أبرز تطورات اليوم الـ105 من الحرب الإسرائيلية على غزة
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
في اليوم الـ105 من الحرب على غزة، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- تنفيذ عمليات ضد جنود الاحتلال وتدمير عدد من الدبابات في مناطق عديدة في شمال القطاع ووسطه وجنوبه.
فيما أكد مراسل الجزيرة وقوع اشتباكات ضارية وسط قطاع غزة، مع استمرار القصف الإسرائيلي الذي أسفر عن سقوط شهداء بمناطق متفرقة من القطاع.
يأتي ذلك بينما أعلن مكتب المدعي العام السويسري أن السلطات تلقت عددا من الشكاوى الجنائية ضد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال مشاركته بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، باتهامات بارتكابه جرائم ضد الإنسانية.
عمليات للقسام
فقد أعلنت كتائب القسام أنها قتلت جنودا إسرائيليين ودمرت دبابات، في وقت تحتدم فيه المعارك في عدة محاور بقطاع غزة.
ففي بيانات نشرتها تباعا عبر تطبيق تليغرام، قالت كتائب القسام إن مقاتليها قنصوا جنديين إسرائيليين ببندقية "الغول" شرق مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وأضافت أنها دمرت 3 دبابات إسرائيلية من نوع ميركافا بعبوات شواظ شرق مدينة خان يونس أيضا.
وفي المنطقة نفسها، استهدف مقاتلو القسام دبابة ميركافا أخرى، بجوارها جنديان، بقذيفة الياسين 105، مما أدى لتدميرها ومقتلهما.
وفي محاور الاشتباكات بمدينة غزة، قالت الكتائب إنها استهدفت قوة إسرائيلية تحصنت داخل مبنى في حي الزيتون وأوقعت أفرادها بن قتيل وجريح، كما استهدفت مبنى تحصن به جنود الاحتلال في حي الشيخ رضوان وأطلقت النار على جندي قربه وأصابته مباشرة.
وفي عملية منفصلة، استدرج مقاتلوها قوة إسرائيلية لفتحة نفق وفجروها في عدد من الجنود محققين إصابات مباشرة فيهم شرق حي التفاح.
كذلك استهدف مقاتلوها مبنى تحصنت فيه قوات خاصة إسرائيلية واشتبكوا معها بالأسلحة الرشاشة، واستهدفوا دبابة بالقذائف المضادة للدروع جنوب غرب مدينة غزة.
وفي وسط القطاع، استهدف مقاتلو الكتائب دبابة من نوع ميركافا بقذيفة الياسين 105، وقنصوا جنديا ببندقية الغول، كما قصفوا حشودا لقوات الاحتلال المتوغلة شمال شرق مخيم البريج بقذائف الهاون، وفق ما ورد في بيانات منفصلة.
وفي شمالي القطاع، أكد الجناح العسكري لحماس أنه استهدف قوة إسرائيلية شرق جباليا وفجر عبوة شواظ في قوة أخرى مما أسفر عن سقوط أفرادها بين قتيل وجريح.
مزيد من التفاصيل هنا
وفي قضية الأسرى، نقلت شبكة إن بي سي عن مسؤول أميركي قوله إن مقترحات جديدة معروضة بخصوص صفقة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لكن الاتفاق ما زال بعيدا.
وقالت شبكة إن بي سي نقلا عن المسؤول الأميركي إن التوصل لاتفاق جديد بشأن الأسرى المحتجزين قد يحتاج أسابيع لأن الجانبين متباعدان تماما.
وقال المسؤول إن المقترحات الأخيرة لها نفس ملامح المحادثات السابقة وستشهد إطلاق سراح الأسرى مقابل وقف القتال، ولكن هناك أيضا اقتراح لإخراج جميع الأسرى الإسرائيليين والأميركيين مقابل وقف القتال، مع تحفظات عن الأسرى الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي.
من جانب آخر، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده تتواصل مع قطر للعمل معا على إطلاق الأسرى المحتجزين في غزة.
مزيد من التفاصيل هنا
أعلن مكتب المدعي العام السويسري -اليوم الجمعة- أن السلطات تلقت عددا من الشكاوى الجنائية ضد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال مشاركته بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وقال المكتب للجزيرة إنه يعمل على بيان موقفه القانوني في ضوء هذه الشكاوى.
وأوضح المكتب -في تصريحات للجزيرة- أنه يقوم بالتواصل مع وزارة الخارجية السويسرية، وسيصدر بيانا بشأن الخطوة التالية بعد النظر في الشكاوى بحق هرتسوغ. ويسعى الادعاء لبحث مسألة حصانة الرئيس الإسرائيلي.
في الوقت نفسه، قالت مجموعة قانونية حقوقية في سويسرا إن أفرادا قدموا بلاغات ضد هرتسوغ إلى الادعاء الفدرالي السويسري والسلطات المعنية في مدن بازل وبيرن وزيورخ.
وأكدت المجموعة أن بالإمكان رفع الحصانة عن مثل هذه الشخصيات في ظروف معينة كالجرائم ضد الإنسانية، مؤكدين أن هذه الحالة تستوفي الشروط.
من ناحية أخرى، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مكتب الرئيس الإسرائيلي أن هرتسوغ شارك في منتدى دافوس كما هو مقرر.
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن مكتب هرتسوغ يرى أن الشكاوى الجنائية المقدمة ضده "خطوة دعائية تستهدف سمعة إسرائيل".
مزيد من التفاصيل هنا
شهيد واقتحامات بالضفة
وفي الضفة الغربية المحتلة، استشهد فتى فلسطيني يحمل الجنسية الأميركية برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مدينة رام الله.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر طبية أن الفتى توفيق عجاق (17 عاما) استشهد بعد إصابته في الرأس برصاص حي أطلقه جنود الاحتلال في منطقة عيون الحرامية قرب بلدة المزرعة الشرقية شرق رام الله (وسط الضفة).
وبالقرب من رام الله أيضا، أصيب شاب فلسطيني برصاص حي أطلقته قوات الاحتلال في بلدة كفر نعمة، وقال الهلال الأحمر إن المصاب نقل إلى المستشفى.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قريتي بُدرس وقِـبْـية غرب رام الله، وسيرت دورياتها في القريتين.
وتخلل ذلك اعتداءات على عدد من الفلسطينيين قبل أن تنسحب تلك القوات.
وفي شمالي الضفة، أصيب شاب فلسطيني برصاص الاحتلال قرب الحاجز الجنوبي لمدينة قلقيلية. كما اندلعت مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال قرب الحاجز الشمالي للمدينة، مشيرة إلى أن شبانا أشعلوا النار في بوابة الجدار الفاصل.
وفي منطقة نابلس، اعتلى قناصون من الجيش الإسرائيلي منازل في قرية مادما، بحسب مصادر محلية.
وقال نادي الأسير الفلسطيني اليوم إن عدد من اعتقلهم الاحتلال في الضفة منذ ذلك التاريخ تجاوز 6 آلاف.
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري اليوم انتهاء العملية العسكرية في طولكرم (شمالي الضفة) بعد اقتحامها لمدة 45 ساعة بمشاركة قوات من الجيش وحرس الحدود ووحدة المستعربين وجهاز الأمن العام (الشاباك).
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قام بتفتيش ألف مبنى، واعتقال أكثر من 37 شخصا خلال العملية التي شملت مخيمي طولكرم ونور شمس.
مزيد من التفاصيل هنا
الجبهة اللبنانية
وعلى الجبهة اللبنانية، أعلن حزب الله تنفيذ عدة عمليات ضد القوات والمواقع الإسرائيلية، فيما شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية على جنوب لبنان وأعلنت اعتراض طائرة مسيرة في سماء عكا.
وقال حزب الله إنه قصف بصاروخيْ بركان محيط موقعي السماقة ورمثا في مزارع شبعا المحتلة، كما قصف محيط قاعدة خربة ماعز وتجمعا إسرائيليا في جبل نذر.
في غضون ذلك، أفاد مراسل الجزيرة بأن المقاتلات الإسرائيلية استهدفت محيط بلدة راميا وجبل بلاط بـ12 غارة، كما شنت 4 غارات على محيط بلدات العديسة وكفر كلا وعيترون.
وامتد القصف الإسرائيلي أيضا إلى محيط بلدات ميس الجبل ومحيبيب وبليدا والخيام والعديسة وراشيا الفخار والهبارية.
من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القبة الحديدية اعترضت مسيّرة من لبنان اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي فوق البحر. وذكر الإعلام الإسرائيلي أن الدفاعات الجوية تصدت لهدف في أجواء عكا.
في تلك الأثناء، زار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الجبهة الشمالية، وقال إن إسرائيل لا تسعى إلى التصعيد مع حزب الله لكنها على استعداد لاستخدام القوة لإعادة الإسرائيليين إلى مساكنهم إذا لم يحترم حزب الله حقهم في العيش بتلك المناطق، حسب تعبيره.
في الوقت نفسه، نقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن مسؤولين غربيين ولبنانيين قولهم إن إسرائيل هددت بتصعيد قتالها مع حزب الله إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال أسابيع.
مزيد من التفاصيل هنا
وفي اليمن، أفادت قناة تابعة لجماعة الحوثيين بأن مدينة الحديدة -غربي البلاد- تعرّضت لقصف أميركي بريطاني جديد، وذلك بعد أن أعلنت الجماعة استهداف سفينة أميركية في خليج عدن، وإصابتها بشكل مباشر.
وقال مسؤول أميركي للجزيرة إن "الولايات المتحدة شنت ضربات، دفاعا عن النفس ضد مواقع تابعة للحوثيين في اليمن".
وأعلن الحوثيون -في وقت مبكر اليوم- استهداف سفينة أميركية في خليج عدن "بصواريخ بحرية مناسبة" مؤكدين أن "الإصابة كانت مباشرة". لكنّ الجيش الأميركي قال إن الصواريخ أخطأت هدفها.
مزيد من التفاصيل هنا
وعلى الصعيد العربي، تظاهر عشرات الآلاف تنديدا بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مطالبين بوقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية، كما نددوا بالتواطؤ الأميركي مع إسرائيل.
فقد خرجت مظاهرة شارك فيها الآلاف من اليمنيين في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء رفضا للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتضامنا مع الشعب الفلسطيني.
وعبر المتظاهرون عن تنديدهم بالهجمات الأميركية والبريطانية على قواعد لجماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن خلال الأيام الأخيرة.
وفي تعز، تظاهر مئات اليمنيين تنديدا بمجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وفي الأردن، خرج مئات الأردنيين في تحركات احتجاجية في العاصمة الأردنية عمان وفي عدد من محافظات البلاد، رفضا لاستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وشهدت العاصمة العراقية بغداد مظاهرة عقب صلاة الجمعة، دعا لها الائتلاف العراقي لنصرة غزة.
وتظاهر آلاف المغاربة في عدة مدن بالمملكة عقب صلاة الجمعة للأسبوع الـ15، تضامنا مع فلسطين وقطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي منذ أكثر من 3 أشهر، وهو ما خلّف آلاف الضحايا.
ومن بين المدن التي شهدت وقفات شفشاون وطنجة ومكناس (شمال) وأكادير وتارودانت (وسط) وتازة (شرق).
مزيد من التفاصيل هنا
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الرئیس الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی قوات الاحتلال الاحتلال فی حزب الله قطاع غزة رام الله عدد من
إقرأ أيضاً:
المحكمة العليا الإسرائيلية.. درع قانوني لحرب الإبادة في غزة
القدس المحتلة- رغم العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي وصفه حقوقيون بـ"الإبادة الجماعية"، لم توقف المحكمة العليا الإسرائيلية أي عملية عسكرية، ولم تتدخل لفرض قيود على سلوك الجيش، بل وفرت له، بحسب محللين حقوقيين، غطاءً قانونيا يشرعن الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين.
ومنذ بداية الحرب، رفضت المحكمة العليا جميع الالتماسات الطارئة التي طالبت بوقف القصف العشوائي، وتوفير ممرات آمنة، وإدخال المساعدات الإنسانية، كما تجاهلت عشرات القضايا التي وثقتها منظمات حقوقية، بما فيها تقارير للأمم المتحدة، تتحدث عن استهداف المدنيين، ومنشآت طبية، ومخيمات نزوح.
وكشفت صحيفة "هآرتس" في تقرير مشترك للصحفيين نير حسون وحين معانيت، عن دور المحكمة العليا الإسرائيلية في منح الغطاء القانوني لممارسات الحكومة الإسرائيلية في قطاع غزة، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر.
ووفقا للتقرير، فقد صدّقت المحكمة العليا على 18 طلبا قدمتها الحكومة الإسرائيلية لتأجيل النظر في التماسات تتعلق بمنع زيارة مندوبي الصليب الأحمر للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأيدت المحكمة جميع الممارسات التي تنفذها الحكومة في غزة، بما فيها تجويع السكان، ومنع العلاج الطبي، وإخفاء الأشخاص، وهي ممارسات وصفتها منظمات دولية بجرائم حرب.
وصدرت قرارات المحكمة عن هيئة قضائية ثلاثية، ترأسها رئيس المحكمة يتسحاق عميت، ونائبه نوعام سولبرغ، وعضوة المحكمة دافنا باراك – إيرز. ووفق التقرير، فإن هذه الهيئة امتنعت عن التدخل أو النظر في الالتماسات الحقوقية، مما اعتبر بمثابة منح "ضوء أخضر ساطع" لحكومة الاحتلال بمواصلة سياسة الإبادة والتهجير القسري (الترانسفير) في غزة.
إعلانوأكد التقرير، أن المحكمة العليا، التي لطالما لعبت دورا في شرعنة الاحتلال الإسرائيلي، قد بلغت في هذا السياق مرحلة غير مسبوقة من التماهي مع الحكومة والجيش، إذ لم تكتف بمنح الشرعية بل أصبحت تمجد الجيش وتدعمه.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة، فاجأت المحكمة العليا حتى أكثر القانونيين تشككا، بعدما امتنعت مرارا عن مساءلة الدولة أو إيقاف إجراءات تخالف بشكل صارخ القانونين الإسرائيلي والدولي.
يرى بعضهم في هذا الانحياز استمرارا لاتجاه بدأ قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بينما يعتبره آخرون تحوّلا جذريا في تاريخ المحكمة. لكن الجميع متفق على أمر واحد: حقوق الفلسطينيين لم تعد تجد حماية في أعلى سلطة قضائية بإسرائيل.
تقول المحامية أوسنات كوهين ليفشيتز من منظمة "غيشا-مسلك": "للمحكمة العليا تاريخ في إضفاء الشرعية على الاحتلال، لكن ما نراه اليوم غير مسبوق، في وقت تحذر فيه محكمة لاهاي والأمم المتحدة من كارثة إنسانية، تمنح المحكمة الإسرائيلية غطاء قانونيا كاملا للجيش وتغني مديحا له".
ويرى البروفيسور باراك ميدينا من الجامعة "العبرية" بالقدس أن المحكمة، في تعاملها مع الفلسطينيين، تتبنى فعليا مبادئ "الانقلاب القضائي" رغم أنها لم تقر بعد. ويؤكد أن نهجها تغير كليا، متجاهلا انتهاكات صارخة، مثل استهداف المدنيين، الاعتقال دون محاكمة، منع المساعدات، واحتجاز الجثث كورقة مساومة.
وخلال الحرب، تقدمت منظمات حقوقية عدة بالتماسات إلى المحكمة العليا تطالبها بالتدخل لوقف الانتهاكات الجسيمة بحق سكان غزة، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل. ففي كل مرة، اصطدم الملتمسون برفض قاطع دون مبررات مقنعة.
مِن هذه المحاولات، سعي منظمات لفرض زيارات الصليب الأحمر إلى السجون، وطلب جمعية الصحفيين الأجانب دخول غزة لتغطية الأحداث، كما يحدث في معظم مناطق النزاع في العالم. رفض الالتماس الأول، وتأجل النظر في الثاني رغم مرور تسعة أشهر عليه، دون قرار واضح.
إعلانكما قدمت منظمات مثل "أطباء لحقوق الإنسان" ومركز "حماية الفرد" التماسا لإلزام الدولة بإنشاء آلية لإخلاء المصابين والمرضى، وسط تدمير شبه كامل للمرافق الطبية ومنع دخول المستلزمات العلاجية.
ورغم تعهد النيابة العامة الإسرائيلية بتنظيم هذه الآلية، اكتفى القضاة بالوعد ورفضوا إبقاء الالتماس مفتوحا لمتابعة التنفيذ، لتغلق القضية دون ضمانات.
الشريعة اليهودية
من أبرز قرارات المحكمة العليا منذ بدء الحرب، رفضها الالتماس المقدم ضد سياسة تجويع سكان غزة، ما اعتبره قانونيون مؤشرا خطِرا على انهيار المنظومة القضائية.
في مارس/آذار 2025، تقدمت خمس منظمات حقوقية بالتماس يطالب السماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، وسط تصاعد أزمة الغذاء في القطاع. رغم خطورة الوضع، تباطأت المحكمة في البت بالطلب، ومنحت الدولة وقتًا إضافيًا لتقديم ردودها.
وفي الوقت الذي كانت المناقشات مستمرة، أغلقت إسرائيل المعابر بالكامل في 2 مارس/آذار، وامتنعت عن إدخال الغذاء والدواء. ومع ذلك، تجاهل القضاة التطورات وأصدروا في 27 مارس/آذار حكما اعتمد على وقائع سابقة للإغلاق، متبنين رواية الدولة بعدم وجود قيود أو نقص، رغم الأدلة المتزايدة على العكس.
عبّر المحامي مايكل سفارد عن صدمته من قرار المحكمة العليا بشأن تجويع سكان غزة، منتقدا تبرير القاضي يتسحاق عميت الذي تجاهل الواقع على الأرض، وامتنع عن إدانة واضحة لانتهاك القانون الدولي.
لكن الصدمة الكبرى جاءت من القاضي دافيد مينتس، الذي أرفق بالحكم مداخلة مطولة عن قوانين الحرب في الشريعة اليهودية. تحدث مينتس عن "حروب الإبادة" في التقاليد الدينية، مستشهدا بنصوص تدعو إلى إبادة كاملة في بعض أنواع الحروب، رغم إقراره أن الحرب الحالية لا تندرج في هذه الفئات، بل تعد "حرب وصية" للدفاع عن إسرائيل.
إعلانتطرق أيضا إلى مواقف حاخامات وفقهاء يهود، مثل موسى بن ميمون، الذي أوصى بترك ممر للهروب خلال الحصار، لكنه أشار إلى وجود آراء تبرر استخدام التجويع في ظروف محددة. هذه الإضافات الدينية، رغم عدم ارتباطها المباشر بالقضية القانونية، أثارت استياء واسعا لدى مقدمي الالتماس.
شرعنة الإبادة
مع استمرار العدوان على غزة، تتزايد المخاوف من غياب رادع قانوني داخلي يوقف ممارسات توصف دوليًا بجرائم ضد الإنسانية.
وأصدر مركز مدى الكرمل في حيفا ورقة تحليلية بعنوان "منظومة القضاء الإسرائيلية في ظل حرب الإبادة"، أعدتها الحقوقية ناريمان شحادة زعبي.
وتستعرض الورقة، التي تلقت الجزيرة نت نسخة منها، دور المحكمة العليا الإسرائيلية خلال العدوان على غزة، وتبين كيف قدمت دعما قانونيا لانتهاكات حقوق الفلسطينيين، بل وصلت إلى حد المشاركة في شرعنة سياسات القمع والإبادة.
تركز الدراسة على ثلاثة محاور رئيسية: أوضاع سكان غزة بما فيها منع الإغاثة وتجويع السكان، ملف الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، وقضايا الفلسطينيين في أراضي 48 المتعلقة بتضييق الحريات والملاحقة السياسية.
وترى زعبي، أن المحكمة العليا لم تردع الحكومة، بل دعمت روايتها الأمنية، رغم تعارضها مع القانون الدولي والأنظمة المحلية، مؤكدة أن القضاء الإسرائيلي ليس كيانا مستقلا، بل جزء من المنظومة السياسية ويتأثر باليمين المتطرف الحاكم، مما حوّل المحكمة إلى أداة لشرعنة السياسات القمعية بدلا من حماية الحقوق الأساسية.