بوابة الفجر:
2025-10-23@04:17:25 GMT

حسام السعيدي يكتب: تخلقوا بأخلاق المُشجعين!

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

كُنت ولازلت أحد مُشجعي كُرة القدم، ولكن هذه الأيام أصبحت أرى الأمور من زاوية أخرى، وأسأل نفسي ماذا لو تخلق الناس بأخلاق المُشجعين، نعم كما قرأتم (ماذا لو تخلق الناس بأخلاق مُشجعي كُرة القدم؟).

مُشجع كُرة القدم، يتمنى الخير وكُل الخير لفريقه الذي يُشجعه، ولاعبي فريقه، ومجلس إدارة فريقه، وكُل ما يخص فريقه، فتجده يضع (رجل على رجل) في المقهى، وهو بالكاد يملك حق كوب الشاي الذي يجلس من خلاله في هذا المكان، ليقول لمشجع الفريق المُنافس (انت عارف اللاعب بتاعنا اتباع بكام، ده أغلى لاعب في مصر)، أو يفتخر بان لاعب فريقه حصل على جائزة شخصية كأحسن لاعب في بطولة أو مباراة، وكأنه هو من حاز على الجائزة وكأنه تحصل على مكسب من وراء بيع لاعب فريقه.

المُشجع يُحب الخير للاعبي فريقه لدرجة أنه يضطر إلى سبهم ولعنهم إذا ما رأى تراجع في مستواهم، ولا يرتاح حتى يراهم الأفضل في أي مكان يلعبون فيه، فالمشجع لا يكتفي بتشجيع لاعب فريقه وينتهى من تشجيعه إذا ما رحل عن فريقه للاحتراف، بل يستمر في تشجيعه والافتخار به والدفاع عنه في كُل مكان لمُجرد أنه ارتدى في يوم من الأيام قميص فريقه، فتجده يفتخر لأن لاعب فريقه السابق أصبح أغلى لاعب في تاريخ مصر، ويعنفه على مواقع التواصل إذا ما رأى منه تراجع في مستواه.

مُشجع كُرة القدم يفتخر لمُجرد أن فريقه تحصل على حقوق رعاية هي الأعلى في تاريخ مصر، ولا يُضاهي فريقه أي فريق آخر، فالسعادة تملأ وجهه، وكأن هذا النجاح يعود إليه وكأنه حقق إنجاز لنفسه، رغم أنه كمُشجع هو العُنصر الوحيد في منظومة كُرة القدم الذي لا يتحصل على أي مكاسب من اللعبة، بل يدفع من جيبه الخاص تذاكر وبنرات وأدوات تشجيع، ويعتبر أحد أبرز قوى الفريق دون مُقابل يدفعه النادي.

المُشجع قد يتنازل عن اي خطأ أرتكبه لاعب في حقه، لمُجرد ان هذا اللاعب قرر ارتداء تيشرت فريقه، فتجد السخرية منه تتحول إلى إشادة، والهجوم عليه إلى دعم، وكُرهه إلى حُب مُنقطع النظير، ومن وصفه بلاعب فاشل إلى أحسن لاعب وغير ذلك من التغيرات من النقيض إلى النقيض.

كُل هذا الحُب الذي يُعطيه المُشجع للاعبي فريقه، يأتي رغم أنه لا يعلم أي شئ عنهم غير أنهم يرتدون تيشرت فريقه، لا يهمه دينهم أو لونهم أو جنسيتهم، المُهم أنه يلعب بقميص فريقي ويُدافع عن ألوانه.

وفي المُقابل لا تجد في الغالب هذا الحُب بين أناس يعرفون بعضهم بعض جيدًا، سواء على مستوى القرابة أو الجيرة أو الصداقة أو الزمالة أو غير ذلك، فالقليل من يسعد لغيره أو يفرح لغيره، لتعيينه على سبيل المثال في مكان مرموق ببضعة آلاف، بالرغم من أنه يفرح ويسعد ويفتخر باحتراف لاعب فريقه بملايين الدولارات، أو تجديد فريقه عقد أحد لاعبي الفريق بملايين الجنيهات ليصبح أغلى لاعب في مصر.

ولا تجد من يُدافع عن شخص يعرفه جيدًا بعد انتشار شائعات حوله تخص أخلاقه أو زمته وما إلى ذلك وكأنه ينتظر سقوط هذا الشخص ويُسارع في تصديق الشائعات والقيل والقال، رغم أنه يُدافع بكل ما أوتى من قوة عن لاعب فريقه المعروف بسهراته الحمراء وسقطاته الأخلاقيه، لمجرد أنه يلعب في صفوف فريقه، فتجد المُشجع يوبخ من يقول (ربع كلمة) عن مشجع فريقه صاحب السيرة السيئة، فكُل الأخطاء مقبولة ما دام ترتدي تيشرت فريقي.

وفي الأخير انتهى بما بدأت به.. تخلقوا بأخلاق المُشجعين، حبوا الخير لبعض، دافعوا عن من تعرفوهم إذا ما سمعتم شائعات حولهم، إفرحوا إذا ما عرفتم أن احدًا تعرفونه نجح في مكان ما أو تقلد منصب ما أو رزقه الله (عز وجل) أيًا من زرقه، تخلقوا بأخلاق المشجعين.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المنتخب كرة القدم منتخب مصر لاعب فریقه لاعب فی إذا ما

إقرأ أيضاً:

موقع إسرائيلي: طالب فلسطيني يكتب كلمات وداعه الأخير لغزة

في نص ينضح وجعا وصدقا، يروي الشاب الفلسطيني عبد الله الجزّار لحظات مغادرته غزة إلى أيرلندا حاملا معه حقيبة صغيرة وأثقالا من مشاعر الذنب والحب والذكريات، بعد حصوله على منحة دراسية، تاركا خلفه أمّه وإخوته ومدينة تغتالها الحرب وتنهشها المجاعة.

منذ الوهلة الأولى في حكايته التي كتب تفاصيلها نصا بمجلة (+972) الإسرائيلية الإلكترونية، يتجلى الصراع بين الأمل والخجل، بين حلم النجاة والشعور بالذنب.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إل باييس: لقاء مع فلسطيني خارج غزة محاصر بالصورة والذاكرةlist 2 of 2موقع إيطالي: حفتر اشترى مروحيات من جنوب أفريقيا رغم الحظرend of list

هناك، بين صالون الحلاقة المتواضع وخيمته في منطقة المواصي، تبدأ رحلة الفراق حيث اختلق "كذبة صغيرة" لحلاقه أخبره فيها أنه سيتقدّم لخطبة فتاة يحبها، فقط ليقنع الحلاق بالاهتمام بقصَّ شعره لكي يبدو في مظهر أنيق عندما يغادر في يوم الوداع الأخير.

يروي الجزار، وهو فلسطيني من غزة، أن الحكومة الأيرلندية اتصلت به في يوم ثلاثاء من أغسطس/آب الماضي لتبلغه بأن عليه الاستعداد لمغادرة غزة إلى أيرلندا حيث "تستعد جامعة مايوث لاستقبالك".

عبد الله الجزار أمام خيام في المواصي (حساب الجزار في إنستغرام)عبارة فقدت معناها

ويقول: "كنت، طوال أكثر من عام، أتدرّب على مغادرة بيتي في غزة، كما يتدرّب أخي الصغير على الطيران بطائرته الورقية. والآن انتهى التدريب، وحان الموعد الحقيقي".

ويضيف: "كانت لديّ خطط كبيرة، لكن كيف يمكن للمرء أن يترك حياته؟ كيف يتخلى عن بيته؟ أردت أن أغادر وظهري مستقيم، وكرامتي محفوظة".

ويردف قائلا إنه لم يُرد أن يشعر كأنه يهرب، "لكن الرحيل بكرامة عبارة فقدت معناها منذ زمن".

المرة الأولى

حين نظر في المرآة رأى وجه أخيه نور، "الشرطي المفقود" منذ قصف خان يونس، وكأنه يستأذنه للمغادرة. كانت المرة الأولى التي يصبح فيها هو "الراحل"، بعد أن اعتاد أن يكون هو "من بقي" في غزة.

وبين خوفه من أن يمنعه جندي إسرائيلي التوجه إلى معبر كرم أبو سالم، كان منظر غزة المدمرة يمر أمام ناظريه.

إعلان

وفي مشهد مفعم بالعاطفة، يصف الجزار لحظة الوداع قائلا: "استأجرت سيارة أجرة بدل عربة يجرّها حمار لتنقلني من المواصي إلى دير البلح في وسط القطاع، ومنها بحافلة إلى المعبر".

في تلك الأثناء أدرك أنها ربما تكون لحظة الوداع الأخير. ودّع أمه التي لا تعرف الكراهية رغم أن الحرب سلبتها أحبتها، وقال لأخيه الصغير علي: "اعتنِ بنفسك وبأمك، حسنا؟".

عبد الله الجزار: لم ألتفت لأرى عائلتي مرة أخرى. كنت أشعر بالخجل. كنت أغادر نحو السلام، بينما يبقون هم أسرى الحرب والجوع. شعر بالخجل

"كانت هذه كلماتي الأخيرة إلى غزة. لم ألتفت لأرى عائلتي مرة أخرى. كنت أشعر بالخجل. كنت أغادر نحو السلام، بينما يبقون هم أسرى الحرب والجوع".

وعند معبر كرم أبو سالم، بين دخان السجائر التي أشعلها المسافرون كأنها بخور الرحيل، بدأ يذوب بين المنفى والمجهول.

وعلى الجانب الإسرائيلي من المعبر، بدا موظفو السفارة الأيرلندية -في نظره- كأنهم ملائكة يقدّمون الماء والطعام للمسافرين، في حين تأشيرة واحدة تُخرجه من الجحيم. ورقة واحدة فصلت بينه وبين موطنٍ يتداعى إلى الرماد.

يراه في أحلامه

في الطريق إلى دبلن عاصمة أيرلندا، ظلّ طيف أخيه نور يزوره في الحلم، يقول له: "احملني معك، لا كعبء، بل كجناحين". ويضيف: "في الليل، أراه في أحلامي يبحث عني. أناديه: أراه في أحلامي يبحث عني. أناديه: أنا في أيرلندا، حبيبي. كل شيء هنا أخضر وجميل".

ويتابع مخاطبا نزر في حلمه: "انتقلت إلى سكني في مايوث، غرفة واحدة لكنها تتسع لاثنين. احتفظت بمكان لك قرب النافذة. فقط قل لي أين أنت يا حبيبي، وسآتي لأخذك".

كيف ينجو من وطنه

حمل الجزار أخاه نور في قلبه، وهو يستعيد أطلال بيت ومصنع ومزرعة التهمتها الحرب. حتى حين أُعلن عن وقف إطلاق النار، لم يشعر بالسكينة، بل بالحيرة: كيف ينجو المرء من وطنه؟ وكيف يُشفى ممن يحبّ؟

ثم جاء الخبر السعيد. وعن تلك اللحظة، كتب يقول: "نور حيّ. أسيرٌ، لكنه حي"، قبل أن ينهار باكيا كما لو أن القلب تذكّر نبضه بعد طول صمت.

في دبلن، يدرس عبد الله الجزار حاليا لنيل درجة الماجستير في جامعة مايوث بأيرلندا، حيث يشغل منصب منسّق برنامج الطلاب الفلسطينيين القادمين من غزة.

مقالات مشابهة

  • موقع إسرائيلي: طالب فلسطيني يكتب كلمات وداعه الأخير لغزة
  • أحمد عاطف آدم يكتب: طفل الإسماعيلية والبرمجة النفسية
  • وفاة لاعب برازيلي شاب بحادث مأساوي مع أبقار في بياوي
  • مباراة مأساوية في الدقهلية تنتهي بوفاة لاعب شاب بعد ابتلاع لسانه
  • بلال قنديل يكتب: في يوم ما
  • مصرع لاعب كرة القدم السنغالي في غانا يتحول إلى قضية دولة
  • مدرب الشرطة العراقي يعلل خسارة فريقه بـفارق الإمكانيات: ريال مدريد وبرشلونة يخسران
  • نجم المغرب عثمان معما يحصد الكرة الذهبية للشباب
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: مكنون النفس
  • قصة تصلح لفيلم.. ناد إيطالي يبدي رغبته بضم لاعب من غزة وإنقاذ مسيرته