ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن مسؤولين أميركيين يخشون أن يؤدي تزايد الهجمات التي تستهدف القواعد الأميركية إلى إشعال "حرب إقليمية أوسع" في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

ولم يسفر الهجوم الأخير على القوات الأميركية في المنطقة خلال عطلة نهاية الأسبوع عن سقوط قتلى، لكن الرئيس جو بايدن ومستشاريه يشعرون بـ"القلق" من أن الأمر "مجرد مسألة وقت" قبل أن تتسبب الهجمات المتزايدة في خسائر، حسبما تشير  الصحيفة.

وتورد الصحيفة، أنه مع ارتفاع عدد الضربات التي تستهدف القواعد الأميركية في الشرق الأوسط يرتفع خطر سقوط قتلى"، وهو خط أحمر قد يؤدي إلى حرب أوسع نطاقا.

وأشارت إلى أنه كلما وصل تقرير عن ضربة إلى البيت الأبيض، "يتساءل المسؤولون عما إذا كانت هذه هي الضربة التي ستؤدي إلى اتخاذ خيار ردع أكثر حسما، قد يؤدي إلى نشوب حرب إقليمية أوسع".

والأحد، قال الجيش الأميركي، إن فصائل مدعومة من إيران أطلقت "عدة صواريخ باليستية" على قاعدة عين الأسد الجوية بالعراق، في وقت متأخر السبت، ما أدى إلى إصابة عراقي واحد وتسجيل إصابات محتملة في صفوف القوات الأميركية.
 
وأكدت الولايات المتحدة، على أنها تتعامل "بجدية بالغة" مع الهجوم الذي شنته فصائل مدعومة من إيران على القاعدة التي تستضيف قوات أميركية بغرب العراق.

وقال نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون فاينر، الأحد "لقد كان هجوما خطيرا للغاية، باستخدام صواريخ بالستية شكلت تهديدا حقيقيا".

وأضاف فاينر خلال ظهوره في برنامج "هذا الأسبوع" على شبكة "إيه بي سي" الأميركية "سنرد... من خلال إقامة الردع في حالات مماثلة ومحاسبة هذه الجماعات التي تواصل مهاجمتنا".

وتابع "يمكنكم التأكد من أننا نتعامل مع هذا الأمر بجدية بالغة". 

وأوضح فاينر والبنتاغون، أن معظم المقذوفات التي أطلقت على القاعدة اعترضتها الدفاعات الجوية. 

ومنذ منتصف أكتوبر، سجلت عشرات الهجمات على حوالى 2500 عسكري أميركي في العراق وحوالى 900 منتشرين في سوريا مع قوات أخرى من التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.

وأعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهي تحالف فصائل مسلحة مرتبطة بإيران، مسؤوليتها عن معظم الاستهدافات ومن بينها الهجوم الأخير.

وقالت الجماعة في بيان لها، إن الضربة كانت جزءا من المقاومة الأوسع ضد وجود القوات الأميركية في العراق، وكذلك ردًا على الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.

ويمثل استخدام الصواريخ البالستية تصعيدا في الهجمات التي استعملت فيها سابقا صواريخ وطائرات مسيرة منخفضة التقنية.

وأتى الهجوم على "عين الأسد"، في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر، حيث سارع حلفاء إيران في المنطقة، وعلى رأسهم حزب الله في لبنان ومجموعات موالية لطهران في سوريا والعراق التي تنفذ هجمات على إسرائيل ومصالح أميركية، إضافة الى اليمنيين الحوثيين الذين يستهدفون سفنا في البحر الأحمر وبالقرب من خليج عدن. ويثير كل هذا التصعيد الخشية من توسع نطاق الحرب.

وبحسب "نيويورك تايمز"، فقد شنت القوات الأميركية  عمليات للرد على هذا التصعيد، ولكن بطريقة محدودة لتجنب إثارة صراع كامل.

واستهدفت الولايات المتحدة في سلسلة ضربات مواقع عسكرية تابعة تابعة للمتمردين الحوثيين في اليمن، حيث تسعى واشنطن إلى تقليص القدرات العسكرية للحوثيين المدعومين من إيران.

لكن بعد أسبوع على ضربات مكثفة ضد أهداف تابعة لهم، لا يزال هؤلاء يُشكلون تهديدا وقد تعهّدوا مواصلة استهداف السفن التجاريّة في البحر الأحمر وخليج عدن، وفقا لفرانس برس. 

وبحسب نيويورك تايمز ، ناقش مسؤولو إدارة بايدن بانتظام الاستراتيجية المناسبة للرد، مشيرة إلى أنهم، من جهة، لا يريدون السماح لمثل هذه الهجمات بالمرور دون رد، ومن ناحية أخرى لا يرغبون في الذهاب إلى أبعد من ذلك بحيث يتصاعد الصراع إلى حرب شاملة، وخاصة من خلال ضرب إيران مباشرة.

وتشير الصحيفة، إلى أن مسؤولين أميركيين يصرّحون سرا، أنه قد لا يكون أمامهم خيار آخر، خاصة إذا تسببت الهجمات في خسائر بشرية في صفوف القوات الأميركية.

واعتبرت الصحيفة، أن هذا "خط أحمر لم يتم تجاوزه"، ولكن تهديداته لا تزال قائمة.

وقال آرون ديفيد ميلر، وهو مفاوض سلام في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة ويعمل الآن في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: "تواجه الإدارة مشكلة دون حل خالٍ من المخاطر". 

وأضاف: "إنهم لا يريدون ضرب إيران مباشرة خشية التصعيد"، غير أنه بالمقابل "إذا قُتلت القوات الأميركية، فلن يكون أمامهم بديل سوى الرد بشكل مباشر ضد الأصول الإيرانية".

ويوجّه معارضو الإدارة الأميركية، انتقادات لبايدن معتبرين أنه "يتساهل مع إيران خلال عدم التصرف بشكل أكثر حزما".

في المقابل، يرفض مسؤولو البيت الأبيض هذه الاتهامات، مؤكدين أن "الكثير من الجهود تبذل لمحاسبة إيران على أنشطتها المزعزعة للاستقرار".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: القوات الأمیرکیة الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

تصعيد فنزويلي–أمريكي بعد احتجاز ناقلة نفط… وكولومبيا تدخل على الخط وتلوّح بخيارات دبلوماسية

صعّدت فنزويلا لهجتها تجاه الولايات المتحدة بعد احتجاز القوات الأمريكية ناقلة نفط قرب سواحلها، في خطوة وصفتها كراكاس بأنها «قرصنة بحرية صريحة» واعتداء مباشر يتجاوز القوانين الدولية. 

ارتفاع 15 ألف قدم… قافز مظلي ينجو بأعجوبة بعد اصطدامه بذيل طائرةموسكو: خطط الاتحاد الأوروبي لاستخدام الأصول الروسية غير قانونية

ورأت الحكومة الفنزويلية أن هذا التحرك يمثل جزءًا من «نهج أمريكي للاستيلاء على النفط الفنزويلي» عبر فرض العقوبات ثم استخدام أدوات عسكرية لتنفيذها.

 وأكدت أنها ستتابع القضية في المؤسسات الدولية المختصة، معتبرة أنّ الصمت على مثل هذه الممارسات سيمنح واشنطن مساحة أوسع للتصعيد.

وكانت القوات الأمريكية قد أعلنت، مساء الأربعاء، اعتراض ناقلة نفط تخضع للعقوبات بالقرب من المياه الفنزويلية. 

ورغم تحفظها على الكشف عن تفاصيل العملية، أشارت وزارة العدل الأمريكية، عبر المدعية العامة بام بوندي، إلى أنّ السفينة كانت «تستخدم لنقل نفط محظور مصدره فنزويلا وإيران»، الأمر الذي يضعها – وفق القانون الأمريكي – تحت طائلة المصادرة والملاحقة.

وفي المقابل، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ توقيف الناقلة جاء «لأسباب أمنية كبيرة»، في إشارة إلى أن بلاده تنظر إلى هذه العمليات باعتبارها جزءًا من الحرب الاقتصادية ضد حكومتي فنزويلا وإيران.

 غير أنّ فنزويلا اعتبرت هذه المبررات غطاءً سياسياً يهدف إلى تضييق الخناق على اقتصادها، خاصة في ظل التوترات التي تشهدها البلاد عقب الانتخابات الرئاسية لعام 2024، والتي فاز بها نيكولاس مادورو بولاية ثالثة وسط اتهامات واسعة من المعارضة بالتزوير.

وفي سياق متصل، دخلت كولومبيا على خط الأزمة، إذ كررت موقفها الرافض للاعتراف بنتائج الانتخابات الفنزويلية. 

وقالت وزيرة الخارجية الكولومبية فيافيسينسيو، في مقابلة مع إذاعة «كاراكول»، إنّ بلادها ترى أنّ الحل الأمثل يتمثل في تشكيل حكومة انتقالية في فنزويلا تتيح إدارة مستقرة وتمنع مزيدًا من الانفلات الإقليمي. وأكدت أنه إذا قرر مادورو مغادرة السلطة والعيش في بلد آخر أو طلب الحماية، فإن كولومبيا «لن يكون لديها سبب لرفض ذلك»، ما فُهم على أنه تلميح لاستعداد بوغوتا لطرح مبادرات أكثر جرأة في المستقبل.

وأضافت الوزيرة أنّ حكومة بلادها ترى أن تهدئة التوتر في المنطقة تتطلب وقف التصعيد بين الولايات المتحدة وكاراكاس، مشددة على أن أي حلول يجب أن تكون جزءًا من إطار تفاوضي شامل يُلزم جميع الأطراف ويحافظ على الاستقرار الحدودي بين البلدين.

ومع تداخل الملفات النفطية والسياسية والانتخابية، تبدو الأزمة مرشحة لمزيد من التعقيد، خصوصًا أن احتجاز الناقلة قد يتحول إلى ورقة ضغط جديدة في العلاقات الأميركية–الفنزويلية، بينما تلعب كولومبيا دورًا متزايدًا في صياغة المشهد الدبلوماسي الإقليمي.

طباعة شارك فنزويلا الولايات المتحدة القوات الأمريكية كراكاس الحكومة الفنزويلية واشنطن وزارة العدل الأمريكية دونالد ترامب إيران وزيرة الخارجية الكولومبية بوغوتا

مقالات مشابهة

  • غنائم الانسحاب.. وثائقي للجزيرة يكشف حجم الأسلحة الأميركية التي استولت عليها طالبان
  • ترامب: نحضر لمرحلة جديدة في غزة.. والسلام بالشرق الأوسط أقوى من أي وقت
  • مخاوف فرنسية بشأن لبنان: التصعيد الاسرائيلي ليس مستبعدا
  • تصعيد فنزويلي–أمريكي بعد احتجاز ناقلة نفط… وكولومبيا تدخل على الخط وتلوّح بخيارات دبلوماسية
  • البحر الأحمر يكشف المستور.. لماذا شيطن الغرب العمليات اليمنية المساندة لغزة؟
  • رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • نصف مليار عملية.. «أنواء» يتصدر تطبيقات الطقس بالشرق الأوسط
  • رئيس بنك أوف أميركا بالشرق الأوسط لـ«الاتحاد»: الإمارات تُعيد هندسة حركة تدفّقات رأس المال العالمية
  • %30 ارتفاع متوقع في إنتاج الغاز بالشرق الأوسط بحلول 2030
  • تغيير الخط.. "لإعادة اللياقة والمهنية" للخارجية الأميركية