واشنطن- “رأي اليوم”- ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، إنّ ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، جمع الصحافيين المحليين في الرياض، في إحاطة نادرة غير رسمية، في كانون الأول/ديسمبر 2022، وألقى رسالة مذهلة، قال فيها إنّ “الإمارات العربية المتحدة، حليفة السعودية منذ عقود، طعنتنا في ظهرنا”. وأضاف إبن سلمان، بحسب أشخاص كانوا في الاجتماع: “سأريهم ما يمكنني فعله”، وفق الصحيفة الأميركية.
كما أشارت الصحيفة إلى أنّ “الخلاف بين ولي العهد السعودي ومحمد بن زايد آل نهيّان، يعكس منافسة على القوة الجيوسياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط، وأسواق النفط العالمية”. ولفتت إلى أنّ “أفراد العائلة المالكة، اللذان أمضيا ما يقرب من عقد من الزمان في الصعود إلى قمة العالم العربي، يتنافسان الآن حول من يسيطر على الكرة في الشرق الأوسط، حيت أصبح دور الولايات المتحدة متضائلاً”. ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين قولهم إنهم “قلقون من أنّ التنافس الخليجي قد يجعل من الصعب إنشاء تحالف أمني موحد لمواجهة إيران، وإنهاء الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات في اليمن، وتوسيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل ودول إسلامية، وفق “الميادين””. كذلك، نقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قوله: “هذان شخصان طموحان للغاية، يريدان أن يكونا لاعبين رئيسيين في المنطقة واللاعبين المفضلين”، مضيفاً أنه “على مستوى ما، فإنهما لا يزالان يتعاونان. الآن، لا يبدو أي منهما مرتاحاً لوجود الآخر وهو ينافسه. بشكل عام، ليس من المفيد لنا أن يكونا أخصام”. وتابعت الصحيفة أنّ “إبن
سلمان لم يتحدث مع إبن زايد منذ أكثر من ستة أشهر”، بحسب مصادر مقربة منهما. كذلك، أصبح البلدان “منافسين اقتصاديين بشكل متزايد”، وفق الصحيفة، التي أشارت إلى أنه “كجزء من خطط بن سلمان لإنهاء اعتماد السعودية الاقتصادي على النفط، فإنه يدفع الشركات لنقل مقرها الإقليمي إلى العاصمة الرياض، بدلاً من الإمارات”. كما أنه “يطلق خططاً لإنشاء مراكز تقنية، وجذب المزيد من السياح وتطوير محاور لوجستية، من شأنها أن تنافس مكانة
الإمارات كمركز للتجارة في الشرق الأوسط”، وفق “وول ستريت جورنال”. وأوضحت أنّ “السعودية تخطط لبناء خط أنابيب من المملكة إلى بحر العرب عبر محافظة حضرموت اليمنية، مع ميناء بحري في عاصمتها الإقليمية المكلا”. وتحدثت الصحيفة عن العلاقات بين السعودية والإمارات، وقالت إنّ لديهما “مصالح متباينة في اليمن”، مشيرةً إلى أنّ الجهود المبذولة لإنهاء الصراع في اليمن، والإحباط الإماراتي من الضغط السعودي، قوّض هذه العلاقة، إضافةً إلى أنّ رفع الأسعار العالمية للنفط يخلق أيضاً انقسامات جديدة في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). كذلك، ذكرت الصحيفة أنّ “إبن زايد تخطّى القمة العربية التي دعا فيها إبن سلمان إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الرياض، ولم يعلق على تصويت جامعة الدول العربية في أيار/مايو للسماح لسوريا بالعودة إلى المجموعة” في أيار/مايو الماضي. وأشارت إلى أنّ إبن سلمان نفسه كان “غائباً عندما التقى إبن زايد بالقادة العرب في قمة إقليمية، رُتبت على عجل في الإمارات في شباط/فبراير الماضي”. ولإظهار عمق جذور هذا الخلاف بين الإمارات والسعودية، أشارت “وول ستريت جورنال” إلى أنّ “مؤسس دولة الإمارات، الشيخ زايد آل نهيّان، انزعج من الهيمنة السعودية على شبه الجزيرة العربية، ورفض الملك فيصل، الذي كان آنذاك في السعودية، الاعتراف بجاره في الخليج لسنوات، سعياً وراء النفوذ في النزاعات الإقليمية المختلفة”. في المقابل، وفي تصريحات منفصلة، ردّاً على ما ورد في الصحيفة الأميركية، قال مسؤول يتحدث نيابةّ عن الحكومة الإماراتية إنّ “الإمارات شريك إقليمي وثيق للسعودية، وسياساتنا تتلاقى حول مجموعة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك”، مؤكداً أنّ “شراكتهما الاستراتيجية تقوم على نفس الأهداف والرؤية للازدهار الإقليمي والأمن والاستقرار”، بحسب تعبيره.
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية:
وول ستریت جورنال
بن سلمان
بن زاید
إلى أن
إقرأ أيضاً:
الطاقة والدفاع والاستثمار..ملفات ثقيلة تعزز التحالف السعودي القطري
أصدر الجانبان السعودي والقطري اليوم الاثنين بياناً مشتركاً في ختام الزيارة التي قام بها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، إلى المملكة العربية السعودية، مؤكدين عمق الروابط الأخوية والتاريخية التي تجمع البلدين، وما تشهده العلاقات الثنائية من تطور متسارع في مختلف المجالات.
وجاء في البيان أن الزيارة تمت استجابة لدعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأن الجانبين ثمّنا ما حققته اللقاءات المتبادلة بين قيادة البلدين من نتائج إيجابية رفعت مستوى التعاون المشترك. وخلال الزيارة، عُقد الاجتماع الثامن لمجلس التنسيق السعودي القطري برئاسة مشتركة من الأمير محمد بن سلمان والشيخ تميم بن حمد، حيث جرى استعراض مسار العلاقات الثنائية والإشادة بالإنجازات المحققة ضمن أعمال المجلس، مع التأكيد على ضرورة تعزيز التنسيق في الملفات ذات الأولوية، بما يشمل السياسة والأمن والدفاع والطاقة والصناعة والتجارة والاقتصاد والاستثمار والتقنية والبنى التحتية والثقافة والسياحة والتعليم.
وأشار الطرفان إلى قوة الروابط الاقتصادية بينهما، وإلى الطفرة الكبيرة في حجم التبادل التجاري الذي بلغ 930.3 مليون دولار في عام 2024، محققاً نمواً قدره 634% مقارنة بعام 2021. وشددا على أهمية العمل المشترك لتنويع التبادل التجاري وتسهيل انسيابه ومعالجة التحديات التي تعترضه، مع الاستفادة من فرص التعاون المتاحة ضمن رؤية السعودية 2030 ورؤية قطر الوطنية 2030، وتحويلها إلى شراكات اقتصادية ملموسة.
كما رحّب الجانبان بتعزيز الشراكة الاستثمارية المستدامة، ودعوا إلى تكثيف الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في القطاعين العام والخاص، وعقد ملتقيات الأعمال والاجتماعات الاستثمارية التي تدعم تعاوناً أعمق.
وفي ملف الطاقة، شدد البيان على أهمية استقرار وموثوقية أسواق الطاقة العالمية وضمان أمن الإمدادات، مع إبداء رغبة الطرفين في توسيع التعاون في الكهرباء والطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، وتطوير المشاريع المشتركة بما يخدم اقتصادي البلدين.
أما في الجانبين الدفاعي والأمني، فأكدت الرياض والدوحة عزمهما تطوير الشراكة الدفاعية، وتنسيق المواقف الإقليمية لمواجهة التحديات، وتعزيز أمن المنطقة. وأشادتا بالتعاون الأمني القائم، وبتبادل الخبرات والزيارات والمعلومات في مجالات أمن الحدود وأمن المسافرين والأمن السيبراني ومكافحة المخدرات والتطرف والإرهاب والجرائم بكافة أنواعها.
وفي القضايا الدولية، جدّد الطرفان التزامهما بتكثيف التنسيق لتعزيز السلم والأمن الدوليين، وتبادلا وجهات النظر بشأن التطورات الإقليمية والعالمية. وقد ثمّنت السعودية مصادقة قطر على ميثاق المنظمة العالمية للمياه، الهادف إلى تنسيق الجهود الدولية لمعالجة تحديات المياه.
واختُتمت الزيارة بتوجيه الشيخ تميم شكره وتقديره للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

خليل اسامة
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترند

الطاقة والدفاع والاستثمار..ملفات ثقيلة تعزز التحالف السعودي القطري

وقف إطلاق النار ينهار..تايلند تتوعد كمبوديا بعد اشتباكات دموية

الجيش السوداني يكشف عن دولة إقليمية تدعم قوات "الدعم السريع "

مليار دولار لمنع قيام دولة فلسطينية..لماذا يخطط سموتريتش؟

دانا مارديني تنهار بالبكاء بعد تسريبات الرئيس السابق بشار الأسد.. وتعلّق بعبارات قاسية Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن

Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube
اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter