صحفي فرنسي: أوروبا فقدت توازنها أخلاقياً وسياسياً بموقفها من غزة
تاريخ النشر: 14th, July 2025 GMT
وأكد أن الرأي العام في دول مثل المغرب تغير جذرياً تجاه فرنسا، حيث باتت المشاعر سلبية بنسبة 100% وهو وضع لم يكن موجوداً قبل 20 عاماً عندما كانت الشعوب تقدر الدول الأوروبية وحضارتها.
وانتقد الصحفي الفرنسي الإعلامَ الغربي ووصفه بأنه في "حالة جنون وحالة غير طبيعية" في تغطيته لأحداث فلسطين، مؤكداً أن معظم وسائل الإعلام الفرنسية تسيطر عليها رؤوس أموال لها أجندة معادية للإسلام وليس لليهود كما يُشاع.
ولفت إلى أن هذا التحيز الإعلامي يهدف إلى تشويه صورة القضية الفلسطينية وتقديمها كصراع ديني وليس كقضية تحرر وطني.
واستعرضت حلقة (2025/713) من برنامج "المقابلة" مسيرة غريش الصحفية، حيث ولد في القاهرة عام 1948 لعائلة مختلطة الأصول، وترك مصر عام 1962 للانتقال إلى فرنسا.
وتولى رئاسة تحرير صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" 10 سنوات منذ 1995، قبل أن يؤسس موقع "شرق 21" الإعلامي المتخصص في شؤون العالم العربي والإسلامي.
وكشف غريش عن تفاصيل مثيرة حول علاقته بوالده هنري كورييل، أحد مؤسسي الحزب الشيوعي المصري والسوداني، والذي اغتيل في باريس عام 1978.
وأوضح أن كورييل لعب دوراً محورياً في تنظيم لقاءات سرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في السبعينيات، بهدف إيجاد حل سلمي قائم على التفاهم بين اليسار في الجانبين.
الموقف السوري
وتطرق الصحفي الفرنسي للأوضاع في سوريا، مؤكداً أن الدولة السورية فشلت قبل الربيع العربي بسنوات، وأن النظام الجديد يستحق الدعم رغم التحفظات حول طبيعته السياسية.
ودعا إلى رفع العقوبات عن سوريا والسماح لشعبها بأن يعيش بكرامة، مشدداً على أن المستقبل يعتمد على تفاعل المثقفين والمجتمع المدني مع الأوضاع الجديدة.
وأوضح غريش أسباب الهزيمة السريعة لإيران وحلفائها بالمنطقة، مرجعاً ذلك إلى تغيير في سياسة طهران منذ سنوات حيث باتت تعطي الأولوية لاستقرار النظام الداخلي على حساب دعم حلفائها.
إعلانولفت إلى أن القيادة الإيرانية تسعى للتطبيع مع الولايات المتحدة ودول الخليج، وأنها لم تعد تهتم بالقضية الفلسطينية إلا كوسيلة وليس كقناعة حقيقية.
ولم تفهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله طبيعة التغيير الذي طرأ على السياسة الإيرانية، مما جعلهما يخوضان معاركهما دون الدعم المتوقع من طهران، كما يوضح الصحفي.
ولفت إلى أن القيادات الإيرانية ضغطت على حزب الله لعدم استخدام كامل ترسانته الصاروخية، لأنها لم تكن ترغب في حرب شاملة تعرض استقرار النظام للخطر.
وفيما يتعلق بتأثير الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أوروبا، أكد غريش أن القارة العجوز فقدت استقلاليتها السياسية والاقتصادية وباتت تابعة للسياسات الأميركية.
كما انتقد الموقف الأوروبي المتذبذب حيال القضايا الدولية، مشيراً إلى أن أوروبا تنفذ ما تعتقد أن ترامب يريده منها دون أن يطلب ذلك صراحة.
اليمين المتطرف
ومن جهة أخرى، حذر غريش من صعود اليمين المتطرف في أوروبا وعلاقته بالدعم الأميركي، مؤكداً أن ترامب يؤيد القوى اليمينية المتطرفة في ألمانيا والمجر وفرنسا، مما قد يغير المشهد السياسي الأوروبي جذرياً.
وأشار إلى أن الحزب اليميني المتطرف في ألمانيا يتبنى أفكاراً نازية صريحة، على عكس نظيره الفرنسي الذي يحاول إخفاء توجهاته المتطرفة.
ودافع غريش عن موقفه المؤيد للقضية الفلسطينية رغم التهديدات والضغوط التي يتعرض لها، مؤكداً أن الإعلام الفرنسي منعه من الظهور بوسائل الإعلام الرئيسية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأوضح أن إحدى القنوات الفرنسية حذفت مقابلة معه بعد أن انتقد الهجمات الإسرائيلية على غزة، مما أثار جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأعرب الصحفي الفرنسي عن تفاؤله بمستقبل الديمقراطية في العالم العربي رغم التحديات الراهنة، مؤكداً أن النضال من أجل حق التعبير والتنظيم يجب أن يستمر.
وانتقد غياب المؤسسات الديمقراطية الحقيقية بالمنطقة بعد عقود من الدكتاتورية، مشدداً على أهمية بناء منظمات مجتمع مدني قوية كأساس للتحول الديمقراطي.
وأكد غريش أن الصحافة تمر بمرحلة تحول جذرية مع ظهور وسائل التواصل، مشيراً إلى أن النضال من أجل الحرية والديمقراطية لا حدود له ويجب أن يستمر بأشكال جديدة.
وأكد أن موقع "شرق 21" الذي يديره حقق نجاحاً ملحوظاً من خلال الاعتماد على تبرعات القراء، مما يضمن استقلاليته التحريرية والمالية في عصر تحكم رؤوس الأموال في وسائل الإعلام التقليدية.
13/7/2025-|آخر تحديث: 23:00 (توقيت مكة)المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات إلى أن
إقرأ أيضاً:
نانسي فقدت توأميْها على طريق النزوح وتخشى أن تفقد ابنتها الأخيرة في غزة
"نحن فقط نطلب مأوى. لا أريد أن أفقد ابنتي التي لا تزال معي"، هكذا وصفت الفلسطينية نانسي أبو مطرود محنتها بعد حرمان طفلتها البالغة من العمر سنتين من الرعاية الطبية الحيوية إثر إغلاق مستشفى الأطفال الذي كان يعالجها خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير على مدينة غزة.
وتعرضت أسرة أبو مطرود لضغوط هائلة بعد أن كانت نانسي حاملا بتوأمين في الشهر السادس، وأثناء فرارها من القصف الإسرائيلي على مدينة غزة، والنزوح لتصل مع زوجها وطفلتهما إيترا إلى وسط القطاع وبعد 3 أيام من المشي فقدت الأم حملها.
وأضافت "بعد وصولنا إلى منطقة النويري، شعرت بألم في بطني وبدأت المياه بالانفجار. ووضعت التوأم قبل الأوان".
ولفت متحدث باسم مستشفى الأقصى، خليل الدقران، إلى أن أحد التوأمين توفي في مستشفى العودة القريب في النصيرات، فيما نُقل الطفل الثاني إلى قسم حديثي الولادة في مستشفى شهداء الأقصى، وتوفي بعد يومين.
ويجلس والد الأطفال، فرج الغلايني، 53 عاما، على جانب الطريق، يحاول تدفئة علبة من الحمص لطفلته إيترا على نار صغيرة من أغصان الأشجار، ويتساءل: "ما ذنبنا؟ أطفالنا لم يفعلوا شيئا خاطئا. الله منحني ابنة، والآن كنت أنتظر التوأم". وأضاف "لا نعرف ماذا نفعل، لا أحد يسأل عنا، لا أمّة ولا من حولنا يهتم بنا".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فاطمة تحارب الجوع في غزة لتنقذ جنينهاlist 2 of 2ما أسباب جفاف الجلد أثناء الحمل؟ ولماذا تشعر الحامل بالحرارة؟end of listوشهد قطاع غزة موجات نزوح متكررة لسكانه البالغ عددهم نحو 2.2 مليون نسمة، وزادت حالات الولادة المبكرة بين النساء اللواتي يتحركن من مكان إلى آخر بلا رعاية طبية مناسبة، مع تفاقم سوء التغذية.
إعلانوكانت أبو مطرود قد فقدت ابنها الأكبر في بداية الحرب، وفقدان التوأمين كان مأساة إضافية لا تُحتمل. وأسميت التوأمين محمود وفريدة.
Published On 5/10/20255/10/2025|آخر تحديث: 21:35 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:35 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ