على أرضِ الجَنُوبِ وضعتُ رَحْلي
وآمالي وآلامي وأهلي
بلادٌ باشرتْنا باسماتٍ
بإعطاء ٍ جَرِئِ الكَفِ بَتْلِ
تُهَدْهِدُنا كطفلٍ في مِهَادٍ
وتلقانا بإنشادٍ وطَبْلِ
بلا ورقٍ بلا خَتْمٍ دَلَفْنا
طِلاقًا دون مَنٍّ دون كَبْلِ
كأنِّي في بلادي لم أُغادرْ
أُهَوِّمُ فيه مِن سَهْلٍ لِسَهْلِ
وقد كنا نظنُّهُمُ أَسَدُّوا
مداخِلَهم بأَرْتاجٍ وقُفْلِ
كما فعلتْ بلادٌ قد حسبنا
أُخوتَها، فجازتْنا بخَذْلِ
أَشَاعُوا أَنَّكُمْ لا (تشبهونا)
دعاوى الكُرِهِ والفَخْرِ المدِّلِ
ولم نلفَ من الجيران جارًا
سوى أحضانِكم في يومِ حَثْلِ
وهُمْ أشباهُنا أصلًا ووَصْفًا
وهُمْ أَشْباهُنا مِثْلًا بِمِثْلِ
ومنْ بالبَشْرَةِ السمراء أدْنَى
مُلَابَسَةً سواهم دون سُؤْلِ
سوى أنَّ السياسةَ إذ نأتْنا
سَعَتْ قَطْعَاً لأوْشَاجٍ وَشَمْلِ
فلما صار أرْضُ النِّيْلِ مَثْنَىً
وحُلَّتْ عُرْوَةٌ وُثْقَى بِنَتْلِ
تَقَلَّبَتْ الشمال على حروبٍ
وراضتْ في الجنوبِ نهىً بعَقْلِ
وما كانتْ لتجرؤَ إنْ بقينا
على أرضٍ موحدةٍ ووصلِ
غزاةٌ تستبيح حِمى بلادي
شَتَاتُ العُربِ من غرب المحَلِّ
ولكنْ كيف ذا والجهلُ فينا
قُبَيْلَ جَلَاءِ مُحتلٍ مُذِلِّ
أضَعْنا دولةً كبرى بظلمٍ
وتمييزٍ وتحقيرٍ وجهلِ
فما أجدى التَّقَسُّمُ من فتيلٍ
وأسرى الداءُ صَعْدًا دون مَطْلِ
حُكِمْنا بافتراقٍ غير أَنَّا
أرومتُنا تأبَّتْ أيَّ فَصْلِ
سَجايانا ملامحُنا دمانا
تقولُ بأنَّنا نسلًا لأصلِ
سوى أنَّا جعلناها حروبًا
وأنتم سُسْتُمُوا شعبًا بعدلِ
تُصافينا الشدائدُ والمآسي
ويجمعنا دمٌ من خير أَثْلِ
وصابحنا على الغاباتِ غيدٌ
يرحْنَ هواديًا في دَلالِ رَفْلِ
حَقَرْنَ الطولَ قاماتٌ تُسامى
عُلا الأشجارِ في أوساطِ دَغْلِ
توارى الطولُ عنهن ازْوِرَارًا
حياءً من توانيه لوصْلِ
طوالٌ امتلأنَ بلا فُضُولٍ
مآكمُ لم يُشَنَّ بفَضْلِ هَدْلِ
تكورتِ النهودُ مُقَدَّماتٍ
كحادي الظعنِ في أظعان إبْلِ
تُهَزْهِزَهُنَّ خطواتٌ سكارى
فيهزمُ كلُّ مفتولٍ وعَبْلِ
ودابَرَهُنَّ يَقْفُوْهُنَّ رِدْفٌ
بَرُوزُ الكَفْلِ في وَفَرٍ وهَضْلِ
ماقٍ واسعاتُ الحَدْقِ نُجْلٌ
بثغرٍ ناصعِ الأسنانِ رَتْلِ
بياضٍ في سوادٍ قد غناها
عن التزييفِ تَمْويا بكُحْلِ
ويُوْصِلَنَ الرؤوسَ إلى متونٍ
بشعرٍ ناعم الأردان جَثْلِ
سواه ما رأيتُ تموُّهاتٍ
فكلُّ جمالِهنَّ جمال أصل
عِفَافٌ لا هواجسَ تعتريها
ولا يَخْشَيْنَ من إغواءِ نَذْلِ
هنا لا تلفى للذُكرانِ فضْلًا
على الأنثى فهم كِفْلًا بكِفْلِ
مساواةً وإشراكًا وبذلًا
بإحسانٍ وتحنانٍ ودَلِّ
وهُنَّ على التَّبَعُلِ خيرُ أنثى
ظفرْنَ من الحياةِ بخير بعْل
أسلفاكيرُ فاعقبْ فينا خيرًا
بسلم ثابتِ الأركانِ وَثْلِ
أسلفا في سبيلك للمعالي
فجِدْ للحربِ خاتمةً بعَجْلِ
15 يناير 2024
gasim1969@gmail.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
حماس تنعى 3 من محرري صفقة وفاء الأحرار.. دماء الشهداء وقود المقاومة
نعت حركة المقاومة الإسلامية استشهاد عدد من محرروي صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، والذين أُبعدوا قسرًا إلى قطاع غزة، بعد استهداف مباشر لهم من طرف قوات الاحتلال.
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في تصريح صحفي رسمي عن استشهاد كل من مهدي شاور، وأيمن أبو داوود، وبسام أبو سنينة، مؤكدة أن هذه الجريمة البشعة التي استهدفتهم بشكل مباشر تعكس محاولة الاحتلال اليائسة لتصفية رموز الحركة الأسيرة والمحررين، وكسر إرادة الشعب الفلسطيني في المقاومة والتمسك بالحق والحرية.
وفي بيان صادر عن الحركة اليوم الخميس، أكدت حماس أن دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، بل ستبقى وقودًا لإدامة مسيرة النضال والمقاومة حتى تحقيق الحرية الكاملة ودحر الاحتلال الإسرائيلي، مهما بلغت التضحيات والأثمان.
ودعت الحركة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية وكافة أحرار العالم إلى كسر صمتهم المريب والضغط على الاحتلال لوقف عدوانه المتواصل، وتحميله المسؤولية الكاملة عن جرائمه المتكررة بحق الشعب الفلسطيني.
ويأتي هذا الاغتيال في سياق تصعيد ممنهج من قبل قوات الاحتلال ضد فلسطينيين أعزل وشخصيات وطنية بارزة، في محاولة لإضعاف المقاومة والضغط على الفلسطينيين للتخلي عن حقهم المشروع في التحرير والعودة.
يُذكر أن صفقة "وفاء الأحرار" التي جرت عام 2011، كانت قد حررت خلالها مجموعة من الأسرى الفلسطينيين في مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، حيث اعتُبر المحررون رموزًا وطنية وأبطالًا في نضالهم ضد الاحتلال.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 191 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.