بالتزامن مع اجتماع مجلس الأمن الدولي، للنظر في قرار محكمة العدل الدولية الذي دعا إسرائيل لمنع أي عمل "إبادة جماعية" محتمل في قطاع غزة، تثار التساؤلات حول المتوقع من الجلسة وتداعياتها القانونية، وهو ما يكشفه مختصون تحدث معهم موقع "الحرة".

ويأتي الاجتماع، الذي يُعقد الأربعاء الساعة 16:00 بتوقيت غرينيتش، بطلب من الجزائر "بغية إعطاء قوة إلزامية لحكم محكمة العدل الدولية فيما يخص الإجراءات المؤقتة المفروضة على إسرائيل"، حسبما قالت "الخارجية الجزائرية".

بيان وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج pic.twitter.com/8vqs33DVO3

— وزارة الشؤون الخارجية| MFA-Algeria (@Algeria_MFA) January 26, 2024

قبل يوم من انعقاد الجلسة، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته في إلزام إسرائيل بتنفيذ قرار العدل الدولية، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

بين "الإنفاذ والإلزام"

في حديثه لموقع "الحرة"، يفرق خبير القانون الدولي، أيمن سلامة، بين "الإنفاذ والإلزام".

فكل ما يصدر عن محكمة العدل الدولية "إلزامي" تجاه طرفي الدعوة وهما جنوب أفريقيا وإسرائيل، حسبما يوضح سلامة.

ويشير خبير القانون الدولي إلى أن مجلس الأمن "لا يضفي أي إلزامية" على قرارات وأوامر محكمة العدل الدولية، لكن المجلس يضع "آليات الإنفاذ".

ومن جانبه، يشير المحامي أمام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، إيلي حاتم، إلى أن جلسة مجلس الأمن سوف تناقش "آليات وأدوات تطبيق تدابير محكمة العدل الدولية".

ولا تمتلك محكمة العدل الدولية "أدوات" تسمح بتطبيق قراراتها، وبالتالي تستطيع أي دولة التوجه لمجلس الأمن الدولي لطلب "اتخاذ الإجراءات الإلزامية" لإجبار المدعى عليه "احترام قرار محكمة العدل الدولية"، وذلك استنادا للمادة الثامنة من معاهدة "مكافحة الإبادة الجماعية"، حسبما يوضح لموقع "الحرة".

وفي هذه الحالة يتعلق الأمر بتقديم "تقرير حول كل الإلزامات والواجبات التي يجب أن تتعهد بها إسرائيل لمنع وتوقف أي عمل (إبادة جماعية)"، وفق حاتم.

والجمعة، دعت محكمة العدل الدولية، إسرائيل إلى منع ارتكاب أي عمل يُحتمل أن يرقى إلى "الإبادة الجماعية" في قطاع غزة وإلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إليه، مع تزايد القلق بشأن مصير المدنيين المحاصرين جراء الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى.

وقالت المحكمة إن إسرائيل التي تسيطر على كل معابر دخول المساعدات الدولية إلى قطاع غزة الذي تفرض عليه حصارا تاما، يجب أن تتخذ "خطوات فورية" لتمكين توفير "المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الفلسطينيون بشكل عاجل". 

لكن المحكمة، ومقرها لاهاي، لم تطلب صراحة "وقف إطلاق النار في غزة"، وهي "لا تمتلك أي وسيلة لتنفيذ قراراتها".

سيناريوهات متوقعة

يتحدث سلامة، عن عدة سيناريوهات متوقعة خلال الجلسة، فقد يصدر مجلس الأمن "توصيات بكيفية تنفيذ تدابير محكمة العدل الدولية".

وقد يصدر مجلس الأمن بحد ذاته "تدابير محددة" يراها مناسبة من أجل "إنفاذ تدابير محكمة العدل الدولية"، وفق سلامة.

ويشير خبير القانون الدولي، إلى احتمالية كبيرة لاستخدام بعض الدول ذات العضوية الدائمة حق النقض "الفيتو" لمنع تنفيذ التدابير التحفظية "تنفيذا قسريا إجباريا".

وترى إسرائيل أن محكمة العدل الدولية والقضاء الدولي بشكل عام قد يهدد "الأمن القومي الإسرائيلي"، بتنفيذ هذه التدابير التي قد "تمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها خلال الحرب في غزة، وعلى رأس ذلك القضاء على حماس"، وفق سلامة.

ومن جانبه، يعتقد حاتم أن بعض الدول دائمة العضوية قد تستخدم حق النقض "الفيتو".

ويشير حاتم إلى إمكانية أن يصدر مجلس الأمن قرارا لضمان تنفيذ "قرارات محكمة العدل الدولية"، لكنه يتساءل مستنكرا "ما الأدوات التي قد تمكن المجلس من تطبيق قراره على أرض الواقع؟!".

تداعيات متوقعة

يرى سلامة أن استخدام حق الفيتو سوف يفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية في قطاع غزة، ويهدد السلم والأمن الدوليين بمنطقة الشرق الأوسط.

وفي الوقت ذاته فإن الفيتو "لن يشل إرادة محكمة العدل في الاستمرار بالدعوة حتى النهاية، وتقرير ما إذا كانت إسرائيل قد ارتكبت (إبادة جماعية) أم لا"، وفق خبير القانون الدولي.

ويشير إلى أنه إذا تمت إدانة إسرائيل فسيتم "فرض تعويضات" على السلطات الإسرائيلية، في قرار "قضائي نهائي مبرم لا يجوز الطعن عليه"، وهو ما قد يحدث بعد سنوات.

ولم تبت المحكمة في مزاعم "الإبادة الجماعية"، وهو الأمر الذي قد يستغرق سنوات، ورغم أن قرارات العدل الدولية "غير قابلة للاستئناف" لكنها ليس لديها آلية لتنفيذ قراراتها.

ومن جانبه، يشير حاتم إلى أن "إسرائيل قد لا تطبق القرار".

ولكن إذا لم تنفذ إسرائيل ما يطلبه المجلس استنادا لقرار محكمة العدل الدولية فسوف يؤدي ذلك إلى "فقدان "مصداقيتها ويحول الرأي العام الدولي ضدها".

ووصفت إسرائيل مزاعم جنوب أفريقيا بأنها كاذبة و"مشوهة بشكل صارخ"، وتقول إنها تحركت في غزة دفاعا عن النفس ضد عدو هاجمها أولا وإنها تبذل قصارى جهدها لحماية المدنيين، ملقية باللوم على حماس في الإضرار بالمدنيين بسبب تنفيذها عمليات وسطهم وهو ما تنفيه الحركة، بحسب وكالة "رويترز".

ومن جانبها، أشارت الولايات المتحدة إلى أن "الحكم لم يتوصل إلى نتيجة بشأن الإبادة الجماعية"، وقالت إنه جاء متماشيا مع وجهة نظرها بأن إسرائيل لديها الحق في اتخاذ إجراءات وفقا للقانون الدولي لمنع أي تكرار لهجمات السابع من أكتوبر.

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق على مناطق إسرائيلية في السابع من أكتوبر الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما أسفر عن سقوط 26900 فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 65949، وفق ما أعلنته وزارة الصحة التابعة لحماس، الأربعاء.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قرار محکمة العدل الدولیة خبیر القانون الدولی الإبادة الجماعیة الأمن الدولی فی قطاع غزة مجلس الأمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

منع تشغيل الحافلات الدولية داخل المملكة.. 11 اشتراطًا للحافلة في تنظيم النقل الدولي الجديد

طرحت الهيئة العامة للنقل عبر منصة ”استطلاع“ مشروع اللائحة التنفيذية لتنظيم نشاط النقل الدولي للركاب بالحافلات، إلى جانب تنظيم نشاط الوكيل المحلي، وذلك ضمن خطتها الشاملة لتطوير خدمات النقل، ورفع كفاءة التشغيل، وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، بما يحقق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة.
تهدف اللائحة إلى تنظيم كل ما يتعلق بعمليات النقل الدولي من وإلى خارج المملكة، بما يشمل الحافلات والسائقين والمشغلين والوكلاء، إلى جانب فرض ضوابط دقيقة تتعلق بالسلامة، والبيئة، والمتطلبات الفنية، والربط الإلكتروني، وتراخيص التشغيل.
أخبار متعلقة لائحة جديدة للنقل المتخصص.. عمر الحافلة التشغيلي 10 سنوات و19 التزاما للسائقين25 اشتراطًا لتنظيم توصيل الطلبات.. أبرزها هوية السائق والربط الإلكتروني مع ”النقل"رخصة القيادة إلزامية.. "النقل العام" تحدد ضوابط أنشطة تأجير الدراجات .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } منع تشغيل الحافلات الدولية داخل المملكة.. 11 اشتراطًا للحافلة في تنظيم النقل الدولي الجديدشروط وضوابط الترخيص للنقل الدوليتشترط الهيئة ألا يزاول أي شخص أو منشأة نشاط النقل الدولي دون الحصول على الترخيص النظامي، وتُعد جميع الأعمال التحضيرية لمزاولة النشاط بدون ترخيص مخالفة صريحة.
وتُلزم اللائحة المنشآت الراغبة في الحصول على الترخيص باستيفاء متطلبات منها تقديم طلب الترخيص من خلال القنوات الرسمية للهيئة، وتقديم سجل تجاري يتضمن نشاط ”نقل الركاب بالحافلات إلى خارج المملكة“، وتقديم شهادة تأمينات اجتماعية، وشهادة زكاة ودخل سارية.
وتتضمن المتطلبات أيضًا توفير مركز تشغيلي داخل المدينة المطلوب الترخيص بها وفق الاشتراطات النظامية، وتوفير 10 حافلات كحد أدنى، مملوكة مباشرة أو من خلال عقود تأجير تمويلي، والربط الإلكتروني بأنظمة الهيئة، وتحديد العنوان الوطني وسداد أي مستحقات أو غرامات سابقة.
ويُمنح الترخيص الرئيسي لمدة ثلاث سنوات، فيما تُمنح الفروع تراخيص فرعية ترتبط بصلاحية الترخيص الرئيسي.الترخيص المقيّد والتجديد
أجازت اللائحة إصدار ترخيص مقيّد مؤقتًا لمدة 90 يومًا بحد أقصى، على أن يُلغى تلقائيًا في حال عدم استيفاء الاشتراطات خلال المدة. أما تجديد الترخيص فيكون وفقاً لضوابط صارمة، تشمل تقديم الطلب قبل 180 يوماً من انتهاء الصلاحية، والسداد الكامل لأي غرامات، وتقديم شهادة سعودة سارية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } منع تشغيل الحافلات الدولية داخل المملكة.. 11 اشتراطًا للحافلة في تنظيم النقل الدولي الجديدشروط التنازل والإلغاء
لا يُسمح بالتنازل عن الترخيص إلا بعد موافقة الهيئة، واستيفاء عدد من الشروط، منها تقديم الطلب مسبقًا، والتأكد من أن الترخيص ساري، وسداد المستحقات. كما حددت اللائحة حالات الإلغاء، سواء بناءً على طلب مقدم الخدمة أو تلقائيًا في حال شطب النشاط أو الإفلاس أو الوفاة دون تصحيح وضع المنشأة خلال 90 يومًا.ترخيص نشاط الوكيل المحلي
يشترط لممارسة نشاط الوكيل المحلي وجود ترخيص قائم للنقل الدولي، وتقديم طلب رسمي للهيئة، والربط الإلكتروني مع الهيئة، وسداد المقابل المالي والغرامات.
ويُمنح الترخيص الرئيسي لمدة ثلاث سنوات، مع ترخيص فرعي لكل فرع تابع. وتُلغى التراخيص تلقائيًا في حال انتهاء الترخيص دون التجديد، أو إفلاس المنشأة، أو وفاة المالك دون معالجة الوضع.اشتراطات الحافلة
تُشدد اللائحة على أن تكون الحافلة مصنّفة كنقل عام، ولا يتجاوز عمرها 10 سنوات من سنة الصنع، ومزودة بدورة مياه، ومستودع أمتعة، وتجهيزات السلامة، وخاضعة لفحص دوري، وتغطية تأمينية مستمرة.
كما تُشترط بطاقة تشغيل لكل حافلة، تصدر لمدة سنة واحدة، ولا يجوز تشغيلها بعد انتهائها أو إيقافها.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } منع تشغيل الحافلات الدولية داخل المملكة.. 11 اشتراطًا للحافلة في تنظيم النقل الدولي الجديداشتراطات والتزامات السائق
يُمنع تشغيل أي سائق في نشاط النقل الدولي دون بطاقة سائق، وتُشترط رخصة قيادة نظامية، وشهادة خلوّ سوابق، واجتياز اختبار كفاءة مهنية، وعلاقة تعاقدية موثقة.
ويُشترط للسائق غير السعودي أن تكون مهنته ”سائق حافلة“، ويرتبط رقم هويته الموحدة بالمنشأة. وتُلغى البطاقة تلقائيًا بعد انتهاء مدتها دون تجديد، أو بناءً على طلب المنشأة.
أوجبت اللائحة على السائقين الالتزام بعدد من المهام لضمان سلامة الركاب، منها الفحص السريع للحافلة، التأكد من وجود أدوات السلامة، والامتناع عن التدخين داخل الحافلة، والالتزام بالآداب العامة والزي الرسمي، وعدم التحرك دون التأكد من وجود كافة الركاب، والالتزام بساعات الراحة المعتمدة.ضوابط تشغيل الحافلات
لا يُسمح باستخدام الحافلات في النقل الداخلي، ويُشترط إصدار تذكرة سفر تفصيلية لكل راكب، وبيان أمتعة مستقل.
وأوجبت اللائحة على المشغلين تشغيل حافلات مطابقة للمواصفات، وتأمين السائق بمستندات الرحلة، وتوفير تجهيزات السلامة، وتسجيل بيانات الركاب إلكترونيًا، وتحديد آلية واضحة لإعادة المفقودات.
تتضمن واجبات الوكيل المحلي تزويد الهيئة ببيانات الركاب والسائقين، والتعامل بمكاتبات رسمية باللغة العربية، وتحديد ساعات العمل ونشرها، والالتزام بمكان تحميل محدد.العقوبات والمخالفات
تُطبّق العقوبات وفق جدول خاص يصدره رئيس الهيئة، وتشمل مخالفات التشغيل، والتراخيص، والسلامة، ويُمنح المخالف حق التظلم خلال 30 يومًا من تاريخ الإشعار، كما يحق له التظلم أمام المحكمة المختصة خلال 60 يومًا من قرار لجنة النظر في المخالفات.
ويُعتمد الإشعار عبر منصات الهيئة الرسمية أو البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية، ويُعد منتجًا لأثره النظامي من تاريخ الإرسال.

مقالات مشابهة

  • محكمة قنا تصدر تعليماتها للمكلفين بالعمل في لجان انتخابات الشيوخ
  • بعد إقرار القانون.. العدل تحدد مقار 38 محكمة عمالية متخصصة
  • لماذا تؤجل محكمة العدل الدولية إصدار حكمها بشأن الإبادة الجماعية بغزة؟
  • مفترق حاسم في غزة: إسرائيل تراهن على تهديد ترامب لدفع الاتفاق
  • توقعات بإجراء انتخابات برلمانية بسوريا في سبتمبر
  • التغير المناخي أمام العدل الدولية.. هل تقاضي البلدان الفقيرة الدول الصناعية؟
  • مواجهة كلامية بين ممثلي الولايات المتحدة والصين خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي
  • “المنفي “يؤكد التزام ليبيا بإصلاح مجلس الأمن الدولي
  • تفاصيل الهجوم على محكمة في إيران.. واتهامات لإسرائيل
  • منع تشغيل الحافلات الدولية داخل المملكة.. 11 اشتراطًا للحافلة في تنظيم النقل الدولي الجديد