حزب الأمة حالة توهان أم تغيير قادم «2- 4»
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
حزب الأمة حالة توهان أم تغيير قادم «2- 4»
تباين الرؤى بين مراكز القوى داخل حزب الأمة
زين العابدين صالح عبد الرحمن
فكرة الوسطية التي كان يرعاها الإمام الصادق؛ كانت فكرته الشخصية، فشل أن يجعلها المرجعية الفكرية للحزب، إلا عند نخبة قليلة داخل الحزب، ربما يكون ذلك لتباين الأفكار وسط نخب الحزب، و ربما يكون الإمام قد أحدث نقلة نوعية في مسيرة الحزب لم تستطيع القاعدة التجاوب معها بالصورة التي تمكنها في ثقافة الحزب، الأمر الذي قد تبين بعد رحيل الإمام، أن الرؤى مختلفة.
أي متابع لحزب الأمة؛ يشعر بأن الحزب تتصارع فيه أربعة تيارات رئيس داخل الحزب… التيار الأول كان يتفق مع الإمام في المسعى، لكنه ما كان يريد أن يزاحم الإمام في اجتهاداته الفكرية، حتى لا يحدث نوع من التشويش على الفكرة، و هو تيار تمثله نخب قليلة تشتغل بالشغل الذهني لكنها لا تملك القوى الاجتماعية الكبيرة الداعمة، و التي تمكنها الدخول حلبة الصراع بقوة و شكل مكشوف.. الثاني تيار جديد ريديكالي كان قد وثق علاقته بالقوى الشبابية التي ظهرت كتيار له أثر داخل الحزب خلال ثورة ديسمبر، و هو ذات التيار الذي اعترض على حديث الإمام عندما قال ” بوخت مرقه” و صعد على قمة التيار عناصر من بيت الإمام على سلم النسب و ليس اعتمادا على القدرات الفكرية و التنظيمية، و أيضا علاقة البعض منهم بالسياسة تنقصها التجربة. الدافع الأساسي الذي دفع هؤلاء أستثمار تيار الثورة التسابق بسبب الخلاف المستتر داخل أسرة الإمام نفسه. و هو التيار الذي كان قد أقنع الإمام قبل وفاته بفك تجميد نشاط الحزب في قوى الحرية و التغيير. و عللوا ذلك أن مجموعة ” قحت المركزي” تفتقد إلي القاعدة الاجتماعية العريضة، و إن مشاركة حزب الأمة في التكوين السلطوي سوف يكون له 60% من مقاعد السلطة التنفيذية، و التشريعية إذا تكون المجلس التشريعي، و بالتالي يستطيع حزب الأمة أن يحافظة على قيادة العمل السياسي. و بالفعل طلب الحزب 60% من المحاصصة.
جاء وباء الكرونة و ذهب الإمام إلي الأمارات و توفي هناك بعد أيام قليلة في رحلة العلاج. فهل كانت الأمارات وراء سرعة رحول الإمام؟ هو الشك الذي لا توجد الإجابة عليه حتى الآن، و حتى الشك بدأ من بيت الإمام، و أن كانت الأحداث السياسية التي عقبت رحول الأمام تزيد من الشك، خاصة أن انف الأمارت دخلت في الشأن السياسي السودان منذ أيام الاعتصام، ثم بنت علاقتها مع بعض القيادات السياسية. كما موقف الإمام الذي كان رافضا للتطبيع مع الكيان الصهيوني يزيد الشك اتساعا… التيار الثالث هو تيار محافظ يلتزم بالتعاليم الأنصارية و يقف مع المنتصر، و الذي يجب أن يكون من بيت الإمام. التيار الرابع هو تيار أنتهازي يتنقل بين التيارات المختلفة و هؤلاء يقفون مع مصالحهم و لا يتورعون من لعب الخشن إذا كان مكتوبا أو عضليا، و هي مجموعة قدراتها السياسية متواضعة لذلك تحاول أن تتسلق على أكتاف البعض، هؤلاء لم يكن لهم دورا بارزا في عهد الإمام، و لكن كانت أدواتهم مسرحية، من خلال مراقبتي إلي الإمام في القاهرة للإمام كان مناهض للتيار دون أن يدخل معهم في أي احتكاكات.
إذا انتقلنا إلي محطة أخرى، معرفة الأسباب التي جعلت التيار الريديكالي يخرج من الثقافة العامة لحزب الأمة، أن فكرة الإمام في عملية التحول الديمقراطي تعتمد على تفاهم بين المدنيين والعسكريين حتى تنجز مهام الفترة الانتقالية بسرعة و تنتقل البلاد إلي الشرعية الانتخابية، باعتبار الانتخابات سوف تفرز القوى السياسية و تقلل فرص بروز التحديات. لكن التيار الريديكالي نظر إليها نظرة أخرى تتمثل في: أن مناطق النزاعات و الصراعات الأهلية جميعها كانت داخل مناطق نفوذ حزب الأمة، و هي نزاعات قد فرضت قيادات جديدة تتبعها قاعدة اجتماعية مخصومة من رصيد الحزب، و هو التحدي الذي سوف يواجه مستقبل الحزب، كيف يستطيع أن يوقف هذه النزاعات و يستقطب القيادات التي فرضت نفسها على الساحة؟ خاصة أن قيادة الحركات قد أكدت من خلال فغالياتها و نشاطها السياسي أنها تريد الاستمرارية في العمل السياسي، و من خلال مؤسسات جديدة مغايرة للنفوذ القديم في المنطقة و معروف هو نفوذ ” حزب الأمة”، كما ظهرت ميليشيا الدعم السريع كتيار يملك المال و السلاح و قد أظهرت الفترة الانتقالية أن قيادتها تريد أن تحافظ على أمتيازاتها بوجودها في السلطة.
قبل رحيل الإمام قبل كان قد قرأ فكرة الاستمرارية في السلطة في وجه محمد حمدان دقلو قائد الميلشيا، لذلك كان الصادق قد صرح إذا كان حميدتي يريد السياسة عليه أن يخلع البزة العسكرية و يكون حزبا… و عندما سئل عن إمكانية استيعابه داخل حزب الأمة؟ قال الإمام لا مانع لديهم.. أن الإمام كان بالفعل يريد حميدتي أن يكون أحد قيادات الحزب، و بالتالي يوفر للحزب الإمكانيات المادية, و يعزز مناطق نفوذ حزب الأمة، لكن رحيل الإمام جاء بخيارات أخرى، و بقيت فكرة حميدتي معلقة في الأذهان. فالتيار الريديكالي يحتاج لدعومات كبيرة في مواجهة الصراع السياسي من جانب و أيضا يحتاج إلي المال حتى تستطيع مؤسسات الحزب أن تقوم بدورها. كان رئيس الحزب المكلف غير قادر أن يوفق بين التيارات المتصارعة يرجع ذلك أيضا لضعف الخبرة السياسية، و كانت التيارات تتصارع على ثلاث هيئة رئاسة الحزب و هيئات الأمانة العامة و المكتب السياسي.. استطاع التيار الريديكالي أن يقنع رئيس الحزب المكلف بفكرة استمرار الحزب مع ” قوى الحرية و التغيير المركزي” باعتبار أن الحزب استطاع أن يبني علاقات جيدة مع ممثلي الدول الخارجية، و أيضا مع دولة الأمارات العربية، و أن هؤلاء سوف يدعموا التيار من أجل الوصول للسلطة. أن رئيس حزب الأمة المكلف برمة ناصر هو صاحب فكرة تسليح المراحيل في فترة رئاسة الإمام لرئاسة و الوزراء، و هي ذات الفكرة التي أسس على ضوئها رئيس النظام السابق فكرة الجنجويد، و بالتالي التعامل معها في فترات تاريخية مغايرة ليس صعبا. نواصل… نسأل الله حسن البصيرة
zainsalih@hotmail.com
حزب الأمة حالة توهان أم تغيير قادم «1- 4»
الوسومالإمارات التحول الديمقراطي التيار الريديكالي الصادق المهدي حزب الأمة القومي زين العابدين صالح عبد الرحمن عبد الرحمن الغاليالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الإمارات التحول الديمقراطي الصادق المهدي حزب الأمة القومي داخل الحزب عبد الرحمن حزب الأمة الإمام فی من خلال
إقرأ أيضاً:
25 مدينة أمريكية مهددة بالغرق.. خطر الاختفاء قادم| ما القصة؟
تحذيرات متزايدة من خطر غرق 25 مدينة أمريكية خلال السنوات المقبلة، وفقاً لدراسة حديثة كشفت عن تهديد يطال مناطق حضرية بارزة، من بينها مدينة هيوستن التي قد تواجه اختفاءً محتملاً.
هبوط الأرض مشكلة تتفاقمالدراسة التي نشرتها صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية ، تؤكد أن التغير المناخي والنمو السكاني يسهمان في تفاقم مشكلة هبوط الأرض، التي لا تقتصر تداعياتها على المناطق الساحلية وحسب، بل تمتد أيضاً إلى المدن الداخلية حيث يؤدي استخراج المياه الجوفية والتوسع الحضري إلى انزلاق بطيء للأرض.
وأشارت الدراسة إلى أن هذا الانزلاق الأرضي يشكل تهديداً للبنية التحتية، بما في ذلك المباني والجسور وشبكات الصرف الصحي، كما يقلل من قدرة الطبقات الأرضية على الاحتفاظ بالمياه ويزيد من مخاطر الفيضانات ويؤدي إلى تشكل حفر عميقة.
تقنيات الرادار لقياس مستوى الأرضوتوصي الدراسة بضرورة التعامل بجدية مع هذه الظاهرة المتفاقمة، لاسيما في ظل استخدام تقنيات الرادار لقياس مستوى الأرض، والتي تعتمد على إرسال نبضات ميكروويف وقياس الزمن المستغرق لارتداد الصدى، مما يساعد على رصد الانخفاضات الأرضية.
وفي إطار التحليل، تعاون ليونارد أوهنين من مرصد "لامونت دوهيرتي للأرض" بجامعة كولومبيا مع فريق من باحثي جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، حيث حللوا بيانات الأقمار الصناعية "سنتينل-1" خلال الفترة من 2015 إلى 2021، ووجدوا أن 25 مدينة أمريكية من بين 28 مدينة رئيسية أظهرت هبوطاً ملحوظاً في الأرض بدلاً من الارتفاع.
هبوطاً يزيد عن 4 ملم سنوياًوكانت مدن تكساس، هيوستن، فورت وورث، ودالاس من بين الأكثر تضرراً، حيث سجلت هبوطاً يزيد عن 4 ملم سنوياً، فيما انخفضت بعض أجزاء هيوستن بأكثر من 10 ملم سنوياً، مما ينذر بمخاطر جسيمة على مستقبلها.
وألقت الدراسة الضوء أيضاً على مدن عالمية أخرى تواجه نفس الأزمة، مثل جاكرتا التي تنخفض بمعدل 15 سم سنوياً، ما دفع الحكومة الإندونيسية لنقل العاصمة إلى نوسانتارا.
وفي طهران، يتسبب الجفاف وسوء إدارة المياه في هبوط يصل إلى 31 سم سنوياً، مما دفع الرئيس الإيراني لطرح فكرة نقل العاصمة.
وبحسب التقرير، تواجه الصين أيضاً أزمة مشابهة، حيث يتعرض ما يقرب من نصف مدنها للهبوط الأرضي، بما فيها بكين. أما مدينة مكسيكو فقد صنفت ضمن المناطق الأكثر عرضة للانزلاق.
تزايد الجفاف وذوبان التربة الصقيعيةوتحذر الدراسة من أن الاحترار العالمي سيؤدي إلى تفاقم هذه الظاهرة، مع تزايد الجفاف وذوبان التربة الصقيعية وارتفاع منسوب البحار، ما يجعل أزمة الغرق العالمية تهديداً قائماً لملياري شخص حول العالم.