** هى محكمة العدل الدولية، التى تنظر فى ملف الاتهامات بحق إسرائيل، بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، ضد الشعب الفلسطينى فى حربها على غزة، وهو الملف الذى تكفلت به حكومة جنوب إفريقيا، وتحملت عبء مقاضاة قادة «تل أبيب»، عن مسئولية 100 ألف قتيل ومفقود ومصابين، فى واحدة من أكبر جرائم الحروب فى التاريخ الحديث، تستهدف التطهير العرقى، والقضاء نهائياً على فكرة شعب ودولة لفلسطين، وهناك فى «لاهاى»، كل العالم يشهد العزلة المذلة لدولة إسرائيل، التى تفقد- لأول مرة- الدعم الدولى، إلا من 8 حلفاء من أتباع الولايات المتحدة الأمريكية، فى حين تحظى جنوب إفريقيا بدعم 66 دولة، اجتمعت على إدانة إسرائيل.
** وهى نفس المحكمة، التى أصدرت قراراً، يوم 9 يوليو 2004، بعدم شرعية الجدار العازل، الذى أقامته إسرائيل فى الأراضى المحتلة، بناء على تصويت هادر، يوم 8 ديسمبر 2003، فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، طلب رأياً استشارياً بشأن هذا الجدار، وقد رأت المحكمة أنه ينتهك سيادة القانون الدولى، وطالبت إسرائيل بإزالته، وبخلاف أن جدار الفصل العنصرى يتجرد من المشروعية، فإنه يؤسس لفكرة ضم الأراضى المحتلة، وإلحاقها بفضاء الكيان الصهيونى، الذى فى حقيقته، يخالف لائحة «لاهاى» فى سنة 1907، المتعلقة بقوانين الحرب وأعرافها، ومن ثم تسقط حجة الضرورة العسكرية والدفاع عن النفس، التى تتعلل بها إسرائيل أمام الحق الفلسطينى فى تقرير المصير.
** ومحكمة العدل الدولية، هى الذراع القضائية الرئيسية لمنظمة الأمم المتحدة، وقد تأسست فى العام 1945، ومقرها العاصمة الهولندية «لاهاى»، بديلاً لما كانت تسمى المحكمة الدائمة للعدالة الدولية، غير أن عملها بدأ العام التالى 1946، وللمحكمة نشاط قضائى واسع، للفصل فى النزاعات القانونية التى تنشأ بين الدول، ولها كذلك وظيفة استشارية، من خلال إصدار الفتاوى للجهات التى تحيلها الأمم المتحدة ووكالاتها، وكعادة الولايات المتحدة الأمريكية، فقد عطلت السلطة القضائية الإلزامية للمحكمة، وتحولت إلى مجرد جهة استشارية، تتألف من 15 قاضياً، تنتخبهم الجمعية العامة للأمم المتحدة، لمدة 9 سنوات، وما نظرته إلى الآن 178 قضية، بخلاف مساءلة إسرائيل.
** مع تلك الظروف، التى تقف فيها إسرائيل قيد العدالة الدولية، هناك أيضا القرار الصادر فى شهر إبريل من العام الماضى، عن اللجنة الرابعة المعنية بالمسائل السياسية وإنهاء الاستعمار، بطلب فتوى من نفس المحكمة- محكمة العدل الدولية- حول ماهية الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، ما يعنى أن ساحة الملاحقة تضيق الخناق على إسرائيل، وتضعها فى عزلة داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالتالى يمكن العمل بكل أوراق الضغط هذه، حتى يتناسب أمام قضاة «العدل الدولية»، أن يلزموا إسرائيل بإنهاء عمليتها العسكرية فى غزة، كتدبير عاجل، إلى أن يجرى الفصل فى الاتهام بارتكاب إبادة جماعية فى القطاع، وقد يستمر قيد النظر سنوات.
** ولأن المؤشرات تتجه لتفوق دفوع جنوب إفريقيا، فى تقديم أدلة ثابتة لانتهاك إسرائيل اتفاقية الإبادة الجماعية، وأمام الدفوع الإسرائيلية الضعيفة والمرتبكة، يلزم الاستمرارية فى لفت نظر قضاة المحكمة، إلى أن الدعم الدولى الواسع، يمثل مساندة قوية لإصدار قرارات مستقلة، لا تخضع لضغوط أمريكية بالذات، تحاول مساعدة جروها الصغير «إسرائيل»، للإفلات من ضلوعها فى جريمة الإبادة، وفى المقابل العربى، أن يفتعلوا ضجة لدعم جنوب إفريقيا، حتى تأمر المحكمة بوقف الحرب، وحسناً ما أعلنته الأردن عن الانضمام للدعوة الجنوب إفريقية، وهو الطريق الذى على الدول العربية أن تسلكه، حتى تعاقب المحكمة إسرائيل عن جريمة الإبادة الجماعية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المحكمة العالمية محمــــد راغـــب محكمة العدل الدولية الشعب الفلسطينى حكومة التاريخ الحديث التطهير العرقى العدل الدولیة
إقرأ أيضاً:
محافظ جنوب سيناء: شرم الشيخ إحدى أبرز الحاضنات الدولية للمؤتمرات الكبرى
افتتح الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، اليوم فعاليات الملتقى السنوي السابع لرؤساء إدارات المخاطر في المصارف العربية، والذي ينظمه اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع اتحاد بنوك مصر والبنك المركزي المصري، وذلك بأحد الفنادق الكبرى بمدينة شرم الشيخ، بحضور رفيع المستوى من قيادات العمل المصرفي العربي وممثلي الهيئات المصرفية والمؤسسات المالية الكبرى.
وفي مستهل كلمته، وجه المحافظ تحية ترحيب حارة للحضور الكريم، معربًا عن سعادته باستضافة شرم الشيخ – مدينة السلام والمدينة الذكية الخضراء – لهذا الحدث المصرفي المهم، مؤكدًا أن المدينة باتت إحدى أبرز الحاضنات الدولية للمؤتمرات الكبرى، بعد نجاحها البارز في تنظيم مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP27.
وهنأ المحافظ الحضور بمناسبتين وطنيتين غاليتين، هما رأس السنة الهجرية، وذكرى ثورة 30 يونيو التي مثّلت نقطة تحوّل فارقة في بناء الجمهورية الجديدة، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
كما هنأ المحافظ حسن عبد الله محافظ البنك المركزي المصري، على تكريمه من قبل اتحاد المصارف العربية، ومنحه لقب "أفضل محافظ بنك مركزي عربي لعام 2024-2025"، تقديرًا لدوره المؤثر في دعم الاستقرار النقدي والمالي في مصر والمنطقة العربية.
وتناول المحافظ في كلمته أهمية الدور المحوري والاستراتيجي الذي يضطلع به القطاع المصرفي في الدول العربية، مشيدًا بجهود اتحاد المصارف العربية واتحاد بنوك مصر في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والمالي، من خلال السياسات والاستراتيجيات النقدية والمالية الرشيدة، لا سيما في ظل ما يشهده العالم من تحديات ومتغيرات جيوسياسية متسارعة، تلقي بظلالها على اقتصادات دول المنطقة.
وأكد المحافظ أن الوقت قد حان ليترجم هذا الدور الهام للمصارف العربية إلى مساهمات فعلية في دعم جهود التنمية الشاملة والمستدامة في بلداننا، داعيًا إلى توجيه الاستثمارات البنكية والمصرفية لدعم الفرص الاستثمارية الواعدة بمحافظة جنوب سيناء، ومدينة شرم الشيخ على وجه الخصوص، والتي تزخر بقطاعات واعدة في السياحة والبيئة والطاقة المتجددة والبنية التحتية.
وأشار إلى أن هذه التوجهات تتماشى مع استراتيجية التنمية الشاملة لمحافظة جنوب سيناء، في إطار رؤية مصر 2030، التي ترتكز على احترام المعايير الدولية للتنمية المستدامة.
وفي ختام كلمته، تمنى المحافظ النجاح الكامل لأعمال الملتقى، وأن تخرج توصياته بنتائج عملية قابلة للتطبيق، تعود بالنفع على القطاع العربي، كما تمنى للحضور إقامة طيبة في شرم الشيخ، مدينة الجمال والسلام والنظافة الفائقة.