فعاليات احتفالية في البيضاء وحجة بمناسبة جمعة رجب
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
الاسرة /متابعات
احتفل أبناء محافظة البيضاء أمس بعيد جمعة رجب–ذكرى دخول اليمنيين في دين الله أفواجاً وإيمانهم بالرسالة المحمدية عبر مبعوثه إلى اليمن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
حيث خرج أبناء مركز المحافظة مدينة البيضاء للاحتفاء بهذه الذكري “جمعة رجب” كونها الحدث الأبرز لتجديد ولائهم وارتباطهم بالإسلام وتعزيز القيم والمبادئ واستحضار الفضائل التي سار عليها اليمنيون منذ القدم، خاصة ما يتصل بزيارة الأهل والأقارب وصلة الأرحام والتوسيع على الأهل وغيرها.
تنوع الاحتفاء بالرقصات والبرع الشعبي المعبِّرة عن الفرحة والاحتفاء بهذه المناسبة الدينية العظيمة.
وعكس أبناء محافظة البيضاء بتوافدهم وزخم الاحتفاء بهذه المناسبة-صوراً ايمانية يمانية معبّرة عن فخر واعتزاز الشعب اليمني بهويته وقيمه وأدواره المشرفة في نصرة الدين الإسلامي والرسول الكريم ومحاربة قوى الكفر والباطل منذ فجر الإسلام.
وهنأ المشاركون قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى بهذه المناسبة الدينية العظيمة التي يحتفي بها الشعب اليمني ترسيخاً للهوية الايمانية وتعبيراً عن مظاهر ابتهاج واعتزاز أبناء اليمن بتاريخ انتمائهم للإسلام
وأكد المشاركون أن أهل اليمن يتفردون في الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية الجليلة، باعتبارها جزءاً من موروثهم الثقافي وهويتهم الإيمانية التي تؤكد ارتباطهم بالرسالة المحمدية منذ دخولهم الإسلام، فضلاً عن الأجواء الروحانية التي تحيط بهذه الذكرى في بيوت الله.
وأشار المشاركون، إلى أن زخم الحضور بمحافظة البيضاء جسّد دلالات ذكرى جمعة رجب ومكانتها وفضلها وترسيخها في نفوس الأجيال، وكذا تعزيز الهوية الإيمانية والصمود وتوعية المجتمع لمواجهة الحرب الناعمة ومخططات العدوان التي تستهدف طمس هوية وتاريخ وحضارة الشعب اليمني.
كما نظمّت فروع مكتب الصحة في عبس والشغادرة وقفل شمر محافظة حجة فعاليات احتفالية بعيد جمعة رجب وتأصيل الهوية الإيمانية واستمرار الحملة الوطنية لنصرة الأقصى.
وأشارت كلمات الفعاليات إلى عظمة المناسبة والارتباط الوثيق بين أهل الحكمة والإيمان بشهر رجب الذي جسّد سبق دخولهم في الإسلام والاستجابة للرسالة المحمدية التي بعثهما مع الإمام علي عليه السلام.
وأكدت أهمية اغتنام عيد رجب في تعزيز الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية والصمود والثبات في مواجهة العدوان وإفشال مخططاته واستمرار نصرة الأقصى والانتصار لدماء الشهداء من النساء والأطفال.
وأشارت إلى المكانة العظيمة التي خص بها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أهل اليمن، معتبرة جمعة رجب أهم حدث تاريخي في التاريخ الإسلامي والمكانة التي احتلها أهل اليمن منذ فجر الدعوة الإسلامية، وإسهاماتهم في نشرها.
وتطرّقت كلمات الفعاليات إلى مواقف اليمن حكومة وقيادة وشعباً المشرّفة في نصرة الشعب الفلسطيني النابعة من المسؤولية الدينية والأخلاقية .. مؤكدة أهمية استمرار الزخم مع الحملة الوطنية لنصرة الأقصى.
تخلل الفعاليات التي حضرها مدراء فروع الصحة وعدد من المكاتب التنفيذية ومنتسبي القطاع الصحي، فقرات وقصائد شعرية معبرة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: قيام الليل مفتاح السكينة والتقوى في زمن الفتن
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن قيام الليل؛ فهو مفتاحٌ بسيط، ولكن الله سبحانه وتعالى ذكَره في سياق بناء شخصيَّة عبادِ الرحمن. وأنت في قيام الليل كُن خائفًا من الله، خائفًا من عذابِه، مُلتجِئًا إليه سبحانه وتعالى؛ فإن هذا يجعلك تعيش في جوٍّ آخر غير الجوِّ الذي يريدون أن نعيش فيه، فتكون نفسُك لوَّامةً في بداية الأمر، ثم لا تزال ترتقي حتى تصيرَ راضيةً مرضيَّةً بعد ذلك، مطمئنَّةً في نهاية المطاف، كاملةً في سيرها إلى الله بعد ذلك.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية يموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أيها المؤمن.. هذه صفاتُ عباد الرحمن؛ تركوا المحرَّمات، وفعلوا الخيرات. هذه هي النفسُ البشريَّة التي أرادوا دَسَّها في أمَّارةٍ بالسوء، ولا يريدون لها تزكية، وهذه النفسُ البشريَّة التي رحم ربي فرضي عنها وأرضاها.
إذًا؛ نُقاوم ونصبر على ما قد جُبِلْنا عليه من توجّهٍ إلى الشر، ومن ميلٍ إلى الشهوات، وينبغي علينا أن نكون من المُزكِّين للنفس، وبدايةُ ذلك صلاةُ الليل؛ تُوقِع فيها الدعاء، فتلتجئ إلى الله.
ومن صلَّى الليل لا يفوتُه الفجر، ومن صلَّى الفجر كان في ذمَّة الله.
كلُّ هذه الأشياء تناساها كثيرٌ من الناس، واستيقظوا بعد فوات الأوان، وبعد شروق الشمس، ولا يدرون كيف أنَّ المسلم إذا استيقظ في تلك الساعة أصبحت نفسُه وَخِمَةً (أي ثقيلة)، والشيطان قد تَرَصَّد له. جَرِّبوا مع الله ما أمر الله به، وستَرَونَه بابًا قد فُتِح لكم؛ فيه الجمال، وفيه الراحة، وفيه الطمأنينة، وهو سهلٌ يشترك فيه كلُّ أحد، ليس صعبًا في فهمِه، ولا في تطبيقه، ولا مستحيلًا في ذاته.
أيها المسلمون.. هكذا علَّمنا ربُّنا في بناء النفس، ولم يعلِّمْنا أن نتبعَها ونتبعَ هواها؛ قال تعالى: ﴿وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ [النساء: 60].
يا عباد الله.. في هذا العصر الذي تتوالى فيه الأحداثُ تترى، يحتاج المؤمنُ منَّا إلى نفسٍ راضيةٍ مرضيَّةٍ مطمئنة، يواجه بها هذا البحرَ، بل هذه البحار من الظُّلُمات؛ الكيدُ هنا وهناك، وقِلَّةُ العقل، وقِلَّةُ الحكمةِ التي قال فيها الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [البقرة: 269]،
وقد أصابت كثيرًا من الناس. وأنت في أشدِّ الحاجة في هذه الأوقات إلى تقوية علاقتِك مع ربِّك، وقيامُ الليل ليس بعيدًا عن الأحداث التي نحن فيها؛ فاستنجدوا بالدعاء في جوف الليل؛ فقد ورد: «والدعاءُ يَنفَعُ مِمَّا نَزَلَ ومِمَّا لَمْ يَنزِلْ، وإنَّ البَلاءَ لَيَنْزِلُ فيَلْقَاهُ الدُّعاءُ فَيَعْتَلِجَانِ (يتصارعان) إلى يومِ القيامة» (رواه الطبراني).
الدعاءَ، الدعاءَ؛ الفعَّالُ لما يريد هو الله، والذي يحمي عبدَه هو الله؛ نلجأ إليه كما لجأ إليه عبدُ المطَّلب فقال: هذه غنمي، وإنَّ للبيتِ ربًّا يحميه.
علينا أن نُحسِن العلاقة مع الله حتى نتقوَّى في السير في هذا العصر، وحتى نواجه هذا كلَّه؛ لأنه رُكامٌ (وهو جمعُ شيءٍ فوقَ آخر حتى يصيرَ رُكامًا) يُذهبه الله في لحظة. فنَدعو الله سبحانه وتعالى ألَّا يجعل مصيبتَنا في ديننا، وألَّا يجعل الدنيا أكبرَ همِّنا ولا مبلغَ علمِنا، وأن يُحبِّب إلينا يومَ لقائه، وأن يجعلنا شهداءَ في سبيله، وأن يُحبِّب إلينا هذا الأمرَ من الدين.