الخليج الجديد:
2025-05-21@14:00:25 GMT

بداية نهاية إسرائيل

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

بداية نهاية إسرائيل

بداية نهاية إسرائيل

لأن سُنة الله في الكون نافذة، فإن منظومة الصهيونية العالمية تعمل بجدّ، من حيث لا تدري، على التعجيل بنهاية إسرائيل.

ما يجري في غزّة مؤشّرٌ قوي إلى أن الصراع في لحظاته الأخيرة. وهي لحظاتٌ بمقاييس التاريخ والكون، وإن استغرقت بأزمان البشر شهوراً أو حتى أعواماً.

إسرائيل مظهرٌ تنظيمي مفتعلٌ عسفاً، ومفروضٌ قسراً لتتلبس الصهيونية لباس الكيانات العاديّة المقبولة والمتعارف عليها كتجمّعات بشرية ذات صبغة مؤسّسية جامعة.

جسّدت حربُ غزّة حالة نموذجية لغلبة نزعات حيوانية متدنّية على التفاعل بين البشر إذ يرى صهاينة العالم في الفلسطينيين مجرّد حشراتٍ مزعجة ينبغي التخلّص منها.

بلغ التناقضُ ذروتَه بين غريزة إسرائيل في محو وجود الآخر، مقابل يقين فلسطين بالبقاء، فبات الحسمُ وشيكاً: انسحاق الفلسطينيين كما يتوهّم الصهاينة، أو تنتهي أسطورة إسرائيل الكاذبة.

* * *

الحرب الوحشية التي تجري في غزّة هي بداية النهاية لذلك الكيان المفتعل المسمّى إسرائيل، فهي أعمق وأكبر من مجرّد حربٍ غير متكافئة بين قوّة غاشمة وحزمة من المناضلين، ولو كانوا أولي بأسٍ شديد، فالمغزى كوني والرسائل إلهية، من شأنها فكّ الألغاز عن مستقبل العالم ومصير طغمة من البشر لا قيمة عندهم لأخلاق، ولا مكان للإنسانية، ولا وزن للبشر، كما خلقهم الله، فالصهيونية قائمة أساساً على عنصرية فجّة ونرجسية قومية.

وليست إسرائيل إلا مظهرٌ تنظيمي مفتعلٌ عسفاً، ومفروضٌ قسراً لتتلبس الصهيونية لباس الكيانات العاديّة المقبولة والمتعارف عليها كتجمّعات بشرية ذات صبغة مؤسّسية جامعة.

لقد جسّدت حربُ غزّة عملياً حالة نموذجية لغلبة النزعات الحيوانية المتدنّية على التفاعل بين البشر، إذ يرى صهاينة العالم في الفلسطينيين مجرّد حشراتٍ مزعجة ينبغي التخلّص منها.

وهي، بالمناسبة، النظرة ذاتها التي يرمقون بها العرب والمسلمين بصفة عامّة، غير أن خضوع الفلسطينيين تحت سيطرتهم المباشرة يتيح ترجمة تلك النظرة العنصرية إلى عمليات سحق وإبادة يمارسها الجيش الإسرائيلي بأريحيّة كاملة. وبدت السعادة واضحة على وجوه الجنود الإسرائيليين وهم يقتلون مدنيين أبرياء. وانتشرت اللقطات المسجّلة لبعضهم وهم يتباهون بقتل أطفال فلسطينيين.

في المقابل، كانت عقودٌ من القمع والتنكيل الذي تعرّض له الفلسطينيون كفيلة بالقضاء على روح البقاء لديهم، وإنهاء أي قناعة باستعادة حقهم التاريخي والديني والأخلاقي.

لكنهم، بعد 75 عاماً من القهر والإمعان فيه، أثبتوا مجدّداً أنهم ليسوا فقط مقتنعين بأنهم على حقّ ويسيرون في الطريق الصحيح، بل إنهم على يقين كامل بالانتصار في تلك المباراة الصفرية. المثير للتأمل أن التطوّرات على الأرض تثبت تحقّق تلك المعادلة المستحيلة بمقاييس البشر ومنطق الرياضيات الفيثاغورثية التقليدية.

لقد بلغ التناقضُ ذروتَه بين غريزة الإسرائيليين في محو الآخر من الوجود، مقابل اليقين الفلسطيني بالبقاء، فبات الحسمُ وشيكاً، إما ينسحق الفلسطينيون حسبما يتوهّم الصهاينة، أو تنتهي الأسطورة الكاذبة المسمّاة إسرائيل. وكلُّ ما يجري في غزّة مؤشّرٌ قوي إلى أن الصراع في لحظاته الأخيرة. وهي لحظاتٌ بمقاييس التاريخ والكون، وإن استغرقت بأزمان البشر شهوراً أو حتى أعواماً.

ولأن سُنة الله في الكون نافذة، فإن منظومة الصهيونية العالمية تعمل بجدّ، من حيث لا تدري، على التعجيل بنهاية إسرائيل. وما تقوم به كل مكوّنات تلك المنظومة من دولٍ وشركاتٍ وأجهزة وأفراد في خدمة أهداف اليهود وأحلامهم في أرض الميعاد، هو في النهاية هروبٌ إلى الأمام، واندفاع قدري إلى مصيرٍ محتوم.

فبدلاً من أن تُراجع العقلية الصهيونية حساباتها بسبب الخسائر التي تتكبّدها يومياً، على الأقل من منطلق براغماتي، يحدُث العكس، وتندفع الآلة العسكرية نحو مزيدٍ من التورّط، والأهم أنها في ذلك مدعومة بماكينة التطرّف والعنصرية التي أصبحت تغذّي شرايين الحياة هناك.

ولأن هولوكوست غزّة حقيقي، كان موقف محكمة العدل الدولية معبّراً عن ضمير العالم أو ما بقي منه. وفي هذا الموقف علاماتٌ جديرة بالتأمل طويلاً، فهيئة المحكمة التي باشرت دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل تضم قضاة من دول معروفة بانحيازها لإسرائيل، مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا التي انضمّت رسمياً إلى جانب إسرائيل أمام المحكمة.

ورغم ذلك يعدُّ قرار المحكمة المؤقت بمثابة إدانة لإسرائيل، وإقراراً بارتكابها إبادة جماعية. وكأن هولوكوست غزّة لم يكن ليحدُث ويمرّ من دون جرس إنذار إنساني يُذكّر العالم، صهاينة وبشراً أسوياء، بأنهم يقتربون من لحظة الحقيقة. وفي هذا أيضاً إشارة أخرى إلى أن الأمور تقترب سريعاً من نهاياتها، وأن الحقائق تفرض نفسها.

*سامح راشد كاتب وباحث سياسي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل فلسطين العنصرية الصهيونية هولوكوست حرب غزة محكمة العدل الدولية نهاية إسرائيل الإبادة الجماعية

إقرأ أيضاً:

أطباء بلا حدود: المساعدات القليلة التي سمحت “إسرائيل” بدخولها غزة مجرد ستار لتجنب اتهامها بالتجويع

#سواليف

قالت منظمة ” #أطباء_بلا_حدود ” إن سماح ” #إسرائيل ” بدخول كمية #مساعدات غير كافية إلى قطاع #غزة يشير إلى نيتها تجنب اتهامها بتجويع سكان القطاع.

وأضافت المنظمة، في تصريح صحفي اليوم الأربعاء، أن #كمية_المساعدات التي بدأت “إسرائيل” السماح بدخولها إلى غزة تُعد مجرد ستار للتظاهر بأن #الحصار انتهى.

وأوضحت المنظمة أن العملية الإسرائيلية الأخيرة أدت إلى تدمير أو إغلاق نحو 20 منشأة طبية في غزة جزئيًا أو كليًا خلال الأسبوع الماضي.

مقالات ذات صلة أبو زهري ينفي موافقة “حماس” على الإفراج عن أسرى “إسرائيليين” مقابل هدنة لشهرين 2025/05/18

وداعت المنظمة “إسرائيل” إلى إنهاء حصارها المفروض على القطاع ووقف تدمير نظامه الصحي، الذي يأتي ضمن حملتها للتطهير العرقي.

وأكدت أطباء بلا حدود، أن خطة “إسرائيل” تهدف إلى استغلال المساعدات الإنسانية وجعلها أداة لتحقيق أهدافها العسكرية.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الاثنين: “مرّ شهران على الحصار الإسرائيلي الأخير على غزة، ويعاني مليونا شخص من الجوع، بينما يُحتجز 116 ألف طن من الغذاء على الحدود ويمنع الحصار المستمرّ عمدًا وصول المساعدات الإنسانية بما فيها الغذاء، ويتزايد خطر المجاعة في غزة”.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.

وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 174 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • أطباء بلا حدود: المساعدات القليلة التي سمحت “إسرائيل” بدخولها غزة مجرد ستار لتجنب اتهامها بالتجويع
  • مرصد منظمة التعاون الإسلامي يسجّل تزايد جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين خلال الأسبوع الماضي
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة في تغريدة عبر X: تلقى الشعب السوري اليوم قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإننا نثمن هذه الخطوة التي تعكس توجهاً إيجابياً يصب في مصلحة سوريا وشعبها، الذي يستحق السلام والازدهار، كما نتوجه بال
  • في ذكرى وفاتها.. ميمي شكيب أيقونة الشر الناعم وسيدة الأدوار المركبة التي أنهت حياتها نهاية غامضة
  • اليوم العالمي للنحل..أعظم الملقحات التي تطعم العالم
  • تراجع عالمي في التدخين: هل نشهد بداية نهاية السجائر؟
  • تعرف على أشهر شركات الطيران التي ألغت رحلاتها إلى إسرائيل
  • هذه الشركات التي ألغت رحلاتها إلى "إسرائيل" خشية صواريخ الحوثيين
  • صحيفة Globes الصهيونية: “إسرائيل” تُعيد إنتاج الفشل السعودي في اليمن
  • الكائنات الغريبة التي لم نعهدها