يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم تحمل مسؤولية أي من الأخطاء التي وقعت طوال الفترة الماضية، فيما يزيد خصومه السياسيين، وبعد حلفائه في الداخل والخارج، تصعيد ضغوطهم عليه.

وعندما سأل أحد الصحفيين نتنياهو عن ما إذا كان يتحمل مسؤولية الفشل الذي وقع في السابع في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أجاب بأنه يحارب حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بينما الصحفيون يحاربونه.

ورغم خبرته الطويلة في التلاعب السياسي، إلا أن صحيفة "يديعون آحرونوت"، تقول إن نتنياهو يواجه "عاصفة بعد مطالبة مراقب الدولة العام ماتنياهو إنغلمان كافة القادة العسكريين والأمنيين الإسرائيليين تزويده بمعلومات ووثائق سرية في إطار تحقيق يجريه حول أحداث السابع من أكتوبر، تشرين الأول، وما قبلها لتحديد المسؤول عن الاخفاق الإسرائيلي.

ووفقا لتقرير أعده معاذ الخطيب للجزيرة، فقد بدأ بعض أعضاء حزب الليكود والائتلاف الحاكم هجوما على نتنياهو، بما في ذلك وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير الذي انتقد طريقة إدارة الحرب، والموافقة على دخول الأدوية لقطاع غزة دون فحصها.

لكن الهجوم الأشد جاء من مجلس الحرب حيث قال عضو المجلس رئيس الأركان السابق غادي أيزينكوت، إن نتنياهو هو المسؤول الأول عن كل ما حدث في السابع من أكتوبر، تشرين الأول الماضي.

في الوقت نفسه، يواجه نتنياهو اتهامات من ذوي الأسرى الإسرائيليين بعرقلة جهود إطلاق سراح ذويهم لكي يظل متربعا على كرسي الحكم.

كما تزايد شعور الولايات المتحدة بالإحباط من رئيس الوزراء، وأصبحوا يعتقدون أنه يدير الحرب وفق مصالحه الشخصية، وبات وقع كلامهم أشد مضاضة عليه.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

معهد أمريكي: الحوثي نجحت في عولمة الصراع ودخلت حربا مفتوحة مع إسرائيل

شدد "معهد واشنطن" لسياسة الشرق الأدنى، على أن جماعة أنصار الله "الحوثي" في اليمن، أظهرت جرأة كبيرة كأول عضو في "محور المقاومة" يطلق صواريخ باليستية على إسرائيل، مشيرا إلى أن الحوثيين هم الشريك الوحيد في المحور الذي نجح في عولمة الصراع بشكل حقيقي من خلال هجماتهم المضادة للشحن على مداخل قناة السويس.

وذكر المعهد في البحث المكون مما يزيد على الـ20 صفحة، أن الحوثيين استخدموا أزمة غزة للقفز إلى الصفوف الأمامية لـ"محور المقاومة" الذي تقوده إيران، موضحا أنهم أظهروا مرونة في مواجهة الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية.

ورجح البحث أن يخرج الحوثيون من الحرب كجيش أكثر ثقة وطموحا وعدوانية، مع ميله إلى القيام بعمليات الاستفزاز والتحدي الملفتة للنظر ضد إسرائيل والولايات المتحدة.

وفي نطاق أوسع للمشهد، لفت القائمون على البحث إلى أن الحوثيين كانوا يُعتبرون من المنضمين الجدد الأقل شهرة إلى قائمة القوات الشريكة لإيران في ما يعرف بـ"محور المقاومة"، إلا أن  المقال الذي نشره المؤلف مايكل نايتس مع الجبريني وكومبس في مجلة "سي تي سي سينتينيل" في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2022 اعتبروا أن وجهة النظر هذه غير دقيقة إلى حد كبير. فاستنادا إلى المراجعة التفصيلية التي أجراها المؤلفون حول علاقات الحوثيين مع إيران و"حزب الله" اللبناني منذ ثمانينيات القرن الماضي، كانت علاقة الحوثيين مع مؤسسي محور المقاومة "تحالفا قويا ومتجذرا يستند إلى تقارب أيديولوجي وثيق وتوافق جيوسياسي".

وكما يشير شعار الحوثيين "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام"، كانت الحركة تسعى إلى أن تصبح جهة فاعلة مهمة في حروب المحور ضد إسرائيل منذ عام 2001 على الأقل، عندما كانت الانتفاضة الثانية تحشد قوتها في المناطق الفلسطينية، وفقا للبحث.


وبالتالي، فإنه لم يكن من المستغرب بحسب البحث، أن ينضم الحوثيون بحماسة إلى جهات فاعلة أخرى في محور المقاومة، ومن بينهم المرشدون مثل إيران و"حزب الله"، لمساعدة "حماس" بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر. ويمكن القول إن أحد أهداف الحرب بالنسبة للحوثيين لم يكن حماية "حماس" وحدها من أعمال العدو، بل "حزب الله" أيضا. ففي 10 تشرين الأول/ أكتوبر، أعلن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي أن الحوثيين سينضمون إلى النزاع إذا فعلت الولايات المتحدة ذلك، في إطار جهود المحور الرامية إلى حماية "حزب الله" وإيران من الضغط الأمريكي المباشر.

ويكمل البحث أنه في 31 تشرين الأول/ أكتوبر، عندما أطلق الحوثيون أول هجوم بالصواريخ الباليستية على إسرائيل، أكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، أن الهجمات على إسرائيل ستستمر مع استمرار العمليات مجددا ضمن هدف المحور المتمثل في تقليص المجال أمام إسرائيل في الحرب الإسرائيلية في غزة، ما يخدم إجراءاتها ضد "حماس". وبالتالي، فقد تضمنت أهداف الحرب بالنسبة للحوثيين، على الأقل، الالتزام بالدفاع المشترك عن الأعضاء الآخرين في محور المقاومة.

ويعتبر البحث أن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام، هو أن الحوثيين بادروا إلى الالتزام بالدخول في حرب مفتوحة مع الإسرائيليين إلى درجة لم يقم بها أي عضو آخر غير فلسطيني في المحور، دون أن يخشوا على ما يبدو الرد الإسرائيلي. وهكذا، فإنه في حين أن إيران لم تهاجم إسرائيل بشكل مباشر حتى 13 نيسان/ أبريل 2024، أي لمدة 189 يوما منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلا أن الحوثيين بدأوا بدعم إيراني مباشر بإطلاق صواريخ "كروز" وطائرات مسيرة على الأراضي الإسرائيلية اعتبارا من 19 تشرين الأول/ أكتوبر.

وبدأت المليشيات العراقية بشن هجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا اعتبارا من 17 تشرين الأول/ أكتوبر في أعقاب الانفجار في "المستشفى الأهلي" في غزة والغضب المصاحب الذي اجتاح العالم العربي، وفقا للمؤلف.

ولكن يرى البحث، أنه ليس هناك دليل يُذكر (أو إعلان مسؤولية) على أن الأعضاء العراقيين في المحور ضربوا إسرائيل بحد ذاتها حتى 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023.


ويتابع بالقول إنه بينما قام "حزب الله" اللبناني بحماية نفسه من انتقام إسرائيلي قوي من خلال التزامه بقدر الإمكان بـ"قواعد اللعبة" أي الهجمات السطحية والصغيرة داخل المنطقة الحدودية، وعدم شنه هجمات أعمق على المدن أو البنية التحتية، إلا أن الحوثيين هاجموا إسرائيل بكل قوتهم منذ البداية، حيث لم يقبلوا على ما يبدو بأي قواعد على الإطلاق.

ويوضح البحث أن عقدين من الحرب ضد القوات المسلحة اليمنية ودول الخليج العربية جزئيا، يفسر قبول الحوثيين للمخاطر، وكذلك افتقار إسرائيل النسبي للخبرة في استهداف اليمن والمسافات المعنية (أي بخلاف معرفة إسرائيل بلبنان وغرب سوريا وقربها منهما)، وفقا للمؤلف.

بالإضافة إلى ذلك، يرى كاتب هذا البحث أن الهدف الإضافي للحرب التي يشنها الحوثيون هو أن يصبحوا جهة فاعلة رائدة ومعترفا بها على نطاق واسع في محور المقاومة، وهو ما قد يساعد في تفسير المبالغة في أداء الحوثيين ومجازفتهم وفقا لمعايير أعضاء المحور غير الفلسطينيين، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

يشار إلى أن التوترات في المنطقة تتصاعد إثر استمرار الحوثيين في استهداف مصالح الاحتلال في المنطقة، فيما تسعى الولايات المتحدة التي أعلنت عن تشكيل تحالف دولي تحت اسم "حارس الازدهار" للتعامل مع الهجمات الحوثية، إلى ردع الجماعة عن شن عملياتها في البحر الأحمر.

وفي 14 آذار/ مارس الماضي، كشف زعيم الجماعة اليمنية عن عزمهم "منع عبور السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي حتى عبر المحيط الهندي ومن جنوب أفريقيا باتجاه طريق رأس الرجاء الصالح".

وشنت الولايات المتحدة العديد من الهجمات ضد مواقع في اليمن، منذ الضربة الأولى التي وجهتها واشنطن بالتعاون مع لندن في 12 كانون الثاني/ يناير الماضي؛ بهدف ردع الجماعة اليمنية، التي أعلنت أن المصالح الأمريكية والبريطانية هي أهداف مشروعة لها عقب الاستهداف.

مقالات مشابهة

  • فرنسا تلغي مشاركة 74 شركة إسرائيلية في معرض دفاعي
  • حصيلة شهداء العدوان على غزة ترتفع بعد ارتكاب الاحتلال 5 مجازر جديدة
  • جيش الاحتلال يؤكد انسحاب الفرقة 98 من شرق جباليا
  • مقتل جنديين إسرائيليين في معارك قطاع غزة
  • ضربة جديدة لنتنياهو.. اقتراح رسمي للتصويت على حل الكنيست الإسرائيلي
  • لواء احتياط إسرائيلي: استمرار الحرب قد يؤدي لانهيار إسرائيل
  • معهد أمريكي: الحوثي نجحت في عولمة الصراع ودخلت حربا مفتوحة مع إسرائيل
  • العدوان على غزة... 237 يومًا من المجازر وحرب الإبادة الجماعية
  • أطول يوم في التاريخ
  • الاحتلال يعتقل صحفيا فلسطينيا بمدينة الخليل