موقع النيلين:
2025-05-09@03:41:40 GMT

النفايات التقنية.. الجرد السنوي

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT


بدايات الأعوام دائما ما تكون مغرية ليس فقط للشروع بجديد، بل للتخلص من غير المفيد أيضا. في جولة سريعة للأجهزة المنزلية يكاد لا يخلو منزل من ذلك الجوال القديم المغلق او الآيباد المكسور والمغطى بلاصق، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن هذا النفايات الكهربائية والالكترونية تعد الأسرع نموا في النفايات المنزلية حول العالم بل ان زيادتها تفوق زيادة سكان العالم بثلاث مرات، بحسب إفادة المنتدى الدولي للنفايات فإن أكثر من خمسة مليارات هاتف محمول سيذهب الى مكبات النفايات في عام 2022، فما الرقم اليوم؟ على المستوى المحلي فإن ذات العام شهد مبادرة وطنية رائعة كانت تحت شعار “دور جهازك” بالتعاون بين موان (المركز الوطني لإدارة النفايات) وهيئة الاتصالات والفضاء والتقنية ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ونتج عنها التبرع بأكثر من مئة الف جهاز وكانت تهدف ليس لتقليل الهدر المالي فقط، بل للحد أيضا من الانبعاثات الكربونية والمخلفات الضارة.

المحزن ان معظم هذه المبادرات تنجح نجاحا مدويا في وقتها ثم تنتهي كالفقاعة، ويعود الناس لممارستهم القديمة، بل تصفحت حساب (موان) في الانترنت والمنصات ولم أجد أي استمرارية في نشر الوعي حيث تستطيع ان تشاهد السلوكيات الضارة في التخلص من النفايات لا تزال مستمرة والأهم ان (رحلة العميل) معقدة في هذا الجانب، لأنك تضطر ان تتواصل مع أكثر من جهة للتخلص من جهاز او جمعية ونحوها، بالمقابل ماذا لو تم تخصيص حاويات للنفايات الرقمية في كل حي؟ او مركز مباشر يتجه اليه الناس. المسألة مبهمة وتحتاج إعادة تقييم. وقبل ان نحاسب الفرد على تفضيله للحل الاسهل علينا مساءلة الجهات المناط بها بالفعل هذه القضايا البيئية الخطرة والتي لا تحتمل تأجيل وتكهنات، بل من المخجل ان نكون في عام 2024 دون ان يعرف الناس مصير أجهزتهم التالفة، بل خطورتها عليهم داخل منازلهم.

بل تستمر الممارسات الضارة وتجد ان الناس قد يتخلصون منها اما بالرمي في الأرض او الماء او حرقها وتكسيرها ويذهب البعض لتفكيكها يدويا او سكب مواد مذيبة والمخيف ان هذا السلوك العشوائي قد يتسبب في انبعاث الآلاف من المواد السامة والمضرة، ويعتقد البعض ان ضرر هذا الجهاز يقف عند هذا الحد، بل وجدت المنظمات الإنسانية ان الفقراء والأطفال هم ضحايا هذا القطاع حيث تعمل اكثر من 12 مليون امرأة في تدوير هذه النفايات واستخدام الأطفال، ولك ان تتخيل ما الذي يحدث في صحتهم، اذا هذه الأجهزة التي في أيدينا هي بالفعل ليست مجرد قنابل موقوته بل أسلحة فتاكة ان لم يتم التخلص منها بالشكل النظامي السليم، وأجد ان الاتكاء على فكرة التبرعات للجمعيات الخيرية هو حلول مسكنة بل غير مقنعة للعقلانيين لأن ليس الجميع يريد ان يبرع ببساطة، يجب ان تكون هناك تصورات واضحة ليفهم الناس مصائر مخلفاتهم التقنية ومن يقوم بتفكيكها وإعادة الاستفادة منها.

أخيرا، لعلها فرصة جيدة أيضا لتذكيركم بتغيير كلمات المرور وتقليص حجم التفاعل العشوائي عبر المنصات، فالنفايات التقنية لا تقف عند الجانب المادي فقط، بل تمتد للجانب المعنوي وقد شاهدنا كيف بمنشورات كتبت قبل عشرات السنين ولم يتم حذفها أوقعت أصحابها خلف القضبان، وباتوا سجيني ماضيهم وأرشيفهم الساذج، ولا يعيب الانسان ان يخطئ ويتراجع لكن يعيبه ألا يتطور ولا يفهم ولا يتعظ ممن حوله، بل تجده ينعم بالجهل ويتمادى في غيّه.. هذه هي الحياة لا تدور جهازك فقط لكن دور وعيك ودور فهمك وواجه مخاوفك وتخلص من كل ما يمس وطنك ومجتمعك بسوء.. دمتم بسلام.

د. اريج الجهني – جريدة الرياض

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

لماذا تحاول غوغل الاستثمار في قطاعات بعيدة عن التقنية؟

في أبريل/نيسان من العام الماضي، استحقت "غوغل" الدخول إلى نادي التريليون دولار، وذلك بعد أن تخطت قيمة الشركة ترليوني دولار، ورغم خسارتها لأكثر من 300 مليار دولار في الفترة من دخولها إلى النادي وحتى يومنا هذا، فإنها ما زالت تحتفظ بالمقعد الخامس بين أكبر الشركات التقنية في العالم.

ويعود الفضل في هذه المكانة والحجم بشكل أساسي إلى تنوع استثمارات شركتها الأم "ألفابيت" (Alphabet) التي لم تترك مجالا تقنيا دون أن تستثمر فيه، سواء كان الخرائط أو الأمن السيبراني أو منصات التواصل الاجتماعي وبالطبع الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.

ولكن يبدو أن هذه الاستثمارات ليست كافية لملء أعين "ألفابيت"، إذ تسعى الشركة لتنويع استثماراتها في قطاعات مختلفة وبعيدة عن التقنية مثل الفضاء والصحة والتصنيع الدوائي، فلماذا ذلك؟

"غوغل" لم تكتف بالاستثمار في القطاع الصحي عبر شراء شركات أو الاستثمار بها فقط (غيتي) محفظة استثمارية واسعة

رغم أن "ألفابيت" هي المالك الرئيسي لشركة "غوغل" والشركات الفرعية التابعة لها، فإن "ألفابيت" تأسست بعد تحقيق "غوغل" للنجاح الواسع المعروف عنها، إذ تأسست الشركة في عام 2015 تحت قيادة لاري بيج وسيرجي برين ويرأسها في الوقت الحالي سوندار بيتشاي، وهي جميعا الأسماء التي تقف وراء "غوغل" أيضا.

وعبر مجموعة كبيرة من الاستثمارات الواسعة في الشركات التقنية، تحولت "ألفابيت" إلى كيان تقني عملاق يضم تحته العديد من الشركات البارزة، سواء كانت تحمل اسم "غوغل" مثل متصفح "كروم" أو تطبيق الخرائط أو حتى "يوتيوب" ومحرك البحث الشهير، أو شركات أخرى لا تحمل اسم "غوغل" مثل تطبيق "وايز" (Waze) للخرائط.

تدريجيا، امتدت هذه المحفظة الاستثمارية لتشمل العديد من الشركات خارج القطاع التقني، وذلك في العديد من القطاعات مثل القطاع الصحي واكتشاف الفضاء، وهذه الاستثمارات دفعت صحيفة "فوربس" (Forbes) لتصف "غوغل" بأنها تتحول تدريجيا إلى قوة دافعة وشركة كبرى في القطاع الصحي.

إعلان

وبشكل عام، انخرطت "غوغل" مع القطاع الصحي في أكثر من شكل مختلف، إما عبر استثمار مباشر من "جي في إنفستمنت" (GV investment) وهي الذراع الاستثمارية لشركة "غوغل" و"ألفابيت" من خلفها، أو عبر انضمام الشركة تحت شعار "ألفابيت" لتكون شركة فرعية لها.

وعبر هذه الطرق، تملك "غوغل" 6 استثمارات رئيسية في القطاع الصحي، وفي مقدمتها تأتي "فيريلي لايف ساينس" (Verily Life Sciences) و"آيزومورفيك" (Isomorphic) التي تمثل معامل "غوغل" لتطوير الأدوية.

وتجدر الإشارة إلى أن "ألفابيت" استثمرت أيضا في قطاع المواصلات العامة والفضاء عبر الطرق نفسها، إذ تملك 3 استثمارات رئيسية في قطاع المواصلات على شكل شركات فرعية مثل "وايمو" (Waymo) و"وينغ" (Wing)، إضافة إلى استثمار مباشر من قطاع الاستثمارات في "ألفابيت" بشركة "فل تراك آليانس" (Full Truck Alliance) إلى جانب استثمار آخر في قطاع الفضاء والمحطات الفضائية عبر شركة "بكسل" (Pixxel) الهندية.

تعزيز القطاع الصحي بالتكنولوجيا

"غوغل" لم تكتف بالاستثمار في القطاع الصحي عبر شراء شركات أو الاستثمار بها فقط، بل سعت عبر هذه الشركات إلى تعزيز القطاع الصحي بالتكنولوجيا الحديثة، وتسخير هذه التكنولوجيا من أجل تقديم خدمات صحية رائدة ومتفوقة.

وذلك عبر مجموعة متنوعة من المنتجات الخاصة والموجهة لمقدمي الخدمات الصحية، من مثل "غوغل كير أستوديو" (Google Care Studio)، وهي منصة مركزية تتيح للأطباء مشاركة بيانات المرضى بشكل آمن، وعبر استخدام هذه المنصة، يمكن للأطباء الوصول لكافة البيانات الطبية المتعلقة بالمريض حتى وإن كانت في أكثر من منشأة صحية وأكثر من دولة حول العالم.

كما طورت محركا خاصا لتحليل وقراءة هذه البيانات الصحية والربط بينها بشكل رئيسي وسريع مع محاولة جعلها متاحة للجميع حول العالم، وعبر هذا المحرك، يمكن للأطباء الوصول إلى الاستنتاجات والأبحاث بشكل سريع للغاية ودون عناء.

إعلان

فضلا عن ذلك، تمكن الفريق في "آيزومورفيك" من تسخير الذكاء الاصطناعي لتطوير الأدوية وتقليص مدة الأبحاث التي تتم في هذا القطاع، وهو ما جعل ديميس هاسابيس يفوز بجزء من جائزة "نوبل" في الكيمياء العام الماضي عن عمله في قطاع "آيزومورفيك".

وقد تمكن فريق "غوغل" من محاكاة الكيمياء الحيوية البشرية عبر استخدام الذكاء الاصطناعي، مما ساهم في تسريع عملية تطوير الأدوية والاختبارات الخاصة بها، وهو ما جعل القطاع أيضًا يحصل على استثمار يصل إلى 600 مليون دولار في مارس/آذار من العام الماضي.

"غوغل" استثمرت عام 2015 ما يقرب من مليار دولار للحصول على حصة تقل عن 10% بشركة "سبيس إكس" (وكالة الأناضول)  جهود لغزو الفضاء

دعمت "غوغل" عبر مجموعة من الاستثمارات في شركات القطاع الفضائي جهودها للوصول إلى الفضاء وإطلاق الأقمار الصناعية التابعة لها، وهي جهود قديمة وليست وليدة اللحظة أو السنوات الماضية فقط.

إذ استثمرت "غوغل" في عام 2015 ما يقارب من مليار دولار للحصول على حصة تقل عن 10% بشركة "سبيس إكس" (SpaceX) التابعة لإيلون ماسك، كما وضعت استثمارا آخر يصل إلى 36 مليون دولار بشركة "بكسل" الهندية التي تسعى لإطلاق أقمار صناعية من أجل تعزيز عملية التصوير الطيفي للأرض، وفي ديسمبر/كانون الأول 2024، قامت "غوغل" باستثمار مليار دولار في مجموعة "سي إم إي" (CME)، وهي شركة ناشئة في قطاع الفضاء تسعى لبناء مركبات فضائية باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد للمعادن.

رسميا، لم تكشف "غوغل" عن سبب رئيسي لوضع هذه الاستثمارات، ولكن يمكن توقع هدف الشركة من وراء هذه الاستثمارات بعيدا عن الأهداف الاستثمارية المعتادة، فأبحاث "سبيس إكس" لتطوير شبكة إنترنت فضائية تفيد "غوغل" التي تسعى للأمر ذاته، كما أن التصوير الطيفي للأرض وبناء مركبات فضائية باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد للمعادن تيسر على الشركة تصنيع وبناء الأقمار الصناعية الخاصة بها مستقبلا.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الكتلة البرلمانية لبورسعيد تشيد بقرار الفريق كامل الوزير بشأن شركة النفايات البحرية
  • جامعة إسطنبول التقنية تحذّر: زلزال كبير لا يزال يهدد إسطنبول
  • كتلة بورسعيد البرلمانية تشكر كامل الوزير لقراره بشأن شركة النفايات البحرية
  • «صفر نفايات» تطلق تقرير سياسات التغيير لإزالة الكربون من قطاع النفايات الدولي
  • اشتراطات جديدة وضعها القانون للتخلص من النفايات الخطرة | تعرّف عليها
  • ماذا يريد الأردنيون والدولة أيضاً؟
  • البدء في رصد مخالفات إلقاء النفايات من المركبات
  • لماذا تحاول غوغل الاستثمار في قطاعات بعيدة عن التقنية؟
  • مركز الغدد الصماء بجازان يسجّل إنجازًا طبيًا بعلاج حالة نادرة في اضطرابات الدهون
  • النفايات تغرق سلا وبرلماني يتهم شركة النظافة بـ”التسيب”