أكد د. أحمد فؤاد أنور، أستاذ العبرى الحديث بجامعة الإسكندرية، الخبير فى الشئون الإسرائيلية، أنّ «تل أبيب» فشلت فى الدفاع عن نفسها يوم 7 أكتوبر، لتبدأ هجوماً عميقاً استهدف المدنيين على مدار 100 يوم، متوقّعاً أن يتخلى «نتنياهو» عن أطماعه الشخصية فى إطالة أمد الحرب وينخرط فى سحب كل القوات البرية وإجراء صفقة تبادل للأسرى، لافتاً إلى أن الاحتلال فقد استراتيجية الردع.

وقال «أنور»، فى حواره لـ«الوطن»، إن الحرب سيعقبها تشكيل لجان تحقيق قد تنتهى إلى إقالة الحكومة، خاصة أن المجتمع الإسرائيلى يبحث عن البديل السياسى، كما أن البعض داخل الاحتلال يطالب بإتمام صفقة «الكل مقابل الكل».

«تل أبيب» فشلت فى الدفاع عن نفسها فى 7 أكتوبر ورئيس حكومتها يبحث عن وسيلة لتبرير إخفاقه

كيف تقرأ المشهد الإسرائيلى من الداخل بعد 100 يوم حرب؟

- بعد أكثر من 100 يوم من الحرب على غزة، تزداد التظاهرات ضد نتنياهو، وسط مطالبات برحيله، الأمر الذى خلق انقسامات فى الداخل الإسرائيلى، وقبل 7 أكتوبر، كان المجتمع مُنقسماً من سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد تعمّده تمرير تشريعات تُحد من سلطات القضاء، وتفاقم الأمر على مدار 100 يوم من العدوان على غزة بعد فشل «نتنياهو» فى تحقيق الأهداف التى أعلنها فى بداية الحرب، كما أن الخسائر المادية والبشرية المُستمرة فى صفوف جيش الاحتلال، خاصة فى شمال غزة، مقلقة للمجتمع الإسرائيلى، فقوات الاحتلال يتم ضربها بالصواريخ، الأمر الذى كشف عدم تمكن الجيش الإسرائيلى من تحقيق استراتيجية الردع.

هل فقدت إسرائيل فعلاً استراتيجية الردع فى الحرب الأخيرة؟

- إسرائيل فقدت الردع يوم 7 أكتوبر، الذى كشف ضعف جيش الاحتلال، على عكس ما كان يروج له فى الماضى، فالحرب أدت إلى تفكّك غير مسبوق للمجتمع الإسرائيلى، وظهور مطالبات برحيل بنيامين نتنياهو بعد الفشل الذريع على مدار 100 يوم من الحرب، وربما سيكون أول رئيس وزراء يتم الإطاحة به خلال الحرب.

د. أحمد فؤاد أنور: انتهاء الحرب يعقبه تشكيل لجان تحقيق.. والشارع السياسى يبحث عن بديل

هل ستكون هناك تغييرات أخرى فى الحكومة؟

- من المؤكد أن الفترة المقبلة فى إسرائيل، وبعد انتهاء الحرب ستشهد إقالات وتشكيل لجان تحقيق، والمجتمع الإسرائيلى سيحاول البحث عن البديل، والبديل السياسى هو مسار أوسلو الذى أجهضه نتنياهو، ومع فشل الجيش واليمين المتطرّف فى تحقيق الأمن سيكون الحديث مشروعاً عن بديل سياسى، وهو اليسار واليسار الوسط، والحديث عن توفير الأمن من خلال التفاوض ومنح الفلسطينيين بعض حقوقهم، خاصة أن الحديث يدور عن جبهة واحدة وفصيل محاصر، لكن إذا تم فتح جبهات كثيرة، فالوضع سيكون خطيراً على إسرائيل، خاصة أن الجانب الأمريكى بدأ يُبدى تذمّره من سياسات نتنياهو ويتحفّظ عليها بشدة.

ما مصير «نتنياهو» بعد أن أخفق فى تحقيق أهدافه؟

- الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت تدعم نتنياهو وتدعم إسرائيل بشكل غير محدود سياساً وعسكرياً، وقامت بحماية إسرائيل فى مجلس الأمن من خلال حق النقض «الفيتو»، ومع ذلك لم ينجح رئيس الوزراء الإسرائيلى فى تحقيق أى أهداف من الحرب، ولم ينجح فى التخلص من المقاومة الفلسطينية، ولم يستطع تحرير المحتجزين فى غزة بالقوة، وهذه ضربة كبيرة لنتنياهو ومساره السياسى.

وهل معنى ذلك أنه فشل؟

- مع بدء العدوان على غزة، تم استدعاء قوات الاحتياط، وعددهم 300 ألف جندى، وتم إخلاء مدن فى شمال إسرائيل، وهذا حدث غير مسبوق لم يعتد عليه جيش الاحتلال ولا المجتمع الإسرائيلى، وعلى هذا ستكون هناك مراجعات للمسار الذى تخيل «نتنياهو» والحكومة الإسرائيلية أنه سيردع الجميع، واتضح أنه غير عملى وتسبّب فى خسائر كبيرة وفادحة، وأصبح يوصف بـ«تقصير ياهو» أو «فشل ياهو».

هل نبوءة زوال إسرائيل أصبحت حقيقة؟

- إسرائيل بُنيت على أساس عنصرى، فضلاً عما يجرى داخل إسرائيل من معارك داخلية بين اليمين المتطرف واليسار والعسكريين والسياسيين، وبين الفصائل اليهودية المختلفة، كما أن منظومة الجيش الإسرائيلى وقوة الردع تهاوت، وثبت عدم الجهوزية، فسقطت أسطورة الجيش الذى لا يُقهر.  

الداخل الإسرائيلى 

البعض داخل الاحتلال الإسرائيلى يطالب بحل عاجل فى عملية إتمام صفقة «الكل مقابل الكل»، والبعض يطالب بإقالة بنيامين نتنياهو أو إجراء انتخابات مُبكّرة فوراً، وقد يحدث هذا من خلال انسحاب وزير دفاع الاحتلال يوآف جالانت، فى ظل الإهانات المستمرة من بعض السياسيين لرئيس الأركان، وأعتقد أنه فى نهاية المطاف، وخلال أسبوعين على الأكثر، سيرضخ نتنياهو ويتخلى عن أطماعه الشخصية فى إطالة أمد الحرب، وينخرط فى سحب كل القوات البرية وإجراء صفقة تبادل «الكل مقابل الكل»، رغم أنه أمر معقّد، لأن مقابل وقف إطلاق نار كامل سيُمنح الفلسطينيون بعض الحقوق فى الضفة، وذلك بدعم من السلطة الفلسطينية بعد أن تم تشويهها وإضعافها. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة فلسطين إسرائيل فى تحقیق

إقرأ أيضاً:

حوار مع صديقي المصري عاشق السودان

ليس كلُّ مصري يعرف أىَّ شئ عن السودان، واِنْ كان معظمهم يزعمون ذلك خاصةً سائقي سيارات الأُجرة!! ولعل مردّ ذلك ناتج من كثرة مخالطتهم (لاخواتهم) السودانيين ولكثافة وجود أبناء السودان منذ زمن بعيد في مصر، لكن صديقي المصري عاشق السودان يعرف بلادنا عن قرب ومعايشة لصيقة بأهله، ذلكم هو الدكتور عبدالعاطي المناعي الطبيب الانسان رائد السياحة العلاجية، ومن المفارقات أنه لم يدخل السودان أولَ مرةٍ بصفته طبيباً- إنَّما زاره بصفته مديراً لأعمال المحسن الكبير الشيخ الحاج سعيد لوتاه، لينفذ مشروعاً له في ولاية الجزيرة حيث توطدت صلته بالأستاذ عبد المنعم الدمياطي، والبروفسير الزبير بشير طه، والفريق أول عبد الرحمن سرالختم، والأستاذ عبد الباسط عبد الماجد، وغيرهم كثير، ومن ثم انداحت علاقاته مع أهل السودان، الذي زاره لأكثر من خمسين مرة، وأقام فيه السنوات ذوات العدد وأسس فرعاً لمركز ترافيكير، وشهد لحظة اندلاع الحرب، وعاش في قلب المعارك بالخرطوم لمدة تزيد عن شهرين متتاليين وانتقل لمدني ثم بورتسودان قبل أن يغادر إلى جوبا عاصمة جنوب السودان، وكتب كتاباً- تحت الطبع- وثَّق فيه بعضاً من شهادته على الحرب!!

د.المناعي قال لي وهو في حالٍ من الدهشة عن ما يجري من بعض ضيوف مصر من أهل السودان الذين وصلوا بعد الحرب إذ لم يجد فيهم مثل من عرفهم من قبل!!
قال: شهدت مصر لجوء كثيرٍ من العرب من دول مختلفة، ولكنها لا تعتبر السودانيين لاجئين، فأهل مصر يعتبرون أهل السودان أشقاء بحق وحقيقة، هذه هي القاعدة، وإن كان لكل قاعدة شواذ!!
لكن ما تُظهره بعض فئات السودانيين من سلوكيات غير مناسِبة لأناسٍ وطنهم فى حالة حرب وجودية يكون بعدها أو لا يكون .. شئ يجعل الحكيم حيران!!

حفلات ساهرة ورقص خليع، نحن لم نَرَ مثل ذلك من جنسيات أخرى سبق وصولها لمصر وصول السودانيين بعد الحرب!!

صحيح أن معظم السودانيين فى حالة ذهول وحزن شديدين، ويتحرَّقون شوقاً للعودة لبلادهم، لكن تفشي ظاهرة هذه السهرات طغىٰ على ما سواه من ما يعانيه أهل السودان في مصر من آلام مع قسوة الحياة خارج أرضهم وديارهم !!

والناشطون من السودانيين على وسائل التواصل الإجتماعي، وهو الإعلام الأكثر تأثيراً والأسرع وصولاً للمتلقي، مشغول بسفاسف الأمور ومحاربة طواحين الهواء أما الإعلام الرسمي فمحصلته صفر كبير مع شديد الأسف.

وعلى ذكر الإعلام يقول د.المَنَّاعى لماذا لا نلحظ اهتماماً من إعلام سائر الدول العربية تجاه ما يدور فى السودان، ومصر ليست أستثناءً ؟؟
فى الوقت الذي نجد فيه إعلاماً سالباً تنشط فيه دولة الإمارات مع دورها المعروف في هذه الحرب، لدى كل دول العالم !!

ويختم د.المناعى هذه التساؤلات الحيرىٰ بتأكيده أن السياسة ليست من اهتمامته، لكن الوضع الماثل قد اضْطَره لطرح هذا الموضوع على كل سوداني يلتقي به، فهو عاشق للسودان ولكل ماهو سوداني!!!

وهكذا لم يَدَعْ صديقي المصري عاشق السودان، لِىَ ما أقول!! فالحقُّ أًنطَقه وأخْرَسَني، وبدا الحوار وكأنه من طرفٍ واحد.

والحقيقة أن ماتنضح به مجالس السودانيين في مصر أو بالأحرىٰ في القاهرة عن مثل هذه الممارسات الشائنة شئ لا يمكن الدفاع عنه، بل هى أشياءَ لا يمكن السكوت عليها، ولكن ما باليد حيلة، اللهم أهدِ قومي فإنهم لا يشعرون، ولا أقول لا يعلمون، فالأمر لا يحتاج إلى علمٍ أو كثير بيان، ومع كون أن التعميم ظالم، فهنا في مصر الكثير جداً من الأسر الكريمة المتعففة التي تعانى من شظف العيش في بلد ليس له فيها مصدر رزق ولا قريب قادر على التخفيف من وطأة الحياة اليومية فهم فى بلد [مافيهاش يامَّه أرحمينى] !!

ولربما وجد بعضاً من المطربين والمطربات وفِرَقَهم العذر في أن ما يفعلونه هو لجني المال لأنهم في بلد القول المأثور فيها [معاك قرش تساوي قرش، ما معاكش ما تسواش] !! لعن الله الفقر فإنه يذل أعناق الرجال، ولربما امتثلوا للمقولة الشعبية السودانية [بلداً ما بلدك أمشي فيها عريان] !!
لكن تلك المقولة -على عوارها- كانت مبلوعة قبل أن يصبح العالم كقرية واحدة يُرى فيها العريان أين ما كان !!

عفواً صديقي الفاضل فإن ما تراه هو من عقابيل الحرب التي لم تكن في الحسبان، أو على الأقل ليست بمثل هذه الصورة البشعة، عسىٰ أن تكون خيراً لنا،قال تعالى:-
﴿كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰۤ أَن تَكۡرَهُوا۟ شَیۡـࣰٔا وَهُوَ خَیۡرࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰۤ أَن تُحِبُّوا۟ شَیۡـࣰٔا وَهُوَ شَرࣱّ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾

جزىٰ اللهُ الشدائدَ كلَّ خيرٍ عرفت بها عدوِّى من صديقى ، ياصديقى.

محجوب فضل بدري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/11 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة نسمع ضجيجاً ولا نرى2025/12/11 إبراهيم شقلاوي يكتب: العودة للخرطوم ورسائل مفضل2025/12/11 إسحق أحمد فضل الله يكتب: (يا أيها القبر… كم أنت حلو)2025/12/11 هذه المقالة حِصراً لغير المتزوجين2025/12/10 قصة السرير !!2025/12/10 الجيش والمليشيات: لكن الدعم السريع وحش آخر2025/12/10شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات آلهة “تقدم” تعاقبنا بحمل صخرة الكيزان صعوداً وهبوطاً إلى قيام الساعة 2025/12/10

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • محررون إسرائيليون يضغطون على نتنياهو لتشكيل لجنة تحقيق رسمية
  • غولان: نتنياهو يشكل لجنة تحقيق تطمس حقيقة ما حدث في 7 أكتوبر
  • خبير أوكراني: الحرب تحولت إلى مواجهة اقتصادية.. وأوكرانيا لن تتنازل عن أراضيها رغم التصعيد الروسي
  • إصابات جلدية تُربك تدريبات البحرية الإسرائيلية… الجيش يوقف الأنشطة ويُطلق تحقيقًا موسّعًا
  • حوار مع صديقي المصري عاشق السودان
  • رئيس وزراء الاحتلال السابق يهاجم الإسرائيليين.. ما السبب؟
  • معاريف تفضح نتنياهو.. رئيس حكومة الاحتلال يتعمد إفشال خطة ترامب للسلام في غزة
  • رئيس شركة مياه الشرب بالقليوبية يناقش خطة العمل وتحسين الخدمات
  • رئيس شركة المياه بالقليوبية يضع خطة عمل لمديري الشئون التجارية في الفروع
  • إعلام إسرائيلي نقلا عن مسؤول: لقاء نتنياهو وترامب المرتقب سيحدد موقف إسرائيل من التصعيد في لبنان