بعد أكثر من 100 يوم على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يبدو أن الأنفاق المنتشرة على مساحة القطاع لم تكن فقط مفاجأة حقيقية للجيش الإسرائيلي، على الرغم من أنه كان يعلم بوجودها، وإنما أدخلت المستوى السياسي أيضاً في دهاليزها المظلمة من دون أن يرى الضوء في نهايتها.
هذه الأنفاق التي دخل الجيش الإسرائيلي لتدميرها كجزء من أهدافه المعلنة في القضاء على الفصائل الفلسطينية واستعادة الرهائن المحتجزين لديها، وهو قد دمر بعضها بالفعل، سرعان ما شكلت مأزقاً حقيقياً له حين وجد نفسه في متاهة، سواء بسبب التعقيدات التي يواجهها، أو قلة معلوماته الاستخبارية عنها، وربما تدخله في حرب استنزاف طويلة الأمد.
وكانت أنفاق غزة حاضرة أيضاً حيث لعبت دوراً مهماً في تعميق هذه الخلافات، فهي، من جهة، أبطأت توغل الجيش الإسرائيلي، على الرغم من الفارق الهائل في موازين القوى، ومنعته من تحقيق أي إنجاز حقيقي أو صورة نصر، بل أظهرت هذا الجيش بصورة العاجز عن تحقيق أي شيء باستثناء التدمير والقتل لعشرات آلاف المدنيين الفلسطينيين، لينقلب العالم ضده، ويجر معه إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب «أعمال إبادة». الأمر الآخر هو أن هذه الأنفاق ساهمت بشكل مباشر في انقسام المجتمع الإسرائيلي والدفع نحو تغيير أولويات الحرب، عبر نشر فيديوهات متتالية عن الرهائن المحتجزين، ليتطور هذا الأمر إلى المطالبة بإسقاط حكومة نتنياهو والذهاب للانتخابات البرلمانية حتى في ظل الحرب.
وبالمحصلة، فإن عجز الجيش في الميدان أدخل القيادة السياسية في مأزق حقيقي، فهي تريد استمرار الحرب لحسابات شخصية وسياسية حتى تحقيق انتصار واضح كما تدعي، بينما يريد الجيش التساوق مع الإدارة الأمريكية في الانتقال إلى المرحلة الثالثة، ووضع أهداف سياسية لها، وهو ما لا يريده نتنياهو واليمين المتطرف، لكنه يُبقي الجميع داخل النفق حتى إشعار آخر.
يونس السيد – صحيفة الخليج
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الجيش اللبناني: إصابة أحد جنودنا بقصف إسرائيلي في الجنوب
الثورة نت/
أعلن الجيش اللبناني، اليوم الأحد، إصابة أحد جنوده في قصف “إسرائيلي” جديد على جنوبي البلاد.
وقال الجيش اللبناني، في بيان له، إن “أحد العسكريين أصيب بجروح متوسطة جراء استهداف الجيش الإسرائيلي آلية من نوع “رابيد” عند حاجز بيت ياحون – بنت جبيل”.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية، بإصابة عدد من الأشخاص في الغارة، فيما لم يصدر أي تعليق فوري من جيش العدو الإسرائيلي.
ودخل اتفاق وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما، بين لبنان والعدو الإسرائيلي، حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر2024، بعد أكثر من عام على فتح حزب الله اللبناني، “جبهة إسناد لقطاع غزة”، في 8 أكتوبر2023.
وكان من المفترض أن يستكمل جيش العدو الإسرائيلي انسحابه من المناطق التي احتلها في جنوب لبنان، بحلول فجر 26 ينايرالماضي، وفق مهلة محددة في الاتفاق بـ60 يوما، إلا أن العدو لم يلتزم بالموعد، وأعلنت واشنطن لاحقا تمديد المهلة باتفاق إسرائيلي لبناني حتى 18 فبرايرالماضي.
وفي 18 فبراير الماضي، أعلن وزير حرب الكيان الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن قواته ستبقى موجودة في “منطقة عازلة” بلبنان، في 5 نقاط مراقبة على طول الخط الحدودي.