أكد الدكتور سعيد أبو علي الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية أن الوضع الكارثي بكل معانيه وأبعاده فى غزة، يملي بصورة عاجلة وملحة، على الضمير الإنساني والمجتمع الدولي، بقيمه وقوانينه ونظمه، وجوب التحرك الفوري والفعال لوقف حرب الافناء والإبادة، وحفظ الحياة بوقف الحرب، وتوفير أسباب العيش بمختلف أشكال الإغاثة الإنسانية .

جاء ذلك فى كلمة السفير  امام الدورة  غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين بمقر الجامعة العربية لبحث الجرائم والمخططات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. 

وقال إن هذا الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة ، الذي يواصل متابعة الجهد العربي المشترك، لمواجهة الحرب التدميرية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة والشعب الفلسطيني، للشهر الرابع على التوالي، بارتكاب المزيد من الجرائم المروعة، فيما تتفاقم المأساة الكارثية التي يعانيها أهل القطاع بتلاشي أدنى متطلبات وأسباب الحياة.

وأضاف أن " الموت الرهيب يحكم حصاره الوحشي على غزة ويحصر أهلها بين موت بالقصف والرصاص، وآخر بالجوع والمرض، تأكيداً على الامعان بفظائع حرب الإبادة والانتقام الإسرائيلي المروع، وبتحد لإرادة المجتمع الدولي الإنساني، يتجاوز مجرد الاستهتار بالقوانين الدولية والقيم الإنسانية والشرائع السماوية، باستحضار صور الوحشية لمرحلة ما قبل الحضارة ".

وتابع " هذا الوضع الكارثي بكل معانيه وأبعاده، يملي بصورة عاجلة وملحة، على الضمير الإنساني والمجتمع الدولي، بقيمه وقوانينه ونظمه، وجوب التحرك الفوري والفعال لوقف حرب الافناء والإبادة، وحفظ الحياة بوقف الحرب، وتوفير أسباب العيش بمختلف أشكال الإغاثة الإنسانية وهما المساران الواجبان تلازماً، ويحظيان بأولوية تفوق كل الأولويات، وعلى الفور، رغم أهمية مسار اليوم التالي للحرب الذي يستحوذ على الاهتمام، مع أنه اليوم الذي لا يلوح من تلقاء نفسه بالأفق ".

وأكد أن أولوية، اليوم قبل الغد، الآن هي مضاعفة الجهود واتخاذ كل التدابير اللازمة لوقف هذه الجريمة المتمادية، ولوقف حرب الإبادة، وإنقاذ ما تبقى، ما يجعل من التقاعس عن وقف فوري لهذه الحرب التدميرية، أو عرقلة جهود وقفها، تماهٍ مباشرٍ معها، ودعم واشتراك باقتراف جرائمها واهوالها ، خاصة، وان حرب الإبادة المتواصلة التي لم تسقط من أهدافها ومحاولاتها المستمرة ارتكاب جريمة التهجير القسري باستمرار الدفع المنهجي لسكان غزة من الشمال إلى اقصى الجنوب وفرض النقل الجماعي الذي أصبح واقعاً تهجيرياً قسرياً، وان كان داخل القطاع، يفاقم من المأساة ويعيد استحضار صور النكبة لعام 1948. 

وفيما يتعلق بمسار الإغاثة، قال السفير " ابو على " انه بات يشكل تحدياً بالغ الخطورة، أمام استمرار عرقلة وصولها، وتعمق انهيار مقومات الحياة والبقاء، الحيوية لأهل غزة، بكل تفاصيل وأسباب الحياة، بأبسط وأقل حدودها، في ظل انعدام توفير الحدود الدنيا من الكفاية، كماً ونوعاً واستدامة، ما جعل من ضرورة تدفق الغوث الانساني ضرورة بغاية الالحاح والاستعجال، وقد بات شبح الموت جوعا وبرداً، يرسل للعالم مؤشرات ظلاله المحدقة بأحياء غزة المدمرة. 

وأردف " فيما تمتد الحرب الإسرائيلية المعلنة ضد الشعب الفلسطيني الى الضفة الغربية وفي القلب منها مدينة القدس المحاصرة منذ بداية الحرب بإحكام شديد يحول دون الناس ومسجدهم الأقصى ، كما يتصاعد إرهاب المستوطنين المستعمرين بحماية الجيش واجتياحه الواسع لكافة انحاء الضفة مواصلاً ارتكاب مجازر القتل الميداني والتدمير الهمجي للممتلكات والبنى التحية الى جانب حملات الاعتقال والتنكيل وفرض الاغلاق على المدن والبلدات بالحواجز العسكرية والبوابات الحديدية مضاعفاً من جرائم الاستيطان والتهجير والتهويد وإجراءات تقويض السلطة الفلسطينية ". 

كما قال " إن هذه الأولوية المطلقة لوقف الحرب والإغاثة، لا تقلل من أهمية الجهد الضروري، قانونياً أو سياسياً وبصورة تكاملية، وهنا: نقدر المواقف الدولية الرسمية والأهلية الرافضة للعدوان والمطالبة بوقفه ووقف جرائم الحرب ومساءلة مرتكبيها أمام العدالة الدولية سواء بمحكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية، ونؤكد على أهمية تضافر وتكثيف الجهود والمبادرات في السياق هذا القانوني بدعم عربي واسع لتحقيق العدالة الدولية ".

وأكد على أهمية فتح أفق سياسي جدي وحقيقي يعالج الأسباب الجذرية للصراع بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية مدخلاً وحيداً، وضمانة أكيدة لتحقيق السلام والاستقرار الذي ننشده، السلام الذي لن يتحقق دون إنصاف الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى الاجتماع الوزاري الأوروبي الذي سيعقد اليوم بمشاركة وفد من وزراء الخارجية العرب، وقال " ننظر جميعنا إليه باهتمام، في سياق متابعة الحراك والجهد الدبلوماسي العربي لوقف الحرب وفتح آفاق السلام "   
ووجه السفير " ابو على " تحية الاكبار والاجلال لصمود الشعب الفلسطيني البطل والمجد لشهدائه الابرار.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی حرب الإبادة لوقف حرب

إقرأ أيضاً:

مصر تبحث مع قطر والأردن والسعودية مستجدات الوضع بغزة

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025، مع نظرائه في قطر والأردن والسعودية، مستجدات الوضع في قطاع غزة والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار، وخطوات تنفيذ الخطة العربية-الإسلامية لإعادة إعمار القطاع.

جاء ذلك خلال لقاء جمع عبد العاطي، مع كل من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، على هامش المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، المنعقد بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا.

وقال بيان للخارجية المصرية إن عبد العاطي "تبادل الرؤى مع نظرائه العرب حول الجهود المصرية-القطرية بالتعاون مع الولايات المتحدة لاستئناف وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى، وحقن دماء الشعب الفلسطيني وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل عاجل ودون عوائق".

ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة حيث شددت من إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".

وبحث الوزراء "الخطوات المقبلة لتنفيذ الخطة العربية-الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، والإعداد لمؤتمر القاهرة الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة".

وتسعى مصر إلى تفعيل خطة اعتمدتها كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في مارس الماضي، وتهدف لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتتكلف نحو 53 مليار دولار.

ووفق البيان، "عكس اللقاء توافقا في الرؤى ووحدة في المواقف بين الدول الأربع، والرغبة في بذل مزيد من الجهود المشتركة للعمل على إيجاد حلول سياسية ودبلوماسية للأزمات التي تموج بها المنطقة".

واتفق الوزراء على "مواصلة التشاور والتنسيق" بينهم بما يخدم المصالح المشتركة ويدعم الأمن والاستقرار الإقليمي بحسب المصدر ذاته.

ومنذ 6 يوليو/ تموز الجاري، تُجرى بالدوحة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة، لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.

ولا يزال الغموض يكتنف مصير المفاوضات، بعد إعلان إسرائيل والمبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف سحب فريقي بلديهما للتشاور من الدوحة، علاوة على اتهامات من واشنطن وتل أبيب لحماس بـ"عدم الرغبة" في التوصل إلى صفقة، وهو ما نفته الحركة وأكدت التزامها "باستكمال المفاوضات".

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 205 آلاف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

المصدر : وكالة سوا - الأناضول اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين 8 شهداء في قصف منزل في حي الزيتون جنوب مدينة غزة تقرير أمميّ: كافة سكان غزة يواجهون انعدام الأمن الغذائيّ الحاد الاحتلال يعتقل 30 مواطنا من الضفة بينهم أسرى محررون الأكثر قراءة 23 Palestinians Die of Malnutrition in Gaza Within Two Days Gaza Hospitals Warn of Imminent Collapse of Health Services قناة عبرية: الجيش الإسرائيلي يُنهي عمليته البرية في دير البلح The Israeli Army Concludes Its Ground Operation in Deir al‑Balah عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • مصر تبحث مع قطر والأردن والسعودية مستجدات الوضع بغزة
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: مؤتمر "حل الدولتين" يجب أن ينهي الظلم الذي لحق بالفلسطينيين
  • متحدث الرئاسة الفلسطينية: الإدارة الأمريكية لا تسعى لحل الدولتين أو لوقف الحرب
  • منظمة بتسيلم: أميركا وأوروبا أسهمتا في استمرار الإبادة الجماعية بغزة
  • منظمات المجتمع المدني بغزة: تقرير "بتسيلم" خطوة مهمة لمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين
  • لماذا تؤجل محكمة العدل الدولية إصدار حكمها بشأن الإبادة الجماعية بغزة؟
  • الجامعة العربية تدين فرض حكومة غير شرعية في نيالا وتدعو إلى احترام وحدة السودان وسيادته
  • بابا الفاتيكان: الوضع الإنساني يتدهور في غزة والجوع يسحق المدنيين
  • جامعة الباحة تنفذ برنامج تحدي المشي تحت شعار "خطوة نحو الحياة"
  • وزير الخارجية: الوضع في غزة وصل إلى حد الكارثة وإسرائيل تغلق المعابر من الجانب الفلسطيني