وزيرة الثقافة : معرض القاهرة للكتاب عيد للمصريين وسعر التذكرة 5 جنيهات
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
أكدت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، أن ظروف معرض الكتاب 2024 لم تختلف عن العام السابق يناير 2023، موضحة أن المصريين ينتظرون أي مناسبة للاحتفال بها ومعرض الكتاب هو عيد ثقافي للمصريين، والعام الماضي كان هناك خطة لرؤية جديدة لمعرض الكتاب.
وأشارت "الكيلاني"، خلال حوارها مع الإعلامي أسامة كمال، ببرنامج "مساء دي أم سي"، المُذاع عبر شاشة "دي أم سي"، إلى أن معرض الكتاب العام الماضي حقق أرقام قياسية في مشاركات عدد الناشرين والعناوين التي تم طباعتها، موضحة أن النتيجة تقاس بكم الإقبال على المعرض وكم المشاركين الدوليين في المعرض، مفيدة بأنه زاد عدد المشاركة الدولية وعدد الناشرين من صغار الناشرين الذي كانوا محرومين من المشاركة.
وأضافت أن المميز هذا العام في معرض الكتاب هناك جناح مخصص لدور النشر الناشئة بسبب وجود إقبال من صغار الناشرين العام الماضي، موضحة أن هناك مجموعة من الحوافز منها ثبات سعر التذكرة بـ5 جنيه وتخفيضات في أسعار الكتب، وإعادة طبع السلاسل بأسعار زهيدة وكان تشجيع للشباب والكبار لاستراجع إعادة اقتناء الكتب.
رئيس هيئة الكتاب: معرض القاهرة للكتاب ليس له مثيل في العالم والنرويج حاضرة في نسخة 2024
من ناحيته ، أكد الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية للكتاب، أن معرض الكتاب صادفة ظروف صعبة خلال السنوات الماضية ولكن كان هناك تحدي وهي التي كانت سببًا في الإقبال الكبير من قبل المواطنين في ظل الظروف التي كنا نعاني منها.
وأضاف خلال حواره مع الإعلامي أسامة كمال، ببرنامج "مساء دي أم سي"، المُذاع عبر شاشة "دي أم سي"، أنه كان هناك دعاوى للمقاطعة ضد معرض الكتاب وهو صنع تحدي لوزارة الثقافة والمعرض والمصريين، مشددًا على أن الأسرة المصرية تمتلك جينات ثقافية ومعرفية كبيرة، موضحًا أن المواطن يأتي للتعرف على كاتب والتعرف على الثقافة.
واوضح أن معرض القاهرة للكتاب هو حالة فريدة وعندما يقارن بمعارض الكتب في العالم هو حالة ليس له مثيل، مشددًا على أن معرض الكتاب سوق للكتب وسوق لصناع النشر وفعاليات ثقافية وبرامج فنية وورش فنية للطفل، مؤكدًا أن معرض القاهرة للكتاب هذا العام يتضمن ندوات عن الذكاء الاصطناعي وحديث عن القضايا الفكرية.
وتابع: مدة انعقاد معرض الكتاب تحدد وفقًا للأجندة الدولية لمعارض الكتاب في العالم، مؤكدا أن اختيار شعار معرض الكتاب كان له هدف مهم بأن مصر تصنع المعرفة وتصون الكلمة، لافتا إلى أنه في اليوم الأول مملكة النرويج ستعلن عن مشاركتها في المعرض.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزيرة الثقافة معرض الكتاب 2024 رئيس الهيئة المصرية للكتاب معرض الكتاب
إقرأ أيضاً:
قراءة في كتاب «وكأنني لازلت هناك» للدكتور صبري ربيحات
صراحة نيوز- الاستاذ الدكتور فواز محمد العبد الحق الزبون _ رئيس الجامعة الهاشمية سابقاً.
يقدّم الدكتور صبري ربيحات في كتابه «وكأنني لازلت هناك» عملاً سرديًا يتجاوز حدود السيرة الذاتية إلى فضاء أرحب يدمج بين الذاكرة الفردية والتاريخ الاجتماعي. فالكتاب يشكّل شهادة حيّة على مسار إنساني حافل بالتجارب، يبدأ من الطفيلة وينفتح على فضاءات العمل الأكاديمي والإداري والثقافي والسياسي في الأردن. ومنذ الصفحات الأولى، يلمس القارئ صدق الكاتب، وحرصه على تسجيل التفاصيل بعمق إنساني يذكّر بأن السيرة ليست مجرد أحداث، بل هي رؤية إلى الحياة وإلى أثر المكان في تشكيل الإنسان.
يعود ربيحات إلى الطفيلة باعتبارها نقطة بدء تكوّنت فيها شخصيته وتبلورت قيمه الأولى. فهو ابن البيئة التي صاغت أبناءها على الصلابة والاعتداد بالنفس واحترام العمل. ولا يظهر المكان في الكتاب مجرد مساحة جغرافية، بل كذاكرة راسخة ومصدر للمعنى. إذ يُبرز المؤلف تأثير الطفولة المبكرة، والمدرسة، والعلاقات الاجتماعية، في بناء الإنسان، مستعيدًا مشاهد الحياة اليومية التي شكّلت خلفيته الثقافية والأخلاقية. ويتعامل مع تلك التفاصيل بحنان معرفي يجعل القارئ يشعر أنه أمام وثيقة صادقة تُدوّن تحولات المجتمع الأردني عبر صورة الفرد.
وإلى جانب البعد الاجتماعي، يكشف الكتاب عن مسيرة مهنية متشعبة تجمع بين الأكاديمية والعمل العام. فقد تنقّل الدكتور ربيحات بين مواقع متعددة، بدءًا من خدمته في الأمن العام، وصولًا إلى تولّيه حقائب وزارية مثل وزارة الثقافة ووزارة التنمية السياسية والشؤون البرلمانية. ويعرض هذه التجربة بروح المسؤول الذي يرى في العمل العام التزامًا تجاه المجتمع، وليس موقعًا بروتوكوليًا. ومن خلال سرد هذه المحطات، تُقدَّم للقارئ صورة لرجل يؤمن بأن خدمة الدولة مهمة تتطلب المعرفة والانتماء معًا.
ويتميّز الكتاب بلغته الرشيقة التي توازن بين بساطة التعبير وعمق الفكرة. فهو يكتب بلا مبالغة، وبلا مسافة بين الذاكرة والقارئ، مما يمنح السرد صدقه ودفئه. كما تتضح في أسلوبه خبرة الأكاديمي وقدرته على قراءة الأحداث وربطها بسياقاتها الثقافية والاجتماعية، وهو ما يضفي على السيرة قيمة معرفية مضاعفة. وفي الوقت نفسه، تحضر الإنسانية بوضوح في طريقته في استحضار العلاقات والتجارب، وفي قربه من الناس وتجاربهم اليومية.
وبالنظر إلى موضوعه وأسلوبه وأبعاده الفكرية والتربوية، يُعدّ الكتاب مادة ذات قيمة للتدريس في المدارس والجامعات، خصوصًا في مساقات التربية الوطنية، والدراسات الاجتماعية، وأدب السيرة الذاتية. فهو نموذج لكتابة تجمع بين التجربة الشخصية والتاريخ الوطني، وتساعد القارئ ،وخاصة الطالب ،على فهم كيفية تداخل السيرة الفردية مع تحولات المجتمع والدولة.
ملامح شخصية الدكتور صبري ربيحات كما تعكسها السيرة
تكشف صفحات الكتاب عن مجموعة من السمات التي تكوّن صورة واضحة لشخصية المؤلف، من أبرزها:
1. الانتماء للبيئة الأصلية
يظهر ربيحات ابنًا وفيًا للطفيلة، ممتنًا لتجربته الأولى، ومحمّلًا بقيم الجهد والنزاهة والاقتراب من الناس.
2. الصدق والشفافية
يكتب تجربته كما عاشها، دون تجميل أو مواربة، الأمر الذي يمنح السرد واقعيته ومصداقيته.
3. الرؤية الوطنية
لا ينظر إلى الأحداث من زاوية فردية فحسب، بل يربطها بالسياق الأردني العام، ويقدّم شهادة ناضجة على تاريخ اجتماعي وسياسي متحوّل.
4. العقل الأكاديمي
تظهر خبرته البحثية في قدرته على التحليل، وفي سلاسة الجمع بين التجربة الذاتية والمعطيات الموضوعية.
5. خبرة العمل العام
تمتزج في شخصيته ثقافة المثقف مع مسؤولية رجل الدولة، مما يجعل سيرته نموذجًا لفهم دور النخب في خدمة المجتمع.
6. البعد الإنساني
في كل التفاصيل، يحضر الإنسان القريب من الناس، والحريص على قراءة التجربة من منظور إنساني قبل أي شيء آخر.
خلاصة القول، يمثّل كتاب «وكأنني لازلت هناك» إضافة نوعية إلى أدب السيرة الذاتية في الأردن، لما يحمله من قيمة توثيقية وإنسانية، ولقدرته على الجمع بين سرد التجربة الفردية ورصد تحولات المجتمع. وهو عمل يستحق القراءة والتأمل، ويناسب أن يكون مرجعًا تربويًا يوظَّف في العملية التعليمية، لما يقدّمه من مضامين ثقافية ووطنية وأخلاقية راسخة. ويظلّ الكتاب شهادة صادقة لرجل حمل قيم بيئته معه أينما ذهب، وظلّ قريبًا من الناس ومن الحقيقة ومن فكرة الخدمة العامة.