جنبلاط يواكب توجهات نجله تيمور.. ومبدأ التلاقي والانفتاح يرافق خطواته
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
اختار رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط النهج السياسي نفسه مثل والده والقائم على الانفتاح والتوافق في قضايا المشتركة ، ولهذه الغاية تحرك في اتجاه القيادات السياسية ،واستضاف في دارة ال جنبلاط قيادات أخرى. لم يخرج رئيس الحزب التقدمي الأشتراكي عن قناعة الوالد بشأن العمل على ترتيب العلاقات السياسية مع الجميع ، وكان عنوان الابرز هو المصالحة دون إغفال أهمية المحافظة على حقوق الطائفة الدرزية.
يسعى النائب تيمور جنبلاط إلى ان يحدث فرقا في مستقبله السياسي، إنما خطوة الألف ميل تحتاج إلى نصيحة ابوية من زعيم له باع في السياسة ويعلم جيدا خفايا الواقع اللبناني وكيفية التعايش أو التأقلم معه . استحقاقات كثيرة يتابعها تيمور بعد توليه رئاسة الأشتراكي، فضلا عن ترؤسة كتلة اللقاء الديمقراطي . وهذان المنصبان يدفعانه إلى تنشيط لقاءاته أو اتصالاته والتدخل شخصيا للقيام بمهام تخدم مسؤولياته.
فما هي الأدوار الجديدة لتيمور وليد جنبلاط مستقبلا ؟ تقول مصادر في التقدمي الأشتراكي لـ" لبنان ٢٤" أن تيمور جنبلاط قرر الالتزام بمبادىء والده ، ولذلك ، فان من يلاحظ حراكه المحلي يتأكد له أن هناك ثوابت لا يحيد عنها مع العلم أن لتيمور خصوصية في مقاربة القضايا التي يتابعها، وتلفت الى أن دوره المستقبلي ينطلق من الإطار الوطني ،وهذا يظهر من طبيعة اجتماعاته وجولاته مع مختلف الأفرقاء ، وحتى انه يتمتع بالواقعية في طروحاته، ويعلم جيدا النقاط الواجب مناقشتها مع الجميع، وسيواصل اجتماعاته وفق أجندة ، كما أن هناك إطلالات خارجية له عندما تستدعي الأوضاع ذلك ، وهذه مسألة كانت في سياق تحركات سابقة له وهو أوكل من قبل والده في هذا المجال، معربة عن اعتقادها أن هناك خفايا في العمل السياسي بات يعرفها بإتقان تام .
وترى المصادر نفسها أن لا فيتوات مسبقة يضعها النائب جنبلاط في مسألة تواصله مع القوى السياسية ، لكن هناك لقاءات تفرض ان تتم قبل غيرها وفقا للضرورات، على أن تيمور الذي تسلم رئاسة الأشتراكي يبرز دوره في مسعى تنفيس الاحتقان كما في طرح مبادرات للرئاسة أو غيرها فضلا عن المحافظة على ارث العائلة السياسي ، أما بشأن تحالفاته السياسية أو الأنتخابية المستقبلية فهي تقوم على قواعد معينة حددها رئيس الأشتراكي وهو يتخذ القرار المناسب عند اللزوم، ويقود رئاسة حزبه كما اعتاد أن يكون مع رفاقه الحزبيين وبتشاور مع مجلس القيادة ، مؤكدة أن لقاءه مع رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الوزير السابق طلال أرسلان واستضافته في وقت سابق رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان مع العائلة في دارة ال جنبلاط وما سيقدم عليه لاحقا، هي خطوات تندرج في إطار التلاقي والانفتاح. هل يتولى شؤون وزارة محددة في الحكومات المقبلة؟ تجيب المصادر أن وليد بك مع الفصل بين النيابة والوزارة ، إلا أن الظروف المقبلة لا يمكن التكهن بها كما لا يمكن التكهن بشكل الحكومات المقبلة، على أن تركيز رئيس اللقاء الديمقراطي ينصب على إتمام الاستحقاق الرئاسي وإبعاد شبح الحرب عن لبنان وهذا هو هاجس وليد جنبلاط أيضا، وتوضح أن قراراته الحزبية كذلك ينسق بها مع والده ، وان هناك حقوق طائفته ومطالبها وهذه تأتي في مقدمة الأولويات .
قد يتمايز تيمور جنبلاط عن الوالد في بعض المحطات إلا أنه سيظل يعمل وفق المسيرة نفسها ووفق مبدأ "انا ووالدي واحد " .. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: تیمور جنبلاط
إقرأ أيضاً:
هل هناك موت ثقافي في القدس؟
القدس ليست مدينة عادية، فهي مدينة مركزية للديانات، وتمتد حضارتها لآلاف السنين، تعاقبت عليها حضارات وثقافات متعددة، تمتلك تراثا معماريا متنوعا وهائلا، كما أن كونها محتلة من قبل الصهاينة، هذا يمنحها قداسة وأهمية مضاعفة في عيون العرب والفلسطينيين وأحرار العالم، هذه الأيام بالذات تشتد الهجمات على القدس من قبل محتليها، وتتنوع الهجمات ما بين مداهمات للمكتبات ومصادرة كتب كما حصل مع مكتبة عماد منى، في شارع صلاح الدين، قبل أشهر، وما بين مداهمة حفلات إحياء التراث الفلسطيني كما حدث قبل أسبوعين مع مسرح الحكواتي، حيث منع المحتلون هذا الحفل وطردوا الأطفال والعائلات، وأغلقوا المسرح.
نحن نعرف أن هناك شبه موت اقتصادي في القدس بفعل إجراءات الاحتلال وإغلاق المدينة أمام المدن الفلسطينية الأخرى، لكن هل هناك موت ثقافي؟ ثمة نقاش دائم حول ذلك، هناك من ينفي هذا الموت كالفنان المسرحي حسام أبو عيشة الذي قال لنا: أعتقد حازما أن في ذلك تجن على الحالة الثقافية في القدس، هناك الكثير من الحالات الثقافية المستمرة والمتقدمة رغم ظرف القدس المعروف، قد يكون أنه بعد السابع من أكتوبر حصل سبات ما وليس موتا، إذ لا عودة بعد الموت، على سبيل المثال لا الحصر هناك خمس (إنتاجات مسرحية جديدة في المسرح الوطني الفلسطيني، هناك عملان موسيقيان للمعهد الوطني للموسيقا وفرقة بنات القدس، هناك عروض (سينما فلسطين) كل أول شهر لشباب مخرجين ومصورين من القدس، هناك مؤسسات ثقافية مهمة نفخر فيها جميعا أبرزها: مؤسسة يبوس ومسرح الحكواتي، وغيرها.
رغم تحديات الاحتلال وإجراءاته القمعية وحصاره للثقافة والحياة فإن مسرح الحكواتي استطاع تقديم خدمة ثقافية مهمة للمسرحيين الفلسطينيين ولمتذوقي المسرح وأيضا للكتاب والشعراء الذين يديرون منذ سنوات طويلة ندوة شهرية اسمها (ندوة اليوم السابع)، أما مؤسسة يبوس فتعمل على إحياء البنية التحتية الثقافية في القدس من خلال ترميم وإعادة بناء سينما القدس التاريخية وتحويلها إلى بؤرة ثقافية متكاملة تحوي قاعات للحفلات والعروض والورش.
وقد أطلقت المؤسسة مهرجانات مهمة: مهرجان القدس ومهرجان الحكايات ومهرجان الفنون الشعبية وليالي رمضان، وهي نشاطات تسحر الجمهور وتنهض بالفن الفلسطيني.
كما تنظّم يبوس أمسيات أدبية وحفلات توقيع كتب، وندوات ثقافية اجتماعية وسياسية، ومعارض فنية، مما يساهم في خلق مناخ ثقافي مضيء. وتقدّم ورشات مسرحية وقصصية وفعاليات ترفيهية تخدم الأجيال الصاعدة وتطور الإبداع لديها).
لكن القاص المعروف محمود شقير له رأي آخر: نعم، مقارنة بما كانت عليه أحوال الثقافة في سبعينيات وثمانينيات القرن (العشرين، فإن تجلّيات الثقافة في القدس هذه الأيام ليست على النحو المطلوب، وذلك بسبب عزل المدينة عن محيطها الفلسطيني في محاولات دائبة لتهويدها، وبسبب الحالة الأمنية المتردّية في المدينة، حيث تتضاءل حركة المواطنين عند الغروب أو قبله بقليل.
وثمة ضرائب باهظة تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين، فتجعل أحوالهم الاقتصادية صعبة، ما ينعكس سلبًا على الحالة الثقافية. ثم إنّ وباء كورونا ترك أثرًا سلبيًّا على الأنشطة الثقافية واضطر بعض الهيئات الثقافية مثل ندوة اليوم السابع إلى ممارسة نشاطها الأسبوعي إلى يومنا هذا عبر منصّة زووم، فيما يمارس المسرح الوطني الفلسطيني ومركز يبوس ومعهد إدوارد سعيد للموسيقى أنشطة ثقافية لها حضورها النسبي إلى حدٍّ ما).
فجّر الفنان الفلسطيني المقدسي خالد الغول، فكرة الجفاف الثقافي في القدس، عبر اقتراحه الذي كرره أكثر من مرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بإنشاء مكتبة عامة، تخدم الناس والطلاب والباحثين والمثقفين، الفنان المقدسي العاطل عن العمل الآن (ليس عن الحلم والأمل)، بعد سنوات من خدمة الثقافة الفلسطينية عبر مؤسسة يبوس المقدسية الشهيرة، يجيب عن سؤال بداية لمعان الفكرة في قلبه: (لمعت شرارة المبادرة بالصدفة، وفي ظروف اجتماعية محضة.
ففي زيارة اجتماعية لجمعية أهلية تعنى بشؤون الناس الاجتماعية والثقافية في القدس. قال لي أحد العاملين فيها، إن مقر الجمعية المقامة سيتم هدمه ويتحول إلى بناية تجارية. وعرض عليّ أن آخذ الكتب والمخطوطات من المقر قبل هدمه. وبالفعل نقلت الكتب. وفي الأسبوع ذاته، طلب مني صديق بعض الروايات والدواوين الشعرية لابنه اليافع، الذي ما زال معنيًّا بقراءة الكتب المطبوعة ولم تسيطر عليه بعد عقلية التذوق للأعمال الأدبية من خلال التكنولوجيا الحديثة والرقمية.
وبعد أن زودت الفتى بالكتب التي طلبها، نشرت على صفحتي في "فيسبوك" طالبًا التبرّع بكتب تحت عنوان "نحو مكتبة أهلية عامة في القدس"، فلبّى الكثيرون من الأصدقاء الطلب، وانهالت عروض التبرع بالكتب والمساعدة، وما زلت منهمكًا في جمع الكتب والبحث عن مكان مناسب يلبّي الغرض).
القدس المقدسة تحتاج منا جميعا مثقفين ورجال أعمال وأكاديميين، ومؤسسات أهلية ومن السلطة الوطنية الفلسطينية ومن المؤسسات الثقافية العربية واتحادات الكتّاب العرب مزيدًا من الدعم والاهتمام لتعزيز هويتها، ووقف تهويدها.