استقبل الدكتور حمدان ربيع المتولي رئيس جامعة  دمياط، وفد مشروع مبادرة تميز المعلم (TEI) الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وذلك لتسليم وحدة متنقلة لتكنولوجيا الإتصالات تمهيدًا لبدء العمل بمراحل المبادرة. 

ضم الوفد كلًا من الدكتور عاشور أحمد العمري مدير مركز الخدمات الإلكترونية والمعرفية بالمجلس الأعلى للجامعات وممثل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتورة ميرفت الديب مستشار مشروع مبادرة تميز المعلم، والمهندس أحمد سالم أخصائي تكنولوجيا الإتصالات والمعلومات بالمشروع، وبحضور الدكتور أماني عوض عميد كلية التربية.

وجدير بالذكر أن مشروع مبادرة تميز المعلم ممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وينفذه مركز تطوير التعليم بالتعاون مع وزارتى التعليم العالي والتربية والتعليم وبعض الجهات الأخرى.

وتأتي هذه المبادرة في اطار الاتفاقية الموقعة بين الحكومة المصرية والحكومة الأمريكية لدعم التعليم في مصر والسعي لتعزيز قدرات مخرجات كليات التربية في مؤسسات التعليم العالي.

وتضمن اللقاء مناقشة آليات تنفيذ الفعاليات والمراحل القادمة من المبادرة ووضع خطط لتطوير برامجها بما يسهم في تخريج كوادر على درجة عالية من التميز تمكنها من مواكبة متطلبات سوق العمل المحلي والدولي من خلال تطوير كثير من التخصصات لتتوافق مع المعايير الدولية.

واجتمع  الدكتور حمدان ربيع المتولي رئيس جامعة دمياط بفريق إعداد ملف اشتراك الجامعة بمسابقة أفضل جامعة صديقة للبيئة لعام 2024 التي أطلقها المجلس الأعلى للجامعات، برعاية الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بهدف تحفيز الجامعات المصرية على التحول إلى جامعات صديقة للبيئة وتعزيز الإلتزام بمعايير الإستدامة البيئية، وذلك في إطار جهود الدولة للتحول إلى الاقتصاد الأخضر وتحقيق التنمية المستدامة.

جاء ذلك بحضور الدكتور محمد شهاب أمين عام الجامعة، والدكتور أمنية البطراوى وكيل كلية العلوم لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ورئيس الفريق والسادة أعضاء الفريق.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جامعة دمياط جامعة دمياط الجديدة دمياط التعلیم العالی

إقرأ أيضاً:

الرحمة قبل التعليم

من المواقف التي لم أستطع تجاوزها أو نسيانها، موقف واجهته أثناء عملي في الإشراف التربوي في التعليم العام. ففي إحدى زياراتي المعتادة لمدرسة ابتدائية في قرية نائية، وكان من عادتي عند دخولي أي مدرسة في بداية اليوم الدراسي البدء بزيارة الفصول الدراسية مباشرة، قبل الذهاب إلى مكتب مدير المدرسة لاحتساء القهوة أو الشاي، فطلبت من مدير المدرسة أن أرافقه في جولة على الفصول، فبدأنا بالصف الأول الابتدائي، ولفت انتباهي نظافة سبورة الفصل من أي كتابة للمعلم أو الطلاب، فضلا عن هندام وهيئة المعلم، حيث كان شابًا يبدو جديدا على المهنة، أو ربما كانت المهنة لا تزال جديدة عليه، وهذا ما دعاني أن استأذن منه لحضور ما تبقى من الحصة، وطلبت من مدير المدرسة أن يتركني في الفصل مع المعلم وطلابه، ثم أخذت كرسيًّا وجلست في آخر الفصل حيث أستطيع أن أرى ما لا يُرى من المقدمة.
كان المعلم يقف عند السبورة بثوب أبيض جديد وشماغ وعقال في غاية الأناقة، وعطر يفوح في أرجاء الفصل، ولكن بدأت تظهر عليه علامات الارتباك، فخشيت أن يكون وجودي يشكل عبئًا عليه، فقلت له بهدوء : “استمر، أنا هنا لأتعلم منك ومن طلابك”.
وبينما كان يكتب على السبورة كلمة “باب”، كنت أتصفح كراسات الأطفال الذين بجانبي، أبحث في تفاصيل واجباتهم عن أثر يد تربوية، أو عبارات تشجيعية تحفزهم أو تعزز بداياتهم، ولكنني فوجئت بشيء آخر، ففي إحدى صفحات كتاب طفل هزيل الجسد، ثيابه رثة، وجسمه نحيل، وبالكاد يرفع عينيه، وجدت رسالة كتبتها أمه بيد مرتجفة، وقلب مكسور، قالت فيها: “أرجوك يا أستاذ، لا تضرب ولدي فهو كل ما أملك أنا وأختاه، وهو أملنا الوحيد بعد الله تعالى، منذ أن اختطف الموت والده من بيننا. لقد بات يخاف من الليل، يصرخ في نومه، ويتبول على نفسه من شدة الخوف. أناشدك أن ترأف بحاله، فقد أنهكته الحياة بما يكفي، ولم يعد يحتمل قسوة فوق قسوة اليُتم”.
رفعت نظري إلى المعلم، ونهضت من مكاني، فاقتربت منه عند السبورة بهدوء، ثم فتحت الكتاب وأريته الرسالة، وسألته: “هل قرأت هذه الرسالة ؟!”. تفاجأ، وبدا عليه الذهول، وأكد أنه لم يرها من قبل، ثم ساد الفصل صمت ثقيل، ومع ذلك لم أُعنّفه أو ألقي عليه محاضرة، بل اتجهت إلى الطلاب ثم بدأت أسألهم وأطلب منهم الكتابة على السبورة، وتعمّدت أن أسأل بعضهم قبل أن أوجه سؤالي إلى هذا الطفل، وأطلب منه أن يكتب اسمه على السبورة؛ كي أطلب من الطلاب تحيته والتصفيق له، علّي أبعث في نفسه الثقة من جديد.
وعندئذ شعرت أنني لم أعد مشرفا تربويًا فحسب، بل يجب عليّ أن أكون أبًا، وقطعت على نفسي عهدا أن أكون الأب الذي يحتاجه هذا الطفل، حتى تستقيم له الحياة من جديد.
ثم خرجت من الفصل والكتاب في يدي، ولكن قد لا تسمح هذه المساحة لسرد ما تبقى من هذه القصة أو حتى بقية التفاصيل، لكنني أطمئنكم أنه وبفضل الله تعالى، فإنّ نظام وزارة التعليم لدينا يكفل لهذا الطفل ولغيره تعليم آمن مستقر، وأنه بمجرد تطبيق الدليل الإجرائي لقضايا شاغلي الوظائف التعليمية على أي حالة مثل هذه الحالة، فستنام هذه الأم قريرة العين آمنة مطمئنة، وهذا يحسب لوزارة التعليم، وهو ما جعل كثيرا من وزارت التعليم في دول كثيرة تراقب اتجاه بوصلة تعليمنا في مجالات عدة، ومن بينها مجال حفظ حقوق الطلاب والطالبات الإنسانية لتقتدي بها وتتجه معها أينما اتجهت، لكنني أردت أن أقول: إن هذا الموقف ترك في قلبي ألمًا ما يزال يتكرر كلما استحضرت ذاكرتي هذا الموقف، وأعاد إليّ يقيني أن التعليم ليس وظيفة، بل رسالة إنسانية سامية.
ومن هنا، أشيد بقرار وزارة التعليم في إسناد مهمة تدريس الصفوف المبكرة إلى المعلمات، فصبرهن، وفطرتهن الرحيمة هي ما يحتاجه الأطفال في بداياتهم؛ لأن التعليم ليس مجرد كتابة وقراءة الحروف والأرقام فحسب، بل هو أول شعور بالأمان في مدرسة الحياة، التي تتطلب منا أن تكون الرحمة قبل التربية والتعليم.

al_mosaily @

مقالات مشابهة

  • تاريخها يتعدى 75 عاما.. التعليم العالي: جامعة عين شمس تقود منظومة التطوير في مصر
  • التعليم العالي تعلن الاعتراف بـ23 جامعة حكومية وخاصة في تركيا وشمال ‏قبرص
  • وزير التعليم العالي: مصر في المركز الـ25 عالميًا في البحث العلمي والابتكار
  • شيخ الأزهر ووزير التعليم العالي يوقعان بروتوكول تعاون بين الأزهر وعين شمس
  • شيخ الأزهر ووزير التعليم العالي يشهدان توقيع بروتوكول تعاون لدعم أهداف التنمية المستدامة
  • بحضور وزير الرياضة.. رئيس "الشيوخ" يستقبل وفد منحة ناصر للقيادة الدولية
  • الرحمة قبل التعليم
  • وزير التعليم العالي يبحث مع وفد من جامعة الأندلس الخاصة واقع التعليم العالي الخاص والمعوقات التي تعترضه
  • رئيس الشيوخ يستقبل الوفد المشارك في النسخة الخامسة من «منحة ناصر للقيادة الدولية»
  • أ.د. حمدان بمؤتمر التعليم العالي : عمان الأهلية قصة نجاح تعليمية وطنية بامتياز