استضافت وحدة المعلومات المالية خلال الفترة من 15 إلى 18 يناير الجاري في أبوظبي وفداً من الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في المملكة المتحدة  وذلك في إطار الشراكة الإماراتية البريطانية للتصدي للتدفقات المالية غير المشروعة بين البلدين.

وتمثل الشراكة، التي تأسست في سبتمبر 2021، تعاوناً استراتيجياً بين دولتين تشكّلان مراكز مالية بارزة عالمياً، حيث تتمثل مهمّتها الرئيسية في تبادل الخبرات وتحسين الممارسات المشتركة لمكافحة الجرائم المالية.

ومنذ إطلاقها، عززت الشراكة التعاون بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة، فنتج عنها هذا النهج الجديد للتعاون التشغيلي، الأمر الذي يعكس التزام الدولتين بالتصدي للتدفقات المالية غير المشروعة. ويترأس الشراكة كل من معالي أحمد بن علي الصايغ وزير دولة ووزير الداخلية البريطاني.

وشارك في الزيارة وفدٌ من المملكة المتحدة ضمّ ممثلين عن الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة، بما في ذلك المركز الوطني للجرائم الاقتصادية، ووحدة المعلومات المالية البريطانية، والفرق التنفيذية التابعة للهيئة الوطنية لمكافحة الجريمة، بالإضافة إلى مسؤولين من وزارة الخارجية في دولة الإمارات والهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ.

وقد شكّلت الزيارة الاجتماع الافتتاحي للفريق التشغيلي المشترك لمكافحة غسل الأموال، حيث ركزت المسائل التشغيلية والتكتيكية المُناقشة على الأشخاص المُستهدفين ذوي الأهمية العالية (شبكات المسيطرين الدوليين) الذين لديهم روابط بالدولتَين.

كما أجريت مناقشات مع بعض ممثلي القطاع الخاص للبحث في اقتراح لتبادل المعلومات في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص بين الدولتين.

وقال علي فيصل باعلوي، رئيس وحدة المعلومات المالية في دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا السياق: “نرحب بتعزيز التعاون وتبادل المعلومات والخبرات مع شركائنا الإقليميين والدوليين. فهذا الجهد الجماعي هو أساسيٌ في مواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وضمان حماية ونزاهة النظام المالي المحلي والعالمي. ويرسي هذا الاجتماع أساساً متيناً لتعزيز التعاون مع شركائنا في المملكة المتحدة في كافة جوانب مكافحة الجرائم المالية”.

من جهته، قال أدريان سيرل، مدير المركز الوطني للجرائم الاقتصادية في المملكة المتحدة: “يُعدّ التعاون الدولي عنصراً أساسياً لمواجهة التمويل غير المشروع العابر للحدود، وهذا الجهد التشغيلي المشترك الجديد هو خطوة إلى الأمام في عملنا مع نظرائنا في دولة الإمارات. كما أودّ أن أشكر الزملاء في وحدة المعلومات المالية لدولة الإمارات على استضافتها لهذه المبادرة، وأتطلع إلى رؤية تأثيرها على النشاط الإجرامي لأولئك الذين يستغلون أنظمتنا المالية”.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

في قلب أبوظبي.. سفير الاحتلال يحتفل بطقس يهودي (شاهد)

بينما تتصاعد الإدانات الدولية والاحتجاجات الشعبية ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، احتفل السفير الإسرائيلي لدى الإمارات، يوسي شيلي، الخميس، بأداء طقس يهودي تقليدي يُعرف بـ"بريت ميلاه"، داخل إحدى القاعات الفاخرة في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وسط مظاهر احتفالية وعلنية تعبر عن ازدهار الحضور اليهودي في البلاد.

ونشر شيلي عبر حسابه على منصة "إكس" صورًا من المناسبة، التي قال إنها "احتفال تحت سماء دولة الإمارات بتقليد يهودي مقدس"، مضيفًا أن "الحياة اليهودية تزدهر من القدس إلى أبوظبي".

ويُظهر مقطع مصور السفير الإسرائيلي يلقي كلمة خلال الحفل، بينما يُحاط رضيع يهودي ملفوف بقطعة قماش بيضاء بعدد من الحاخامات والمشاركين الذين تجمعوا تحت زينة البالونات الزرقاء، إيذانا بإجراء طقس الختان الذي يُقام عادة بعد ثمانية أيام من ولادة الطفل في الطقوس الدينية اليهودية.

اليوم، تحت سماء دولة الإمارات العربية المتحدة، احتفلنا بتقليد يهودي مقدس، "بريت ميلاه"، عهد الأجيال.

في أرض التسامح والسلام، انضمت روح جديدة إلى سلسلة شعبنا، محاطة بالمحبة والإيمان والوحدة.

من القدس إلى أبوظبي، تزدهر الحياة اليهودية.

✡️????????????#التراث #التراث_اليهودي #الإمارات… pic.twitter.com/AXNvm2VHyR — Ambassador Yossi Shelley (@ambshelley) July 24, 2025
نفوذ يهودي متنامي
ويُعد هذا الاحتفال أحد مؤشرات التحول المتسارع في موقع الجالية اليهودية داخل الإمارات، التي كانت لعقود حاضرة بشكل غير علني، ثم أصبحت تنظم طقوسها الدينية ومناسباتها الثقافية والاجتماعية بشكل علني وبدعم رسمي منذ توقيع اتفاقيات أبراهام عام 2020.

وبحسب "المؤتمر اليهودي العالمي"، فإن عدد اليهود المقيمين بشكل دائم في الإمارات يُقدّر بنحو ألف شخص، معظمهم يتركزون في دبي، حيث يديرون منذ سنوات مركزا دينيا يُعرف بـ"المجلس اليهودي للإمارات"، تطور من "كنيس سري" داخل فيلا إلى مؤسسة علنية تقيم الطقوس والأعياد والمعاملات الاجتماعية، بما يشمل الختان والزواج وحفلات "البِناي ميتزفاه" عند بلوغ سن 13 عاما.

وخلال السنوات الأربع الماضية، نُظمت في الإمارات احتفالات علنية بالأعياد اليهودية، منها "عيد حانوكا" الذي أُضيئت فيه الشموع عند قاعدة برج خليفة عام 2020، وهو ما وُصف حينها بحدث "غير مسبوق" في دولة عربية.


علاقات دافئة رغم المجاعة
ويأتي هذا النشاط اليهودي العلني في الإمارات في وقت تشهد فيه العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي تعزيزا غير مسبوق على المستويات الاقتصادية والأمنية والدبلوماسية، رغم حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها جيش الاحتلال على قطاع غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتي خلّفت حتى الآن أكثر من 203 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

ورغم تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، كشفت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية في وقت سابق، أن الإمارات ماضية في تعزيز علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث نقلت عن أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، تأكيده أن بلاده "اتخذت قرارا استراتيجيا ولا تنوي التراجع عنه".

وقال قرقاش في مؤتمر بدبي٬ نقلا عن "بلومبيرغ" : "القرارات الاستراتيجية طويلة الأجل، لا شك أنها ستواجه عقبات، لكننا سنستمر... المواجهة العربية مع إسرائيل لم تكن ناجحة، ولا بديل عن إيجاد مسار سياسي لإنهاء الاحتلال".


دعم اقتصادي رغم "الإبادة"
وبينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي حصاره الخانق لقطاع غزة ويمنع دخول المساعدات الإنسانية، أكدت تقارير اقتصادية أن حجم التجارة بين الإمارات والاحتلال تضاعف منذ اندلاع الحرب، ما اعتبره مراقبون "شراكة صامتة في آلة القتل الجماعي"، وسط صمت رسمي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة.

وفي حين تدعي الإمارات دعم القضية الفلسطينية عبر "زيادة التنسيق العربي" و"الضغط السياسي على إسرائيل"، إلا أن التقارير والوقائع على الأرض تعكس موقفا مختلفا، يتمثل في استمرار التعاون الاستراتيجي والتجاري بين أبوظبي وتل أبيب، إلى جانب منح الجالية اليهودية مساحات متزايدة من الظهور والممارسة العلنية في الفضاء العام الإماراتي.

مقالات مشابهة

  • تعزيز الشراكة بين الجزائر والولايات المتحدة محور لقاء الرئيس تبون وبولوس
  • رؤية مشتركة لمستقبل الشباب المصري: الأكاديمية الوطنية تستضيف وزير الشباب والرياضة
  • قطر تستضيف اجتماع فريق الاتصال لمنظمة التعاون الإسلامي المعني بالصومال
  • هل يشترط في مساند المخالصة المالية عند سفر العمالة المنزلية؟.. المنصة تجيب
  • عاجل | الوكالة الوطنية للأمن في هولندا: إدراج إسرائيل لأول مرة على قائمة الدول التي تشكل تهديدا للبلاد
  • تطور المنظومة الضريبية في الإمارات يعزز الاستدامة المالية والتنافسية الاقتصادية
  • الإمارات تتضامن مع قبرص وتعزي في ضحايا الحرائق
  • في قلب أبوظبي.. سفير الاحتلال يحتفل بطقس يهودي (شاهد)
  • اللجنة الوطنية تعقد اجتماعا مع فريق القوة الناعمة (الأدب والفن والرياضة) لمكافحة التطرف العنيف
  • الوكالة الأميركية للتنمية: لا دليل على سرقة حماس مساعدات غزة