هل تخرج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي على غرار ما فعلته بريطانيا؟
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
نشر موقع "المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات" تقريرًا تحدث فيه عن المقابلة التي جمعت مرشحة الحزب اليميني في ألمانيا أليسا فايدل مع صحيفة "فاينانشال تايمز"، التي ذكرت أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان خطوة معقولة تمامًا.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن البريكست نموذج يحتذى به ويمكن لألمانيا تنفيذه في ظل ظروف معينة.
وحسب فايدل فإن ما فعلته بريطانيا نموذج لكيفية اتخاذ قرارات ذات سيادة. ومع ذلك، حتى الآن لا يزيد عن كونه مجرد خطة ثانية يمكن اللجوء إليها في حالة عدم تمكن الاتحاد الأوروبي من الإصلاح والقضاء على "نقص الديمقراطية"، بما في ذلك من خلال الحد من صلاحيات "الجهاز التنفيذي غير المنتخب" الذي تمثله المفوضية الأوروبية.
وأضافت فايدل "لكن إذا كان الإصلاح مستحيلًا وفي حال لم نتمكن من استعادة سيادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، سيتعيّن علينا ترك الخيار للشعب كما فعلت المملكة المتحدة وعقد استفتاء حول خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي".
ووفقًا لصحيفة "فاينانشال تايمز"، فإن هذه الفكرة غير مطروحة وتنتهك المحظورات غير المعلنة في ألمانيا المتعلقة بمناقشة مثل هذه السيناريوهات. وعلى الرغم من أن الأحزاب الرئيسية الممثلة في البوندستاغ موالية لأوروبا إلا أن فايدل تستطيع بسهولة إصدار تصريحات جريئة على خلفية الزيادة الكبيرة في الدعم لحزبها بعد حصولها - وفقًا لآخر استطلاعات الرأي - على 22 بالمئة من مجموع الأصوات. وبذلك يتفوّق حزبها على الأحزاب الثلاثة المدرجة في الائتلاف الحالي الذي يتزعمه أولاف شولتز، الذي تراجعت شعبيته في الآونة الأخيرة.
وذكر الموقع أن فايدل اختارت المجلة البريطانية للإعلان عن مثل هذه الخطط الجذرية لعدة أسباب من بينها أن حزب البديل من أجل ألمانيا يُعَد في ألمانيا مجموعة من الأطراف الهامشية التي لا مكان لها في السياسة الكبرى، إضافة إلى رفض وسائل الإعلام هناك التطرق إلى هكذا مواضيع.
لكن المقابلة رفيعة المستوى مع أليس فايدل لم تمر دون تعليق الصحافة الألمانية. وبحلول مساء اليوم نفسه، نشرت صحيفة "بيلد" مقالا بعنوان "حزب البديل من أجل ألمانيا يخطط للخروج من الاتحاد الأوروبي".
وفي الحقيقة يعد خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي أمرًا مستحيلا تحت أي ظرف من الظروف لعدة أسباب من بينها تأسيسها جنبا إلى جنب مع فرنسا وعدد من الدول الأوروبية الجماعة الاقتصادية الأوروبية. ودون مشاركة كل من هاتين القوتين أو حتى إحداهما باعتبارهما المانحان الرئيسيّان لميزانية عموم أوروبا، يستحيل تخيل الاتحاد الأوروبي. والأفكار حول مغادرة الاتحاد الأوروبي من جانب زعيم حزب البديل من أجل ألمانيا لا تتعدى كونها مجرد خطاب سياسي هدفه الاستفزاز الواضح.
وفي نفس المقابلة مع الصحيفة البريطانية، ذكرت فايدل أنها تعلّق آمالا على حكمة الديمقراطيين المسيحيين الموجودين حاليًا في المعارضة، حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي، الذين قد يوافقون في المستقبل على تشكيل ائتلاف مع حزب البديل من أجل ألمانيا، على الرغم من رفضهم القاطع لأي شكل من أشكال الائتلاف مع "البديل" الموجود اليوم.
في الوقت نفسه تزايد الاستياء على الساحة السياسية الألمانية إزاء التعسف المفرط الذي تمارسه بروكسل. وعليه، فإن اقتراح فايدل الحد من القدرة المطلقة للبيروقراطيين الأوروبيين قد يصبح الأساس لإيجاد أرضية مشتركة.
وبعد الفشل في عهد شولتز، الذي افتقر إلى الإرادة وانغمس وراء أهواء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على حساب مصالح الألمان أنفسهم، لا يستطيع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي تقديم المساعدة المنهكة.
بالنسبة لألمانيا، التي خسرت في السنوات الأخيرة الفرصة لاستعادة نفوذها وقيادتها غير المشروطة في أوروبا، فإن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي يعني إما دعوة إلى الحل أو الإصلاح. وسيتم اختيار المسار الثاني، وسيظل خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي مجرد فزاعة لكي تكون السلطات الأوروبية أكثر مرونة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية خروج الاتحاد الأوروبي حزب البديل المانيا الاتحاد الأوروبي خروج حزب البديل المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ألمانیا من الاتحاد الأوروبی حزب البدیل من أجل ألمانیا
إقرأ أيضاً:
إسرائيل.. والتواطؤ الأوروبي
في 15 يوليو المنقضي، عقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعًا لمناقشة إمكانية فرض عقوبات على إسرائيل، بما في ذلك تعليق جزئي، أو كامل لاتفاقية الشراكة بين الطرفين. والسبب، تواصل حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد أهالي غزة لأكثر من (21) شهرًا منذ السابع من أكتوبر 2023م، إثر "طوفان الأقصى"، والتي خلّفت أكثر من (202) ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على (11) ألف مفقود، إضافًة إلى مئات الآلاف من النازحين، والمجاعة التي أزهقت أرواح الكثيرين.
وقد وثقت دائرة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي في تحقيقاتها (38) انتهاكًا إسرائيليًا للقانون الدولي، وهو ما كان يستوجب اتخاذ الاتحاد لإجراء تعليق اتفاقية الشراكة بينه وبين إسرائيل، والتي دخلت حيز التنفيذ عام 2000م، وتمنح الدولة العبرية امتيازات تجارية، علمًا بأن تعليق هذه الشراكة يتطلب تعليق أغلبية مؤهلة من 15 دولة عضو (من أصل 27 دولة) تمثل ما لا يقل عن (65%) من سكان الاتحاد الأوروبي.
وللتاريخ، فقد دعت دول (إسبانيا- إيرلندا- سلوفينيا- بلجيكا) إلى توافق بشأن تعليق الاتفاقية، في حين عارضت كل من: ألمانيا والنمسا اتخاذ أي إجراء عقابي ضد تل أبيب، وهو ما حال دون اتخاذ قرار بفرض العقوبات على إسرائيل!!
والغريب أنه قبيل اجتماع الاتحاد (15 يوليو)، تم التلميح إلى اتفاق جرى التوصل إليه بين الاتحاد وإسرائيل بخصوص تحسين الوضع الإنساني في غزة، وهو "الاتفاق الغامض" الذي لم يعلم عنه أحد- بشكل دقيق- أية معلومات عن بنوده وآلياته، لا سيما وأنه لم يظهر أي نص مكتوب بصدده!!
وفي حين اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي "جدعون ساعر" عدم اتخاذ قرار من الاتحاد الأوروبي بالعقوبات "انتصارًا دبلوماسيًا" لتل أبيب، إلا أن العديد من الخبراء والمنظمات المدنية كان لها رأي آخر رافض لهذا "التواطؤ الأوروبي" لصالح الدولة العبرية، إذ اعتبروا أن إحجام الاتحاد عن معاقبة إسرائيل يعكس موقفًا سياسيًا لا يستند إلى أي تقييم قانوني مستقل، ولا إلى تقييم لمخاطر الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، إضافًة إلى أنه يعكس أيضًا شكوكًا من داخل الاتحاد تجاه تقاريره الخاصة، وكذلك التداعيات السلبية المستقبلية على دور الاتحاد الأوروبي كضامن لحقوق الإنسان والقواعد الإنسانية الدولية على مستوى العالم، فضلاً عن أن الأمر لا يتعلق فقط بسمعة الاتحاد الأوروبي، بل إن وحدة دوله الـ(27) باتت في خطر، فإذا لم يتحرك الاتحاد، ستضطر كل دولة إلى التصرف بمفردها!!