الوزارة قللت من المخاوف .. خبراء : سد إليسو سيذبح نهر دجلة مستقبلاً
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
الأثنين, 29 يناير 2024 10:00 ص
المركز الخبري الوطني/ خاص .
عـدّ باحثون في ملف المياه المحلي، أن غياب الإرادة السياسية في العراق طيلة العقود الماضية تمنع حل مشكلة المياه مع تركيا، مؤكدين أن استمرار الأخيرة في بناء سد إليسو سيذبح نهر دجلة المتدفق إلى الأراضي العراقية. وأشاروا إلى أن نسبة الانخفاض المائي تعدت نسبة 70% من النسب التي كانت تدخل عبر نهري دجلة والفرات.
بدورها، قللت وزارة الموارد المائية، من تلك المخاوف، وأكدت أن منسوب مياه نهر دجلة ارتفع بمقدار مرتين، متوقعةً ارتفاع الخزين المائي في بحيرات سدود الموصل، ودوكان ودربندخان.
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قد طلبَ من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الشهر الماضي، خلال الزيارة التي قام بها إلى تركيا، إطلاق حصة إضافية للعراق من نهر دجلة، وهو ما أدى إلى إعلان إردوغان مضاعفة حصة العراق المائية من مياه نهر دجلة لمدة شهر.
ويعدّ ملف المياه ملفاً أساسياً وشائكاً بالنسبة للعراق الذي يتهم مراراً جارتيه تركيا وإيران بالتسبب في خفض كميات المياه الواصلة إلى أراضيه، لا سيما بسبب بنائهما سدوداً على النهرين.
“ذبح نهر دجلة”
ويرى خبراء في الشأن المائي العراقي، أن إتمام تركيا لسد إليسو “سيذبح نهر دجلة” مستقبلاً، مؤكدين أن نسبة انخفاض المياه بلغت أكثر من 70% من النسب التي كانت تدخل البلاد من نهري دجلة والفرات.
ويقول الخبير المائي تحسين الموسوي، إن “تشييد هذه السدود مخالف للاتفاقيات الدولية بصورة عامة، والاتفاقية الثلاثية لتنظيم المياه بصورة خاصة”، مشيراً إلى ان “إتمام انشاء سد اليسو التركي سيذبح نهر دجلة بعد الانخفاض الذي وصل إليه”.
ويتابع، ان “الوضع المائي صعب جدا ونحن في فصل الشتاء، فكيف هو الحال مع قدوم فصل الصيف”، لافتا الى ان “البلد يعاني للموسم الرابع على التوالي من ازمة مميتة ضربت العديد من الجوانب التي تعتاش على المياه”.
ويردف الموسوي: انه “بالإضافة الى التعسف وقطع الحصص المائية عن العراق، فان البلد قد تأثر بأزمة الجفاف العالمية”، مضيفا ان “انخفاض نسب الموارد المائية هو الى اكثر من 70% من النسب التي كانت تدخل الى العراق عبر نهري دجلة والفرات”.
غياب الإرادة السياسية
وفي السياق ذاته، سلّط تقرير جديد لمركز “تمكين السلام” العراقي، الضوء على السياق التاريخي لمشكلة أزمة المياه في البلاد، وأكد أن غياب الإرادة السياسية في العراق طيلة العقود الماضية منع حل المشكلة.
وقدم المركز عدة مقترحات، مشيراً إلى أن العراق يمتلك “النفوذ” لإدارة الأزمة بفعالية في سياق تغييرات إقليمية.
ويوضح البحث الجديد للمركز، أن “مأزق العراق يكمن في أنه بلد مصب، وجاف ويعتمد بشكل كبير على المياه السطحية التي تأتي من جيرانه، ومع ضعف استجابة الحكومات العراقية، تعمل دول الجوار على بناء السدود أو إعادة توجيه مسارات الأنهار المشتركة لتأمين احتياجاتها الخاصة، وبالتالي تقليل كمية المياه المتدفقة إلى العراق”. وأضاف أن “هذه المشكلة تتفاقم بسبب الاضطرابات في علاقات البلد بجيرانه، وفقاً للبحث.
ويشير التقرير إلى “سد أتاتورك”، أحد أكبر سدود تركيا على طول نهري دجلة والفرات، الذي اكتمل بناؤه في عام 1991، وهو ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول الذي يتضمن خططاً لبناء سلسلة من السدود ومحطات الطاقة الكهرومائية على نهري دجلة والفرات.
الوزارة : الخزين ارتفع مترين
من جهتهِ، كشف وزير الموارد المائية عون ذياب، أن الإطلاقات إلى نهر الفرات حالياً ليست بالمستوى المطلوب، بينما أشار إلى أن منسوب مياه نهر دجلة ارتفع بمقدار مرتين، متوقعاً ارتفاع الخزين المائي في بحيرات سدود الموصل، ودوكان ودربندخان.
وقال ذياب في تصريح متلفز، إن “الهطول الكثيف للثلوج والأمطار في المناطق الشمالية، سيوفر خزيناً مائياً جيداً للبلاد خلال الصيف المقبل، بينما توقعت هطول أمطار غزيرة خلال الأسبوع المقبل”.
وأضاف، ان “السيول التي حدثت في المنطقة الشمالية، كانت أكثر من معدلاتها السنوية المعتادة”، كاشفاً عن “أن الموسم الشتوي الحالي أفضل من سابقهِ بسبب كثافة هطول الثلوج وغزارة الأمطار على المناطق الشمالية، لاسيما داخل حوضي دجلة والفرات في تركيا”، عاداً ذلك “مؤشراً إيجابياً على توفيرها كميات للخزن ضمن بحيرات سدود الموصل ودوكان ودربندخان”.
وأكد أن “الأمطار الغزيرة سينعكس تأثيرها إيجاباً على زراعة المساحات الديمية للموسم الحالي، إضافةً إلى إكمال الرية الثانية لمحصول الحنطة”، لافتاً إلى أن “المنطقتين الشمالية والجنوبية، ستشهدان خلال الأسبوع المقبل، هطولاً غزيراً للأمطار، وستليها موجات أخرى تتمحور فائدتها بإكمال الريات الأخرى لمحصول الحنطة”.
وبشأن نهر دجلة، أوضح الوزير أن “منسوبه ارتفع بمقدار مترين، وهو ما سيحقق فائدة كبيرة للمناطق الوسطى والجنوبية من البلاد، وبضمنها الأهوار”.
وأشار الى أن “الواردات المائية في سد الموصل حالياً أفضل من السابق بسبب انخفاض درجات الحرارة ما يمنع التبخر”، مبيناً أن “الإطلاقات إلى نهر دجلة من سد أليسو، تضاعفت من 300 م3/ثا خلال 2023، إلى 500 م3/ثا، بيد أن الإطلاقات إلى نهر الفرات حالياً ليست بالمستوى المطلوب”.
المصدر: المركز الخبري الوطني
كلمات دلالية: نهری دجلة والفرات إلى أن
إقرأ أيضاً:
تراجع الدولار إلى أدنى مستوى في نحو أسبوعين وسط تصاعد المخاوف بشأن الاقتصاد الأميركي
الاقتصاد نيوز - متابعة
تراجع الدولار الأميركي من جديد خلال تعاملات يوم الثلاثاء 20 مايو/ أيار، وسط التأثر بحذر الاحتياطي الفدرالي الأميركي بشأن الاقتصاد، بينما يركز المستثمرون على المفاوضات المقبلة بين أميركا واليابان، والتي قد تتضمن مباحثات تتعلق بالعملات وتقلبات سعر الصرف.
وانخفض مؤشر الدولار - الذي يقيس أداء العملة أمام ست عملات رئيسية - بنسبة 0.3% إلى أدنى مستوى في نحو أسبوعين.
وتعرضت العملة الأميركية لعمليات بيع واسعة خلال تعاملات يوم الاثنين، وذلك بعد خفض وكالة موديز التصنيف الائتماني للحكومة الأميركية يوم الجمعة في ظل مخاوف تتعلق بعجز الموازنة. وتتسلط الأضواء في الوقت الحالي على تصويت حاسم في الكونغرس الأميركي بشأن تخفيضات ضريبية شاملة اقترحها رئيس الولايات المتحدة الحالي دونالد ترامب.
من جانبه، قال خبير استراتيجيات العملات لدى بنك UBS في نيويورك، فاسيلي سيريبرياكوف: "تخفيض مودير للتصنيف (الائتماني للولايات المتحدة) كان العامل المحفز في وقت سابق الذي دفع عوائد سندات الخزانة للارتفاع والدولار للانخفاض. أما الآن، فقد انخفضت العوائد عن مستوياتها المرتفعة ولا يزال الدولار منخفضاً".
وأضاف سيريبرياكوف: "يسلط هذا الضوء على الميل لبيع الدولار. ولا أعتقد أن هذا الاتجاه قد تغير"، بحسب وكالة رويترز.
يأتي ذلك بعد أن تحدث مسؤولون في الاحتياطي الفدرالي الأميركي، يوم الاثنين، عن تداعيات خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة إلى الظروف غير المستقرة بالأسواق في ظل مواصلة استكشاف بيئة اقتصادية تتسم بمستوى مرتفع من عدم اليقين.
وعن أدائه مقابل العملة اليابانية، انخفض الدولار في أواخر تعاملات صباح الثلاثاء مسجلاُ أقل مستوياته خلال أسبوعين تقريباً مقابل الين عند 144.095 ين.
وفي آخر التعاملات، انخفض الدولار بنسبة 0.1% إلى 144.64 ين. وعانت العملة الأميركية من الخسارة خلال خمس من آخر ست جلسات.
ويترقب المتعاملون كذلك الأنباء المتعلقة بالمحادثات الأميركية اليابانية المقبلة بشأن التجارة، وقال وزير المالية في طوكيو، كاتسونوبو كاتو، يوم الثلاثاء، إنه يتوقع أن يكون أي لقاء مع وزير الخزانة بالولايات المتحدة، سكوت بيسنت، يتعلق بأسعار الصرف قائماً على وجهة نظرهما المشتركة بأن التقلبات المبالغ فيها بالعملة تعتبر أمراً غير مرغوب فيه.
وفي سياق آخر، تراجع الدولار الأسترالي بصورة حادة مقابل الدولار الأميركي بعد تخفيض بنك الاحتياطي الأسترالي معدلات الفائدة القياسية 0.25% مع عدم استبعاد المزيد من سياسات التيسير النقدي خلال الفترة القادمة.
وفي أحدث التعاملات انخفضت العملة الأسترالية بنسبة 0.9% مسجلة 0.6401 دولار أميركي.
في هذه الأثناء، هبط اليوان الصيني مقابل الدولار مع خفض بكين معدلات الفائدة الرئيسية للإقراض، بينما استمر الطلب الموسمي على الدولار من الشركات مرتفعاً.
واستقرت عملة الجنيه الإسترليني عند 1.3372 دولار بعد أن زيادة بنسبة 0.6% يوم الاثنين مع توصل بريطانيا إلى اتفاق لإعادة ضبط العلاقات الدفاعية والتجارية مع الاتحاد الأوروبي، والذي يعتبر الأكبر منذ خروج المملكة المتحدة من المجموعة.
وصعد اليورو بنسبة 0.2% إلى 1.3373 مقابل الدولار. بينما ارتفع الفرنك السويسري مقابل العملة الأميركية التي تراجعت في المقابل بنسبة 0.4% إلى مستوى 0.8314 فرنك.
ومع ذلك تبقى الأضواء مسلطة على اقتصاد الولايات المتحدة مع تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي في أتلانتا، رافاييل بوستيك، لشبكة CNBC يوم الاثنين، بأن الفدرالي الأميركي قد يستطيع فقط خفض معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس حتى نهاية العام بسبب المخاوف بشأن زيادة التضخم الناتجة عن رفع الرسوم الجمركية.
ويتزامن ذلك مع نقاش يدور في الكونغرس الأميركي بشأن مشروع قانون الضرائب المطروح من ترامب. ويقول محللون مستقلون إن مشروع القانون سيضيف ما بين ثلاثة وخمسة تريليونات دولار إلى الدين السيادي الأميركي.
وتراجع مؤشر الدولار بنسبة 10.6% في أبريل/ نيسان من مستوياته المرتفعة خلال شهر يناير/ كانون الثاني، لكن العملة الأميركية استرجعت بعض الزخم بعد تعليق الولايات المتحدة الكثير من أكبر التعرفات الجمركية التي أعلنت عنها في شهر أبريل.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام