دبلوماسي إسرائيلي: بايدن غاضب ومحبط من نتنياهو لكن لديه خيارات لتغيير المسار
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
أفاد مقال في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بأن الرئيس الأميركي جو بايدن غاضب ومحبط من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعدم تعاونه معه فيما يتعلق بمسار الحرب في قطاع غزة، ولتجاهله مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.
وكتب الدبلوماسي الإسرائيلي ألون بينكاس، في مقاله بالصحيفة، أن هناك قضيتين رئيسيتين من قضايا الشرق الأوسط تشغلان حاليا واشنطن، وهما العناد الذي أبداه نتنياهو والذي أحدث انزعاجا وامتعاضا عبر المحيط، وشبح اندلاع حريق إقليمي أوسع نطاقا تتورط فيه الولايات المتحدة وقد يصرف انتباهها، "والقضيتان متشابكتان وتستحقان اهتماما خاصا".
وقال بينكاس إن نتنياهو يتعمد الدخول في مواجهة مع إدارة بايدن، تخدم تظاهره الزائف بالشجاعة في الوقوف بوجه الضغوط الأميركية، وتمثل جانبا من محاولته تحويل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو اليوم الذي شنت فيه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجومها داخل إسرائيل، إلى صراع تاريخي أكبر حول الدولة الفلسطينية وإيران.
وأضاف أنه هو وآخرون سبق أن كتبوا عن ذلك، لكن يبدو أن وعي واشنطن قد نضج، حيث تتحدث تقارير عن أن هناك "إحباطا" و"غضبا" و"خيبة أمل" تجاه نتنياهو الذي لا يُنظر إليه كحليف. باختصار -يقول بينكاس- إسرائيل حليفة لواشنطن، ورئيس وزرائها ليس كذلك.
وزاد أن بايدن تعرض لضغوط لكي يتحول تدريجيا من دعمه الأولي المطلق للحرب في غزة نظرا لعدم تعاون نتنياهو، إلا أنه قاوم تلك الدعوات على ما يبدو. وبدا من الواضح أن جحود نتنياهو بلغ درجة لا تُحتمل، حسب تعبير كاتب المقال.
شرخ كبير
ويعتقد بينكاس أن إقدام نتنياهو على إجراء تغييرات في النظام القضائي في بلده أحدث شرخا كبيرا في "القيم المشتركة" المفترضة بين إسرائيل والولايات المتحدة، مما حدا بالبيت الأبيض إلى تجاهل زيارته خلال العام الماضي.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، نما "الامتعاض" الأميركي في تربة جيوسياسية خصبة، وتجلى ذلك في رفع جنوب أفريقيا دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم "إبادة جماعية"، وفي "تهرب" نتنياهو المستمر من خطط إدارة شؤون غزة في مرحلة ما بعد الحرب.
ووفقا للمقال، فقد خلصت إدارة بايدن أيضا إلى أن لدى نتنياهو مصلحة سياسية راسخة في إطالة أمد الحرب من خلال مقاومته وسخريته من أي فكرة أميركية لما بعد الحرب، كما أنه يعمل على جر الولايات المتحدة إلى صراع إقليمي.
ويتساءل الدبلوماسي الإسرائيلي: ما خيارات بايدن الواقعية إذا آثر تغيير المسار؟ ويجيب بالقول إن الرئيس الأميركي -بادئ ذي بدء- يدرك أن 75% من اليهود الأميركيين سيصوتون له في الانتخابات الرئاسية المقبلة بغض النظر عما يفعله مع نتنياهو، إذ إنهم لا يبدون تعاطفا كبيرا معه.
ستة خيارات لبايدنويرى الدبلوماسي الإسرائيلي أن بايدن يملك 6 خيارات مختلفة في جعبته: فهو، أولا، يستطيع فك الارتباط كليا ويقول للإسرائيليين "إنني بذلت قصارى جهدي، فافعلوا ما يحلوا لكم، واتصلوا على الرقم 1-202-456-1414 عندما تكونوا جادين".
وثاني تلك الخيارات أن بإمكان بايدن إسداء النصح لنتنياهو علنا، ويلومه على عدم تعاونه وتعريضه إسرائيل للخطر. وثالثها، أن يُبطئ إرسال الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل. ورابعها أن بمقدوره الامتناع عن التصويت أو حتى دعم قرار جديد لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.
أما خامس الخيارات، وفقا للكاتب، فهو أن يطالب بايدن بوقف إطلاق النار، وسادسها هو "الخيار الأكثر جرأة" -في نظر كاتب المقال- ويتمثل في إمكانية إطلاق الولايات المتحدة رؤية لغزة ما بعد الحرب بتجاهل نتنياهو وبالتنسيق مع السعودية ومصر والأردن والإمارات وقطر، بما في ذلك اندماج إسرائيل في المحور الإقليمي، مع استكمال التطبيع مع الرياض.
وفي خاتمة المقال، يؤكد الكاتب أن هناك ضرورة لأن يتخذ بايدن قرارا لتصحيح مسار نهجه، ليس على حساب دعمه لإسرائيل، بل على حساب نتنياهو "الذي لا يخدم سوى مصالحه الخاصة وليس المصالح الإسرائيلية ولا الأميركية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
شهادة من الخصوم.. بايدن وكلينتون وهاريس يشيدون بجهود ترامب لإنهاء حرب غزة
أشاد كل من الرئيسين الأمريكيين السابقين، جو بايدن وبيل ملينتون، بالرئيس دونالد ترامب، عقب توقيع الاتفاق على إنهاء الحرب في غزة خلال قمة السلام في شرم الشيخ.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); ويعد كل من بايدن وكلينتون من أشد منتقدي "ترامب"، كما أنها ينتميان للحزب الديموقراطي المنافس لمعسكر ترامب السياسي.
أخبار متعلقة كأنه يوم العيد.. أجواء من الفرح في المواصي جنوب قطاع غزةحماس: تسليم الرهائن الأحياء الـ 20 تنفيذًا لخطة "ترامب"عاجل: وزارة الصحة في غزة: حصيلة ضحايا الحرب بلغت 67869 شهيدًاوقال بايدن: "أشعر بامتنان عميق وراحة بال لأن هذا اليوم قد جاء، من أجل آخر الرهائن الذين التقوا أخيرًا بعائلاتهم وأحبائهم، ومن أجل المدنيين في غزة الذين عانوا من خسائر فادحة وسيحصلون أخيرًا على فرصة لإعادة بناء حياتهم".
I am deeply grateful and relieved that this day has come – for the last living 20 hostages who have been through unimaginable hell and are finally reunited with their families and loved ones, and for the civilians in Gaza who have experienced immeasurable loss and will finally...— Joe Biden (@JoeBiden) October 13, 2025
وأكمل: "أشيد بالرئيس ترامب وفريقه على عملهم للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار متجدد عبر خط النهاية. والآن، بدعم من الولايات المتحدة والعالم، يسير الشرق الأوسط على طريق السلام الذي آمل أن يدوم ومستقبل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء بمستويات متساوية من السلام والكرامة والأمان".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } بيان بايدن
فيما قال "كلينتون" في تدوينة على موقع إكس: "ممتنٌّ لقرتر وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وبدء تدفق المساعدات".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } بيان كلينتون
وأشاد بـ"ترامب" قائلًا: "يستحق ترامب وإدارته، وقطر، والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى، كل التقدير لإبقائهم الجميع منخرطين حتى التوصل إلى الاتفاق".
إشادة من كامالا هاريسوقالت نائبة الرئيس السابقة ومناسفة ترامب بالانتخابات الأمريكية الأخيرة، كامالا هاريس، إن هذا اليوم يُمثل خطوة أولى مهمة نحو مستقبل أكثر تفاؤلًا، مشيدة بـ"القادة والشركاء" الذين ساهمت جهودهم في تحقيق هذا الاتفاق، بمن فيهم الرئيس وفريقه..
قمة شرم الشيخ للسلام
شهدت "قمة شرم الشيخ للسلام" التي عُقدت بمدينة شرم الشيخ المصرية أمس الاثنين، مراسم توقيع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، على وثيقة شاملة بهدف إنهاء الحرب في قطاع غزة.
وأفادت الرئاسة المصرية في بيانٍ صحفي، عقب اختتام أعمال القمة التي رأسها كل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بأن القمة تركزت أعمالها على التأييد والدعم المطلق لاتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة، والذي أُبرم يوم 9 أكتوبر الحالي، وبوساطة كلٍ من مصر والولايات المتحدة وقطر وتركيا.متابعة تنفيذ بنود الاتفاقوأوضح البيان أن القمة تناولت أهمية التعاون بين أطراف المجتمع الدولي لتوفير كل السُبل من أجل متابعة تنفيذ بنود الاتفاق والحفاظ على استمراريته، بما في ذلك وقف الحرب في غزة بصورة شاملة، والانتهاء من عملية تبادل الرهائن والأسرى، والانسحاب الإسرائيلي، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة.
وأضاف البيان أن القمة شددت على ضرورة البدء في التشاور بشأن سُبل وآليات تنفيذ المراحل المقبلة لخطة الرئيس ترمب للتسوية، بدءًا من المسائل المتعلقة بالحوكمة وتوفير الأمن، وإعادة إعمار قطاع غزة، وانتهاءً بالمسار السياسي للتسوية.