق هذا الهدف المنشود”.
وخلال الحفل تم تكريم مجموعة من الفائزين في تحدي “كابتشر ذا فلاغ”، وهو تحدٍ معني بالأمن السيبراني يحاكي السيناريوهات الواقعية، الأمر الذي يتيح للمشاركين فرصة لعرض خبراتهم في مجال الأمن السيبراني في بيئة تعاونية مليئة بالتحديات.
وفي السياق، تم تزويد أكاديمية جامعة خليفة للأمن السيبراني بالمنصات نفسها التي توفرها شركة “ليوناردو” في إيطاليا وفي جميع أنحاء العالم كمنصة “سايبر رينج” التي يعتمد تصميمها على المحاكاة والتشغيل المشترك لتوفير محاكاة عالية الدقة لسيناريوهات التشغيل التفاعلية.
وتوفر الأكاديمية مبادرات تدريبية خاصة تلبي حاجات المؤسسات داخل دولة الإمارات، حيث صُمّمت هذه البرامج لتوجيه الأفراد والقطاعين الحكومي والصناعي وصنّاع السياسات في آلية الاستجابة واتخاذ التدابير الوقائية لإيقاف الجرائم الإلكترونية قبل حدوثها.
وأجرى المتخصصون بالأمن، من الذين انضموا إلى أكاديمية جامعة خليفة للأمن السيبراني مؤخراً، برنامج تدريب استمر لمدة ستة أسابيع في أكاديمية ليوناردو في مدينة جنوة الإيطالية، حيث اكتسبوا خبرة في استخدام منصتي “ليوناردو” وهما “سايبر رينج” و”سايبر ترينر”.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
التأهيل والخبرة والممارسة يقارعان بيئة العمل
صراحة نيوز- بقلم / د. شريف بن محمد الأتربي
في ظل متغيرات السوق اللحظية، يعاني مسؤولو الموارد البشرية في الشركات في استقطاب الكفاءات من الأفراد الذين يستطيعوا القيام بالأعمال المطلوبة لهذه الوظائف، ورغم وضع شروط ومواصفات محددة لشاغل الوظيفة، وكذلك تحديد الأعمال المطلوب القيام بها بدقة، إلا أنه في كثير من الأحيان يبدو الاختيار صحيحا من حيث المنطق، خاطئا من حيث النتيجة، حيث يفشل الشخص الذي وقع عليه الاختيار في تنفيذ الأعمال المناطة به لأسباب غالبا ما تكون غير واضحة، مما يضطر الشركة للاستغناء عنه في أقرب فرصة، أو هو نفسه يعتذر عن استكمال العمل.
بالنظر إلى متطلبات سوق العمل، نجد أن هناك أساسيات محددة لابد أن تتوافر لدى شاغل الوظيفة، مثل التأهيل، سواء بالتعليم الأساسي أو التعليم الأكاديمي حسب شروط الوظيفة، وفي هذه المرحلة يحصل الأفراد من خلال البرامج الدراسية الأساسية على المعارف والمهارات اللازمة للتعامل مع المجتمع، ولكنها غير كافية للانخراط في سوق العمل، إما لافتقاد الخبرة، أو لافتقاد التعليم الأكاديمي.
يأتي التحاق الأفراد بالتعليم الأكاديمي كمرحلة ثانية من مراحل التأهيل لسوق العمل، حيث يبدأ كل فرد في دراسة التخصص الذي يراه مناسبا لقدراته، ومحققا لرغباته، وفي كثير من الحيان لا يكون هذا التخصص ملائما له، حيث لم يستطع تحقيق الدرجات المؤهلة للانضمام إلى المسار العلمي المحبب إليه، وعليه فإن كثير من هؤلاء الأفراد قد التحقوا بالتعليم الأكاديمي بغرض الحصول على شهادة جامعية ليس أكثر، وهذا احد أهم أسباب عدم ملائمة شهادات الكثير من المتقدمين على الوظائف مع متطلبات شغلها، واهتمامهم أكثر بالشهادات المهنية والخبرة العملية.
تلعب الخبرة العملية دورًا حاسمًا في تحقيق النجاح لهؤلاء الأفراد في بيئة العمل، كون أن شهاداتهم العلمية غير متفقة مع المجال الذي يعملون به، وعلى الرغم من ذلك فالخبرة العملية تعتبر العامل الذي يميز بين المحترفين والمبتدئين في المجال. وكلما زادت خبرة الفرد، كان قادرا على تحسين أداؤه الوظيفي، وزيادة إنتاجيته، كما الخبرة العملية للفرد فرصة التعرف على التحديات والمشكلات التي يمكن أن تواجهه في العمل وكيفية التعامل معها بفعالية، وهو يعد بالنسبة لزملائه الخبير والمرشد والمعلم. فالأفراد الذين يمتلكون خبرة عملية في مجالاتهم يكونون أكثر قدرة على فهم الديناميكيات المعقدة للأسواق والتعامل مع المشكلات بفعالية.
تعد الممارسة واحدةً من أهم العناصر التي تساعد مسؤولي الموارد البشرية في اختيار الأفراد المطلوبين لشغل الوظيفة، فالممارسة العملية، بالإضافة للخبرة، تحول الفرد من متميز إلى أسطى في عمله – صاحب حرفة أو المتخصص في مهنة يدوية ويبدع فيها- العنصر الثالث والأهم في تعزيز الكفاءة. إن التعلم من خلال الممارسة يساهم في تحسين الأداء وتطوير المهارات بشكل مستمر. الأفراد الذين يشاركون في مشاريع حقيقية أو يتعرضون لتحديات جديدة يكتسبون خبرات قيمة تُضيف إلى رصيدهم المهني. إن الممارسة تتيح لهم فرصة التعلم من الأخطاء، مما يعزز من قدرتهم على الابتكار والتكيف.
إن التأهيل والخبرة والممارسة يلعبون دورًا كبيرًا في تحقيق النجاح في بيئة العمل المتغيرة والمتجددة باستمرار. إن هذه العوامل الثلاثة تشكل الأساس الذي يبني عليه الفرد مستقبله المهني، ويتيح له مواجهة التحديات التي تعترض طريقة وتحقيق إنجازات ملموسة.
أهمية التأهيل
التأهيل هو الخطوة الأولى التي يجب على الفرد اتخاذها ليتمكن من دخول سوق العمل بكفاءة. يشمل التأهيل مجموعة من المعارف والمهارات التي يكتسبها الفرد من خلال التعليم الأكاديمي أو التدريبات المهنية. يساعد التأهيل على تزويد الفرد بالمعرفة الأساسية في مجاله المهني ويعزز من قدرته على التأقلم مع متطلبات العمل.
التعليم الأكاديمي
للتعليم الأكاديمي دور كبير في تأهيل الأفراد لمواجهة تحديات بيئة العمل. من خلال الجامعات والكليات والمعاهد، يمكن للطلاب اكتساب المعرفة النظرية والعملية التي تؤهلهم للانخراط في سوق العمل. بالإضافة إلى ذلك، يوفر التعليم الأكاديمي فرصًا للتفاعل مع الخبراء والمختصين في المجال، مما يساهم في تنمية المهارات والقدرات الشخصية.
التدريب المهني
يعتبر التدريب المهني جزءًا مهمًا من عملية التأهيل، حيث يتيح للفرد فرصة تطبيق المعرفة النظرية في بيئة العمل الحقيقية. يتضمن التدريب المهني مجموعة من البرامج والورش التي تهدف إلى تحسين المهارات الفنية والتقنية للأفراد. يساعد التدريب المهني على تعزيز الثقة بالنفس ويزيد من فرص الحصول على وظيفة مرموقة.
دور الخبرة
اكتساب الخبرة
يمكن للأفراد اكتساب الخبرة من خلال العمل في وظائف متعددة أو المشاركة في مشاريع متنوعة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأفراد الاستفادة من الخبرات السابقة للآخرين من خلال الاستماع إلى قصص نجاحهم وتعلم الدروس المستفادة من تجاربهم. يمكن أيضًا للمرشدين والموجهين أن يلعبوا دورًا كبيرًا في نقل الخبرات والمعرفة.
تطوير المهارات
تعتبر تطوير المهارات جزءًا أساسيًا من عملية اكتساب الخبرة، حيث يساعد على تحسين الأداء الوظيفي وزيادة فرص الترقية والتقدم في المسار المهني. يمكن للأفراد تطوير مهاراتهم من خلال الدورات التدريبية وورش العمل، فضلاً عن القراءة والبحث المستمر في المجال.
أهمية الممارسة
الممارسة المتواصلة هي العامل الذي يجمع بين التأهيل والخبرة ويسهم في تحسين الأداء الوظيفي. من خلالها، يمكن للأفراد تطبيق ما تعلموه في بيئة العمل الحقيقية والتحسين المستمر لأدائهم. الممارسة تساعد على بناء الثقة بالنفس وزيادة القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة.
التعلم من الأخطاء
تعتبر الأخطاء جزءًا لا يتجزأ من عملية الممارسة، حيث يمكن للفرد أن يتعلم الكثير من خلال تحليل الأخطاء وتصحيحها. يساعد التعلم من الأخطاء على تحسين الأداء الوظيفي وتجنب الوقوع في نفس الأخطاء في المستقبل.
التحسين المستمر
يعتبر التحسين المستمر جزءًا أساسيًا من عملية الممارسة، حيث يساعد على زيادة الإنتاجية وتحقيق الأهداف المهنية. يمكن للأفراد تحقيق التحسين المستمر من خلال تحديد نقاط الضعف والعمل على تحسينها، فضلاً عن السعي للتعلم والتطوير المستمر.
خاتمة
في الختام، يمكن القول بأن التأهيل والخبرة والممارسة هي العوامل الأساسية التي تساعد الأفراد على تحقيق النجاح في بيئة العمل. من خلال الجمع بين هذه العوامل الثلاثة، يمكن للفرد أن يواجه التحديات والمشكلات بفعالية ويحقق إنجازات ملموسة في مساره المهني. لذا، يجب على الأفراد الاستثمار في التعليم والتدريب واكتساب الخبرات العملية، والعمل على تحسين أدائهم من خلال الممارسة المستمرة والتطوير الذاتي.