مركز أبوظبي للغة العربية يشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
يُشارك مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في الدورة الـ 55 من "معرض القاهرة الدولي للكتاب"، خلال الفترة من 24 يناير إلى 6 فبراير 2024 تحت شعار "نصنع المعرفة، نصون الكلمة".
يتضمن برنامج المركز عدداً من الندوات واللقاءات الثقافية والمهنية وورش العمل المتخصّصة، من أبرزها اجتماعات مع رؤساء اتحادات النشر الإقليمية واتحاد الناشرين العرب، ولقاء مهني مع مسؤولي الاتحاد الدولي للناشرين ونخبة من أهم الناشرين الأجانب، بالإضافة إلى مجموعة من الأمسيات الموسيقية وتواقيع الكتب الموزّعة في مواقع مختلفة.
ويُسلّط المركز خلال مشاركته على الدور المحوري الذي يبذله في سبيل دعم وتعزيز اللغة العربية والنهوض بها وتطوير حركة النشر والترجمة والصناعات الإبداعية في العالم العربي. إلى جانب ترويجه لمشاريعه الجديدة والجوائز والمبادرات والمنح التي يُنظّمها على مدار العام، فضلاً عن جهوده لتعزيز مكانة معرض أبوظبي الدولي للكتاب، واستقطاب أبرز صناّع الكتاب للمشاركة في البرنامجين الثقافي والمهني في دورته القادمة لعام 2024.
وأكّد سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يُشكل حدثاً ثقافياً عالميا بارزاً ومرموقاً، يحتفي بالكتاب والمعرفة والثقافة العربية، ويُعزّز جهود التعريف بالإبداعات الإنسانية في المجالات الفكرية والثقافية، ويوفر منصّة مثالية لتبادل الرؤى والأفكار مع صُنّاع الكتاب والناشرين والمثقّفين من جميع أنحاء العالم والتعرّف على أحدث تجاربهم والتوجهات العالمية في هذا الإطار.
وأضاف سعادته: "على مدار أكثر من خمسة عقود، نجح معرض القاهرة للكتاب في بناء جسور من التواصل الحضاري والفكري بين الشعوب، من خلال الجهود الحثيثة التي يبذلها لدعم حضور الثقافة العربية وتكريس خصوصيتها بين ثقافات وحضارات العالم بما يخدم الارتقاء باللغة العربية وتعزيز استخدامها في شتى المجالات".
يستهل المركز برنامجه بحفل غنائي كبير بعنوان "أنا هويت .. ما انتهيت"، للاحتفال بمئوية الموسيقار سيد درويش، وذلك في قصر عابدين بالقاهرة، بمشاركة مجموعة من فناني العالم العربي، ويأتي هذا الحفل استكمالاً للتواصل الحضاري والثقافي بين دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، وتقديراً للأثر العميق للموسيقار سيد درويش على مسيرة الموسيقى والغناء في العالم العربي على امتداد الأجيال.
كما تتناول الندوات الثقافية مجموعة مهمّة من المحاور، التي تناقش دور المكتبات كقوة كامنة نحو المستقبل، والترجمة في زمن الذكاء الاصطناعي، ودور الجوائز الأدبية والمنح في دعم المبدعين، إلى جانب ندوة لجائزة الشيخ زايد للكتاب حول أساليب وتحدّيات تحقيق المخطوطات، بالإضافة إلى محور البودكاست والمنصات الرقمية، ودورها في إثراء المحتوى العربي.
تسلّط الندوات الضوء أيضاً على مرشّحي القوائم القصيرة لجائزة سرد الذهب في ندوة تحمل عنوان "صوت الإبداع: القوائم القصيرة الملهمة"، إلى جانب ندوة لجائزة كنز الجيل تحت عنوان " تناغم الكلمة والفن: إبداع الخط العربي في لوحات مستوحاه من شعر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان". وورشة عمل "كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للكتب".
وينظم المركز أيضاً مجموعة من الفعاليات والجلسات في قصر الأمير محمد علي بالمنيل تتضمن تقديم لكتاب "صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية"، مع حفل توقيع بحضور مؤلف الكتاب معالي الدكتور جمال سند السويدي.
فيما تتناول مجموعة من الجلسات كتب الموسيقى الصادرة عن المركز في أمسيات تجمع بين المناقشات الفكرية وعزف الموسيقى ، من ضمنها، جلسة تتناول كتاب "أنغام من نور .. سيرة موسيقية لأربعة من عباقرة النغم الشرقي" للمؤلّف حسن زكي، إضافة إلى جلسة "الناي: قطعة قصب برائحة الأساطير"، وجلسة "الوسيط في قواعد ونظريات الموسيقى".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مركز أبوظبي اتحاد الناشرين العرب أبوظبي للغة العربية الاتحاد الدولي للناشرين الثقافة العربية القاهرة الدولى للكتاب اللقاءات الثقافية معرض القاهرة الدولي للكتاب الدولی للکتاب معرض القاهرة مجموعة من
إقرأ أيضاً:
“مجموعة لاهاي” تفضح المشاركة العربية في إبادة غزة
مع وصول الوضع في غزة إلى الحد الأقصى من الجرم التاريخي الذي لم يشهد مثله التاريخ الحديث، شهدت الأيام القليلة الماضية ثلاثة بيانات كاشفة بجلاء تام عن حقيقة المواقف، رغم اتفاق البيانات في العناوين، بينما اختلفت جذريًّا في المضامين.
وهذه البيانات -وفقًا للترتيب الزمني- صدرت من مجموعة لاهاي، ثم بيان موقع باسم 28 دولة، ثم بيان صادر عن مجلس جامعة الدول العربية.
وفيما اشتمل بيان مجموعة لاهاي على خطة من ست نقاط تحمل إجراءات عملية لمحاسبة الكيان المجرم وكبح جماحه، كان البيانان الآخران كالعادة إنشائيين وأجوفين.
واللافت هنا أن الأنظمة العربية تجاهلت مجموعة لاهاي والانضمام إليها واكتفت بحضور رمزي في مؤتمرها الطارئ الأول، ورفض الحاضرون من العرب أن يوقعوا على خطتها باستثناء ثلاث دول، ثم أصدر العرب بيانًا إنشائيًّا من 12 بندًا، وخصصوا منها بندًا للإشادة بالبيان الأجوف الزميل لبيان الدول الأوروبية.
هنا نحن أمام وقفة تحليلية لازمة وكاشفة لحقيقة الموقف العربي، والذي حاول الكثيرون أن يصفوه بالعجز، بينما جميع الشواهد والأدلة تقود إلى وصفه بالتواطؤ الحقيقي، بل والمشاركة في العدوان، وشكلت البيانات الأخيرة محطة فاضحة، وقدمت أدلة عديدة على ذلك، ويمكن استعراض هذه الأدلة تاليًا:
1- في الوقت الذي بدأت فيه “إسرائيل” حرب الإبادة بشكل معلن منذ أكثر من عام وتسعة أشهر، اجتمع العرب على مستوى وزراء الخارجية فقط بعد خمسة أيام من انطلاق المجازر الصهيونية ليعلنوا بيانًا هزيلًا ومريبًا يكاد يساوي بين المقاومة والكيان، وقد تحفظ على البيان النظام السوري السابق ورئيسه بشار الأسد، ثم انتظر العرب ليجتمعوا بعد 34 يومًا من العدوان في قمة وصفت زورًا بالطارئة، وصدر عنها بيانات تطالب وتشجب ولا تقدم حلًّا عمليًّا ولا تستخدم ورقة واحدة من أوراق الضغط.
ووسط اكتفاء العرب بموقفهم المشبوه، قدمت جنوب افريقيا في ديسمبر 2023م، دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها “إسرائيل” بارتكاب إبادة جماعية، وكان لهذه الدعوى القضائيّة التي قدّمتها جنوب افريقيا انعكاس على تحركّات عدد من الدول ضد “إسرائيل”، حيث قرّرت حكومتا المكسيك وتشيلي في 18 يناير 2024م اللجوء إلى المحكمة الجنائيّة الدوليّة لمحاسبة “إسرائيل” على انتهاكاتها بحق الفلسطينيين، مشيرتين إلى أن التقارير العديدة من الأمم المتحدة قد تُعد جرائم تقع ضمن اختصاص تلك المحكمة، وهو ما فتح الباب لتصدي المدعي العام للجنائية الدولية للتدخل وإصدار أحكام باعتقال مجرم الحرب نتنياهو ووزير حربه جالانت.
ووسط اكتفاء العرب بالمشاهدة، تأسّست “مجموعة لاهاي” في 31 يناير2025م بهدف ضمان تنفيذ القرارات التي اتخذتها محكمة العدل الدولية بالتدابير الملزمة لوقف العدوان، وتألفت المجموعة من تسع دول مؤسسة، هي: جنوب إفريقيا، ماليزيا، ناميبيا، كولومبيا، بوليفيا، تشيلي، السنغال، هندوراس، وبليز.
والسؤال الأبرز هنا هو لماذا لم يشارك العرب بهذه المجموعة إن كانت فرصة الانضمام للدعوى الجنائية قد فاتتهم؟
2- شارك بعض العرب رمزيا في المؤتمر الطارئ لمجموعة لاهاي، في العاصمة الكولومبية بوغوتا، بمشاركة ممثلين عن 30 دولة، ومن بين الدول الثلاثين المشاركة، لم توقّع سوى 12 دولة على الخطة التي تشمل إجراءات عملية فاعلة، وهذه الدول هي: بوليفيا، كولومبيا، كوبا، إندونيسيا، العراق، ليبيا، ماليزيا، نامبيا، نيكاراغوا، عُمان، سانت فنسنت والغرينادين، وجنوب إفريقيا.
أي أن العرب المشاركين رمزيًا، باستثناء العراق وليبيا وسلطنة عمان، رفضوا التوقيع، كما رفضت تركيا، وهو ما يوجه للعرب نفس الاتهام الذي وجهته المعارضة التركية رسميا لاردوغان، حيث اتهمت المعارضة التركية الحكومة بالاكتفاء بردود فعل خطابية تجاه “إسرائيل”، والامتناع عن اتخاذ خطوات ملموسة خشية إثارة غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وهنا لا بد من رصد نقاط خطة مجموعة لاهاي لبيان الفوارق بينها وبين البيانات الخطابية للعرب، حيث تضمنت الخطة النقاط التالية:
– حظراً تاماً على إرسال الأسلحة والذخيرة والوقود المستخدم عسكرياً والمواد ذات الاستخدام المزدوج التي (يمكن استخدامها مدنياً أو عسكرياً) إلى “إسرائيل”.
– منع دخول أي سفن تحمل أسلحة أو ذخائر إلى الموانئ، مهما كانت رايتها، وعدم تزويدها بالوقود أو أي خدمات.
– التزام الدول الموقعة بعدم السماح لسفنها بنقل مواد عسكرية أو وقود أو مواد مزدوجة الاستخدام إلى “إسرائيل”، مع إلغاء علم أي سفينة تخالف ذلك.
– مراجعة جميع الاتفاقيات الحكومية السارية مع “إسرائيل”، وإلغاءها عند الضرورة.
– الامتثال التام لقرارات العقوبات والإجراءات المتخذة بحق “إسرائيل” من قبل الهيئات القانونية الدولية.
– تعديل الأنظمة القضائية الوطنية للدول الموقعة بحيث تسمح بمحاكمة مرتكبي الجرائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وهو ما يعني مباشرة أن الدول الرافضة للتوقيع لا تريد الالتزام ببنود الخطة، أي أنها تقوم عمليًّا بأفعال تعاكس هذه البنود مثل تزويد الكيان بالوقود المستخدم في العدوان وكذلك بالخدمات ولا تريد الالتزام بالعقوبات الدولية القليلة التي اتخذت ضد الكيان، كما لا تريد مراجعة اتفاقياتها مع الكيان ولا المشاركة العملية في محاسبة مجرميه.
3- الجامعة العربية أصدرت بيانًا إنشائيًّا جديدًا، يضم 12 بندًا، أي ضعف عدد بنود بيان مجموعة لاهاي، إلا أنه لم يحتوِ على بند واحد عملي، واللافت أن أحد بنود بيان الجامعة العربية، أشاد بالبيان الصادر عن (28) دولة من بينها (21) دولة أعضاء في الاتحاد الأوروبي وكل من المملكة المتحدة وكندا وأستراليا وسويسرا واليابان والنرويج ونيوزيلاندا، وهو بيان مشابه تماما لبيانات الجامعة العربية من حيث المطالبات والإدانات الفارغة.
4- صدرت خطابات قوية غاضبة من جبهات المقاومة، حيث صدرت بشكل طارئ خطابات للإمام السيد علي الخامنئي والسيد عبدالملك الحوثي والأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، وخرج بيان تاريخي غاضب للمقاومة الفلسطينية على لسان الناطق باسم حركة “حماس” أبي عبيدة، وكلها تصب في أن الوضع المأساوي لغزة لم يعد قابلاً للصمت وسط مشاهد الجوع القاتل والقتل الممنهج لمنتظري المساعدات والمشردين بالخيام، وهو ما قوبل بصمت القبور من النظام الرسمي العربي.
كما صدر بيان للأزهر بشكل استثنائي، وتم حذفه بعد دقائق من نشره، لمجرد أنه انطوى على تلميح بضرورة التحرك العملي، وهو غير مقبول في القاموس العربي الذي لا يعترف إلا بالتحرك اللفظي.
هنا يتشكل يقين بأن الموقف العربي ليس موقفا عاجزا ولا متخاذلا، وأنه موقف متواطئ ومشارك، وبينما امتلكت المعارضة التركية الشجاعة لتتهم اردوغان وحكومته بالادعاءات اللفظية الفارغة بينما يستمر تعاونه مع الكيان وامداده بنفط اذربيجان عبر خط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان، لم نر معارضات عربية تلمح لتعاون دول عربية مع الكيان وإسناده ومكافأة أمريكا بتريليونات الدولارات رغم القيادة الأمريكية لحرب الإبادة.
كاتب مصري