أميرة العجي: أعمال الفن تضفي الحياة على المساحات

كارا نيسيميوك: أعمال فنية ملهمة تشكل إضافة للجامعة التعليمية

 د. رضا بيرباي: عمل فني يجسد موضوعات المناهج الدراسية
 

 الفنون حاضرة في كل جزئية من تجربة الطلبة في مؤسسة قطر، سواء عبر الأعمال الفنية التي تزين جدران جامعات المدينة التعليمية أو عبر الهندسة المعمارية للمباني بحد ذاتها.

وقالت أميرة العجي، رئيسة قسم فنون المجتمع في مؤسسة قطر في تصريحات لـ «العرب»: «عندما يتفاعل طلاب الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر مع الأعمال الفنية الموجودة في جميع أنحاء المدينة التعليمية، فإن ذلك يسهم في تكوين وعيهم الثقافي ويعزز لديهم مهارات التفكير النقدي البناء والتواصل بفعالية، ويجهزهم للتعامل، بشكل أفضل، مع عالمنا الحالي المعقد والمتنوع». وأضافت: «يعتبر الفن في مؤسسة قطر مكملًا للتعلم الأكاديمي والتجربة التعليمية الشاملة». 

وأضافت: تضم المدينة التعليمية العديد من المعارض الفنية العامة الدائمة والمفتوحة للجميع ومن بينهم الطلاب، بما في ذلك معرض «سيروا في الأرض» ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث، إضافة إلى 45 قطعة فنية مختارة بعناية وموزعة في الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، مثل حرم جامعة كارنيجي ميلون في قطر، وجامعة جورجتاون في قطر، وجامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر.
وتابعت: قبل افتتاح مبنى جامعة كارنيجي ميلون في قطر عام 2008، جرى تشكيل لجنة مختصة بالفن العام أنيط بها مهمة إيجاد القطع الفنية التي من شأنها إثراء التجربة التعليمية وإضافة لمسة فنية تتكامل مع تصميم المبنى. ضمت هذه اللجنة أعضاء هيئة تدريس وطلابًا وموظفين ذوي ثقافات ورؤى متنوعة، حيث زاروا المعارض الفنية المحلية وتواصلوا مع فنانين من جميع أنحاء العالم لاختيار هذه الأعمال الفنية.
وعن الكيفية التي باتت فيها القطع الفنية جزءًا لا يتجزأ من التجربة التعليمية في المدينة التعليمية، قالت أميرة العجي: «تضفي أعمال الفن العام الحياة على المساحات، وتشجع على التفكر، وتلهم الإبداع. والهدف هو أن يتذوق الناس جماليتها في تلك اللحظات القصيرة التي تتاح لهم خلال اليوم. بالنسبة لطلابنا، يعد الاحتكاك اليومي بالفن جانبًا آخر من التجربة الفريدة التي يوفرها لهم التعلم في المدينة التعليمية وفي مؤسسة قطر».
وأضافت: «إن تنمية الحس الجمالي من خلال تذوق الفن يمكن أن يفضي إلى تذوق أعمق للجمال في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك الطبيعة والبيئة الحضرية. وبإمكان التفاعل مع الفن أيضًا أن يمنح الطلاب استراحة من الضغوط الأكاديمية، ويكون لهم بمثابة فرصة للتأمل والتفكّر في العالم من حولهم».

الفنون والبحوث الإبداعية
وفي السياق نفسه، قالت كارا نيسيميوك، المدير التنفيذي للتسويق والعلاقات العامة في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، وعضو لجنة الفن العام في الجامعة لـ «العرب»: «انطلقت اللجنة من ضرورة أن يعكس الفن في جامعة كارنيجي ميلون في قطر مكانتها كجامعة رائدة في مجال تعليم الفنون والبحوث الإبداعية، وأن تكون الأعمال الفنية هامة وملهمة بما يشكل بعدًا جديدًا لتجربة الجامعة التعليمية».  وأضافت: «حرصت اللجنة على إفساح المجال أمام مختلف وجهات نظر من خلال إبقاء جميع الاجتماعات مفتوحة أمام مجتمع جامعة كارنيجي ميلون في قطر بحيث يتمكن أفراده من التعرف على العمل الفني وإبداء آرائهم ووجهات نظرهم في الأعمال الفنية».
وتابعت: «بعد مرور أكثر من 15 عامًا، باتت مجموعة الفن العام في مبنى جامعة كارنيجي ميلون في قطر جزءًا من المشهد العام للمدينة التعليمية، ونحن نقيم بانتظام جولات في المبنى لزوار مؤسسة قطر وأفراد مجتمع المدينة التعليمية. ويمر الطلاب، كل يوم، من أمام القطع الفنية، ويدرسون بجانبها، ويتأملونها في لحظات هدوء وسكينة». 
وواصلت: «لقد كانت عضويتي في هذه اللجنة من أبرز التجارب التي مررت بها في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، وما زلت أحب هذه القطع الفنية. عندما عاد أعضاء لجنة الفن العام إلى جامعة كارنيجي ميلون في قطر، أعربوا لي عن سعادتهم البالغة لرؤية المجموعة التي ما تزال تُلهم طلابنا ومجتمعنا كما كنا نأمل».

قطعة من جدار برلين 
في جامعة جورجتاون في قطر، يجتمع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والإدارة والموظفين ليتجاذبوا أطراف الحديث بين الفصول الدراسية والاجتماعات في الردهة التي تحتضن أبرز الأعمال الفنية في حرم الجامعة، وهي قطعة من جدار برلين مغطاة برسوم جدارية.
ومن أوائل القطع الفنية التي جرى تركيبها بعد افتتاح مبنى الجامعة عام 2008 هي جدارية «بين الذاكرة والصحراء والبحر» للفنانين دوغلاس كوبر، وسارة كوبر، ونينا غورفر، والتي توثق سيرة الشعب القطري وتاريخ البلاد وتقاليدها، وتمزج بين الأيقونات البصرية لبيئات مختلفة في كل من قطر والولايات المتحدة الأمريكية.
ودوغلاس كوبر هو عضو هيئة تدريس في كلية الهندسة المعمارية بجامعة كارنيجي ميلون، وكان هنري بوسنر الإبن، عضو مجلس أمناء جامعة كارنيجي ميلون في قطر، وزوجته هيلين قد موّلا إنشاء الجدارية، حيث جرى الكشف عنها في حفل الافتتاح الرسمي للمبنى.
وتضم المجموعة الفنية في جامعة كارنيجي ميلون في قطر أعمالًا لفنانين من جميع أنحاء العالم، مما يعكس التنوع الدولي في مجتمعها. ومن بين القطع الفنية القطرية، جدارية «ملامح من بلادي» للفنان علي حسن، وهي لوحة جدارية ضخمة بألوان مستوحاة من البحر والشمس، ولوحة «ألوان مائية 1 و»2، إضافة إلى عمل فني بعنوان «يقظة الأزرق، فترة الحنين 29» للفنان التشكيلي القطري سلمان المالك يعكس الحياة اليومية في الدوحة، حيث استُخدمت الألوان النابضة بالحياة وتقنيات التشكيل الحر.

 السياسة المعاصرة
من جانبه يصف الدكتور رضا بيرباي، الأستاذ المشارك في التاريخ، أهمية ما يمكن اعتباره عملًا فنيًا يجسد بصورة ملموسة موضوعات المناهج الدراسية في جامعة جورجتاون في قطر حول السياسة المعاصرة، والاقتصاد، والتاريخ، والعلوم الإنسانية، ويذكر بالأيديولوجيات التي هيمنت على القرن العشرين والصراعات العنيفة والمدمرة التي أثارتها في جميع أنحاء العالم.
وقال الدكتور بيرباي: «صحيح أن جدار برلين سقط، ليكون بذلك رمزًا لنهاية الحرب الباردة، ولكن مع استمرار آثار الانقسامات الماضية في تشكيل الحاضر - والحرب الحالية في أوكرانيا هي أكبر مثال - فإن مضي الزمن لم يؤد إلا إلى زيادة أهمية هذه القطعة الفنية كمرآة تعكس الوضع العالمي. وبما أن المستقبل مبني على الحاضر، فلا يمكن أبدًا للزمن أن يتجاوز هذه القطعة».
وأضاف: «بالتالي، فإن هذا العمل الفني ما يزال يشكل موضوعًا هامًا لطلابنا العالميين، وبالأخص أولئك الطامحين إلى المشاركة في تشكيل العالم الجيوسياسي. ويحمل العمل رسالة تتجاوز في عمقها شكله الخارجي، ويتردد صداها من الفصل الدراسي. تُعلم مناهجنا، مثلها مثل هذه القطعة الفنية، أن الأيديولوجيات والمعتقدات التي نعتنقها تحتوي على حواجز بإمكانها تقسيم العالم من عبر المتاريس بقدر ما هي قادرة على توحيده».

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر مؤسسة قطر المدينة التعليمية الهندسة المعمارية الأعمال الفنية

إقرأ أيضاً:

وزيرة التضامن تلتقي رئيس جامعة سوهاج لبحث التعاون المشترك

استقبلت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، الدكتور حسان النعماني رئيس جامعة سوهاج، وذلك بحضور الدكتور محمد العقبي مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي والمشرف العام على مشروع وحدات التضامن الاجتماعي بالجامعات، والدكتور أسامة سعد، منسق المشروع .

وتناول اللقاء تعزيز سبل التعاون بين الوزارة والجامعة، لاسيما في مشروع وحدات التضامن الاجتماعي، وتنفيذ العديد من الفعاليات المشتركة في الجامعة، وتقديم الوزارة دعما ماليا للطلاب الأولى بالرعاية.

وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي ، على أهمية الدور الذي تلعبه وحدات التضامن الاجتماعي في الجامعات المصرية، خاصة أن الجامعات لم يعد دورها مقصوراً على التأهيل العلمي والمعرفي للطلاب، وإنما تجاوزت مهام الأدوار التقليدية وباتت مسئولة عن تأهيل وتمكين الطلاب مهنياً وعملياً من خلال دمجهم بسوق العمل.

وأشادت وزيرة التضامن الاجتماعي، بدعم الدكتور حسان النعمانى لأنشطة وحدة التضامن خاصة في برامج تأهيل الطلاب لسوق العمل، الذي تنفذه الوزارة بالشراكة مع مؤسسة ساويرس للتنمية.

كما وجهت الوزيرة ، الشكر للدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي علي دعمه المستمر وتعاونه الدائم في دعم الأنشطة التي  تقدمها وزارة التضامن الاجتماعي في الجامعات.  

من جانبه، وجه الدكتور حسان النعماني رئيس جامعة سوهاج الشكر لوزيرة التضامن الاجتماعي على التعاون مع الجامعة وآخرها إطلاق برنامج "اختراق سوق العمل" ، الذي نفذ في جامعتي أسيوط وسوهاج مؤخراً، ولاقي ذلك البرنامج نجاحاً كبيراً، حيث يقوم  البرنامج على دعم وتأهيل طلاب الجامعات ليتوافق ، ذلك مع رؤية الجامعة التي تضع على رأس أولوياتها إعداد خريج قادر على المنافسة في سوق العمل المحلي والإقليمي، ومنحهم الأدوات اللازمة للنجاح في مساراتهم المهنية.

كما وجه الدعوة للوزيرة لزيارة الجامعة وعقد لقاء موسع مع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

وفي نهاية اللقاء قام رئيس الجامعة بإهداء وزيرة التضامن الاجتماعي درع جامعة سوهاج.

طباعة شارك وزيرة التضامن التضامن الاجتماعي رئيس جامعة سوهاج

مقالات مشابهة

  • اختيار بنها الأهلية كـ أول جامعة مصرية في المجلس العربي للتبادل الأكاديمي
  • «بنها الأهلية».. أول جامعة مصرية في المجلس العربي للتبادل الأكاديمي
  • استجابة لمطالب مستقبل وطن الشروق.. الأبنية التعليمية توافق على بناء مدرستين لأهالي المدينة
  • بنها الأهلية توقع بروتوكولات تعاون أكاديمي مع جامعات صينية
  • حين يصبح البحث العلمي فعلاً لا شعاراً… جامعة العلوم والتكنولوجيا أنموذجًا”
  • النعماني: اختيار جامعة سوهاج بعضوية لجان شبكة البريكس
  • في ذكرى ميلادها.. زينات علوي “راقصة الهوانم” التي جمعت بين الأناقة والفن(تقرير)
  • وزيرة التضامن تلتقي رئيس جامعة سوهاج لبحث التعاون المشترك
  • المجلس الأعلى لشئون التعليم والطلاب يعقد اجتماعه الدوري
  • هارفارد ترفض إملاءات ترامب: المال مقابل الولاء؟