تعتزم الحكومة المصرية طرح مشروع قانون جديد للضرائب على الدخل، بعد أقل من عام على موافقة مجلس النواب المصري في آيار/ مايو الماضي على استحداث ضريبة جديدة على الدخل بنسبة 27.5% تُفرض على من يزيد دخله السنوي على 1.2 مليون جنيه (نحو 38.5 ألف دولار).

ضريبة الدخل هي ضرائب مباشرة تحصلها الحكومات من الأفراد والهيئات مثل ضريبة الدخل، أما الضرائب غير المباشرة، هي ما يتم تحصيله كضرائب على السلع والخدمات، مثل ضريبة المبيعات والقيمة المضافة، ولا تميز بين فقير أو غني.



في آيار/ مايو 2023 أقر البرلمان المصري مشروع قانون مقدم من الحكومة بشأن تعديل بعض أحكام قانون الضريبة على الدخل الصادر بالقانون رقم 91 لسنة 2005 وتعديل بعض أحكام القانون رقم 182 لسنة 2020 وتتضمن إلغاء إعفاءات وزيادة شريحة جديدة من الضرائب.

تطمح الحكومة المصرية في زيادة حصيلة الضرائب أهم موارد الدولة بنسبة 35% وجمع 1.5 تريليون جنيه للسنة المالية الحالية، التي تنتهي في 30 حزيران/ يونيو 2024، مقابل 1.1 تريليون جنيه في السنة المالية المنصرمة، (الدولار يعادل نحو 31 جنيها).

وتشكل حصيلة الضريبة على الدخل نحو 16% من حصيلة الضرائب وتأمل الحكومة إلى زيادتها إلى 219.9 مليار جنيه، في العام المالي مقارنة بنحو 181.7 مليار جنيه العام الماضي، بنسبة زيادة تقترب من 21% على الأقل.


وبررت الحكومة وقتها مشروع القانون إلى ضرورة إدخال بعض التعديلات الجوهرية على قانون الضريبة على الدخل التي لا تحتمل "التأجيل" أو انتظار صدور قانون متكامل لإعادة تنظيم الضريبة على الدخل بدعوى تحقيق العدالة الاجتماعية.

وانتقد رئيس منتدى التنمية والقيمة المُضافة، أحمد خزيم من "إصرار الحكومة المصرية على التحرك اقتصاديا وفقا لمفهوم مدرسة الجباية التي تنتهجها كأسرع الحلول لمعالجة أزماتها المالية وسد العجز الموازنة والتي أثبتت السنوات والتعديلات المستمرة على قانون الضرائب فشله وعدم جدواه في ظل تجاهل التركيز على إصلاح الاقتصاد الكلي للبلاد".

وحذر الخبير الاقتصادي في تصريحات لـ"عربي21": "من مغبة التوسع في فرض المزيد من الضرائب أو استحداث ضرائب جديدة لما لذلك من آثار سلبية على المواطنين حيث أن مساواة المواطنين بتحصيل ضرائب القيمة المضافة وضريبة المبيعات لا يحقق العدالة الضريبية، وتخلق نظاما مشوها من الضرائب بين المواطنين".

و"لا يملك وزراء المجموعة الاقتصادية، رؤية اقتصادية جادة وشجاعة للخروج من الأزمة ومواجهة الأغنياء بتعديلات تحقق الغرض من الضرائب ومفهومها للاقتصاد قائم على نظرية الاقتصاد الريعي، وتتجاهل مدرسة القيمة المضافة التي تسهم في تنمية موارد الدولة مثل زيادة الإنتاج والتصنيع في قطاعات الزراعة والصناعة وبالتالي زيادة الصادرات". بحسب خزيم.

زيادة أسعار تسبق الضرائب
ومطلع العام الجاري فرضت الحكومة حزمة من زيادة الأسعار على الخدمات والرسوم تضمنت زيادة أسعار خدمات استراتيجية رئيسية مثل الكهرباء والنقل والمواصلات والاتصالات والإنترنت ومضاعفة قيمة رسوم بعض الأوراق والمستندات الحكومية.

وهاجم النائب أمين سر لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، عبد المنعم إمام، في وقت سابق، قرارات زيادات الأسعار ووصفها بأنها أمر غير منطقي وغير سياسي، مشيرا إلى أن 80% من إيرادات الدولة مصدرها أموال الضرائب

تتوقع الحكومة أن يكون حجم النفقات في 2023-2024 بقيمة 3 تريليونات جنيه، أما الإيرادات المتوقعة في فتبلغ 2.1 تريليون جنيه مصري، بحسب بيان وزارة المالية.


سياسة الطبقة الحاكمة ضد البسطاء
اعتبر المستشار الاقتصادي، الدكتور حسام الشاذلي، أن "النظام الحالي يحترف منذ سنوات وتحديدا منذ 10 سنوات إستراتيجية الاقتصاد المسموم القائمة على التفريط في مقدرات المصريين وإفقارهم نتيجة سياسات اقتصادية غير مدروسة وسلسلة قرارات خاطئة ومجموعة من الوزراء الفاشلين الذين أوردوا البلاد موارد الإفلاس نتيجة التوسع في الاستدانة".

وأوضح أستاذ إدارة التغيير والتخطيط الإستراتيجي الزائر بجامعة كامبريدج، في حديثه لـ"عربي21": أن "حديث النظام وأذرعه الاقتصادية أن النظام الضريبي الجديد يستهدف معالجة التشوهات، أو حماية الطبقات المحدودة الدخل والمتوسطة هي مجرد شعارات رنانة لذر الرماد في العيون ولا يتم تطبيقها على أمر الواقع وإلا ماذا يعني زيادة الأعباء على المواطنين واستنفاذ الحكومة كل وسائلها للاقتراض سوى فرض المزيد من الضرائب".

وأكد أن "كل مؤشرات النظام الذي يقدمها على ورق من بيانات وأرقام طوال العقد الماضي كانت مجرد سراب وخداع ومؤشرات خادعة عن وضع مهزوز اقتصاديا وفارغ ماليا وفاشل نقديا ويحمل في طياته الخراب للمصريين وهو ما نراه الآن حيث تلاشت مدخرات المصريين وقدراتهم على الشراء بشكل أكبر جعل من الحياة في ظل الغلاء والأسعار المرتفعة صعبة ومعقدة".

انتقادات حقوقية للعدالة الضريبية
ولطالما تعرضت سياسات الحكومة المصرية الضريبية إلى انتقادات واسعة بسبب تحاملها على المواطنين البسطاء ومجاملة الأغنياء، ووصفت مؤسسة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية في ورقة بحثية لها السياسات الضريبية التي تنتجها الحكومة بأنها تحمّل في مجملها العبء الضريبي للفئات الأقل دخلًا في وهو ما يتعارض مع مفهوم العدالة الضريبية مقابل تقديم تنازلات للمستثمرين.

وجددت المبادرة مطالبتها المستمرة بتوسيع القاعدة الضريبية بما لا يحمل الفقراء العبء الاقتصادي والاجتماعي عن طريق، الالتزام بالاستحقاقات الدستورية في المادتين 27 و38 بتنويع مصادر الضرائب وأن تكون الضرائب تصاعدية وفقا لقدرات الشرائح.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي المصرية مشروع قانون ضريبة الدخل إصلاح الاقتصاد مصر الاقتصاد مشروع قانون إصلاح ضريبة الدخل المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضریبة على الدخل الحکومة المصریة من الضرائب

إقرأ أيضاً:

عاجل وردنا من صنعاء| توجيهات رئاسية بإعفاء هذا القطاع الهام من كافة أنواع الضرائب

يمانيون/ صنعاء أُعلن اليوم بصنعاء، عن إعفاء قطاع المنسوجات والملبوسات ومعامل الخياطة من كل أنواع الضرائب تنفيذا لتوجيهات رئيس المجلس السياسي الأعلى.
جاء ذلك خلال الفعالية التي نظمتها الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة ومصلحة الضرائب في إطار مهرجان “عيدنا محلي” للإعلان عن الحوافز الضريبية والامتيازات الممنوحة من الرئيس المشاط لقطاع المنسوجات والملبوسات.
وفي الفعالية التي حضرها وزير الزراعة والري في حكومة تصريف الأعمال المهندس عبدالملك الثور ونائب وزير الصناعة والتجارة أحمد الشوتري ورئيس الهيئة العامة للزكاة شمسان أبو نشطان، أكد رئيس مصلحة الضرائب عبدالجبار أحمد أنه سيتم إعفاء قطاع المنسوجات والملبوسات ومعامل الخياطة والتطريز من ضرائب المبيعات والأرباح والدخل وكل أنواع الضرائب.
وأشار إلى أن الامتيازات والحوافز الضريبية تهدف إلى النهوض بواقع صناعة المنسوجات والملبوسات وتنشيط هذا القطاع ضمن الاهتمام بتنفيذ الأولويات الثلاث “الغذاء، الدواء، الكساء” للرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.
ونوه رئيس المصلحة، إلى أن الإعفاءات الضريبية سيبدأ تطبيقها من الشهر القادم وتشمل الأقمشة وكافة مدخلات صناعة الملابس وبنسبة مائة بالمائة.
فيما عبر رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بالأمانة علي الهادي عن شكره باسم الغرفة والعاملين في قطاع المنسوجات والملبوسات والخياطة لرئيس المجلس السياسي الأعلى على توجيهاته الكريمة بمنح الامتيازات والاعفاءات لهذا القطاع.
لفت إلى إن الامتيازات والحوافز الضريبية للقطاع ستنعكس إيجابا على تطويره وستسهم في توفير فرص العمل للأيادي العاملة.
ودعا الهادي العاملين في هذا القطاع إلى تسجيل علامتهم التجارية وتطويرها، مؤكدا أن الغرفة ستعمل على انشاء منصات وحاضنات لتسويق وتصدير المنسوجات والملبوسات، كما تسعى خططها للاستفادة من الحوافز لتحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدير خلال خمس سنوات.
وفي الفعالية التي حضرها وكيل وزارة الصناعة لقطاع الصناعة أيمن الخلقي ورئيس الاتحاد التعاوني للمنسوجات والملبوسات والأسر المنتجة، محمد حميد، وأمين عام المجلس المحلي بالأمانة أمين جمعان ووكيل مصلحة الضرائب وحيد الكبسي ونواب رئيس الغرفة التجارية الصناعية محمد صلاح وحسين السياني أكدت رئيسة قطاع المنسوجات والملبوسات في الغرفة لينا المفلحي، أهمية دعم القطاع بما يحقق قيمة مستدامة تحقق الاكتفاء الذاتي وتعزز الصادرات.
واعتبرت الإعلان عن الحوافز والاعفاءات الضريبية بداية مشرقة نحو تحقيق النجاح والازدهار لهذا القطاع الحيوي. #الضرائب#قطاع المنسوجات والملبوسات#معامل الخياطة#وارة الصناعةالعاصمة صنعاءالمجلس السياسي الأعلى

مقالات مشابهة

  • عاجل وردنا من صنعاء| توجيهات رئاسية بإعفاء هذا القطاع الهام من كافة أنواع الضرائب
  • تنفيذا لتوجيهات الرئيس : عفاء قطاع المنسوجات والملبوسات والخياطة من كافة أنواع الضرائب
  • مصلحة الضرائب: نتبنى فكرًا جديدًا يهدف لتكثيف التواصل مع مجتمع الأعمال الخارجي ودوائر الاستثمار
  • رشا عبد العال: لجنة مشتركة بين «مصلحة الضرائب» و «وزارة المالية» لوضع قانون ضريبي
  • «الضرائب»: نتبنى فكرا جديدا لتكثيف التواصل مع مجتمع الأعمال الخارجي
  • خبير: مشروع تطوير رأس الحكمة أعطانا مساحة للتنفس.. ولكن لم يحل الأزمة الاقتصادية
  • تداعيات قرار إلغاء قانون فك الارتباط على الواقع الفلسطيني
  • «الضرائب»: تكثيف اللقاءات المشتركة مع اتحاد الصناعات لحل أي مشكلات
  • الكنيست يصوت على مشروع قانون يعفي الحريديم من التجنيد
  • الضرائب: 15 يوليو بدء تطبيق المرحلة السادسة من منظومة توحيد معايير احتساب ضريبة الأجور والمرتبات