توجه سعودي لافتتاح سفارة في دمشق قريبا.. ما دلالة ذلك؟
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
أكدت صحيفة الوطن الموالية للنظام السوري، أن افتتاح سفارة السعودية بدمشق سيتم قريباً، مبينة أن تحضيرات الافتتاح ستبدأ في الأيام القادمة على أن يتولى قائم بالأعمال رئاسة البعثة إلى حين تعيين سفير للرياض.
ونقلاً عن مصدر دبلوماسي عربي في دمشق –لم تسمه- قالت الصحيفة إن "الإجراءات لن تستغرق وقتاً طويلاً".
يأتي ذلك، بعد مرور شهر على إعلان سفارة النظام السوري في الرياض عن استئناف عملها، عقب تسلم سفير النظام الجديد أيمن سوسان مهامه، وهي الخطوة غير المسبوقة منذ القطيعة بين السعودية والنظام السوري التي استمرت نحو 11 عاماً.
وفي شباط/فبراير 2023، وتحديداً بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، بدأت العلاقات بين النظام السوري والسعودية تتحسن، وصولاً إلى آذار/مارس من العام ذاته، عندما أعلنت الخارجية السعودية عن بدء مباحثات مع وزارة خارجية النظام السوري بشأن استئناف الخدمات القنصلية في البلدين.
وإلى جانب تداعيات الزلزال، يبدو أن المصالحة السعودية- الإيرانية التي رعتها الصين في آذار/مارس 2023، قد أسهمت في تحسن العلاقات بين النظام السوري والسعودية.
وبعد ذلك، بدا من خلال تأخر الإعلان عن إعادة فتح السفارات عن موعده الذي حددته مصادر موالية للنظام في حزيران/يونيو 2023، أن الخلافات لم تجد طريقها إلى الحل، حيث تحدثت صحيفة "عكاظ" في وقت سابق عن مطالبة السعودية النظام السوري بإجراء حزمة إصلاحات على مستوى الوضع الداخلي وعلاقاته بالمعارضة السورية، وإلزامه بألا تكون سوريا مصدراً لصادرات الكبتاغون إلى الأردن ودول الخليج، قبل إعادة العلاقات معه.
وتأتي الأنباء التي كشفتها صحيفة "الوطن" لتؤكد أن السعودية ماضية في توجهها، وخاصة أنها كانت قد سحبت قبل أيام ملف الحج السوري من المعارضة السورية، وسلمت إدارته للنظام السوري مجدداً، بعد عقد من تسليمه للمعارضة.
طي صفحة الخلافات
وتعليقاً، اعتبر المتحدث باسم "المصالحة السورية" التابعة للنظام السوري، عمر رحمون، أن فتح السفارات مجدداً بمثابة فتح النوافذ مجدداً بين الرياض ودمشق، معتبراً في حديثه لـ"عربي21" أن "الخطوة تعني بداية مسار عودة العلاقات إلى ما كانت عليه".
وقال إن "تبادل السفراء يؤكد على أن العلاقات بين الرياض ودمشق تتعافى"، مشدداً على أن "فتح السفارات يعني طي صفحة خلافية عمرها يتجاوز العقد، وفتح صفحة جديدة عنوانها اللقاء والتعاون".
في المقابل، لم تُعلق السعودية على الأنباء التي كشفتها صحيفة "الوطن".
ويقول الكاتب والمحلل السياسي المهتم بالشأن السعودي درويش خليفة "الواضح أن هناك مؤشرات على تقارب بين دمشق والرياض، وربما خلال الأسابيع القليلة المقبلة تتضح الأمور أكثر"، ويعقب بقوله: "لكن من خلال متابعتي لا أجد أن هناك اندفاعة من قبل السعودية بهذا الاتجاه، كما هو الحال من جانب النظام".
وأضاف لـ"عربي21" أن الرياض تتجنب أي صدام مع أي طرف لحين انتهاء العدوان على غزة، والتطورات في البحر الأحمر، لافتاً إلى أن "السعودية معنية بشكل مباشر بالتطورات ولكنها تحاول أن تبعد النيران من حولها من خلال إطفاء النيران البعيدة التي تغذي الحرائق القريبة".
وتابع خليفة بأن هناك اعتقاد بدأ يترسخ عند الدول التي قاطعت النظام السوري في العقد الماضي، بأن انفصالها المطلق عن سوريا ليس في مصلحتها، بل على العكس من ذلك يدعم بقاء النظام في الحضن الإيراني، ولذلك ربما نشهد تقاربا مع النظام حتى من أقرب حلفاء المعارضة، أي تركيا على سبيل المثال.
ما نتائج الانفتاح على النظام السوري؟
وعن نتائج ذلك، استبعد الكاتب أن يؤدي التقارب السعودي أو الإقليمي مع النظام السوري إلى حل سياسي للملف السوري، وقال: "قد يخفف ذلك من حدة التوتر في المنطقة، كما فعلت الصين بمصالحة السعودية وإيران العام الفائت".
بدوره، يقلل المحلل السياسي فواز المفلح من تأثيرات الانفتاح السياسي على النظام السوري، معتبراً في حديثه لـ"عربي21" أن "الوقت لم يحن لإنجاز حل سياسي في سوريا".
وتابع بالإشارة إلى العقوبات الأوروبية والأمريكية (قانون قيصر) على النظام السوري، معتبراً أن "الانفتاح السياسي على النظام لا يعني بحال من الأحوال انتعاش الاقتصاد السوري، أو تدفق الاستثمارات العربية إلى مناطق سيطرة النظام السوري".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السعودية دمشق النظام سوريا سوريا الأسد السعودية دمشق النظام المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری على النظام
إقرأ أيضاً:
خذوا عرض ترامب على محمل الجد.. السعودية توجه تحذيرا عاجلا إلى إيران
دعت المملكة العربية السعودية اليوم إيران إلى ضرورة التوصل لاتفاق نووي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو المخاطرة بضربة إسرائيلية.
وبحسب تقرير إعلامي نشرته وكالة "رويترز" فإن "وزير الدفاع السعودي وجه رسالة صريحة إلى المسؤولين الإيرانيين خلال زيارته إلى طهران الشهر الماضي: خذوا عرض الرئيس دونالد ترامب للتفاوض على اتفاق نووي على محمل الجد، لأنه يمثل سبيلا لتجنب خطر الحرب مع إسرائيل".
وقال التقرير " خوفا من احتمال تفاقم عدم الاستقرار في المنطقة، أرسل الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، نجله الأمير خالد بن سلمان، حاملا تحذيرا موجها إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وفقا لمصدرين خليجيين مقربين من الدوائر الحكومية ومسؤولين إيرانيين".
وفي سياق متصل ، زعمت صحيفة معاريف العبرية أن سلطات الاحتلال عقدت اجتماعا سريا ناقشت فيه استعداداتها لسيناريوهين محتملين: هجوم إسرائيلي على إيران أو هجوم إيراني مفاجئ على إسرائيل، مع توقع قصف آلاف الصواريخ وتأثير كبير على الاقتصاد الإسرائيلي. تشمل الخطط فتح الملاجئ وتعزيز الطوارئ والمستشفيات.
في الوقت نفسه، تستعد الولايات المتحدة لتقديم شروط جديدة لإيران تتطلب وقف تخصيب اليورانيوم، بينما ترفض إيران ذلك وتعتبره حقا سياديا.
وكشف موقع اكسيوس أن قادة دول الخليج يعارضون أي هجوم عسكري على إيران خوفا من ردود انتقامية تهدد استقرار المنطقة.