كيف تكون من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ؟، لعل هذا الاستفهام هو بوابة النجاة من هلاك الدنيا وعذاب الآخرة، فحيث إن الدنيا هي دار بلاء وابتلاء ومصاب بلا مفرد ولا استثناء لأحد ، فهذا ما يجعلك تتشبث بأي شيء ولو كان قشة لتنجو، من هنا يحرص كل لبيب على معرفة كيف تكون من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ؟ فمن خلال معرفة ذلك لن تستطيع الهموم التكاثر عليك ومحاصرتك ، بل ستكون في مأمن من كل المصائب إذا كنت من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، وحيث إن القرآن الكريم هو معجزة كل زمان ومكان ، فسنجد ضالتنا من معرفة كيف تكون من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ؟ وتكن من الفائزين الناجين.

هل تعسر الأمور يدل على غضب الله؟.. بـ10 حقائق و30 دعاء تنتهي معاناتك هل النوم بعد صلاة الفجر يغضب الله؟.. احذره في هذه الحالة كيف تكون من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

ورد عن كيف تكون من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ؟، أن 

من هم الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ؟ هل نحن منهم ؟ كيف نكون من الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون ؟ 
أحد عشر  من الناس هم الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون

(1) ﴿ فَمَن تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ ﴾
(2) ﴿ مَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَعَمِلَ صالِحًا فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ ﴾
(3) ﴿ مَن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحسِنٌ فَلَهُ أَجرُهُ عِندَ رَبِّهِ 
وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ ﴾
(4) ﴿ الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم في سَبيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتبِعونَ ما أَنفَقوا مَنًّا وَلا أَذًى لَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ ﴾
(5) ﴿ الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ }
(6) ﴿ إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ لَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ ﴾
(7) ﴿ وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ أَمواتًا بَل أَحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقونَ ،، فَرِحينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ 
وَيَستَبشِرونَ بِالَّذينَ لَم يَلحَقوا بِهِم مِن خَلفِهِم أَلّا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ }
(8) ﴿ فَمَن آمَنَ وَأَصلَحَ فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ ﴾
(9) ﴿ فَمَنِ اتَّقى وَأَصلَحَ فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ ﴾
(10) ﴿ أَلا إِنَّ أَولِياءَ اللَّهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ ﴾
(11) ﴿ إِنَّ الَّذينَ قالوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ استَقاموا فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ

لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

تكررت عبارة «لا خوف عليهم ولا هم يحزنون»،  في 14 موضعًا من القرآن الكريم، منها 6 في سورة البقرة وحدها، جاءت على النحو التالي:

«قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» البقرة: 38.

«إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» البقرة: 62

«بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون» البقرة: 112.

«الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون» البقرة: 262.

«الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون» البقرة: 274.

«إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون» البقرة: 277.

وفي سورة آل عمران: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون”(170)

وفي سورة المائدة: «إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون 69»

وفي سورة الأنعام: «وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ»: 48.

وفي سورة الأعراف: «يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ»: 35.

«وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ»: 49.

وفي سورة يونس: «أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ»: 63.

وفي سورة الزخرف: «يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ».

وفي سورة الأحقاف: «إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ»: 14.

والفئات المذكورة في القائمة، ينطبق عليهم قول الله تعالى «لا خوف عليهم ولا هم يحزنون» وهناك طرائف أخرى يمكن استخراجها من الآيات الـ14 التي ذكرناها والشائعة في تفسير هذا التعبير، لا خوف يعني في المستقبل أي في الآخره ولا يحزنون أي لا يحزنون في الدنيا وقد أتوا أعمالًا صالحة.

معنى لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

ورد عن معنى قَوْلُهُ تَعالى في الكناب العزيز : ﴿لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هم يَحْزَنُونَ﴾ أن َفِيهِ بَحْثانِ: الأوَّلُ: أنَّ الخَوْفَ إنَّما يَكُونُ في المُسْتَقْبَلِ بِمَعْنى أنَّهُ يَخافُ حُدُوثَ شَيْءٍ في المُسْتَقْبَلِ مِنَ المَخُوفِ، والحُزْنُ إنَّما يَكُونُ عَلى الماضِي إمّا لِأجْلِ أنَّهُ كانَ قَدْ حَصَلَ في الماضِي ما كَرِهَهُ أوْ لِأنَّهُ فاتَ شَيْءٌ أحَبَّهُ.

 وجاء البَحْثُ الثّانِي: قالَ بَعْضُ المُحَقِّقِينَ: إنَّ نَفْيَ الحُزْنِ والخَوْفِ إمّا أنْ يَحْصُلَ لِلْأوْلِياءِ حالَ كَوْنِهِمْ في الدُّنْيا أوْ حالَ انْتِقالِهِمْ إلى الآخِرَةِ، والأوَّلُ باطِلٌ لِوُجُوهٍ: أحَدُها: أنَّ هَذا لا يَحْصُلُ في دارِ الدُّنْيا لِأنَّها دارُ خَوْفٍ وحُزْنٍ والمُؤْمِنُ خُصُوصًا لا يَخْلُو مِن ذَلِكَ عَلى ما قالَهُ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: ”«الدُّنْيا سِجْنُ المُؤْمِنِ وجَنَّةُ الكافِرِ» “ وعَلى ما قالَ: ”«حُفَّتِ الجَنَّةُ بِالمَكارِهِ، وحُفَّتِ النّارُ بِالشَّهَواتِ» ، وثانِيها: أنَّ المُؤْمِنَ، وإنْ صَفا عَيْشُهُ في الدُّنْيا، فَإنَّهُ لا يَخْلُو مِن هَمٍّ بِأمْرِ الآخِرَةِ شَدِيدٍ، وحُزْنٍ عَلى ما يَفُوتُهُ مِنَ القِيامِ بِطاعَةِ اللَّهِ تَعالى، وإذا بَطُلَ هَذا القِسْمُ وجَبَ حَمْلُ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هم يَحْزَنُونَ﴾ عَلى أمْرِ الآخِرَةِ، فَهَذا كَلامٌ مُحَقَّقٌ.

وقالَ بَعْضُ العارِفِينَ: إنَّ الوِلايَةَ عِبارَةٌ عَنِ القُرْبِ، فَوَلِيُّ اللَّهِ تَعالى هو الَّذِي يَكُونُ في غايَةِ القُرْبِ مِنَ اللَّهِ تَعالى، وهَذا التَّقْرِيرُ قَدْ فَسَّرْناهُ بِاسْتِغْراقِهِ في مَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعالى بِحَيْثُ لا يَخْطُرُ بِبالِهِ في تِلْكَ اللَّحْظَةِ شَيْءٌ مِمّا سِوى اللَّهِ، فَفي هَذِهِ السّاعَةِ تَحْصُلُ الوِلايَةُ التّامَّةُ، ومَتى كانَتْ هَذِهِ الحالَةُ حاصِلَةً، فَإنَّ صاحِبَها لا يَخافُ شَيْئًا، ولا يَحْزَنُ بِسَبَبِ شَيْءٍ.

 وكَيْفَ يُعْقَلُ ذَلِكَ والخَوْفُ مِنَ الشَّيْءِ والحُزْنُ عَلى الشَّيْءِ لا يَحْصُلُ إلّا بَعْدَ الشُّعُورِ بِهِ، والمُسْتَغْرِقُ في نُورِ جَلالِ اللَّهِ غافِلٌ عَنْ كُلِّ ما سِوى اللَّهِ تَعالى، فَيَمْتَنِعُ أنْ يَكُونَ لَهُ خَوْفٌ أوْ حُزْنٌ ؟ وهَذِهِ دَرَجَةٌ عالِيَةٌ، ومَن لَمْ يَذُقْها لَمْ يَعْرِفْها، ثُمَّ إنَّ صاحِبَ هَذِهِ الحالَةِ قَدْ تَزُولُ عَنْهُ الحالَةُ، وحِينَئِذٍ يَحْصُلُ لَهُ الخَوْفُ والحُزْنُ والرَّجاءُ والرَّغْبَةُ والرَّهْبَةُ بِسَبَبِ الأحْوالِ الجُسْمانِيَّةِ، كَما يَحْصُلُ لِغَيْرِهِ. وسَمِعْتُ أنَّ إبْراهِيمَ الخَوّاصَ كانَ بِالبادِيَةِ ومَعَهُ واحِدٌ يَصْحَبُهُ، فاتَّفَقَ في بَعْضِ اللَّيالِي ظُهُورُ حالَةٍ قَوِيَّةٍ وكَشْفٍ تامٍّ لَهُ، فَجَلَسَ في مَوْضِعِهِ وجاءَتِ السُّباعُ ووَقَفُوا بِالقُرْبِ مِنهُ، والمُرِيدُ تَسَلَّقَ عَلى رَأْسِ شَجَرَةِ خَوْفًا مِنها والشَّيْخُ ما كانَ فازِعًا مِن تِلْكَ السِّباعِ، فَلَمّا أصْبَحَ وزالَتْ تِلْكَ الحالَةُ، فَفي اللَّيْلَةِ الثّانِيَةِ وقَعَتْ بَعُوضَةٌ عَلى يَدِهِ فَأظْهَرَ الجَزَعَ مِن تِلْكَ البَعُوضَةِ، فَقالَ المُرِيدُ: كَيْفَ تَلِيقُ هَذِهِ الحالَةُ بِما قَبْلَها ؟ فَقالَ الشَّيْخُ: إنّا إنَّما تَحَمَّلْنا البارِحَةَ ما تَحَمَّلْناهُ بِسَبَبِ قُوَّةِ الوارِدِ الغَيْبِيِّ، فَلَمّا غابَ ذَلِكَ الوارِدُ فَأنا أضْعَفُ خَلْقِ اللَّهِ تَعالى.

أما المَسْألَةُ الثّانِيَةُ: قالَ أكْثَرُ المُحَقِّقِينَ: إنَّ أهْلَ الثَّوابِ لا يَحْصُلُ لَهم خَوْفٌ في مَحْفِلِ القِيامَةِ، واحْتَجُّوا عَلى صِحَّةِ قَوْلِهِمْ بِقَوْلِهِ تَعالى: ﴿ألا إنَّ أوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هم يَحْزَنُونَ﴾ وبِقَوْلِهِ تَعالى: ﴿لا يَحْزُنُهُمُ الفَزَعُ الأكْبَرُ وتَتَلَقّاهُمُ المَلائِكَةُ﴾ [الأنبياء: ١٠٣] وأيْضًا فالقِيامَةُ دارُ الجَزاءِ فَلا يَلِيقُ بِهِ إيصالُ الخَوْفِ، ومِنهم مَن قالَ: بَلْ يَحْصُلُ فِيهِ أنْواعٌ مِنَ الخَوْفِ، وذَكَرُوا فِيهِ أخْبارًا تَدُلُّ عَلَيْهِ إلّا أنَّ ظاهِرَ القُرْآنِ أوْلى مِن خَبَرِ الواحِدِ.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ه م و لا خ وف م ولا هم ی ی ح ز ن ون آ م ن وا ف لا خ وف الحال ة فی سورة الخ و ف الآخ ر ت عالى فی الم

إقرأ أيضاً:

سياحة الأماكن الخطرة.. حينما تكون المجازفة غاية السفر

لا يغامرون عبثًا، ولا يلهثون خلف المجهول بدافع الفضول وحده، بل كأنّ في داخلهم جوعًا لا يشبعه المألوف، وتوقًا لحياة تنبض خارج حدود العادي والمكرر، يركضون نحو الخطر ليهزموا الخوف، يكشفون لأنفسهم عن قدراتهم الخفية.

يميل بعض الرحّالة إلى الامتثال لمطالب السلامة والراحة وهذا طبيعي، في حين يكسر آخرون قواعد الحذر ويتعمدون المغامرة بأنفسهم جسدياً معتلين قمم الجبال الشاهقة، أو أمنياً متسللين إلى مدن الحروب والصراعات.

يتغير الإطار الطبيعي للمخاطر من بلد إلى آخر، لكن العاطفة المشتركة بين هؤلاء المغامرين واحدة، وهي رغبة في اختبار حدود النفس وخوض تجربة تنهي رتابة الحياة اليومية، حينها يكون "الخطر" هو ذاته وجهة السفر.

الأسباب النفسية وراء المخاطرة

منطلقات نفسية عدة تجعل الإنسان –وخاصة من يملكون روح المغامرة– يقصدون الأماكن المحفوفة بالخطر، فقد أوضحت الدراسات الحديثة أن هؤلاء الأشخاص في العادة يمتلكون سمات شخصية "المغامر"، فهم ممن يحتاجون إلى محفزاتٍ قوية وجديدة في حياتهم بشكل مستمر من حين لآخر لكي يشعروا بالسعادة.

منطلقات نفسية تجعل محبي المغامرة ومخالفة المألوف يقصدون الأماكن المحفوفة بالخطر مثل التجديف بالأنهار الهائجة (شترستوك)

يسمّى هذا علميا "البحث عن الذات" وتشير الأبحاث إلى أن الأشخاص أصحاب هذه الصفة غالبًا ما ينخرطون في أنشطة محفوفة بالمخاطر باحثين عن التدفقات الهرمونية مثل الدوبامين "هرمون السعادة" والأدرينالين "هرمون الطوارئ" المرافقة لها. وإليكم بعض هذه الأسباب:

حب الإثارة والتجديد

ينجذب المخاطرون إلى الأشياء الجديدة غير الاعتيادية، ويستمتعون بالتنقل إلى أماكن تختلف كليًا عن روتين الحياة اليومية. لقد سئموا من الاكتشافات المعهودة والعادية، أو ربما استنفدوها، هذا الشعور بالمغامرة يروّج للخروج من دائرة الملل، ويوفر إثارة فورية لدى الدماغ، وقد ثبت نفسيًا أن المغامرات المثيرة تولّد مشاعر إيجابية وتزيد الرضا الذاتي.

الفضول والاكتشاف

يُخلق كل البشر بمستوىً طبيعي من الفضول "حب الاكتشاف"، ولكن يزداد الفضول عند بعض الأشخاص الذين تشبّعوا بالمغامرات التقليدية ويريدون المزيد. فقد كشفت بعض الدراسات أن هذا السلوك له علاقة طردية تفسيرها كالآتي: كلما اكتشف المغامر أكثر، كلما تولدت له رغبة أكبر وأعمق في اكتشاف المزيد، فيشعر من داخله بصوت يقول "هل من مزيد لأكتشفه؟".

إعلان مواجهة الخوف واكتساب الشجاعة

يرى البعض أن المخاطرة هي تحدّي الخوف. فالدخول أو الذهاب إلى مكان خطر يجبر الإنسان على التحكم في الفزع وضبط النفس وإعادة ترتيب أولوياته.

وقد لاحظ باحثون أن التجارب الخطرة تساعد الإنسان على تنظيم عواطفه وتعزيز تقديره لذاته، وأن مواجهة المغامر لمخاوفه في بيئات صعبة تمنحه شجاعة تمكنه من التعامل مع تحديات الحياة الأخرى.

تحقيق الذات والثقة بالنفس

وأخيرًا والأهم، يجد الكثيرون في مواصلة التحدّي ومواجهة المخاطر مغذٍ لتحقيق الذات، فعندما يتغلب المُخاطر على عقبة كبيرة يتحقق لديه إحساس عميق بالإنجاز يليه نشوة شعورية تشعره بالرضا عن نفسه واكتشاف دواخله التي يشعر أنه لا حدود لها.

وقد أظهرت الدراسات أن خوض المغامرات الخطرة يعزّز الثقة بالنفس ويملأ الـ "أنا" ويقلّل الضغوط النفسية.

تجارب حقيقية جو حطاب وأخطر سجن بالسلفادور

دخل المغامر الأردني الشهير جو حطاب سجن "سيكوت" الضخم في السلفادور، الذي يشتهر بأنه من أعتى وأخطر سجون العالم لاحتوائه على عصابات «إم إس-13» و«باريّو 18» الخطيرة.

الرحالة جو تجوّل بين الزنزانات المحصّنة بشدة في أخطر سجن بالسلفادور باحثًا عن شعور جديد لطقوس الخطر (مواقع التواصل)

تجوّل جو بين الزنزانات المحصّنة بشدة، ورصد رجال العصابات المكبّلين بالسلاسل، باحثًا عن شعور جديد لطقوس الخطر.

روى لاحقًا كيف أن كثافة التسلح والحراسة داخل السجن جعلت الأجواء تكاد لا تُطاق حتى للمتفرّجين، ولكنه خرج سالماً حاملاً معه صورًا وقصصًا استثنائية عن عالم نادرا ما يصل إليه السائح.

ابن حتوتة وقطار موريتانيا الطويل

سافر الرحّالة العربي "ابن حتوتة"، كما يعكس اسمه، إلى موريتانيا لتجربة المبيت على ظهر واحدٍ من أطول وأخطر قطارات العالم، ولكن المفاجئة أن القطار ليس قطاراً للركاب بل لنقل خام الحديد عبر الصحراء الموريتانية.

سافر "ابن حتوتة"إلى موريتانيا لتجربة المبيت على ظهر واحدٍ من أطول وأخطر قطارات العالم (مواقع التواصل)

أمضى ابن حتوتة نحو 20 ساعة على سطح القطار في العراء القارس بين ذرات غبار الحديد، مستعرضا بذلك حدّ التحمل البشري في مواجهة شدة برودة الصحراء ليلاً وارتفاع صوت المحركات والرياح القوية والظلام الدامس، ووحدة الانقطاع عن البشر.

حجاجوفيتش وأبرد منطقة مأهولة

استهدف المغامر المصري حجاجوفيتش قرية "أويمياكون" في جمهورية ياقوتيا المنضوية ضمن الاتحاد الروسي وهي مشهورة بكونها أبرد منطقة مأهولة في كوكب الأرض، هذه المدينة التي اشتهرت بتسجيل أرقام قياسية لدرجات الحرارة السالبة، فقد وصلت إلى 71 درجة تحت الصفر.

هنا عاش المغامر تجربة التنقل في بردٍ قاسٍ لا يرحم أبدا طبيعة جسم الإنسان العادية، حيث كل شيء يتجمد في دقائق معدودة وربما في ثوان.

صبر حجاجوفيتش على الحياة اليومية في “القطب الشمالي” الصغير بتجهيزات بسيطة، متصالحا مع رهبة الطبيعة القاسية التي اختبر فيها قدرة الإنسان على البقاء.

إبراهيم سرحان والسفر لكوريا الشمالية

كان الشاب السعودي إبراهيم سرحان من أوائل من وثقوا رحلتهم إلى كوريا الشمالية، الدولة المعزولة والمنغلقة أمنياً. ورغم أن السلطات الكورية الشمالية تسمح بجولات سياحية محكمة وشديدة الرقابة، إلا أن دخول أراضي هذه الدولة يظل مخاطرة كبيرة إذا خولف النظام بأدنى مستوى من المخالفة، فكاميرات المراقبة والعاملون المكلّفون من قبل الحكومة يحيطون بالزائر مرتكب المخالفة من كل زاوية.

إعلان

تحدى سرحان بعض الممنوعات الصغيرة في كوريا الشمالية مثل التصوير، وسجل تجربته قبل 8 سنوات كرحالة من المنطقة العربية في إحدى أبرز الأماكن الخطرة التي يمكن للمسافر أن يزورها في العالم.

تتشابه دوافع هؤلاء المُخاطرين في الرغبة لاختراق المجهول، والسعي وراء معنى لتجربة السفر خارج حدود المألوف.

ولكن بعض الأسئلة تظل مفتوحة: هل "الخطر" هو الوسيلة التي تجعل المغامر يشعر بذاته؟ ما هي حدود المخاطرة؟ ما هو الثمن الحقيقي الذي قد يُدفع؟ هل نشوة الشعور بالذات تستحق ثمن المخاطرة؟

مقالات مشابهة

  • محافظ القاهرة يتفقد سكان عقار حدائق القبة الذين فقدوا منازلهم
  • إنفوغراف: قتلى وجرحى الاحتلال الذين سقطوا في غزة خلال يونيو
  • إيران تقيم جنازات لكبار القادة والعلماء الذين قتلوا في الحرب مع إسرائيل
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: الذين سوف يُقتلون قريباً من هم؟
  • إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران.. هل تكون غزة التالية؟
  • سياحة الأماكن الخطرة.. حينما تكون المجازفة غاية السفر
  • عاجل | الصفدي: حماية الأردن أولويتنا ولا مجال لأن تكون ساحة حرب لأي طرف
  • المتحدث باسم وزارة الداخلية: بالتحقيق مع أحد الإرهابيين الذين أُلقي القبض عليهم اعترف بأماكن أوكار الخلية جميعها حيث تمت مداهمتها وإلقاء القبض على جميع أفرادها ومصادرة الأسلحة والمتفجرات
  • إيران: لا ينبغي اعتبار استهداف قاعدة العديد عملا ضد قطر
  • 50 عملا في المعرض الفني لطلبة جامعة صحار بـ"بيت الزبير"