مخاوف من «مستويات كارثية» لأزمة الجوع في أفريقيا
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلةفي الأسابيع الأولى من العام الحالي، يُخشى من وصول أزمة الجوع في أفريقيا إلى مستويات غير مسبوقة تطال من خلالها أكثر من 300 مليون نسمة في مختلف أنحاء القارة، فيما حذر خبراء من أن هذه البقعة من العالم، ربما باتت على شفا مواجهة «سيناريوهات كارثية»، فيما يتعلق بالانعدام الحاد للأمن الغذائي.
ومن بين هذه السيناريوهات، بحسب مسؤولين في برنامج الأغذية العالمي يعملون في غرب أفريقيا، اضطرار الكثيرين من أبناء القارة، لتفويت عدد من الوجبات اليومية والاكتفاء بخيارات مُغذية بشكل أقل، وذلك لتقلص قدراتهم المالية، ما قد يزج بهم في «حلقة مفرغة من الجوع وسوء التغذية». ويعزو المسؤولون هذه الأزمة الوشيكة، إلى استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية على مستوى العالم، فضلاً عن تبعات التغير المناخي وتأثيراته على الوضع في القارة، وذلك جنباً إلى جنب، مع تواصل الصراعات في الكثير من أنحائها، وعلى رأسها منطقة الساحل. ففي «الساحل الأفريقي»، الذي يشهد تواصلاً للصراعات والاضطرابات منذ عقود ما أجبر الملايين هناك ومن بينهم مزارعون على الفرار من ديارهم، تتراجع قدرة السكان على الحصول على أطعمة مُغذية، بما يؤثر بشكل خاص على الفئات المجتمعية الأكثر هشاشة، وفي مقدمتها النساء والأطفال.
كما أن استمرار الأزمة الأوكرانية لمدة عامين تقريباً، وما نجم عنها من تقلص واردات الحبوب، لا يزال يؤثر على إمدادات القمح العالمية لدول أفريقيا، بما يسهم في الارتفاع الحالي لفاتورة ما تستورده من مواد غذائية.
وفي الوقت نفسه، لا يتوافر لدى الوكالات الإغاثية والإنسانية الدولية، المُشتتة بين الكثير من الأزمات حول العالم، التمويل الكافي للتعامل مع أزمة جوعٍ، يُنتظر أن يزيد عدد المتضررين الأفارقة منها في العام الجاري، بواقع 50 مليون شخص، وهي الزيادة التي ستكون حال تحققها، الأكبر من نوعها خلال سنة واحدة في القارة.
وبحسب خبراء تحدثوا لموقع «تيك إن أفريكا» الإلكتروني، تتعرض الإنتاجية الزراعية في كثير من الدول الأفريقية لتهديدات جسيمة، بفعل الاضطرابات المستمرة في أراضيها، بجانب تأثيرات الفيضانات الكارثية وموجات الجفاف التي تضرب بُلداناً مختلفة في القارة، كإحدى عواقب تغير المناخ. وفي الوقت الذي تفيد فيه تقديرات مستقلة، بأن الثمن الذي تدفعه أفريقيا بسبب الأزمة المناخية العالمية يفوق كثيراً حجم إسهامها في حدوثها، يحذر خبراء من أن السعي لمواجهة مشكلة انعدام الأمن الغذائي في هذه القارة، عبر التوسع في الزراعة التقليدية، يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأضرار البيئية، وزيادة انبعاثات غازات الدفيئة.
ويشير الخبراء، إلى أن ذلك يؤكد ضرورة العمل على تحقيق الأمن الغذائي في أفريقيا، عبر إجراء إصلاح كامل لمنظومة الغذاء هناك، وجعلها أكثر استدامة، وهو ما قد يسهم في كبح جماح أزمة الجوع، التي أفضت في بعض فترات العام الماضي، إلى تسجيل حالة وفاة كل 36 ثانية، في دول مثل الصومال وكينيا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مكافحة الجوع الجوع أفريقيا القارة الأفريقية
إقرأ أيضاً:
عاجل. غزة تواجه خطر المجاعة الشديدة.. برنامج الأغذية العالمي يحذر: الوقت ينفد
أطلق برنامج الأغذية العالمي تحذيراً عاجلاً من تفاقم خطر المجاعة في قطاع غزة، مشيراً إلى أن 1 من كل 3 أشخاص يقضي أياماً دون طعام، بينما يعاني 75٪ من السكان من مستويات طارئة من الجوع. اعلان
أفادت وزارة الصحة في غزة بأن 7 أشخاص قضوا خلال ال24 ساعة الماضية وكشفت أن الحصيلة الاجمالية لعدد الوفيات بسبب المجاعة ترتفع إلى 154 منها 89 طفلا.
في الأثناء، أطلق برنامج الأغذية العالمي، اليوم الأربعاء 30 تموز/يوليو، تحذيراً عاجلاً من أن قطاع غزة يواجه خطر المجاعة بشكل متسارع، مؤكداً أن "الوقت يوشك على النفاد" لإطلاق استجابة إنسانية شاملة، في ظل مؤشرات صادمة لانعدام الأمن الغذائي في القطاع المحاصر.
الجوع يضرب ثلث السكانجاء في بيان البرنامج أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص في غزة يقضي أياماً دون طعام، في حين يواجه نحو 75 بالمئة من السكان مستويات طارئة من الجوع، تعكس وضعاً غذائياً يزداد تدهوراً يوماً بعد يوم.
وأفاد البرنامج بأن نحو 25 بالمئة من سكان القطاع يعانون ظروفاً "شبيهة بالمجاعة"، في ظل نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية، محذراً من أن الأرقام المحدثة ترسم "وضعاً كارثياً يهدد بانهيار كامل للأمن الغذائي في غزة".
20 ألف طفل نُقلوا إلى المستشفياتوفي السياق ذاته، قالت منظمة "العمل ضد الجوع" إن المجاعة في غزة تزداد حدة، مشيرة إلى أن نحو 20 ألف طفل نُقلوا إلى المستشفيات بسبب إصابتهم بسوء تغذية حاد. كما قدّرت المنظمة أن هناك نحو 300 ألف طفل دون سن الخامسة بحاجة ماسة إلى مكملات غذائية علاجية لمواجهة الأزمة.
وأضافت أن قرابة 150 ألف امرأة حامل ومرضع في غزة بحاجة ماسة أيضاً إلى هذه المكملات بشكل عاجل، محذّرة من أن غياب الاستجابة السريعة قد يؤدي إلى عواقب صحية كارثية تطال أجيالاً بأكملها.
Related "ميلانيا تأثرت".. ترامب عن نقل سكان غزة ومراكز توزيع الطعام وعن المهلة المعطاة لبوتينفيديو- صرخات الجوعى في غزة أمام مطبخ خيري.. من يصل إلى نظر الطاهي أولًا؟"غزة جزء لا يتجزأ من إسرائيل".. دعوة صريحة من سموتريتش لإعادة احتلال القطاع انهيار منظومة الإمداداتوكشف برنامج الأغذية العالمي أن اضطراب الإمدادات الغذائية ناجم عن القيود المشددة المفروضة على دخول المواد الأساسية وارتفاع الأسعار بشكل حاد. كما أُجبر عدد من مراكز التوزيع على التوقف بسبب انعدام الوقود وتردي الوضع الأمني، مما حدّ من قدرة المنظمات الإنسانية على إيصال المساعدات.
وتمتد آثار الأزمة إلى فئات واسعة، من الأطفال والنساء إلى كبار السن، مع تصاعد خطر الأمراض المرتبطة بسوء التغذية، في ظل بيئة صحية منهارة بالكامل.
استهداف منتظري المساعداتفي اليوم الـ663 من الحرب على غزة، ازدادت حدة الأزمة الإنسانية مع استمرار استهداف طالبي المساعدات. فقد أكدت مصادر طبية مقتل 13 فلسطينياً في وسط وجنوب القطاع، وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح برصاص الجيش الإسرائيلي قرب مراكز توزيع الإغاثة.
كما أصيب سبعة فلسطينيين آخرين في قصف استهدف طابوراً للحصول على المياه في رفح، وسط تحذيرات من أن القطاع دخل بالفعل "المرحلة الثالثة من المجاعة"، بحسب مدير مجمع الشفاء الطبي.
إسرائيل تبحث "بدائل متطرفة"في موازاة الأزمة الإنسانية، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بدأت مناقشة "بدائل متطرفة" بعد انتهاء عملية "عربات جدعون"، التي لم تُحدث تحولاً في ملف الأسرى.
ومن بين البدائل المطروحة: فرض حصار كامل على التجمعات السكانية في غزة ومنع إدخال أي طعام أو ماء براً أو جواً، مقابل منح مساعدات فقط لمن يغادر هذه المناطق المحاصرة.
في السياق ذاته، انتقدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الأسلوب المتبع في إيصال المساعدات عبر الإسقاط الجوي، معتبرة أنه لا يُحدث فرقاً فعلياً على الأرض، بل يندرج في إطار "الضجة الإعلامية" دون أثر ملموس في التخفيف من حدة الكارثة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة