أثير- سعيد العزري

تعد سلطنة عُمان وجهة ثقافية ورابطًا بين الشرق والغرب للتعرف على الثقافة العربية؛ حيث يزور العديد من الباحثين والطلبة والسيّاح سلطنة عُمان لتعلم اللغة العربية والعيش في إطارٍ ثقافيّ أصيل. وتبنى العديد من أشكال التعاون الثقافية والمعرفية بين السلطنة ودول العالم ضمن برامج عديدة ومتنوعة منها ما تقوم به جامعة السلطان قابوس من خلال استقطابها للطلبة الدوليين والباحثين للتعرف على الثقافة العُمانية والدراسة في السلطنة.

ويعمل مكتب التعاون الدولي بجامعة السلطان قابوس ضمن خطط إستراتيجية لاستقطاب الطلبة والباحثين وذوي الكفاءة للخوض في تجارب ثقافية تنظمها الجامعة بهدف إيجاد سبل من التبادل الثقافي والمعرفي والأكاديمي. وفي إطار هذا التعاون قدّم مكتب التعاون الدولي بجامعة السلطان قابوس حتى الآن العشرات من برامج التعاون التي تتنوع بين برامج التبادل الطلابي والباحثين الزائرين وبرامج التبادل الثقافي والزيارات الأكاديمية.

واستقطبت جامعة السلطان قابوس متمثلة بمكتب التعاون الدولي منذ بداية هذا العام ثلاثة برامج ثقافية حتى الآن تنوعت بين دراسة للغة العربية وبرامج ثقافيّة. وتخللت هذه البرامج العديد من الزيارات والرحلات لمناطق السلطنة ومعالمها بهدف تقريب الطلبة والباحثين من المجتمع العماني والتعرف عليه بشكل أكبر، منها زيارة لدار الأوبرا السلطانية والمتحف الوطني ومتحف عُمان عبر الزمان وقلعة نزوى وولاية مطرح وولاية بدية وقرية العين بولاية إزكي.


واشترك في هذه البرامج نحو ١١٠ طلاب وطالبات جاؤوا من جمهورية كوريا الجنوبية والاتحاد الروسي، حيث خاضوا العديد من التجارب الثقافية والتعليمية خلال فترة وجودهم في سلطنة عُمان، منها ركوب الجمال وزيارة الصحراء و المناطق الطبيعية ذات التضاريس المختلفة والأفلاج والمباني التراثية.


وأشار الطالب الروسي قسطنطين إلى تجربته في هذه الزيارة قائلا بأنه سمع الكثير عن سلطنة عُمان وأحب زيارتها بعد الصورة الذهنية الحسنة للسلطنة، ويعدها أحد البلدان المفضلة لديه للتعلم فيها والتعرف على ثقافتها عن كثب.

وأوضحت الطالبة اينا الروسية بأن تعلم اللغة العربية في السلطنة يعد أمرًا مميزًا حيث إنها تعد واجهة مفضلة للطلبة الأوروبيين لما تتميز به من مقومات ثقافية وحضاريّة، بالإضافة إلى الصورة الذهنية لعُمان في الخارج على أنها تمثل رايةً للسلام.

ويعمل مكتب التعاون الدولي بجامعة السلطان قابوس على تنظيم الفعاليات الثقافية واستقطاب الباحثين والطلبة للدراسة والتعرف على الثقافة العُمانية وذلك دعمًا للجانب الأكاديمي والمعرفي والخبرات الطويلة بجامعة السلطان قابوس وتحقيقًا لرؤية الجامعة.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: بجامعة السلطان قابوس التعاون الدولی العدید من

إقرأ أيضاً:

لم تكن امرأة عادية

 

 

 

آية السيابية **

 

وراء كل قائد استثنائي، تقف امرأة استثنائية، تغرس بذور رؤيته وتصقل قياديّته وتُسقيه الحكمة منذ نعومة أظفاره! تغزل بذكاء وبصيرة متّقدة ملامح الشخصية القيادية في عقل ابنها وروحه. امرأة تقود الجنوب حين كان ابنها قائدا للشمال. امرأة تذود عن ابنها ووطنها. متّزنة العاطفة راجحة العقل. نموذج أصيل للمرأة الألمعيّة. ومن قال إن المرأة تُقاد ولا تقود فقد كفر بما أوتيت هذه المرأة من عظَمة! كيف لا! وهي البطن التي حملت السلطان قابوس بن سعيد، القائد الفذ، فقيد عُمان التي امتدّ كمدها في يومها الباكي سماواتها السبع.

عن فتاة في الخامسة عشرة من عمرها تقريباً، حينما علمت بأنها سوف تضعه ذكرا، قررت إنجاب ابنها منفردة في دورة المياه. خشية على وليدها وهو الوريث الأوحد للحكم من أي عملية قتل أو مناورة أو احتيال استبدال الطفل الوليد بأنثى لا تورّث الحكم. فاصطبرت على ما لا يطيقه إلا من أوتي حكمة وبصيرة.

امرأة ورث عنها ابنها الفراسة، وحدة الذكاء والبصيرة، وورثت هي عن أبيها الشيخ أحمد بن علي المعشني، اليقين والتوكل والإيمان الفطري. وقد قيل في الأثر: "إنَّ النَّفس إذا تجرَّدت عن العوائق، صار لها من الفِرَاسَة والكشف بحسب تجرُّدها". تتجلى واقعية هذه المقولة من خلال ما تسرده الطبيبة البريطانية آن كوكسون أو من أصبح اسمها (أمينة) بعد اعتناقها الإسلام، عندما تصف تبسّط السيدة ميزون في مأكلها وحديثها. وما التواضع والتبسّط إلا أعلى درجات الرفعة ورقي المقام.

وعن إسلام طبيبة السيدة الجليلة ميزون، تقول آن كوكسون: أن ما أدهشها هو تعاطي بيبي ميزون للدين بحكمة فائضة ويقين مُتسع.

من جملة الصفات التي أورثتها الأم العظيمة لابنها القائد العسكري والأب الحاني قابوس، هو الانتماء الكبير للثقافة العُمانية. والنأي عن كل طامس لها. كانت السيدة ميزون -كما وصفتها فاطمة بنت ناصر في سرد جميل جمعها بطبيبتها آن كوكسون في لندن- امرأة قوية العزم، فصيحة اللسان والمنطق، ومتقدمة على الكثير من القيادات النسائية في عهدها. كانت قائدة ماهرة، تسعى حباً في التأثير لا في السيطرة ونفي الآخر. تُصغي باهتمام إلى التفاصيل. وهذا ما جعلها تسهم بذكاء متقد في إخماد ثورة ظفار.

يروي كتاب "بيبي ميزون وطبيبتها آن" تفاصيلَ قيّمة في حياة السيدة الجليلة وابنها السلطان قابوس بن سعيد رحمهما الله. ويذكر مواقف مؤثرة بين الطبيبة آن والسلطان قابوس، منها حضورها لاحتفال العيد الوطني الخامس عشر؛ حيث تأثرت بمشهد الأطفال وهم يركضون نحو السلطان هاتفين باسمه، مما جعلها تبكي من شدة التأثر. وهنا تتكشف لنا شخصية القائد الإنسان والأب الحنون.

لم تكن مجرد امرأة عادية! كانت السيدة ميزون بنت أحمد المعشني. ولم تنجب إلّا ابنًا واحدًا. كان ربيب الحكمة فقامت عُمان على أكتافه 50 عامًا.

** كاتبة وروائية عمانية

مقالات مشابهة

  • “أمن المنشآت” تستعرض عربة المراقبة الميدانية في جناحها ضمن معرض “واحة الأمن” بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل 2025
  • الفريق أول ركن “صدام حفتر” يبحث مع وفد عسكري أردني سبل تطوير برامج التدريب ورفع قدرات القوات المسلحة
  • الشيبانية تلتقي وفدا من جمعية أكسفورد الدبلوماسية
  • انطلاق مؤتمر الجمعية الدولية لدراسات الترجمة والدراسات الثقافية في جامعة السلطان قابوس
  • لم تكن امرأة عادية
  • الوزير هاني رافق رئيس الجمهورية إلى سلطنة عمان.. وتمهيد لاتفاقية زراعية مشتركة
  • بحث مجالات التعاون العسكري والأمن الغذائي والصحي بين سلطنة عمان ولبنان
  • اليوم الثاني لزيارة الرئيس عون الى سلطنة عمان: خلوة ثانية ومحادثات موسعة مع السلطان هيثم بن طارق
  • تكريم 448 من الطلبة المجيدين في الأنشطة والمسابقات بجامعة السلطان قابوس
  • سلطنة عمان تشارك دول العالم في اليوم الدولي لمكافحة الفساد 2025