جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-08@14:02:27 GMT

يوم تاريخي غير مسبوق

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

يوم تاريخي غير مسبوق

 

 

خالد بن أحمد بن سيف الأغبري

 

تساقطت أوراق الصهاينة والمتصهينين وانكشفت حقيقتهم كما انكشفت الأقنعة عن تلك الوجوه الضالة الظالمة المختبئة وراء أسوار المجرمين وأعوانهم المارقين بقدرة الخالق العظيم، فظهرت حقوق الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، كما ظهرت القواعد المتينة لذلك البعد الاستراتيجي لتاريخ الأمة والتي خضعت لمعاناة شديدة خلال القرون الأخيرة من تجاوزات عناصر المجرمين والمنافقين الذين امتزجت مشاعرهم الخبيثة بالاهتمام والكبير الذي نشأ في ظل غياب الإحساس بالمسؤولية المشتركة تجاه الحقوق المترتبة على ذلك.

إضافة إلى سياسة الانبطاح والخنوع المهين وما صاحب ذلك من تشرذم في صفوفها ومكوناتها وتفكك في قياداتها وتلاشي معنوياتها، وذلك بعد ما بنت حضارتها في العهود السابقة وازدهرت معطياتها وأخذت مكانتها وتسامت مواقفها بإيمانها العميق بعقيدتها وشرعيتها، وأضاءت العالم بنور هدايتها وحطمت قوى البغي في عقر دارها ونشرت مظلة الإسلام والسلام في مختلف بقاع الأرض، لكنه رغم تلكم المكاسب التي حققتها على أرض الواقع تبدلت الأحوال وانكمشت وتراجعت تلك الجهود نتيجة الصراع الدائر بين الحق ومن والاه والباطل ومن تبناه؛ حيث تكالب عليها الأعداء ممثلين في العدو الحقيقي وأذرعه من المنافقين والمنبطحين حيث توحدت صفوفهم ضد الأمة لينالوا منها ويستغلوا ضعفها ويحطموا قوتها بخلق أجواء غير مستقرة وصورة مشوهة ومزيفة، وبذلك انهارت على أثرها تلك المكانة وتكالبت عليها قوى الحقد والتكبر المتسلطة على الشعوب المستضعفة في خضم الأحداث المتجددة والعقلية الفاسدة.

وعندما وجدت هذه القوى تلكم المساحة الشاسعة والفراغ العميق الذي تجسدت وقائعه فيما آل إليه الوضع المزري لهذه الأمة نتيجة العصيان الأخلاقي والعقلية المهزومة والانحراف المشبوه الذي أقتحم أسوار الفضيلة وبات مهيمنًا على القيم والمبادئ الدينية والإنسانية في ظل موجة عنيفة غير متكافئة فيما بين أطرافها..فَقَد العالم مصداقيته وإنسانيته من خلال تخبطه وتخبط الكيان الصهيوني الفاشي، والفشل الذريع الذي أصاب المجتمع الدولي تحت ظروف الاحتلال والقمع المتجدد الذي تنتهجه إسرائيل وأعوانها في سياستها العنصرية وعنجهيتها تجاه الشعب الفلسطيني والمدعومة من قبل تلك المجموعة من الدول الاستعمارية التي تقود العالم إلى المزيد من الهمجية والفوضى بفعل نظرتها الإجرامية وعقليتها الفاسدة التي تعيش من خلالها صراعا دمويًا ومدمرًا لكل مقومات الحياة دون أن تضع أي احترام لكرامة الإنسان وحقه المشروع في الحياة بسلام وأمان.

إن العدوان الوحشي والهمجي الذي تشنه إسرائيل وحلفاؤها وتمارسه دون استحياء على مرأى ومسمع الجميع، يعكس نزعة شيطانيّة وعنصرية متكاملة الأركان تؤكد من خلالها على تطورات الأوضاع وتفاقمها؛ بما يؤجج التوترات الإقليمية والدولية، وهي مبنية على أنقاض سياسة استعمارية سبق وأن خيمت على أنفاس الشعوب المستضعفة وقتلت أبناءها واستولت على ثرواتها ومقدراتها وحَرمانها من أبسط حقوقها. هذا بجانب المجازر التي ارتكبتها تلك الدول بحق هذه الشعوب والاستيلاء على ممتلكاتها وتهميش قياداتها وقتل أطفالها ونسائها وكبار السن بهدف استعبادها وإيقاعها في بؤر الذل والهوان انسجاما مع مخططاتها وبرامجها التي تدعو إلى إبادة جماعية لأبناء الأمة الإسلامية وفق تصريحات المسؤولين في الكيان الصهيوني، وهو ما يعكس الوضع الحاصل في غزة وفي الكثير من البلدان التي تنتهج هذه السياسة العنصرية الحمقاء ضد المسلمين. أما ما يدور بين أروقة المنظمات الدولية التي تنادي بتلك الشعارات البراقة ما هي إلّا دغدغة مشاعر الشعوب ليس لها أي تأثيرات عملية فاعلة على المستوى المنظور.

إن استجابة محكمة العدل الدولية لطلب دولة جنوب أفريقيا بقبول الإجراءات المؤقتة ضد إسرائيل التي فرضتها المحكمة بما يشكل استجابة لصوت الحق وانتصارًا للعدالة وضربة قاضية لأعداء الإنسانية في إشارة واضحة وجلية بأن الضمير الإنساني لا زال حيًا ولا زال قادرًا على مواجهة تلك الانتهاكات والتحديات، وعلى دعاة السلام والعدالة والتسامح استثماره لمعالجة كل الحالات والقضايا العالقة وإعادة الأمور إلى نصابها بما يحقق الأمن والاستقرار لكافة شعوب العالم.

اللهم اجعلنا قوة فاعلة لمرضاتك ووحدة متكاملة لطاعتك وقدوة خيرة لحسن عبادتك، واجعلنا اللهم ممن يحملون مصابيح الهداية وشعلة الإيمان ولواء التسامح، واجعل صدورنا عامرة بالتقوى وصالح الأعمال.. مؤثرة ومتأثرة بفعل الخيرات وترك المنكرات وحب الصالحات، وألقي اللهم علينا أنوار محبتك وارفع مكانتنا تحت ظل عرشك وعظم أجورنا بين يدي رحمتك وبارك لنا في أرزاقنا وأولادنا وأهلنا وذرياتنا بمنك وكريم فضلك، وعافينا واعفو عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حملة طلابية من غزة تناشد العالم: أنقذوا العائلات التي تعيش بين الركام

وجه طلاب من غزة نداء استغاثة لإنقاذ آلاف العائلات المهددة بالموت تحت أنقاض منازلها المتصدعة، من خلال حملة إعلامية أطلقوها بعنوان “معًا لنحمي حياتنا”، سلطوا فيها الضوء على الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان البيوت الآيلة للسقوط في قطاع غزة.

وأطلق طلاب كلية الإعلام في جامعة القدس المفتوحة هذه الحملة يوم السبت 3 مايو 2025، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وتفاقم الأوضاع المعيشية، حيث يعيش آلاف المواطنين في منازل تضررت جزئيًا أو كليًا، وأصبحت غير صالحة للسكن وتشكل خطرًا حقيقيًا على حياتهم.

وأوضح مدير الحملة، الطالب عصام المقوسي، أن الهدف من المبادرة هو توثيق المعاناة من داخل هذه المنازل، من خلال إنتاج سلسلة فيديوهات توعوية وشهادات حية تُعرض على منصات التواصل الاجتماعي، مضيفًا: “نحن نحمل رسالة إنسانية عاجلة للعالم، بأن هناك أرواحًا معلقة بين الأنقاض، والسكن الآمن حق أساسي لكل إنسان.”

من جانبه، أكد الناطق باسم الحملة الطالب مؤمن الدنف أن الحملة تطالب المنظمات الإغاثية المحلية والدولية بالتحرك الفوري لتوفير مساكن بديلة أو إعادة ترميم البيوت المتضررة، مشيرًا إلى أن “الخطر لا يكمن فقط في القصف، بل في كل سقف مهدد بالسقوط فوق رؤوس أصحابه.”

وتسعى الحملة إلى إشراك المجتمع في جهود الدعم والإغاثة، من خلال أنشطة ميدانية ودعوات للتبرع والمشاركة الفاعلة في إعادة الإعمار، وسط حالة تضامن شعبي واسعة مع المتضررين.

وتفيد الإحصائيات أن أكثر من 68.000 وحدة سكنية تعرضت للتدمير الكلي ، بينما ما يزيد عن 330.000 وحدة سكنية متضررة ، فيما تبقى آلاف العائلات في منازل خطرة تفتقر لأبسط مقومات الأمان، وسط شحّ الموارد واستمرار الحصار، ما يجعل هذه الحملة نداءً عاجلًا لا يحتمل التأجيل

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية الأمن الوقائي يضبط كميات كبيرة من المواد الممنوعة في أريحا مستشفيات قطاع غزة على شفا الانهيار خلال 48 ساعة 56 شهيدا في غزة منذ فجر الاثنين وحتى اللحظة الأكثر قراءة ارتفاع عدد الصحفيين المُعتقلين في سجون الاحتلال منذ بدء العدوان نتنياهو يكشف: معظم الأسرى بغزة قضوا.. و24 فقط أحياء حكومة نتنياهو تُلغي قرار إقالة رئيس الشاباك أحدث إحصائية رسمية لعدد سكان إسرائيل عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • عام على رفح.. المدينة التي محاها القصف وبقيت تنتظر العالم
  • جامعة العلوم والتكنولوجيا تنظم فعالية خطابية بالذكرى السنوية للصرخة
  • مجلس النواب يستهجن حالة العجز والصمت العربي الإسلامي ويدعو الشعوب الحرة للتنديد بالجرائم الصهيونية الأمريكية
  • تغييب أثر الرأي العام العالمي خطرٌ داهم
  • تقرير أممي: تقدم التنمية البشرية يشهد تباطؤا غير مسبوق
  • الهدوء الذي يسبق العاصفة
  • حملة طلابية من غزة تناشد العالم: أنقذوا العائلات التي تعيش بين الركام
  • علماء المسلمين: العدوان على غزة وسوريا يكشف نفاق العالم ويهدد استقرار المنطقة
  • اللامبالاة… الخطر الأكبر على وعي الأمة
  • البحر الأحمر: شريان التجارة الذي يغذي العالم ويختنق أمام أعيننا