من "العذراء" إلى "غرينلاند".. تفاصيل توسع الولايات المتحدة بـ"الدولار"!
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
سجل التاريخ توسع الدول بطرق منها الغزو العسكري والفتوحات، علاوة على الضم الطوعي. وقد استخدمت الولايات المتحدة الأسلوبين علاوة على أسلوب آخر كان له دور كبير هو شراء الأراضي.
إقرأ المزيدفي هذا السياق تصادف أن اشترت الولايات المتحدة في 17 يناير عام 1917 من الدنمارك "جزر الهند الغربية الدنماركية، الواقعة في البحر الكاريبي مقابل مبلغ قدره 25 مليون دولار ذهبي، وغيرت اسمها بعد أن استحوذت عليها رسميا في 31 مارس عام 1917 إلى الجزر العذراء "فيرجن".
كانت عملية شراء تلك الجزر من الدنمارك آخر صفقة إقليمية كبرى من نوعها، وقد أبرمتها الولايات المتحدة والدنمارك خلال الحرب العالمية الأولى. وللدلالة على قيمة مبلغ الصفقة وقتها، نشير إلى أن مبلغ 25 مليون دولار ذهبي كان يساوي نصف الميزانية السنوية لمملكة الدنمارك.
كان الدافع وراء الصفقة أن الولايات المتحدة في ذلك الوقت، أثناء مشاركتها في الحرب، كان تخشى أن تستولي ألمانيا على جزر الهند الغربية الدنماركية وتصبح قاعدة للأسطول الألماني.
قررت الدنمارك تمرير الصفقة وأجرت استفتاء وافق فيه سكان البلاد، وكذلك سكان الجزر أنفسهم، على البيع، وبذلك، انتقلت ملكية أكبر جزر الإقليم، وهي سانتا كروز وسانت جون وسانت توماس، إلى الولايات المتحدة وأصبحت في الوقت الحالي وجهات سياحية شهيرة.
هذه المجموعة من الجزر تتمتع حاليا بوضع إقليم منضم إلى الولايات المتحدة لكنه غير مدمج، في حين يحظى سكانها بوضع مواطني الولايات المتحدة، إلا أنهم لا يستطيعون المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ويمكنهم فقط المشاركة في الانتخابات الأولية للمرشحين للرئاسة.
أما الصفقة الأكبر فكانت تلك التي عقدتها الولايات المتحدة مع فرنسا في عام 1803 واشترت بموجبها إقليم لويزيانا الضخم مقابل مبلغ قدره 15 مليون دولار. وبما أن مساحة المنطقة تزيد عن 2 مليون كيلو متر مربع، فقد كلف ثمن الهكتار 7 سنتات!
الولايات المتحدة كانت اشترت من روسيا القيصرية في عام 1867 ألاسكا مقابل 7.2 مليون دولار ذهبي، واستحوذت بذلك على أكثر من مليون ونصف المليون متر مربع.
لمعرفة ضخامة تلك الصفقات، نشير إلى أن هذه الأراضي تشكل حاليا ما نسبته 23 بالمئة من أراضي الولايات المتحدة، وتمتد عليها أراضي 15 ولاية أمريكية، في حين أن إجمالي مساحة الأراضي المشتراة كانت ضعف حجم الولايات المتحدة ذاتها.
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حاول خلال فترة ولايته إحياء مثل هذا الأسلوب في التوسع والذي انتهى عهده منذ فترة طويلة جدا، وسعى إلى شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك، واصفا المنطقة بأنها "مثيرة للاهتمام من الناحية الاستراتيجية".
مصادر في ذلك الوقت ذكرت أن إدارة ترامب أعربت عن استعداها منح الدنمارك 600 مليون دولار سنويا مقابل نقل ملكية الجزيرة إليها.
الحكومة الدنماركية في ذلك الوقت رفضت العرض، وردا على ذلك، أرجأ الرئيس دونالد ترامب حينها اجتماعا رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكس.
ترامب غرّد في تلك المناسبة بأسلوبه الخاص والمستفز قائلا: "الدنمارك بلد خاص به أناس رائعون، لكن بناء على تعليقات رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن بأنها غير مهتمة بمناقشة الاستحواذ على غرينلاند، سأعيد جدولة اجتماعنا المقرر في غضون أسبوعين إلى وقت آخر"، فيما أعرب في تصريح لاحق عن أمله في أن تغير السلطات الدنماركية موقفها.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف دونالد ترامب الولایات المتحدة ملیون دولار
إقرأ أيضاً:
هل ترد إيران على الولايات المتحدة؟
أنقرة (زمان التركية) – وضعت الولايات المتحدة قواتها في الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى بالتزامن مع تهديدات إيران ووكلاؤها بالانتقام في أعقاب التوترات الأخيرة.
وصرح السفير الإيراني في جنيف والممثل الدائم لدى الأمم المتحدة، علي بحريني، لموقع يورونيوز في 19 يونيو/حزيران الجاري أن طهران ستهاجم الولايات المتحدة إذا “تجاوزت واشنطن الخطوط الحمراء”.
يتفق معظم الخبراء العسكريين على أن السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن تهاجم إيران القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني بالفعل يوم الأحد أن أصل الطائرة الأمريكية “تم تحديده ويخضع للمراقبة” مفيدا أن القواعد الأمريكية في المنطقة “ليست مصدرا للقوة ولكنها نقطة ضعف متنامية”.
وأفاد الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن يوم السبت أنهم سيستهدفون السفن الأمريكية في البحر الأحمر إذا شاركت واشنطن في هجوم محتمل ضد إيران بالتعاون مع إسرائيل.
وأكد المتحدث العسكري باسم المجموعة، يحيى سريع، في بيان نشره المنفذ الإعلامي للجماعة أنه “إذا شاركت واشنطن في الهجوم على إيران فسيتم استهداف السفن والسفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر”.
لدى الولايات المتحدة عشرات الآلاف من القوات في الشرق الأوسط، بما في ذلك قواعد دائمة في دول الخليج العربي مثل الكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وهي أقرب بكثير إلى إيران من إسرائيل وذلك عبر الخليج الفارسي.
الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط
تحتوي هذه القواعد على أنظمة دفاع جوي متطورة ، لكن سيكون لديها وقت تحذير أقل بكثير في مواجهة موجات الصواريخ أو أسراب الطائرات المسلحة بدون طيار. ويعتمد هذا الأمر على عدد الطائرات بدون طيار والصواريخ التي سيتم استخدامها في هجوم محتمل.
ولم تتمكن إسرائيل الواقعة على بعد بضع مئات من الكيلومترات من وقف كل النيران القادمة.
وفقا لمسؤولين أمريكيين ووكالة أسوشيتد برس (AP)، عادة ما يكون هناك حوالي 30 ألف جندي أمريكي في الشرق الأوسط، غير أن العدد حاليا يُقدر بنحو 40 ألف جندي في المنطقة.
وارتفع هذا العدد إلى 43 ألفا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران واستمرار هجمات الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر.
بعد 13 يونيو/ حزيران الجاري وقت استهداف إسرائيل إيران لأول مرة لوقف برنامجها للتخصيب النووي، بدأت القوات الأمريكية في المنطقة في اتخاذ تدابير احترازية بما في ذلك المغادرة الطوعية للمعالين العسكريين من القواعد لتوقع الهجمات المحتملة وحماية أفرادها إذا ردت طهران على نطاق واسع.
وباتت القوات الأمريكية في الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى مع تهديد إيران ووكلائها بالانتقام واستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة بالفعل في السابق.
ولعل أحد الاختلافات مقارنة بالهجمات والتهديدات السابقة هو تراجع قدرات وكلاء إيران، حزب الله وحماس، منذ أن دمرتها إسرائيل بعد أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2023.
وتمتلك إيران أيضا صواريخ بما في ذلك المقذوفات، ولكن ليس لديها الكثير من القوة الجوية بسبب العقوبات الغربية.
وتكرر استهداف قاعدة الأسد الجوية الواقعة في غرب العراق وبها أكبر انتشار أمريكي في البلاد.
في عام 2020 بعد أن اغتالت الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني، أطلقت إيران 16 صاروخا على القواعد الأمريكية في العراق. أصابت 11 منها أصابت قاعدة الأسد وسقط عشرات الجرحى.
واستمرت الهجمات ومؤخرا في أغسطس تعرضت القاعدة لضربات من الطائرات بدون طيار والصواريخ.
في يناير/ كانون الثاني من عام 2024، قُتل ثلاثة جنود أمريكيين في هجوم بطائرة بدون طيار على البرج 22 وهو موقع أمريكي صغير بالقرب من الحدود السورية في الأردن. وكانت غارة الطائرات بدون طيار أول هجوم مميت ضد القوات الأمريكية منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2023.
وألقى المسؤولون الأمريكيون باللوم في الهجوم على المقاومة الإسلامية العراقية، وهي تحالف من الميليشيات المدعومة من إيران بما في ذلك كتائب حزب الله.
ينشط الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية في البحرين بحوالي 8000 فرد. وتضم قطر قاعدة العديد الجوية، وهي المقر المتقدم للقيادة المركزية الأمريكية ويمكن أن تستوعب 10 آلاف جندي.
معسكر بويرينغ وعلي السالم والظفرة هي أيضا قواعد جوية مهمة في الكويت والإمارات العربية المتحدة.
وبدأت البعثات الدبلوماسية الأمريكية في العراق وإسرائيل في إجلاء موظفيها. ويحذر المسؤولون من احتمالية استهداف السفارات بالإضافة إلى القواعد العسكرية.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، في تغريدة عبر منصة إكس نشر قوات إضافية لتعزيز الدفاع الإقليمي قائلا: “حماية القوات الأمريكية هي أولويتنا القصوى”.
Tags: البرنامج النووي الإيرانيالحرب الاسرائيلية الايرانيةالقوات الأمريكية في الشرق الأوسطالهجمات الأمريكية على إيرانالهجمات الإسرائيلية على إيران