مدرب أنجولا: العمل لم ينتهي بالتعادل مع الجزائر سنواصل البناء في مبارياتنا القادمة
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
أعرب البرتغالي بيدرو جونسالفيز، المدير الفني للمنتخب الأنجولي لكرة القدم، عن رضاه بالأداء الذي فريقه عقب التعادل مع الجزائر في بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم.
وبدأ منتخب أنجولا مشواره في بطولة كأس أمم أفريقيا 2023، المقامة حاليا في كوت ديفوار، بالتعادل 1 / 1 مع منتخب الجزائر، في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين، وذلك ضمن مواجهات الجولة الأولى للمجموعة الرابعة من مرحلة المجموعات للمسابقة القارية، التي تضم أيضا منتخبي بوركينا فاسو وموريتانيا.
وتمكن المنتخب الأنجولي، الذي يشارك للمرة التاسعة في أمم أفريقيا، من تعويض تأخره بهدف نظيف في الشوط الأول أحرزه النجم المخضرم بغداد بونجاح في الدقيقة 18، بعدما أحرز هدف التعادل بواسطة لاعبه البديل كريستوفاو مابولولو في الدقيقة 68 من ركلة جزاء، ليحصل كل فريق على نقطة وحيدة.
وأرجع جونسالفيز، الفضل في نقطة التعادل التي حققتها أنجولا، إلى جهود اللاعبين في الشوط الثاني، بعد بدايتهم "البطيئة" في الشوط الأول.
قال جونسالفيز، في تصريحاته خلال الندوة الصحفية بعد المباراة: "بدأنا ببطء لكننا تمكنا من إيجاد بعض المساحات وعدنا في المباراة خلال الشوط الثاني، الذي شهد أداء أفضل من فريقنا".
وكشف جونسالفيز، في تصريحاته التي نقلها الموقع الألكتروني الرسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، اليوم الثلاثاء، إعجابه بالذهنية التي تمتع بها لاعبوه، موضحا أنه يتوقع المزيد منهم في المباريات المتبقية.
وشدد المدرب البرتغالي "العمل لم ينته. أظهر منتخبنا أنه حاضر من الناحية الذهنية، لذا سنواصل البناء على هذا في مبارياتنا القادمة".
ويستعد منتخب أنجولا لملاقاة منتخب موريتانيا، يوم السبت المقبل، في الجولة الثانية بالمجموعة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أنجولا أنغولا المنتخب الجزائري المنتخب الوطني المنتخب الوطني الجزائري مدرب منتخب منتخب أنغولا منتخب الجزائر منتخب السنغال منتخب المغرب منتخب تونس منتخب مصر منتخب مصر اليوم
إقرأ أيضاً:
تقديس المدير
جابر حسين العماني
عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
تعاني بعض المجتمعات العربية والإسلامية من ظاهرة خطيرة على المجتمع، وهي تقديس المديرين المسؤولين، ظاهرة مؤسفة جعلت بعض المديرين شخصيات مغرورة لا ترى إلا نفسها، ترفض النقد البناء، وكأنها لا تزال تعيش في عصر من عصور الطغاة، كفرعون الذي كان يقول: "أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ"، وهو سلوك سلبي لا يهدد مكانة المؤسسات الحكومية والخاصة فحسب، بل يؤخر التقدم والازدهار ويجعل روح الفريق الواحد في بيئة العمل ضعيفة جدا، لا اعتبار لها ولا مكانة ولا إجادة، وذلك بسبب تقديس المديرين وغرورهم وعدم تقبلهم للنقد البناء.
قال الإمام محمد الباقر: "مَا دَخَلَ قَلْبَ اِمْرِئٍ شَيْءٌ مِنَ اَلْكِبْرِ إِلاَّ نَقَصَ مِنْ عَقْلِهِ مِثْلَ مَا دَخَلَهُ مِنْ ذَلِكَ قَلَّ ذَلِكَ أَوْ كَثُرَ".
إن من المؤسف جدا أن يتحول النقد البناء للمدير المغرور في بعض المؤسسات العربية والإسلامية إلى جريمة نكراء، تقابل بالتوبيخ أو الإقصاء أحيانا، بينما يحترم الموظف المتملق والمرائي، ويرتفع بسلوكه درجات لا يستحقها في بيئة العمل فقط لأنه لمع مكانة المدير، وكأننا نعمل لخدمة المسؤول، وليس لخدمة الوطن وازدهاره، وحفظ أمجاده.
لا بد أن يعلم كل من يعمل في بيئة العمل أن النقد البناء الصادق يعد البوابة الرئيسية للتطوير والارتقاء إلى بيئة عمل أفضل، وهو من أهم المظاهر الحضارية التي لا غنى عنها، والذي له دلالات واضحة ومن أهمها تجنب الغرور وتعزيز العمل الجماعي على الشراكة الحقيقية والانتماء الوطني المخلص في أثناء العمل.
إن تقديس المدير المسؤول في مواقع العمل لا يصنع البيئة المناسبة والصالحة للإنتاج المثمر في التكامل المهني المطلوب، بل يخلق الكثير من القلق والتوتر بين الموظفين، ويحفزهم على التعامل بالتملق بدلا من إبداء الصراحة والنقد البناء، وهنا من الطبيعي جدا غياب روح الحوار، وانطفاء الأفكار الخلاقة والمطلوبة، واختفاء الإبداع والتألق والنجاح، لأن الموظفين مشغولون بإرضاء المسؤول وتلميع صورته لمصالح خاصة، بدلا من خدمة الوطن والمواطنين، وتغيب بذلك روح العمل الجاد والفاعل الذي ينبغي أن يكون متحققا في بيئة العمل.
اليوم نحن بحاجة ماسة إلى مؤسسات حكومية نافعة وجادة، تتبنى النقد البناء والفعال وترفض الغرور بأشكاله ومسمياته، وتميز بين احترام المسؤولين ومحاسبة قراراتهم، ذلك أن الإدارة سواء كانت في المؤسسات الحكومية أو الخاصة ينبغي أن تنصت للجميع، ولا تميز أحدا دون آخر إلا بالتميز والإجادة، وتؤمن بمبدأ الحوار والنقاش الجاد، وتعيد النظر فيما يخص القرارات المطروحة بهدف التطوير ونقل العمل إلى ما هو أفضل وأجمل وأحسن، بما يخدم الوطن والمواطنين، وتجنيب بيئة العمل سياسة تكميم الأفواه وتقديس المسؤولين مهما كانت درجاتهم ومناصبهم وشأنهم في الوسط الاجتماعي.
اليوم ومن أجل نجاح بيئة العمل، لا بد من التركيز على ممارسة الصفات الأخلاقية والتي منها التواضع، فليس هناك سلوك أرقى منه، فينبغي على المسؤولين، من مديرين وغيرهم من أصحاب المناصب العليا أو ما دون ذلك، أن يتواضعوا مع موظفيهم، ويكون ذلك من خلال الاستماع إليهم، وتحفيزهم على العمل، والمرونة في الإدارة، والقدوة الحسنة، واحترام ثقافة النقد وتقبلها.
أخيرًا: نحن في زمن تكاثرت فيه المناصب بأنواعها المختلفة، وتقلصت الكثير من القيم والمبادئ الإنسانية، ولا زالت أوطاننا العربية والإسلامية بحاجة ماسة إلى مديرين مسؤولين مخلصين يصنعون الفرق بأخلاقهم الطيبة واجتهادهم، يحاربون التفرقة والتمزق والغرور وحب الذات، ساعين لإدارة القلوب قبل الملفات والاجتماعات والقرارات، تلك هي أفضل وأجمل وأقوى أدوات الإدارة الناجحة التي لا بد من ممارستها وتقديمها في بيئة العمل بكل إخلاص ووفاء وتفان، وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
تَوَاضَعْ تَكُنْ كَالنَّجْم لاحَ لِنَاظِرِ**عَلَى صَفَحَاتِ الْمَاءِ وَهُوَ رَفِيعُ
وَلا تَكُ كَالدُّخَانِ يَرْفَعُ نَفْسِهُ**إلى طَبَقَاتِ الْجَوِّ وَهُوَ وَضِيعُ
رابط مختصر