“ترجل عميدنا”.. قصي خولي يُفجع بوفاة والده
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
متابعة بتجــرد: توفي أمس الثلاثاء، السيد عميد خولي، والد النجم قصي خولي بشكل مفاجئ بعد مسيرة طويلة في عالم الصحافة، دون ذكر أسباب الوفاة.
ونعى النجم السوري والده الراحل بمنشور على انستغرام، ورثاه بكلمات من القلب قال فيها: “ترجل عميدنا، فارسنا سيدنا وحبيبنا ترجل أني”.
وأضاف: “إلى اللقاء سيدي ومعلمي، وداعا عميد وداعا يا ابو قصي منآمن بك وإن مات فمسيحياً”.
تفاعل النجوم والجمهور بشكل واسع مع منشور قصي وحرصوا على مواساته بتعليقاتهم المليئة بالحب.
يذكر أن الراحل شغل عدة مناصب هامة خلال مسيرته وكان أحد قيادات العمل الإعلامي في سورية منذ السبعينات، حيث كان نائباً لرئيس تحرير صحيفة، ثم رئيساً لتحرير صحيفة، وبعد ذلك كلّف رئيساً لتحرير صحيفة، كما كان نائب رئيس اتحاد الصحافيين في سوريا.
main 2024-01-17 Bitajarodالمصدر: بتجرد
إقرأ أيضاً:
ماذا يفيد حل الإخوان؟.. وهل نقول وداعا لعروبة مصر؟!
كان البيان المنسوب لجماعة الإخوان المسلمين قد بدأ في الانتشار للتو، عندما سألني أحد الزملاء الرأي، فقلت له: هذا بيان مزور، ومستحيل أن يصدر عن الجماعة على أي مستوى!
البيان يعلن حل الجماعة والانسحاب من المشهد السياسي، ومع ذلك يتحدث عن أن الجماعة سوف يقتصر عملها على الدعوة. وليس هذا التناقض الجوهري بين الحل وتغيير النشاط في الوقت ذاته، مما كان سببا في كشف العوار في البيان، ومن ثم الحكم بأنه مزور، فمن يتصور أن مثل هذا القرار يمكن اتخاذه مهما كانت الإغراءات؛ لا يعرف الإخوان، ولا يعرف ما تمثله لهم الجماعة، التي تتجاوز فكرة التنظيم إلى القبيلة بالنسبة للمنتمين إليها، وهي لدى كثيرين منهم المرادف للإسلام نفسه!
وقد يكون الإفراج عن المعتقلين ثمنا يستحق التضحيات الجسام، والتضحية بالتنظيم ذاته، لكن هذه خطوة لا يجرؤ على اتخاذها أحد، وغاية ما في الأمر فإن من يرى ضرورة الحل سيترك هو التنظيم لمن ثبت على الولاء له، ولهذا فإن دعوة مثل هذه لم تصدر من داخل السجون، رغم انعدام الأمل في الإفراج عنهم، وانعدام الأمل في معاودة التنظيم لنشاطه في الأمد المنظور، وهو الآن في أضعف حالاته، وقد خسر أرضا لم يكن بالغها إلا بشق الأنفس، دعوة مثل هذه لم تصدر من داخل السجون، رغم انعدام الأمل في الإفراج عنهم، وانعدام الأمل في معاودة التنظيم لنشاطه في الأمد المنظور، وهو الآن في أضعف حالاته، وقد خسر أرضا لم يكن بالغها إلا بشق الأنفسمكنه منها الربيع العربي، ومن مصر، إلى تونس، إلى اليمن، بل لم ينجح بالعودة لحدود ما قبل 2011، عندما كانت أصول اللعبة معروفة، ومع أنظمة اطلعوا عليها واكتشفت عليهم، والعلاقة بها كانت تحتمل الأخذ والرد، والكر والفر!
وفكرة حل الجماعة لا يمكن أن تصدر من داخل التنظيم، بل إن التلويح بإمكانية اعتزال السياسية لن تكون أبدية، ولكن لأجل مسمى إلى أن تكون الفرصة سانحة، لأن السياسة جزء من فكر الجماعة، ولا يتخيل القوم أنفسهم يقومون بدور خدمي أو دعوى لا يستهدف الدعاية السياسية، والوصول لمرحلة التمكين السياسي، فالإخواني كائن انتخابي بطبعه، وجماعة الإخوان ليست كجماعة التبليغ والدعوة؛ لا تستويان مثلا.
ماذا يفيد الحل؟
وإذ وجد البيان المزور تأييدا ممن اعتقدوا بصحة نسبته للإخوان، فإن هناك من سألوا: وماذا يفيد لو كان صحيحا؟ وهو سؤال وجيه فعلا، فلماذا لو فعلوا ما فعلته الجماعة الإسلامية من مراجعات من طرف واحد، بعد أن بددت الجماعة فرصا كثيرة كان النظام فيها يسعى لعقد مصالحة معها؟
الظروف الدولية خدمت الجماعة الإسلامية، فبعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، دخل الرئيس الأمريكي في أزمة مع دول في الإقليم رأى أن ديكتاتوريتها هي السبب في ما لحق بلاده من أذى، مع وجود عدد من المتهمين من مصر في هذه الأحداث، فألتفت النظام المصري إلى المراجعات ليؤكد أن الأوضاع عنده تسير في اتجاه تصفية ملف العنف تماما، وتبنّى النظام هذه المراجعات.
والملاحظة الضرورية هنا أن قادة الجماعة لم يعلنوا حلها، بل إن قيادتها التي أوردتها مورد التهلكة لم تجد نفسها مطالبة بالاستقالة، وإن كان تغييرا حدث بعد الثورة بفعل الانتخابات والتي وإن أبعدت القيادي كرم الزهدي، فقد أبقت على القيادي ناجح إبراهيم، مع تحوله الكامل، إلى درجة أنه لا يجد فيما اتخذته جماعته في السابق أي موقف صحيح، حتى العداء للحزب الوطني الوليد، الذي ينسحب على العداء من بكّروا بالانتماء إليه، يراه عملا ينقصه التوفيق!
وهي حالة تثير الشفقة والتعاطف، أن يبدد إنسان زهرة شبابه في السجون في قضايا خسارة، فكيف أمكن للرجل أن يظل على قيد الحياة مع كل هذا، ولا تداهمه السكتة القلبية؟!.. وهذا ليس موضوعنا!
فكما الجماعة الإسلامية في السابق، فليست جماعة الإخوان في موقف يمكنها من التفاوض، وبهذه المناسبة فمن يريد التفاوض لن يفكر هل يتفاوض مع محمود حسين أم مع صلاح عبد الحق، في الخارج، فالقيادات الفاعلة في السجون، وهي التي بيدها عقدة الأمر، أما من هم في الخارج فهم "سد خانة" لا أكثر، وقرار حل الجماعة فوق القدرة على اتخاذه، لكن لنفترض جدلا أن الجماعة اتخذته فماذا يفيد؟!
الحل من طرف واحد:
ليس واردا أن يقدم النظام الحاكم في مصر الآن على طلب كهذا، ليس عدم ثقة في القادة، فيستطيع الجنرال أن يتحصل على قرار بالاعتزال المؤقت للجماعة طوال فترة حكمه، ويطمئن لذلك، لكنه يدرك أنه لن يستفيد من القرار، لأنهم الآن ومنذ عشر سنوات لا يزعجونه على أي مستوى، فضلا عن أن وجودهم فزاعة للإقليم لن يفرط فيها.. ولنأتي لبيت القصيد! فماذا لو استيقظ النظام على قرار حقيقي من قادة الجماعة ومن طرف واحد بحل التنظيم، هل سيؤوب مع هذه الخطوة، ويعتبرها انتصارا لسياساته؟!
الإجابة ببساطة أنه لن يقبل بذلك، وستعمل دعايته على التعامل معها على أنها مناورة، وأن الجماعة باقية ومستمرة، فلولاها لما كان كل هذا الدعم الإقليمي، فالإخوان يقومون بدور الجماعات الوظيفية للسلطة، وقد استخدمهم نظام مبارك في هذا الصدد فزاعة للغرب، وباعتبارهم البديل له، وإذ فاز لهم 88 نائبا في 2005، فقد أفزع هذا إسرائيل التي استجارت بالبيت الأبيض، فسأل المصريين بعد الجولة الأولى: ماذا هناك، وإسرائيل في فزع من هذه التطورات؟!
كانت الأبواق الإعلامية هي الأكثر فزعا من حل الإخوان لأنفسهم، لأن مصالح مستقرة ستتعرض للخطر، ولأن هناك من بنوا حاضرهم الوظيفي على أنهم ضد الإخوان. لو غاب الإخوان لأعادوهم للمشهد بالقوة الجبرية
وقد صرح رئيس الحكومة المصرية حينذاك أحمد نظيف بأنه لولا تدخل الإدارة بالتزوير لنجح للإخوان 44 مرشحا آخرين، الأمر الذي اعتبرته افتقادا للكفاءة السياسية، إذ كيف يعترف الرجل بالتزوير؟، وقد علمت بعد قراءة مذكرات محمد فايق، وزير إعلام عبد الناصر، أنه التقى بمدير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان الذي نقل إليه سعادة مبارك بالفزع الإسرائيلي الذي أفزع الأمريكان أيضا، فلما وصلت الرسالة كان قراره بعدم فوز أي إخواني في 2010، ونجحت التدخلات الأمنية في تحقيق ذلك بدون قطرة دماء، ودون الاستنكار اللائق غربيا لهذا التزوير المفضوح!
الإخوان كفزاعة الآن للإقليم، ولو حل الإخوان أنفسهم في الأقطار الخليجية، كما فعل إخوان قطر في السابق، لتم إبطال مفعول الفزاعة التي يتم تصديرها من مصر، لكن حتى هذا القرار من الصعب اتخاذه!
لقد كانت الأبواق الإعلامية هي الأكثر فزعا من حل الإخوان لأنفسهم، لأن مصالح مستقرة ستتعرض للخطر، ولأن هناك من بنوا حاضرهم الوظيفي على أنهم ضد الإخوان. لو غاب الإخوان لأعادوهم للمشهد بالقوة الجبرية!
جمهورية مصر فقط.. وداعا لـ"مصر العربية":
البعض عندما يأخذ على خاطره، يعطي موضوعه التافه أبعادا تجعل منه قضية وجودية عميقة!
هناك شعور بالعزلة لعدم دعوة مصر للقمة الخليجية، وشعور بعدم التقدير لأن ترامب لم يبدأ جولته للمنطقة من القاهرة، والأمر امتد للتلسين على الخليج، وهناك من تجاوز الهمز واللمز لفرش الملاية، وليس كل الخليج قطر، التي لم تساير وفي أصعب الظروف أصحاب هذا اللون من العراك.
فالخناقة امتدت للخليج كله، ومن بين أهله من اخترعوا اللجان الإلكترونية، فهذا أداء ليس حكرا عليك وحدك، وهي معركة لن تحقق فيها انتصارا ولو وهميا، فغيرك خبير أيضا!
وإزاء هذا أخذت المشكلة بعدا جديدا.. بالدعوة إلى حذف كلمة "العربية" لتصبح جمهورية مصر (فقط)!
وكلما حدثت مشكلة مع مصر ولو مع إقليمها، اندفعت أصوات تتحدث عن أن مصر ليست عربية، ولا بد أن تقطع علاقتها بهذا الانتماء، وينشط دعاة الفرعونية، وأولئك الذين يقولون الأقباط (بالمعنى الديني) هم سكان مصر الأصليون.
فلتكن مصر الفرعونية، أو مصر وكفى، وقد كانت في السابق المملكة المصرية، ولم تبتعد عن محيطها العربي، وليكن، فدعك من العرب، وضع تصورك لحل أزمتك الاقتصادية مع القطيعة والانكفاء على الذات!
والتقط عمرو أديب الإشارة، وتحدث عن أموال سعودية دخلت لمصر بعد حزيران/ يونيو 2013 وأنه من حمل الشيكات بنفسه، في إشارة لا تخطئها عين!
في مرات سابقة كانت الدعوة لقطع صلة مصر بانتمائها العربي والإسلامي تأتي ومصر عفية، والبداية كانت منذ المصالحة المصرية المنفردة مع إسرائيل، وبكّت السادات من قالوا بعدم عروبة مصر؛ وقال إن مصر أصل العرب!
الوضع اختلف الآن، ومصر بحاجة للمال الخليجي، مساعدات واستثمارا، وجزء من الأزمة عندما تبدو الأطراف الخليجية غير قادرة على الوفاء بالمطلوب، وهو ما حذرنا منه مبكرا، فخذ من التل يختل!
ولا أعتقد أن الخليج الآن سينزعج لدعوة الانفصال هذه، فما البديل؟ هل ستنفتح مصر على أوروبا؟ هل سيلبي الغرب احتياجاتها ولو من عروض الاستثمار؟ وهل أزمة مصر الآن أنها تضحي من أجل العرب، ومن ثم فإن الراحة في الابتعاد عن هذا المحيط الذي جلب إليها المشكلات؟
ويا عزيزي الذي يأخذ على خاطره، فلتكن مصر الفرعونية، أو مصر وكفى، وقد كانت في السابق المملكة المصرية، ولم تبتعد عن محيطها العربي، وليكن، فدعك من العرب، وضع تصورك لحل أزمتك الاقتصادية مع القطيعة والانكفاء على الذات!
أنت منكفئ على نفسك أصلا.. فما هي الخسائر التي لحقت بك من جراء الانتماء العربي؟!
x.com/selimazouz1