ماذا يحدث بين باكستان وإيران؟ ومن المستفيد من إشعال الفتنة بين البلدين؟ هذه الأسئلة وغيرها كثير طرحها رواد شبكات التواصل بعد أن نفذت باكستان -صباح اليوم الخميس- مجموعة من الغارات ضد مخابئ من وصفتهم بالإرهابيين في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية، في إشارة إلى ما تسمى جماعة "جيش تحرير بلوشستان" المسلحة داخل إيران.

القصف جاء بعد يومين من تنفيذ طهران ضربات ضد ما يعرف بـ"جيش العدل" داخل الأراضي الباكستانية والمدرج على قائمة الإرهاب الإيرانية.

وقالت الخارجية الباكستانية -في بيان نشرته عبر حساباتها على منصات التواصل- إن "باكستان نفذت سلسلة ضربات عسكرية على مخابئ الإرهابيين في إقليم سيستان وبلوشستان الإيراني"، وأضاف البيان أن القصف أدى إلى "قتل عدد من الإرهابيين خلال العملية الاستخباراتية".

وأشار البيان إلى أن باكستان تحترم احتراما كاملا سيادة إيران، وكان الهدف من العملية تحقيق أمن باكستان والمصلحة الوطنية التي لها أهمية قصوى ولا يمكن المساس بها.

????: PR NO. 1️⃣7️⃣/2️⃣0️⃣2️⃣4️⃣

Operation Marg Bar Sarmachar

????⬇️ https://t.co/1n5BvtEZBZ pic.twitter.com/VVf5VwL00L

— Spokesperson ???????? MoFA (@ForeignOfficePk) January 18, 2024

ونشر ناشطون من أهالي المنطقة صورا ومقاطع فيديو تظهر آثار القصف الباكستاني الذي استهدف مدينة سراوان والمناطق الحدودية بين إيران وباكستان.

تصاویری از تخریب منازل مسکونی شهروندان بلوچ در شهرستان سراوان و مناطق مرزی که بر اثر حملات موشکی ارتش پاکستان کاملا تخريب شدند.
پنجشنبه ۲۸ دی ماه ۱۴۰۲،#بلوچستان #سراوان pic.twitter.com/F0cFUMKsdh

— حسام بلوچ (@balochestan1422) January 18, 2024

 

وأثار القصف المتبادل بين الدولتين الجارتين حالة من الجدل بين جمهور منصات التواصل في العالم العربي حول المستفيد من خلق توترات في المنطقة في ظل وجود حرب إبادة تشنها حكومة الاحتلال على أهالي غزة منذ أكثر من 100 يوم.

وقال مغردون إن القوى العالمية تريد "صرف النظر عن جرائم ومجازر الاحتلال الإسرائيلي في غزة، بإثارة الفتنة بين دولتين مسلمتين! إيران ضربت باكستان وباكستان ردت على إيران.. من المستفيد" من هذا التوتر والتصعيد، حسب تساؤل أحدهم.

القوى العالمية الظاهرة والخفية تريد صرف النظر عن جرائم ومجازر الصهاينة في غزة !!!
فأثارت فتنة بين المسلمين !!!
ايران ضربت باكستان و باكستان ردت على ايران .. بالله من المستفيد ؟؟
وايضا صنعوا شرباكه دخلت فيها العراق وسوريا وايران …. والله المستعان
أصحوا يا مسلمين !!
الله الحافظ

— د. خالد الشرف (@drkhalidsharaf) January 18, 2024

وعبّر بعض المتابعين عن رفضهم القصف المتبادل بين إيران وباكستان، وطالبوا بتوجيه سلاح الدولتين لدعم المقاومة الفلسطينية في غزة، لإجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف عدوانها المستمر على القطاع المحاصر منذ 17 عاما.

شخصيا أرفض أن يكون هناك اعتداء من قبل إيران أو باكستان على أراضي أي من الدولتين.. إلى اخوتنا في الدولتين المسلمتين الجارتين.. سلاحكم يجب أن يتوجه إلى عدو الأمة الكيان الصهيوني وبس.
نناشدكم ان توقفوا أي تصعيد.. فامريكا تريد حربا بينكم.. لكي تشغلكم عن القضية الأم فلسطين فلاتتركوا…

— عبدالغني علي الزبيدي (@Abdlgni_AZubidi) January 18, 2024

في حين رأى آخرون أن الرد الباكستاني جاء ضمن قواعد رد الاعتبار والاشتباك، وأضافوا أن بيان الخارجية الباكستانية واضح أنه لا نية لدى إسلام آباد للتصعيد عسكريا، مضيفين أن الساعات والأيام المقبلة ستحدد هل سيتم إنهاء الملف عبر الدبلوماسية كما حدث أكثر من مرة في الماضي.

– الهجوم الباكستاني يمكن وصفه ضمن قواعد الإشتباك وبناء على بيان الخارجية الباكستانية لا نية لدى إسلام آباد للتصعيد عسكريا

– الساعات والأيام المقبلة ستحدد هل سيتم انهاء الملف عبر الدبلوماسية كما حصل اكثر من مرة في الماضي او ضربات محدودة متبادلة كما حصل خلال هذه الأيام

— Ahmad Hamieh???????????????? (@Ahmadhamieh313) January 18, 2024

 

من جهتها، قالت وكالة الأنباء الإيرانية إن عدد قتلى الهجمات الباكستانية على سراوان ارتفع إلى 9.

وتقع محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران على الحدود مع كل من أفغانستان وباكستان، وتتكون من 7 أقاليم تتوزع على جزأين، هما سيستان في الشمال وبلوشستان في الجنوب، وتمتد على مساحة 178 ألفا و431 كيلومترا مربعا.

ويقطن سيستان وبلوشستان أغلبية بلوشية سنية، وتعد ثانية المحافظات الإيرانية الكبرى من حيث المساحة الجغرافية. عاصمتها مدينة زاهدان، وتبعد 1600 كيلومتر عن العاصمة طهران.

خريطة محافظة سيستان وبلوشستان- إيران (الجزيرة)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: سیستان وبلوشستان

إقرأ أيضاً:

تصاعد التوتر التركي الإسرائيلي.. أردوغان يتحدى مشاريع الاحتلال في سوريا

نشر موقع "المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات" تقريرًا، استعرض خلاله التطورات الأخيرة في العلاقات بين تركيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي، والتحديات التي تواجهها كل منهما، في ظل تحولات إستراتيجية وصراعات محتدمة على الساحة السورية والشرق أوسطية بشكل عام.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنّ: "تركيا تشكل تهديدًا  لإسرائيل التي توهم رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو هزيمته لأبرز خصومه". مضيفا أنّ خطة الاحتلال الإسرائيلي التي بدت متماسكة على الورق في نظر واضعيها، والرامية لإنشاء كيان درزي عازل في سوريا يمتد عبر "ممر داوود" الصحراوي نحو كيان كردي مماثل شرق الفرات تتداعى أمام الأعين. 

وأبرز: "غير أن الموقف التركي الحازم، الذي جاء ردًا على التحريض الإسرائيلي للاضطرابات الدرزية في محافظة السويداء السورية، دفع برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى التراجع بشكل ملحوظ. ويبدو أن مصير الدروز، كحال الأكراد، مرشح لأن يكون كمصير الأفغان الذين تُركوا في مواجهة مصيرهم لوحدهم".

وأورد الموقع أنّ العلاقات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وتركيا شهدت تدهورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، على خلفية ممارسات الكيان في قطاع غزة التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من سكان القطاع.

وارتكب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خطأً استراتيجيًا حين افترض أن الوضع سيبقى على حاله، وأنّ أنقرة ستقبل ضمنيًا بتقسيم النفوذ في سوريا بين الجانبين. غير أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لم يبد استعدادًا مطلقًا للرضوخ لهذا التصور وتعامل مع الملف السوري بجدية بحيث يعتبر سوريا، بقيادة حليفه أحمد الشرع منطقة نفوذ تركية خالصة لا تقبل القسمة أو المشاركة.

وينقل الموقع عن باحثو "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" أنّ: "النهج العسكري الحازم لإسرائيل يحقق في الواقع مكاسب خفية للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. فقد عزّز مكانته الدبلوماسية من خلال الظهور كوسيط إقليمي وعامل استقرار داخل حلف الناتو". 

وأردف: "نتيجة للهزائم التي تكبدتها  إيران وحلفائها في المنطقة؛ برزت تركيا كقوة إقليمية صاعدة. كما استغل أردوغان تطورات الأحداث الأخيرة، التي فجّرتها العمليات الإسرائيلية، لصرف انتباه الرأي العام الداخلي عن أزمة التضخم المتفاقمة في البلاد".

وتابع: "استجاب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لدعوة نظيره السوري بتقديم دعم عسكري لحماية وحدة أراضي سوريا، معلنًا موافقته على التعاون في هذا الإطار. وفي خطوة لافتة، أدلى وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان -الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات وأحد أبرز المرشحين المحتملين لخلافة أردوغان- أثناء زيارته معرض الصناعات الدفاعية الدولي الذي احتضنته اسطنبول، بتصريحات ذات طابع هجومي".

التصريحات، بحسب الموقع نفسه، عكست توجّهًا حازمًا واستعدادًا للتصعيد جاء فيها: "إذا تم استخدام العنف لتقسيم سوريا وزعزعة استقرارها، فسنعتبر ذلك تهديدًا مباشرًا لأمننا القومي، وسنتدخل على الفور." في الأثناء، لم تكن الرسالة رمزية أو خطابية فحسب، بل حملت دلالة عملية على استعداد تركيا لاتخاذ خطوات ملموسة.

وذكر الموقع أنه: "عند تقييم القدرات العسكرية للطرفين، يتضح أن الجيش الإسرائيلي يتفوق تقنيًا على الجيش التركي في مجالات سلاح الجو، والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي والقوى السيبرانية. إلاّ أن القوات البرية التركية تُعد أكثر تفوقًا ليس فقط من حيث العدد بل أيضًا من حيث المعدات والجاهزية القتالية".

في المقابل، لا يمكن حسم المعارك جوًّا، ودون عملية برية لن تستطيع دولة الاحتلال الإسرائيلي إنشاء ما يُعرف بـ"ممر داوود"، وهي مغامرة عسكرية لا تبدو ممكنة في ظل موازين القوى الحالية. وحتى على مستوى سلاح الجو، بدأت أنقرة تتخذ خطوات لتقليص الفجوة؛ فبعد أن فقدت الأمل في إتمام صفقة طائرات "إف.35" الأمريكية، لجأت إلى توقيع اتفاق مع ألمانيا لشراء 40 مقاتلة من طراز "يوروفايتر تايفون" من الجيل الرابع.

وأورد: "تعوّض تركيا عن نقص مواردها المالية، التي كان بإمكان إسرائيل نظريًا استغلالها للضغط عليها، من خلال تعاون وثيق مع "العملاق الغازي" القطري الغني بالثروات".


واسترسل: "ينقل الموقع عن رئيس معهد مسغاف لبحوث الأمن القومي ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي سابقًا، مائير بن شبات، أنه بعد انهيار "محور المقاومة" بقيادة إيران، "تسد كل من قطر وتركيا الفراغ الناتج نظرًا لامتلاكهما طموحات إقليمية وعالمية مشتركة، بالإضافة إلى الموارد اللازمة لدعمها فضلا عن تواجدهما على جميع الجبهات، مستفيدين من دورهما كوسطاء".

وأضاف: "على سبيل المثال، تكفلت قطر بدفع رواتب العاملين في القطاع الحكومي السوري، وأعلنت عن استثمار 7 مليارات دولار في قطاع الطاقة السوري".

وفي ختام التقرير نوّه الموقع بأن هذا التحول في مجريات الأمور يشير إلى وجود حدود على مستوى القدرات لكل من دولة الاحتلال الإسرائيلي وتركيا. فبينما تملك تركيا الموارد الكافية لتحقيق أهدافها الإستراتيجية في سوريا حتى الآن، فإن قد تواجه في مناطق أخرى عقبات تعرقل تنفيذ مخططاتها. لا سيما في الأماكن التي ستتصارع فيها مع لاعبين إقليميين وعالميين أكثر قوة من دولة الاحتلال الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • باكستان تكرّم قائد الهجوم الأمريكي على إيران بالتزامن مع زيارة بزشكيان
  • ما قصة الأرجنتيني الذي عوضته غوغل بسبب صورة؟ وكيف تفاعل مغردون؟
  • كيف علق مغردون على عزم كندا الاعتراف بدولة فلسطين؟
  • أميركا تعلن اتفاقات تجارية مع كوريا الجنوبية وباكستان وكمبوديا وتايلند
  • الشهري: التوتر والمشاعر السلبية تُضعف مناعتك وترفع عمليات الالتهاب بجسمك.. فيديو
  • مغردون يثنون على حارسة منتخب إنجلترا التي تحدت مرضها وحققت الفوز لبلادها
  • تصاعد التوتر التركي الإسرائيلي.. أردوغان يتحدى مشاريع الاحتلال في سوريا
  • بالصور: طفولة مسروقة تحت القصف والجوع في غزة
  • الجزائر وباكستان تؤكدان على تعزيز الشراكة في مختلف المجالات
  • اكتئاب خلف الكاميرا.. مشاهير هوليود يروون معاركهم النفسية