تغييرات الجيوبوليتيكا-من القانون إلى العدالة (١-٥)
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
قال رئيس جنوب أفريقيا الدولة المدعية في اتهام دولة الكيان الصهيوني بممارسة الإبادة الجماعية ضد سكان قطاع غزة يوم ٢٦ يناير ٢٠٢٤ ان صدور قرار محكمة العدل الدولية انتصار للعدالة. هذه المقالات سوف تتناول هذا الانتصار باعتباره نقلة مفصلية في تغيرات الجيوبوليتيكا الدولية في مرحلتها حالياً ومواصلة لست لمقالات بعنوان جيوبوليتيكا القرن الحادي والعشرين في موقعي في سودانايل.
ورغم الجدل القانوني حول عدم النص على قرار صريح بايقاف اطلاق النار، وهو من ضرب توقع حدوث التغيير الشامل الفوري من القانون للعدالة الدولية، لان وقوف دولة الكيان متهمة بالتطهير العرقي والعقاب الجماعي والعنصرية، برغم ما حدث من تدافع كل الدول الكولونيالية العالمية، لهو حدث غير مسبوق وعسير وكان بعيداً عن اي خيال جامح. لم يكن هذا ليحدث لولا صمود مقاتلين شباب وأهل غزة وتضحيتهم الأسطورية والتي احدثت التغييرات الكبيرة في التوجهات الإنسانية في ارجاء العالم وتيقظ الشعوب، بفضل التغييرات في سبل الاتصالات العالمية، والتي بفضلها كانت حرب غزة منقولة صوتاً وصورة.
محكمة العدل الدولية كغيرها من منظمات النظام الدولي المحتضر، تتعرض لضغوط هائلة من الكولونيالية الدولية للانحياز للكيان. كان هذا الموقف طوال مابعد الحرب العالمية الثانية والتي جعلت دولة الكيان تتجاهل ببرود واحتقار وغطرسة، لأكثر من مائة قرار دولي، غير التي رفضت بفعل الفيتو الأمريكي الجاهز في اي قرار يمس الكيان. ان مجرد وقوف دولة الكيان متهمة لتحاكم باتفاقية كانت هي سبباً في اقرارها،ضد المانيا النازية، يساويها بالنازية. ورغم الدعم الكبير والضغوط من الدول الكولونيالية، صوتت المنظمة باجماع الأعضاء الأساسيين على كل التدابير. ان ارتباط ذلك بجنوب افريقيا، دولة الفصل العنصري القبل الأخيرة في العالم، ذو دلالات سوف نرصد مسبباتها في مقالاتنا اللاحقة.
استعمل سلاح المعاداة للسامية، والتي تعني مساواة الدين اليهودي مع الأيديولوجية الصهيونية، وتعتبر اليهودية جنساً لا ديناً من يهود دول الغرب ودول الشرق وحتى الفلاشا، والتي يرفضها اعداد كبيرة من اليهود من أجناس مختلفة اثنياً. هذا السلاح استعملته الصهيونية بتوسع لارهاب المثقفين والفنانين والسياسيين وحتى الامين العام للأمم المتحدة الذين حاولوا توضيح الحقيقة عن الصراع الفلسطيني الصهيوني. وكان ضمن أسلحة لجنة الشئون العامة الأمريكية الاسرائيلية (ايباك) العاملة كلوبي في الأوساط السياسية والثقافية ومؤثرة في رسم السياسات لصالح الكيان، ويستعمل الان في قطع الدعم عن منظمة الأونروا لزيادة حصار قطاع غزة.
رفضت المحكمة الاستجابة لادعاء الكيان الصهيوني بالدفاع عن النفس، باعتبار الكيان محتلاً للأراضي الفلسطينية، ويعترف القانون الدولي والأمم المتحدة "بشرعية كفاح الشعوب الرازحة تحت السيطرة الاستعمارية والأجنبية…وبشرعية الكفاح بما فيها المقاومة والكفاح المسلح….. وكنس الاستعمار بشكليه التقليدي والاستيطاني".
سوف اتناول في المقال الثاني كيف سيؤثر هذا على الحرب السودانية باعتبار الجنجويد قوات استيطانية اجنبية بالتعاون مع قوى داخلية.
Dr. Amr M A Mahgoub
[email protected]
whatsapp: +249911777842
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: دولة الکیان
إقرأ أيضاً:
الإمارات تعلن دعمًا بقيمة 550 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية العالمية للأمم المتحدة لعام 2026
صراحة نيوز- بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، “حفظه الله”، أعلنت دولة الإمارات عن تعهّد جديد بقيمة 550 مليون دولار أمريكي لدعم خطة الاستجابة الإنسانية الشاملة التي أطلقتها الأمم المتحدة، والتي تهدف إلى جمع 33 مليار دولار في عام 2026 لتقديم الإغاثة لما يقارب 135 مليون شخص في 23 عملية إنسانية حول العالم، بالإضافة إلى خطط مخصصة لدعم اللاجئين والمهاجرين. وتأتي الأولوية العاجلة لإنقاذ 87 مليون شخص يحتاجون إلى دعم فوري بقيمة 23 مليار دولار.
وتأتي هذه المبادرة تأكيدًا على النهج الثابت للدولة في دعم الجهود الدولية لإنقاذ الأرواح والاستجابة للكوارث والأزمات التي تواجه الشعوب الأكثر ضعفًا في مختلف مناطق العالم.
ويعكس هذا الدعم الدور الحيوي الذي تلعبه دولة الإمارات في تعزيز العمل الإنساني متعدد الأطراف، وتعاونها الوثيق مع وكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وبرامج الإغاثة والتنمية العاملة في الميدان، لضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر احتياجًا في الوقت المناسب، بما يتوافق مع توجيهات صاحب السمو بالتركيز على الاستجابة العاجلة والفعّالة.
وقالت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، في هذا الصدد: “تواصل دولة الإمارات التزامها الراسخ بدعم الجهود الإنسانية العالمية، والعمل مع شركائنا في الأمم المتحدة لضمان وصول الإغاثة إلى الفئات الأكثر تضررًا. ويجسد هذا التعهد الجديد توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، “حفظه الله”، وإيماننا العميق بضرورة التضامن الدولي والاستجابة للنداءات الإنسانية العاجلة بطريقة فعّالة ومستدامة تحافظ على كرامة الإنسان وتحمي حياته”.
ورحّب توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسّق الإغاثة في حالات الطوارئ في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، بالدعم الإماراتي، وقال في هذا الصدد: “نداؤنا العالمي يهدف إلى إنقاذ الأرواح في أكثر المناطق تضررًا، وتحويل الخطط إلى حماية حقيقية على الأرض. ويعكس الدعم السخي والسريع الذي قدّمته الإمارات العربية المتحدة لخطة عام 2026 رسالة قوية، تتمحور حول دعم من هم في أمسّ الحاجة إلى هذه الجهود. ومن واجبنا تقديم استجابة فعّالة ومبتكرة تلبي متطلبات المرحلة الراهنة”.
من جانبه، قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “عادة، تظهر مؤشرات لانهيار النظم الصحية قبل وقت طويل من وقوعها، حيث تتفشى الأوبئة وسوء التغذية ويرتفع عدد الوفيات التي كان يمكن تجنبها. وعلى الرغم من هذا، فعند تكاتف الجهود بإمكاننا إعادة توفير الخدمات وإنقاذ الأرواح. أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ولدولة الإمارات على دعمهم الذي سيوفر رعاية صحية إنسانية هامة للملايين ممّن هم في أمسّ الحاجة لها”.
وقالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لـ “اليونيسف”: “تُقدّر اليونيسف الدعم الكبير المقدم من دولة الإمارات، والذي سيُسهم بشكل فعال في إنقاذ وتحسين حياة الأطفال الذين تحاصرهم الأزمات الإنسانية”.
وأضافت: “الأطفال هم دائمًا الأكثر ضعفًا عند وقوع الأزمات، وعندما يتجاوز حجم الاحتياجات حجم التمويل يواجه العمل الإنساني وقتًا حرجًا للغاية، لذلك نبني الكثير عبر الشراكة الاستراتيجية بين اليونيسف ودولة الإمارات”.
بدوره، رحّب فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالدعم المعلن عنه، قائلاً: “نقدّر التزام دولة الإمارات الراسخ بالجهود الإنسانية. في ظل النقص الحاد في التمويل والذي يشكّل تحدياً كبيراً لملايين الأشخاص المعرّضين للخطر والذين نزحوا قسراً، تقوم مساهمات الحكومات، مثل مساهمة دولة الإمارات، بتعزيز جهود الاستجابة ومنح الأمل لمن هم في أشد الحاجة إليه”.
وصرّحت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي: “في ظل تزايد الاحتياجات الإنسانية وتراجع الموارد بشكل خطير يُمثل التعهّد السخي الذي قدمته دولة الإمارات شريان حياة يساهم في ضمان وصول المساعدات العاجلة إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها. نتقدم بخالص الشكر لدولة الإمارات على دورها الإنساني الريادي في هذه الأوقات غير المسبوقة. كما نؤكد على استعداد برنامج الأغذية العالمي للعمل مع دولة الإمارات لضمان وصول هذا الدعم الضروري إلى ملايين الأشخاص ممن يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء في مختلف أنحاء العالم”.
ويأتي هذا الدعم امتدادًا للشراكة الاستراتيجية القائمة بين دولة الإمارات ومنظومة الأمم المتحدة الإنسانية، ويؤكد استمرار الدولة في لعب دور محوري في مواجهة التحديات الإنسانية الأكثر إلحاحًا، وتعزيز قدرة المجتمع الدولي على حماية الأرواح، ودعم الاستقرار في المناطق المتأثرة بالأزمات، انسجامًا مع توجيهات صاحب السمو بالحفاظ على النهج القيادي لدولة الإمارات في العمل الإنساني العالمي.