شهدت سلطنة عُمان مؤخرا التدشين الرسمي لمجمع عمان الثقافي تحت الرعاية السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- حيث وضع حجر الأساس وشاهد عرضا تقنيا حول مكونات هذا المشروع الحضاري والمعرفي الحيوي، ليس فقط على صعيد سلطنة عمان ولكن على الصعيدين العربي والإقليمي، خاصة أن هذا المجمع الثقافي يضم عددا من المؤسسات الثقافية منها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والمكتبة الوطنية والمسرح الوطني وقاعات السينما ومكتبة للأطفال وعددا من المكونات الثقافية الأخرى وأماكن للترفيه للزوار من داخل سلطنة عمان وخارجها.

ويعد هذا المعلم الثقافي ذا جوانب مهمة على صعيد المعرفة والثقافة والبحث خاصة أن المكتبة الوطنية سوف تضم أكثر من مليون مجلد من المعرفة الإنسانية، وتسلط الضوء على تاريخ بلادنا سلطنة عمان البعيد والقريب.

كما أن مجمع عمان الثقافي سوف يكون له إسهام حضاري على صعيد المجتمع المدني ومن خلال التكامل مع مفردات هذا المشروع الثقافي الكبير الذي يدشن مع السنة الرابعة من عهد النهضة المتجددة التي يقودها بحكمة واقتدار جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- وفي ظل تنامي المشاريع الاستراتيجية والاقتصادية على صعيد المحافظات من خلال نظام المحافظات الذي سوف يغير خلال سنوات قادمة ملامح المدن والحواضر العمانية من خلال استراتيجية واضحة تنفذ في المحافظات، ووجود موازنات وإدارات محلية.

وفي ضوء ذلك يأتي تدشين مجمع عمان الثقافي الذي يكلف على الصعيد المالي ما يقارب من ١٥٠ مليون ريال عماني ليصبح هذا المنجز الحضاري أيقونة للثقافة والمعرفة ومن أهم المفردات الحضارية في سلطنة عمان في تاريخ نهضتها المتجددة.

كما أن هذا الكيان الثقافي المهم سوف يعطي زخما ثقافيا كبيرا على صعيد ترسيخ القراءة والتأليف والنشر المعرفي علاوة على دور المسرح المنتظر في لم شمل عشرات من الفرق المسرحية والاستفادة من مكونات هذا الصرح الثقافي، كما أن مجمع عمان الثقافي سوف يكون له دور محوري على صعيد العلاقات الحضارية والثقافية مع دول العالم المختلفة وتبادل الخبرات في مجالات المعرفة المختلفة، كما سوف يكون له انعكاس إيجابي على صعيد نشر المعرفة بين طلبة المدارس والكليات والجامعات وعلى صعيد البحث العلمي والدارسين من داخل وخارج سلطنة عمان.

ومن هنا فإن هذا المجمع الثقافي سوف يسجل نقلة نوعية على الصعيد الثقافي والمعرفي وسوف يكون أحد معالم العاصمة مسقط العامرة ومحط اهتمام رجال العلم والثقافة والمعرفة من كل دول العالم واستقطاب الأحداث والمؤتمرات المحلية والعربية والدولية، ويكون هناك تكامل مع بقية المفردات الحضارية كالمتاحف الوطنية والمكتبات المحلية والجوانب التراثية وترسيخ الهوية الوطنية وله انعكاسات إيجابية عند الانتهاء من تنفيذه بعد ثلاث سنوات إن شاء الله.

كما أن هناك حدثا اقتصاديا منتظرا في منطقة الدقم الاقتصادية الخاصة خلال فبراير القادم وهو افتتاح مصفاة الدقم بكل مكوناتها حيث تعد المصفاة وموقعها علي بحر العرب مشروعا مهما من خلال التعاون المشترك بين البلدين والشعبين الشقيقين سلطنة عمان ودولة الكويت وسوف يكون لهذه المصفاة دور اقتصادي وتجاري مهم على صعيد النفط ومن خلال وجود ميناء الدقم واكتمال مشاريع المنطقة الاقتصادية الخاصة في الدقم وأيضا وجود منطقة مركز لتخزين النفط وهي محطة مهمة من خلال الموقع الاستراتيجي البعيد عن أماكن التوتر في منطقة الخليج العربية.

ومن هنا فإن مصفاة الدقم سوف تكون إضافة حيوية للاقتصاد الوطني في إطار المشاريع الاستراتيجية والاقتصادية التي تتواصل تباعا في كل محافظات سلطنة عمان. ومن خلال التركيز علي سياسة التنويع الاقتصادي وفق رؤية «عمان ٢٠٤٠» التي يعول عليها الكثير خلال السنوات القادمة ومنها قطاع الطاقة المتجددة الذي يعد من المشاريع الاستراتيجية والاقتصادية الحيوية، كما أن القطاع اللوجستي يعد من القطاعات الأساسية من خلال مشاريع استراتيجية متنوعة ومنها مصافي النفط والنقل والخدمات مما يمكن الاقتصاد الوطني من تحقيق المزيد من النمو في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مجمع عمان الثقافی سلطنة عمان على صعید سوف یکون من خلال کما أن

إقرأ أيضاً:

السياسات المتوازنة تمكن سلطنة عمان من الحفاظ على استقرار إنتاج النفط والغاز

رغم التحديات العالمية التي شهدتها أسواق الطاقة من تقلبات في الأسعار وتغيرات في مستويات الطلب، فقد مكنت التوجهات الاستراتيجية والسياسات المتوازنة لسلطنة عمان من الحفاظ على مستويات إنتاج مستقرة في قطاع النفط والغاز، وتعزيز مساهمة القطاع في تحقيق المستهدفات الوطنية لدعم التوظيف وتحفيز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة, وقد بلغ معدل التعمين في قطاع النفط والغاز 89 بالمائة مع تحقيق نسب مرتفعة في شركات كبرى مثل شركة تنمية نفط عمان التي تجاوزت نسبة التعمين فيها 90 بالمائة, كما تم إطلاق برنامج مجد كإطار موحد لتعزيز المحتوى المحلي في قطاعي الطاقة والمعادن وتحويل التحديات إلى فرص، وتحفيز التصنيع المحلي، وتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وقد بلغت نسبة الإنفاق على هذه المؤسسات في قطاع الطاقة 692 مليون ريال عماني أي ما يعادل نحو 1.8 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل 17.2 بالمائة من حجم الإنفاق الكلي للقطاع.وأشارت إحصائيات وزارة الطاقة والمعادن إلى أن عدد الحقول المنتجة في سلطنة عمان في نهاية العام الماضي بلغ 475 حقلا منها 400 حقل نفطي و75 حقل لانتاج الغاز, كما قامت الشركات الاستكشافية بحفر واختبار وتقييم 73 بئراً استكشافيا موزعة على 19 بئر للغاز و54 بئرا للنفط وقد أسفرت نتائج التحاليل البتروفيزيائية واختبارات إنتاجئة الآبار عن مؤشرات إيجابية في عدد منها, وسجل إجمالي احتياطي سلطنة عمان من النفط الخام والمكثفات في نهاية عام 2024 نحو 4.8 مليار برميل ويشــكل الاحتياطــي لدى شــركة تنميــة نفــط عمــان حوالــي 62 بالمائة مــن اجمالــي احتياطــي النفــط الخــام والمكثفــات النفطيــة لعــام 2024, فيما وصل احتياطي الغاز الطبيعي إلى 23.3 تريليون قدم مكعب, كما أشارت وزارة الطاقة والمعادن إلى أن المعدل اليومي لصادرات النفط الخام والمكثفات بلغ نحو 843 ألف برميل، بإجمالي صادرات سنوية قدرها 308.4 مليون برميل, وكان الإنتاج اليومي للنفط الخام والمكثفات خلال العام الماضي نحو 992.6 ألف برميل يوميا، مقابــل حوالــي 1.05 مليـون برميـل فـي اليـوم في عام 2023 مشـكًلا انخفاضا بنسـبة 5.3 بالمائة, وذلك ضمن التزام سـلطنة عمان بالاتفاق المبــرم مــع دول من منظمــة الــدول المصـدرة للبتـرول "أوبـك" ودول أخـرى مـن خـارج المنظمة، بهدف تحقيـق التـوازن بيـن العـرض والطلـب العالمـي علـى النفـط. وفي أنشطة الغاز الطبيعي، فقد بلغ المعدل اليومي للانتاج نحو 149.2 مليون متر مكعب، في حين بلغ معدل إنتاج غاز البترول المسال نحو 3.7 ألف طن متري، مع تسجيل معدل يومي لصادرات الغاز الطبيعي المسال يبلغ 32.7 ألف طن متري.وأكدت الوزارة على الاهتمام البالغ بتطوير الصناعة التكريرية والبتروكيميائية عبر دعم مستمر لشركائها في القطاع، حيث تم تصدير 122 مليون برميل من المنتجات البترولية في عام 2024، أبرزها زيت الغاز ووقود الطائرات والنافثا، في حين بلغ حجم المنتجات المستوردة حوالي 2 مليون برميل فقط، ما يعكس تنامي الاعتماد على الإنتاج المحلي وتزايد الكفاءة في سلسلة القيمة. كما بلغ إجمالي المنتجات البترولية المنتجة من شركة المصافي والصناعات البترولية التابعة لشركة أوكيو نحو 209 مليون برميل، مما يعكس الأداء التشغيلي القوي للقطاع. حيث بلغ إنتـاج مصفـاة مينـاء الفحـل حوالـي 34 مليـون برميـل، وبلـغ إنتـاج مصفـاة صحـار نحـو 85 مليون برميـل، في حين بلغ إنتـاج محطة صلالة لإنتـاج غـاز البتـرول المسـال حوالـي 4 مليـون برميـل، بالإضافـة إلـى مصفـاة الدقـم التي بلـغ انتاجهـا حوالـي 86 مليـون برميـل, وبلغـت نسـبة انتـاج زيـت الغـاز (الديـزل) حوالـي 34 بالمائة مـن اجمالـي انتـاج شـركة المصافـي والصناعـات البتروليـة التابعـة لشـركة اوكيـو لعـام 2024.

مقالات مشابهة

  • السفير الفرنسي بمسقط: ندعم جهود السلام العمانية.. ولا بدّ من إنهاء مأساة غزة
  • سلطنة عُمان تجسّد ثقافتها عبر معرض التبادل الثقافي إلى العالم في جنيف
  • الإصلاح الاقتصادي يقود سلطنة عمان إلى الجدارة الاستثمارية والاستقرار المالي
  • الملكية الفكرية أداة فعّالة لدعم منظومة الابتكار في سلطنة عمان
  • 67.7 مليون طن إجمالي إنتاج سلطنة عمان من الخامات المعدنية خلال 2024
  • عاجل| وفاة 3 مواطنين إماراتيين بحادث سير في سلطنة عمان
  • وفاة 3 إماراتيين وإصابة 9 بحادث سير في سلطنة عمان
  • رجال الأعمال: حجم الاستثمارات المصرية في سلطنة عمان تتخطي 2.5 مليار دولار
  • السياسات المتوازنة تمكن سلطنة عمان من الحفاظ على استقرار إنتاج النفط والغاز
  • إعفاء مواطني دولة عربية من تأشيرة دخول روسيا