استجواب صبي في مطار بريطاني لمشاركته في التظاهرات المؤيدة لفلسطين
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
لندن - صفا
أقدمت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية على استجواب مراهق يرتدي العلم الفلسطيني في مطار بالمملكة المتحدة، وسألته عما إذا كان قد حضر احتجاجات مؤيدة لفلسطين، وفقًا لتقرير نشر في موقع "openDemocracy".
وحصل الموقع على تسجيل صوتي لصبي يبلغ من العمر 17 عاماً يتم استجوابه لمدة أربعين دقيقة برفقة أحد أفراد أسرته.
وذكر الموقع أن الشرطة سلمت الصبي وأحد أفراد أسرته منشورات تخطرهما بأنهما ملزمان بالإجابة عن الأسئلة بموجب الجدول 7 من قانون الإرهاب.
وسأل الضابط الصبي: "بالعودة للتو إلى فلسطين، هل شاركت في أي من الاحتجاجات التي جرت؟"، كما سأله عن عدد الاحتجاجات التي شارك فيها، وما إذا كانت سلمية، وماذا فعل خلال تلك الاحتجاجات.
وتابع الضابط أسئلته قائلا: "هناك الكثير من الحروب الجارية في العالم، وهناك الكثير من الصراعات والاضطرابات بين الكثير من البلدان المختلفة، أحاول فقط أن أفهم لماذا دفعك هذا الصراع على وجه الخصوص إلى الذهاب إلى الاحتجاجات؟".
كما سُئل الصبي عما إذا كان جزءا من مجموعات "واتساب"، حيث يتم ذكر فلسطين، وما إذا كان يعرف آخرين حضروا المظاهرات، بالإضافة لسؤاله عن أسماء مدرسته ومدرسيه، من بين تفاصيل شخصية أخرى.
ونقل الموقع عن الصبي قوله: "ما زلت مهتزاً، وأصبت بنوبة صرع بسبب الكوابيس التي راودتني عندما صعدت الشرطة إلى الطائرة واعتقلتني. وفي كل مرة، كان الكابوس ينتهي بإصابتي برصاصة في رأسي على يد ضابط".
وأضاف: "في فصول المواطنة لدينا، كان يُقال لنا دائما كيف أن هذا البلد ديمقراطي، أنا فقط لا أشعر بذلك، إنهم يشعرون وكأنهم أفكار فارغة، وشعارات فارغة".
وفي العام الماضي، ذكر موقع "ميدل إيست آي"، أن الطاقم الطبي البريطاني كان خائفا من التعبير عن تضامنه مع الفلسطينيين في غزة؛ بسبب المخاوف من ردود الفعل العنيفة أو الشطب.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وصفت وزيرة الداخلية البريطانية السابقة، سويلا برافرمان، المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في لندن بأنها "مسيرات كراهية"، ودعت الشرطة إلى التحقيق فيما إذا كان التلويح بالأعلام الفلسطينية أو الهتافات المؤيدة للفلسطينيين يمكن أن يصل إلى مستوى النظام العام أو جرائم الكراهية.
والشهر الماضي، قام اتحاد الطلاب في إحدى الجامعات الرائدة في المملكة المتحدة، كينغز كوليدج لندن، بإيقاف مسؤوليه الطلابيين المنتخبين، بعد أن أصدروا بيانًا أعربوا فيه عن دعمهم لفلسطين.
المصدر: عربي 21
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الأقصى إذا کان
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يستقوي بترامب.. تقرير بريطاني يحذر من مرحلة الإفلات من العقاب
قال مركز أبحاث بريطاني إن الثقة المطلقة التي يبديها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترتبط مباشرة بإحساسها المتزايد بالإفلات من العقاب، في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على غزة رغم مرور شهرين على إعلان "وقف إطلاق النار"، الذي وصفه التقرير بأنه "مضلل" ولا يعكس الواقع الميداني.
التقرير الصادر عن مركز “أوبن ديموكراسي” في لندن، سلط الضوء على مشاهدات ميدانية وآليات سياسية تكشف حجم الانتهاكات الجارية، إلى جانب التحولات التي تشهدها الخطة الأمريكية الخاصة بإدارة غزة، وما رافقها من تغييرات مفاجئة طالت شخصيات محورية مثل توني بلير.
غارات مستمرة رغم وقف النار
ذكر التقرير أن الفلسطينيين في غزة واصلوا دفع ثمن الغارات الإسرائيلية، سواء عبر المقاتلات أو الطائرات المسيرة التي استهدفت مباني وخرائب وحتى المخيمات المؤقتة، رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن هذه الهجمات أسفرت عن سقوط شهداء فلسطينيين بشكل شبه يومي، بما يؤكد أن "وقف النار" بات مصطلحا لا يعكس حقيقة العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وفي الوقت ذاته، يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعداد "تل أبيب" للانتقال إلى المرحلة التالية من خطة ترامب الخاصة بغزة، بينما تشير تقارير أمريكية إلى أن الخطة ذاتها تخضع لتعديلات جوهرية.
إقالة توني بلير
فيما أشار تقرير فايننشال تايمز أشار إلى أن توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، قد أُقيل هذا الأسبوع بهدوء من "مجلس السلام" التابع لإدارة ترامب، وهو المجلس الذي كان مكلفا بالإشراف على إدارة غزة. وكان يتوقع أن يلعب بلير دورا مركزيا وربما قياديا في البرنامج، إلا أن اعتراضات عربية وإسلامية — على خلفية دوره في غزو العراق عام 2003 — جعلت تعيينه "غير لائق سياسيا"، وفق الصحيفة.
وبحسب المركز البحثي البريطاني، تجلت ثقة نتنياهو بنفسه في إجراءات ميدانية جسيمة، أبرزها ضم فعلي لأكثر من نصف قطاع غزة دون إعلان رسمي.
فقد حشر نحو مليوني فلسطيني داخل شريط ضيق على الساحل يعرف بـ"المنطقة الحمراء"، بينما تسيطر قوات الاحتلال على "المنطقة الخضراء" التي تمثل 58% من مساحة القطاع.
وتظهر أعمدة خرسانية صفراء رسمتها قوات الاحتلال الحدود الفاصلة بين المنطقتين، وتعاملها المؤسسات الأمنية الإسرائيلية كحدود جديدة بحكم الأمر الواقع.
تجسس على القوات الأمريكية
في خطوة أخرى توثق الاستهتار الإسرائيلي، كشف التقرير أن "إسرائيل" تجسست على القوات الأمريكية داخل مركز التنسيق المدني العسكري (CMOC)، وهو غرفة عمليات مخصصة لمراقبة وقف إطلاق النار أنشأتها واشنطن في كريات جات جنوب الأراضي المحتلة٬ على مسافة 20 كيلومتراً من غزة. ويؤكد المركز أن التجسس بدأ منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر، من دون أي تبعات سياسية حتى الآن.
خارج غزة، يشير التقرير إلى أن الجيش والشرطة الإسرائيليين يتمتعان بحصانة شبه كاملة في تعاملهم مع ثلاثة ملايين فلسطيني يعيشون في الضفة المحتلة والقدس. ومن الأمثلة الحديثة، قتل فلسطينيَين أعزلاً بالرصاص بعد استسلامهما.
ومنذ بدء الحرب على غزة قبل عامين، استشهد أكثر من ألف فلسطيني في الضفة الغربية وحدها، بينما أجبر 32 ألفا على النزوح من مخيمات شمال الضفة خلال العام الأخير.
وفي القدس، تواجه 34 عائلة تضم 175 فردا خطر الإخلاء القسري من حي بطن الهوى لصالح جمعيات استيطانية.
عنف متصاعد يهدد جيلا كاملا
ونقل المركز عن منظمة "أنقذوا الأطفال" أن حملات الجيش الإسرائيلي أجبرت مجتمعات بأكملها في شمال الضفة على البقاء داخل منازلهم، ما أدى إلى تعطيل تعليم الأطفال وتعريض الأسر لخطر فقدان الدخل، وزيادة احتمالات تعرض الأطفال للعنف أو الاعتقال.
وأكدت المنظمة أن "مستقبل جيل كامل بات مهددا"، في ظل القيود على المساعدات، وتوسع العنف الاستيطاني، وعمليات الهدم، ومصادرة الأراضي، وتدمير البنية التحتية.
ويرى مركز “أوبن ديموكراسي” أن إصرار نتنياهو على البقاء في السلطة حتى الانتخابات المقبلة يجعل من الصعب تصور أي انفراجة قريبة للأزمة الفلسطينية.
كما يتوقع المركز أن تمتد آثار الحرب على غزة إلى أجيال قادمة، وأن تترك تداعيات سياسية واجتماعية واقتصادية طويلة الأمد.
تحوّل في المزاج الأمريكي
تقرير لوموند ديبلوماتيك الذي استشهد به المركز، أشار إلى تحول كبير في الرأي العام الأمريكي، حيث "لا تؤيد غالبية الأمريكيين الآن عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة"، وللمرة الأولى "يحظى الفلسطينيون بتأييد أكبر من إسرائيل" في استطلاعات الرأي.
ويحذر المركز من أن استمرار تراجع الدعم الشعبي الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي قد ينعكس سريعا على موقف ترامب نفسه، إذا شعر بأن هذا الدعم بات يهدد صورته أو حساباته الداخلية.