الجامعة العربية: الوضع الكارثى بغزة يملي التحرك الفورى لوقف حرب الإبادة
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
أكد الدكتور سعيد أبو علي الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية أن الوضع الكارثي بكل معانيه وأبعاده فى غزة، يملي بصورة عاجلة وملحة، على الضمير الإنساني والمجتمع الدولي، بقيمه وقوانينه ونظمه، وجوب التحرك الفوري والفعال لوقف حرب الافناء والإبادة، وحفظ الحياة بوقف الحرب، وتوفير أسباب العيش بمختلف أشكال الإغاثة الإنسانية .
جاء ذلك فى كلمة السفير امام الدورة غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين بمقر الجامعة العربية لبحث الجرائم والمخططات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
وقال إن هذا الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة ، الذي يواصل متابعة الجهد العربي المشترك، لمواجهة الحرب التدميرية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة والشعب الفلسطيني، للشهر الرابع على التوالي، بارتكاب المزيد من الجرائم المروعة، فيما تتفاقم المأساة الكارثية التي يعانيها أهل القطاع بتلاشي أدنى متطلبات وأسباب الحياة.
وأضاف أن " الموت الرهيب يحكم حصاره الوحشي على غزة ويحصر أهلها بين موت بالقصف والرصاص، وآخر بالجوع والمرض، تأكيداً على الامعان بفظائع حرب الإبادة والانتقام الإسرائيلي المروع، وبتحد لإرادة المجتمع الدولي الإنساني، يتجاوز مجرد الاستهتار بالقوانين الدولية والقيم الإنسانية والشرائع السماوية، باستحضار صور الوحشية لمرحلة ما قبل الحضارة ".
وتابع " هذا الوضع الكارثي بكل معانيه وأبعاده، يملي بصورة عاجلة وملحة، على الضمير الإنساني والمجتمع الدولي، بقيمه وقوانينه ونظمه، وجوب التحرك الفوري والفعال لوقف حرب الافناء والإبادة، وحفظ الحياة بوقف الحرب، وتوفير أسباب العيش بمختلف أشكال الإغاثة الإنسانية وهما المساران الواجبان تلازماً، ويحظيان بأولوية تفوق كل الأولويات، وعلى الفور، رغم أهمية مسار اليوم التالي للحرب الذي يستحوذ على الاهتمام، مع أنه اليوم الذي لا يلوح من تلقاء نفسه بالأفق ".
وأكد أن أولوية، اليوم قبل الغد، الآن هي مضاعفة الجهود واتخاذ كل التدابير اللازمة لوقف هذه الجريمة المتمادية، ولوقف حرب الإبادة، وإنقاذ ما تبقى، ما يجعل من التقاعس عن وقف فوري لهذه الحرب التدميرية، أو عرقلة جهود وقفها، تماهٍ مباشرٍ معها، ودعم واشتراك باقتراف جرائمها واهوالها ، خاصة، وان حرب الإبادة المتواصلة التي لم تسقط من أهدافها ومحاولاتها المستمرة ارتكاب جريمة التهجير القسري باستمرار الدفع المنهجي لسكان غزة من الشمال إلى اقصى الجنوب وفرض النقل الجماعي الذي أصبح واقعاً تهجيرياً قسرياً، وان كان داخل القطاع، يفاقم من المأساة ويعيد استحضار صور النكبة لعام 1948.
وفيما يتعلق بمسار الإغاثة، قال السفير " ابو على " انه بات يشكل تحدياً بالغ الخطورة، أمام استمرار عرقلة وصولها، وتعمق انهيار مقومات الحياة والبقاء، الحيوية لأهل غزة، بكل تفاصيل وأسباب الحياة، بأبسط وأقل حدودها، في ظل انعدام توفير الحدود الدنيا من الكفاية، كماً ونوعاً واستدامة، ما جعل من ضرورة تدفق الغوث الانساني ضرورة بغاية الالحاح والاستعجال، وقد بات شبح الموت جوعا وبرداً، يرسل للعالم مؤشرات ظلاله المحدقة بأحياء غزة المدمرة.
وأردف " فيما تمتد الحرب الإسرائيلية المعلنة ضد الشعب الفلسطيني الى الضفة الغربية وفي القلب منها مدينة القدس المحاصرة منذ بداية الحرب بإحكام شديد يحول دون الناس ومسجدهم الأقصى ، كما يتصاعد إرهاب المستوطنين المستعمرين بحماية الجيش واجتياحه الواسع لكافة انحاء الضفة مواصلاً ارتكاب مجازر القتل الميداني والتدمير الهمجي للممتلكات والبنى التحية الى جانب حملات الاعتقال والتنكيل وفرض الاغلاق على المدن والبلدات بالحواجز العسكرية والبوابات الحديدية مضاعفاً من جرائم الاستيطان والتهجير والتهويد وإجراءات تقويض السلطة الفلسطينية ".
كما قال " إن هذه الأولوية المطلقة لوقف الحرب والإغاثة، لا تقلل من أهمية الجهد الضروري، قانونياً أو سياسياً وبصورة تكاملية، وهنا: نقدر المواقف الدولية الرسمية والأهلية الرافضة للعدوان والمطالبة بوقفه ووقف جرائم الحرب ومساءلة مرتكبيها أمام العدالة الدولية سواء بمحكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية، ونؤكد على أهمية تضافر وتكثيف الجهود والمبادرات في السياق هذا القانوني بدعم عربي واسع لتحقيق العدالة الدولية ".
وأكد على أهمية فتح أفق سياسي جدي وحقيقي يعالج الأسباب الجذرية للصراع بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية مدخلاً وحيداً، وضمانة أكيدة لتحقيق السلام والاستقرار الذي ننشده، السلام الذي لن يتحقق دون إنصاف الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى الاجتماع الوزاري الأوروبي الذي سيعقد اليوم بمشاركة وفد من وزراء الخارجية العرب، وقال " ننظر جميعنا إليه باهتمام، في سياق متابعة الحراك والجهد الدبلوماسي العربي لوقف الحرب وفتح آفاق السلام "
ووجه السفير " ابو على " تحية الاكبار والاجلال لصمود الشعب الفلسطيني البطل والمجد لشهدائه الابرار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی حرب الإبادة لوقف حرب
إقرأ أيضاً:
جدل بعد دعوة لنقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى الرياض
أثارت تصريحات نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عماد جاد، بشأن نقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى المملكة العربية السعودية، موجة من الجدل وردود فعل متباينة في الأوساط المصرية.
وكان جاد قد نشر تدوينة عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، تحت عنوان "دعوة للتفكير بهدوء"، دعا فيها إلى ما وصفه بـ"مقترح موضوعي ومفيد لكافة الدول العربية"، يتمثل في تولي السعودية رئاسة الجامعة ونقل مقرها إلى الرياض أو أي مدينة سعودية أخرى.
وعلّل جاد طرحه بالقول: "العرب جاءوا من السعودية واليمن، ووفق التوازنات الراهنة، أرى أن من الأفضل أن يكون أول أمين عام جديد للجامعة من الجنسية السعودية". واختتم بالقول: "فكروا بتأمل وهدوء، وستدركون سلامة هذا الرأي".
تحذيرات من تهديد الهوية العربية
في المقابل، عبر إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، مظهر شاهين، عن رفضه لهذا الطرح، محذراً من تداعياته على "الهوية العربية ووحدة الأمة".
وقال شاهين في بيان له: "رغم إدراكي لحُسن نية جاد ورغبته في المصلحة العامة، فإن حديثه يُعيد تعريف الانتماء العربي على أسس عرقية أو جغرافية، لا حضارية ولا ثقافية ولا لغوية"، معتبراً أن هذا التوجه ينطوي على "مخاطر جمّة تطال الحاضر والمستقبل العربي".
وأضاف: "الإيحاء بأن مصر ليست عربية الأصل يضعف من دورها التاريخي، ويوحي – وإن عن غير قصد – بأنها طارئة على الهوية العربية"، مؤكداً أن "العروبة ليست نسباً ولا موطناً جغرافياً، بل هي انتماء حضاري ولسان وثقافة".
وشدد شاهين على أن "مصر لم تكن تابعاً في المشروع العربي، بل كانت دوماً القائد والمجدد، ولعبت دوراً محورياً في حماية الهوية العربية والدفاع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية القدس الشريف".
ورأى شاهين أن انتقال رئاسة الجامعة إن تم ينبغي أن يكون في إطار التدوير المؤسسي أو اعتبارات مرحلية، وليس تأسيساً على أن العروبة انطلقت من الجزيرة العربية، وهو من وجهة نظره "مدخل بالغ الخطورة يقصي دولاً كبيرة كـمصر ويهدد وحدة الصف العربي".
واختتم بالقول: "مصر ليست مجرد دولة عربية، بل ركيزة المشروع العربي ودرعه الحامي، ومحاولات النيل من دورها هي تفريط في هوية الأمة ومستقبلها. العروبة لا يجب أن تُختزل في جغرافيا، بل تظل هوية جامعة".
موقف ميثاق الجامعة
ويأتي هذا الجدل في وقت تقترب فيه نهاية الولاية الثانية للأمين العام الحالي لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، المقررة في أيلول/سبتمبر المقبل، وسط تقارير تتحدث عن نية القاهرة ترشيح رئيس الوزراء مصطفى مدبولي لخلافته.
ومنذ تأسيس الجامعة العربية في آذار/مارس 1945، استقر مقرها في القاهرة، كما نص ميثاقها في مادته العاشرة.
ومع ذلك، يجوز لمجلس الجامعة الاجتماع في أي مدينة أخرى. ويُعد نقل المقر بشكل دائم مخالفة للميثاق ما لم يتم تعديله بإجماع الدول الأعضاء.
وكان مقر الجامعة قد نُقل فعلياً إلى تونس عام 1979 عقب توقيع مصر معاهدة السلام مع الاحتلال الإسرائيلي، فيما علقت الدول العربية عضوية القاهرة آنذاك.
وفي عام 1980، عُقدت قمة في بغداد عُرفت بـ"قمة جبهة الرفض"، أكدت رفضها لاتفاقية كامب ديفيد، وقررت نقل المقر وقطع العلاقات مع مصر، باستثناء ثلاث دول هي سلطنة عُمان والصومال والسودان.
وبعد قطيعة دامت نحو عقد من الزمن، قررت قمة عمان عام 1987 إنهاء المقاطعة وإعادة العلاقات، وتم رفع علم مصر مجدداً على مقر الجامعة في تونس في حزيران/يونيو 1989.
وفي آذار/مارس 1990، عاد المقر رسمياً إلى القاهرة بعد مؤتمر الدار البيضاء الطارئ، وتم تعيين عصمت عبد المجيد أميناً عاماً جديداً للجامعة.
العرف والتوازنات داخل الجامعة
تنص المادة 12 من ميثاق الجامعة على أن تعيين الأمين العام يتم بقرار من مجلس الجامعة، وبموافقة ثلثي الدول الأعضاء البالغ عددها 22 دولة. ووفق الأعراف المتبعة، عادةً ما يُعين الأمين العام من مواطني دولة المقر، وهو ما جرى العمل به منذ تأسيس الجامعة.
وتبلغ مدة ولاية الأمين العام خمس سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة، ما يفتح الباب أمام تجاذبات دبلوماسية حول الشخصية القادمة التي ستتولى هذا المنصب، في ظل تحولات إقليمية وتوازنات جديدة داخل النظام العربي الرسمي.