الشاعر المغربي محمد بنيس: أكتب بلغة غير أكاديمية ولا ألتزم بمناهج محددة
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
شهدت قاعة ديوان الشعر بلازا "1" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55 فعالية اللقاء الشعري، حيث شارك في الحدث الشاعر المغربي والأكاديمي الدكتور محمد بنيس، وأدارت اللقاء الكاتبة والناقدة الأكاديمية الدكتورة هدى عطية.
في البداية، قالت هدى عطية، في مقدمتها لحوار الشاعر المغربي والأكاديمي الدكتور محمد بنيس: "أحيي الجهد البالغ الذي يبذله القائمون على هذا الحدث الثقافي الكبير، فكل الشكر لوزارة الثقافة، وللهيئة المصرية العامة للكتاب، ممثلة في رئيسها الدكتور أحمد بهي الدين".
وأضافت "اسمحوا لي أن أجمع بين التحية والعرفان حينما أذكر الأصدقاء الشاعر أحمد الشهاوي، والشاعر عادل سميح، فقد شرفوني بالاختيار، ولبوا أحد أحلامي التي طالما أملت في أن يصبح حقيقة مؤكدة، وهو الجلوس في معية المثقف والناقد والشاعر الكبير الدكتور محمد بنيس".
وتابعت "سعادة غامرة أن نكون في معيته؛ ليس فقط لأن محمد بنيس من أبرز الشعراء المغاربة الذين واصلوا تجديد القصيدة المغربية المعاصرة كتابة ونقداً، وأسهموا بالتبعية في تجديد القصيدة العربية، وفي تثويرها، وتطويرها مغامرة ومغايرة، ولكن أيضاً، لأنه من المثقفين العرب الذين تشبثوا بجدوى الشعر، في زمن التصحر الثقافي الذي أتى على الأخضر واليابس في أرض الثقافة العربية، حيث غاب السؤال وتم تهميش المعرفة، ولم يعد للمثقف المكانة اللائقة به باعتباره منتجاً للرأسمال الرمزي، الذي في غيابه يفقد الإنسان القيم ويفقد إنسانيته وخصوصاً في ظل هذا الجموح الرهيب للهيمنة والعولمة والتكنولوجية".
وبسؤال الدكتور محمد بنيس حول مفهوم الحرية الذي يرتبط بالشعر وتأثير المنهج على الحرية، أجاب بأن الحرية تتجلى في لغته الخاصة وكتابته، حيث يكتب بلغة غير أكاديمية ولا يلتزم بمناهج محددة، مشيرًا إلى أنه يحتاج إلى منهجية خاصة في الكتابات التي تفتقر إلى الضوابط.
وأضاف بنيس: "أنا لا أكتب بسهولة أو تسرع أو انفعال، ولم أشر إلى أي باحث أو كاتب حديث في كتابي حول الشعرية، فأنا أعود فيه إلى الأصول، حيث تمنح المنهجية مساحة للتعبير عن المعرفة، ليست فقط من خلال الترجمات".
وبالنسبة لتاريخ قصيدته وكيف يراها الآن، وكيف ينظر إليها بعد مرور الوقت، أوضح بنيس: "هناك شعراء يتخلصون من بداياتهم بالحذف من سيرتهم الذاتية، وهناك من يحتفظون بديوانهم الأول. أنا من هؤلاء الذين يؤمنون بإعادة الكتابة، يمكنني حذف وإضافة في قصائدي. أنا في حالة حركة مستمرة مع الشعر، وعلى الرغم من أنني أنسى، إلا أنه بدون النسيان لا يمكنني تقديم شيء جديد. العمل على دواويني يتم بروح مسؤولة، وليس من حقي أن أعبث بتلك القصائد".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
إقرأ أيضاً:
رحيل الشاعر ياسين البكالي بعد رحلة إبداعية مع الحرف والقصيدة
خليل المعلمي
نعت الاوساط الثقافية والأدبية في بلادنا الشاعر والأديب ياسين البكالي الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الخميس الموافق ١٥ مايو ٢٠٢٥م، بعد رحلة طويلة مع الإبداع والتألق، رافق الحرف والكلمة والقصيدة على مدى أكثر من عقدين ويزيد، ادخر حياته ووقته وموهبته في الشعر ومع الشعر فكانت الحصيلة مجموعة من الدواوين، ونال الكثير من الجوائز والأوسمة والدروع.
توطدت علاقتي بالشاعر ياسين البكالي عندما كنا ضيوفا على مكتبة زبيد العامة أثناء مشاركته في مسابقة شاعر زبيد في ابريل 2013م، التي كانت تنظمها المكتبة سنوياً، كانت مشاركته في المسابقة رائعة ومتميزة وكان ذا صوت جهوري ولغته نقية وقوية، يلقى قصائده بقوة وكأنها تزلزل الأسماع قبل الأمكنة..
غادرنا زبيد سوياً متجهين إلى صنعاء فاصبحت روابط الصداقة بيننا وثيقة، وظل تواصلنا على مواقع التواصل الاجتماعي، اتعرف على أنشطته ومشاركاته ونتاجاته الإبداعية المستمرة، وكان آخر لقاء معه في صنعاء 2023م، واهداني حينها ديوانه الجديد في ذلك العام “عمرةٌ وسربُ قصائد”، وكنت أكثر متابعة لصفحته على “الفيس بوك” التي كان يبث فيها أماله وآلامه حتى اختاره الله إلى جواره صابراً محتسباً، قبل أن يكمل العقد الخامس من عمره ببضع سنوات لكنها إرادة الله الذي لا راد لقضائه.
لقد جادت قريحة الشاعر ياسين البكالي بالكثير من القصائد التي تحتاج منا إلى تأمل وتدبر، و القصيدة التالية التي نظمها ونشرها، وربما كان قد عرف بقرب أجله:
سأموتُ بعدَ قليلِ
فانتظروا
لكيْ أبكِي عليّا
وقِفوا جِواري هادئِينَ
دعوا الحروفَ تُحيطُ بي
ولسوفَ آخذُها إلى ربّي
أقولُ لهُ : إلهي
العفوَ هذا ما لديَّ
سأموتُ بعدَ قليلِ
فاحتشدوا عليَّ
فرُبّما سأكونُ أفضلَ
ربّما أُنهِي قراءةَ كلِّ أسماءِ الغيابِ
وأكتفي بصلاةِ هذا الشعرِ فِيَّا.
ولا عجب أن لا نجد للحياة أي أهمية لديه ولا تساوي شيئاً عنده وذلك من خلال قصيدة يقول فيها:
خُلاصةُ العُمرِ
أن تأتي خُلاصتُهُ
على امرئٍ
مثلَما تأتِي طفولتُهُ
وأن تنامَ عجوزٌ
فوقَ مائدةٍ
حتّى يعودَ ابنُها النائيْ
وفرحتُهُ
ما أرخصَ العيشَ
إن أضحى بلا سببٍ
وأتعسَ الوقتَ
إن سادتْكَ حِيرتُهُ
أحتاجُ نصفَ رغيفٍ
كي أرى وطناً
يَليقُ بالفردِ
إن آذتْهُ غُربتُهُ
نحيا على أملٍ..
كِدنا نذوبُ على
شَفا مواجِعِنا
لولا ابتِسامتُهُ..
وفيما يلي نستعرض السيرة الذاتية للشاعر المبدع ياسين البكالي (كما وردت في كتاب شعراء اليمن وأدباؤها المعاصرون، الجزء الثاني، 2025):
– ياسين محمد أحمد سعد البكالي، (شاعر وباحث في الدراسات الفلسفية).
-ولد في بكال بمحافظة ريمة عام1977م.
– بكالوريوس تربية قسم (فلسفة وعلم اجتماع) جامعة صنعاء عام 1999م.
– تمهيدي ماجستير إدارة مدرسية.
– يعمل في الحقل التربوي.
– رئيس منتدى شعراء ريمة.
– عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين
– عضو مؤسس في المنظمة اليمنية لحماية الدستور والقانون.
– مشارك في الكثير من الفعاليات الثقافية والمهرجانات على مستوى الوطن.
– مُشاركُ أساسي في (مُلتقى شعر المديح النبوي) في تريم عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2010م.
– حاصل على شهادة شاعر اليمن من برنامج صدى القوافي الذي أنتجته الفضائية اليمنية 2014م.
– حاز على الكثير من الجوائز والشهادات التقديرية، من أبرزها:
• جائزة رئيس الجمهورية في محافظة ريمة لعام 2008م في مجال الشعر.
• جائزة ودرع أفضل شاعر في جامعة صنعاء لعام 2011م.
• المركز الأول ودرع وجائزة ملتقى شعراء ريمة عام 2017م.
• جائزة السنوسي الشعرية بجيزان المركز الثاني لعام 2018م.
• حاصل على درع (سفير السلام) لعام 2018 من جامعة الرازي ومؤسسة بصمات شبابية.
• حاصل على درع مجلة أقلام عربية لعام 2021م في مسابقة أقلام حول المرأة.
– الإصدارات الأدبية:
• ديوان (همسات البزوغ) عام 2008م تم طباعته في مطابع الكتاب المدرسي.
• ديوان (أحزان موسمية على الضفة الغربية) عام 2009م عن مركز عبادي.
• ديوان (مناسك غربةٍ لم تكتمل بعد) عام 2012م عن مركز عبادي.
• ديوان (أحدٌ ما يشتكي الآن منكَ) نادي الباحة الأدبي 2017م.
• ديوان (رمٌق آيلٌ للحياة) نادي الإحساء الأدبي 2017م.
• مجموعة (قبل أن يطفئ الماء قنديله) عن نادي نجران الأدبي 2018م.
• ديوان (مخافة أن….) عن منتدى شعراء ريمة 2020م.
• مجموعة (ليس في بالهِ أن يعود) صدرت عن مؤسسة الانتشار العربي عام 2020م.
• “الآهل بالفقد” مجموعة شعرية صدرت عن دار عناوين عام 2021م.
• “واستدار رغيفٌ من الأمنيات” مجموعة شعرية صدرت عن النادي الأدبي الثقافي بجدة 2022م.
• “الرحيل واقفاً” كتاب عن الشاعر الراحل مهدي الحيدري2022م.
• ديوان (عمرةٌ وسربُ قصائد).
. ديوان (ثم قال الغريب) صادر عن مؤسسة يسطرون للطباعة والنشر والتوزيع.
– تحت الطبع:
• ديوان (أشرعةٌ تصلي في حضرة البحر).
• ديوان (النزوح الأبيض إلى حروفٍ لا تعرف الجهاتْ).
(وردة النار) رواية..
رحم الله فقيدنا، وأسكنه الفردوس الأعلى.. وإنا لله وإنا إليه راجعون..