باكو- تستعد أذربيجان لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة الأربعاء القادم، وسط رفض من قبل أحزاب وقوى معارضة للمشاركة، حيث تعتبر أنه كان من غير الواقعي القيام بحملة وجمع 40 ألف توقيع خلال شهر واحد فقط، وأنه كان يجب القيام بذلك قبل السابع من يناير/كانون الثاني.

وتعتبر هذه الانتخابات الأولى من نوعها التي تجري في البلاد بعد إعادة دمج إقليم ناغورني قره باغ، إثر حرب خاطفة شنتها أذربيجان ضد القوات الأرمينية هناك، في سبتمبر/أيلول من العام الماضي.

وبحسب رئيس لجنة الانتخابات المركزية في أذربيجان مزاخر باناخوف "سيتم فتح 26 مركز اقتراع في المناطق المحررة، وسيمارس ما يصل إلى 20 ألف شخص حقهم في التصويت"، ويقصد بهؤلاء وفقا له "ليس فقط أولئك الذين عادوا بالفعل إلى الإقليم، ولكن أيضا العديد من المهندسين وعمال البناء الذين يشاركون في ترميم المنطقة".

ذروة الشعبية

رغم أن ولاية الرئيس الأذري الحالي إلهام علييف الحالية -والممتدة لـ7 سنوات- تنتهي في أبريل/نيسان عام 2025، وهو الوقت الذي كان من المفترض أن تجرى فيه الانتخابات الرئاسية، إلا أنه أعلن في ديسمبر/كانون الأول الماضي عن إجراء انتخابات مبكرة، بحلول السابع من فبراير/شباط الحالي.

وسجلت لجنة الانتخابات المركزية للجمهورية أسماء 7 مرشحين لأعلى منصب في الدولة، وهم:

الرئيس الحالي إلهام علييف من حزب أذربيجان الجديدة الحاكم. زاهد أوروج (برلماني). فؤاد علييف (مستقل). رازي نورولاييف من "حزب الجبهة الوطنية". فاضل مصطفى من "حزب أذربيجان الجديدة". إلشاد موساييف من حزب "أذربيجان الكبرى". جودرات حسن قولييف من حزب "الجبهة الشعبية لأذربيجان".

ويتولى علييف رئاسة أذربيجان منذ عام 2003، وفي أبريل/نيسان عام 2018 أُعيد انتخابه للمرة الرابعة على التوالي، وحصل على 86.21% من الأصوات، في حين حصل أقرب منافسيه النائب غير الحزبي في البرلمان زاهد أوروج على 3.11% فقط.

ووفقا لدستور أذربيجان، يتم انتخاب رئيس الجمهورية لمدة 7 سنوات، على أساس الاقتراع العام والمتساوي والمباشر، مع التصويت الحر والشخصي والسري، ويتم انتخاب رئيس الدولة بأغلبية نصف الأصوات، وإذا لم تتحقق هذه الأغلبية في الجولة الأولى من التصويت يتم إجراء جولة ثانية يشارك فيها مرشحان فقط.

وفي سبتمبر/أيلول 2016، أُجري استفتاء في أذربيجان لإدخال 6 مواد جديدة على دستور البلاد، وإجراء 23 تعديلا آخر للمواد الحالية، ونتيجة للاستفتاء، تم زيادة فترة ولاية الرئيس من 5 إلى 7 سنوات، كما تم منحه سلطة حل "مللي مجلس" (البرلمان المكون من مجلس واحد في البلاد)، والدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، كما سبق أن أُجري استفتاء في البلاد قبل ذلك في عام 2009، أُلغيت بموجبه القيود المفروضة على إعادة انتخاب شخص واحد رئيسا للبلاد أكثر من مرتين.

سابقة تاريخية

ويرى المختص في الشؤون الأذربيجانية نائير علييف، أن قرار إجراء الانتخابات بشكل مبكر يعود إلى عدة اعتبارات، وعلى رأسها "ما يتعلق بأهمية أن تُجرى انتخابات على كافة الأراضي الأذربيجانية، بعد استعادة إقليم قره باغ، وهي المرة الأولى في تاريخ البلاد بعد استعادتها الاستقلال ووحدة أراضيها المحاذية التي وقعت تحت الاحتلال (الأرميني)".

ويوضح علييف في حديثه للجزيرة نت أن "إجراء انتخابات مبكرة على هذا الأساس سيشكل حدثا له رمزية تاريخية وسياسية، وهو الشيء الذي يدركه الجميع في أذربيجان، ويعتبرونه مسألة مهمة"، ويضيف إلى ذلك وجود ما يصفه بالبعد التقني "حيث إن الانتخابات المقبلة في حال جرت عام 2025، فإنها ستتزاحم مع انتخابات وحملات انتخابية أخرى، كالانتخابات البرلمانية وانتخابات المجالس المحلية المقررة نهاية العام 2024".

ويخلص علييف إلى أن "الرئيس الحالي مرشح لا منازع له، وأن انتصاره محتوم كونه حقق مهمة تاريخية باستعادة قره باغ إلى أحضان أذربيجان، وأن بقية المرشحين يدركون ذلك".

كما يرى الخبير في شؤون القوقاز أندريه أريشيف أن "قرار علييف إجراء انتخابات رئاسية مبكرة يهدف إلى تأكيد شرعية الحكومة الحالية"، مضيفا أن "الرئيس ليس لديه اليوم منافسون جديون في أذربيجان".

وتابع الخبير ذاته أن "الفضل في الانتصار في حرب قره باغ عام 2020، ومن ثم بسط باكو سيطرتها الكاملة على هذا الإقليم، يعود إلى علييف شخصيا، وأن كلا الحدثين تاريخيان بالنسبة لأذربيجان وجنوب القوقاز، وعليه فإن إجراء انتخابات مبكرة يعتبر خلفية جيدة، ولحظة جيدة لتعزيز سلطة علييف، وتمديد ولايته الرئاسية للسنوات السبع المقبلة".

ووفقا للمتحدث نفسه "ستشكل الانتخابات المقبلة استفتاء حول دعم الشخص الأول والثقة به، وبعدها، فإن حتى أشد المعارضين في أذربيجان لن يستطيعوا إنكار دور علييف في تجميع الدولة، وسيكون من المستحيل معارضته في هذا السياق، وبطبيعة الحال علييف ليس مستعدا لتفويت مثل هذه الفرصة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إجراء انتخابات رئاسیة مبکرة فی أذربیجان قره باغ

إقرأ أيضاً:

توخيل يواجه مشاكل مبكرة مع منتخب إنجلترا

لندن «أ.ب»: كان الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم قرر تعيين الألماني توماس توخيل مديرا فنيا للمنتخب، وسط جدل كبير كونه لا يحمل الجنسية الإنجليزية، بهدف مساعدة الفريق في "تجاوز العقبة الأخيرة" والتتويج بكأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1966. وقبل عام واحد من انطلاق مونديال 2026 في أمريكا الشمالية، دخل توخيل بالفعل في مشاكل، ويشعر بغضب بعض الجماهير،

وجاءت الخسارة 1 / 3 أمام السنغال في مباراة ودية أقيمت يوم الثلاثاء الماضي، لتضع نهاية قاسية لفترة شهر العسل بين توخيل والجماهير، والتي كانت بالفعل على وشك الإنهيار بعد أن حقق منتخب إنجلترا فوزا ضعيفا بهدف نظيف فقط على أندورا، المصنفة في المركز 173 عالميا التي أقيمت السبت الماضي.

وانطلقت صافرات الإستهجان أثناء خروج توخيل وفريقه من ملعب سيتي جراوند في نوتنجهام بعد الخسارة أمام منتخب أفريقي للمرة الأولى، وتولى توخيل تدريب بعض الأندية الكبرى في العالم مثل باريس سان جيرمان، وبايرن ميونخ وتشيلسي، وكان ينظر إليه من الناحية التكتيكية على أنه خطوة متقدمة مقارنة بالمدرب السابق للمنتخب الإنجليزي جاريث ساوثجيت.

وبالنسبة لكثيرين، افتقد ساوثجيت للمسة الساحرة اللازمة لتحويل إنجلترا إلى فريق يحصد الألقاب على الرغم من أن الفريق وصل لأدوار متقدمة في البطولات الأربع الكبرى الماضية، ولا تزال الأمور في بدايتها، حيث تولى توخيل المهمة في يناير الماضي فقط، لكن يبدو أن منتخب إنجلترا ربما تراجع مستواه خلال الحقبة الجديدة تحت قيادة مدرب أجنبي.

وفيما يلي نظرة على المشاكل الناشئة التي واجهها توخيل في عهده:

التكتيك

رغم أن ساوثجيت نجح، بلا شك، في خلق ثقافة وأجواء إيجابية بين صفوف الفريق خارج الملعب، فقد اتهم بأنه واقعي أكثر من اللازم ويفتقر إلى المرونة التكتيكية داخل الملعب، وكان يتوقع أن يكون توخيل تحديثا ضخما في هذا الجانب، ولكن حتى الآن لا توجد هوية للمنتخب الإنجليزي تحت قيادة المدرب الألماني. وحدد هاري كين، قائد المنتخب الإنجليزي، قائمة بالعناصر التي افتقدها فريقه في مواجهة السنغال، وكانت كثيرة بالفعل، وقال كين، الذي افتتح التسجيل :" بالكرة وبدونها، لا يوجد انسجام كما ينبغي، لا نجد التمريرات المناسبة، ولا الإيقاع الصحيح، وفي المواجهات الفردية، نخسر الإلتحامات ونفتقد تلك الروح القتالية التي كنا نتمتع بها"، وأضاف :"هناك بعض الأفكار الجديدة، ولدينا بعض اللاعبين الجدد الذين انضموا للفريق، ولا يملكون الخبرة على المستوى الدولي، إنه مزيج من عدة عوامل".

ولدى توخيل أربعة معسكرات فقط لنقل فكره للفريق قبل المونديال، هذا بالطبع إذا تأهل المنتخب الإنجليزي. وفاز المنتخب الإنجليزي بأول ثلاث مباريات من التصفيات المؤهلة للمونديال، أمام ألبانيا ولاتفيا وأندورا، ويتصدر المجموعة الحادية عشرة مع تبقي خمس مباريات سيلعبها في الفترة من سبتمبر إلى نوفمبر.

الاختيارات

وأثارت بعض اختيارات توخيل في بدايات فترته مع المنتخب الإنجليزي علامات التعجب، حيث استدعى توخيل جوردان هيندرسون، قائد ليفربول السابق، وهو يبلغ 34 عاما، وكان يلعب مؤخرا مع أياكس الهولندي، وذلك بسبب صفاته القيادية ولـ"الحفاظ على المعايير داخل المجموعة"، وفقال لما قاله توخيل. لكن يبقى السؤال المطروح هو هل لا يزال هندرسون يمتلك المستوى الفني الذي يؤهله للتواجد في المنتخب؟

كما استمر توخيل في الاعتماد على الظهير الأيمن كايل ووكر ( 35 عاما) والذي يبدو أنه تجاوز أفضل فتراته، وقد أعير مؤخرا إلى ميلان، حيث لم ينجح في لفت الأنظار أو تقديم أداء مقنع.

ويملك توخيل لاعبين مثل رييس جيمس وترينت ألكسندر أرنولد، لاعب ريال مديرد الجديد، كبدلاء ولكنه يفضل ووكر، متحدثا مجددا عن دور اللاعب المخضرم في "رفع المعايير" داخل المعسكر.

وبعض اختيارات توخيل في مركز قلب الدفاع ، وبينهم الوافدان الجديدان تريفوه تشالوباه ودان بيرن، خضعت أيضا للتدقيق والانتقادات.

الصراحة

وبينما كان ساوثجيت يحمي لاعبيه من الانتقادات، فإن توخيل أكثر صراحة ووضوحا في تحليله السلبي، ولا يتردد في توجيه الملاحظات بشكل مباشر، وبعد مباراة أندورا، التي عانى فيها المنتخب الإنجليزي، اتهم توخيل لاعبيه بأنهم يفتقرون إلى "الجدية والإلحاح المطلوبين في مباراة تصفيات لكأس العالم"، وقال إنه لم يعجبه سلوكهم أو لغة أجسادهم على أرض الملعب.

وبالنسبة للكثيرين، كان هذا تصريحا عادلا ولكنه ربما يكون شيئا لم يعتد على مساعه لاعبي المنتخب الإنجليزي من مدربهم، هل سيتقبل اللاعبون هذا الأسلوب الصريح، أم سيفسرونه بشكل سلبي ويفضلون أسلوب ساوثجيت اللطيف والداعم، الذي كان يحتضن اللاعبين معنويا بدلا من توبيخهم؟

التبرير

ودفاعا عن توخيل، كان لاعو المنتخب الإنجليزي يلعبون بعد خوض موسم طويل مع أنديتهم، وربما كانوا قد أوقفوا تركيزهم الذهني بعض الشيء قبل الالتحاق بالمنتخب لخوض مباراتي أندورا والسنغال، وأجرى توخيل أيضا 10 تعديلات أمام السنغال وكان يظهر بشكل واضح أنه يختبر بعض اللاعبين الجدد والطرق التكتيكية الجديدة، وقال :"لا داعي للذعر"، وأضاف :" نحن نعرف أكثر الآن وأصبحنا أذكى، أكره الهزائم أكثر من أي شيء آخر، لكننا لن نذهب إلى كأس العالم الأسبوع المقبل، بل بعد عام من الآن".

ولكن، تحقيق المزيد من النتائج السيئة أو الظهور بشكل غير مرض في سبتمبر، عندما يواجه المنتخب الإنجليزي نظيره منتخب أندورا على أرضه ثم يخرج لمواجهة صربيا ، قد يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على توخيل، ومن المرجح أن تبدأ الجماهير، وبعض وسائل الإعلام بلا شك، في انتقاده بشكل أكبر، وربما يستخدمون جنسيته كحجة ضده.

مقالات مشابهة

  • القانون يحدد من يحق له التصويت في الانتخابات والاستفتاءات
  • نتائج انتخابات بوروندي تثير جدلا وتحذيرات من تقويض الديمقراطية
  • فتح باب الترشح 11 يوليو المقبل.. مصطفى بكري يكشف تفاصيل هامة عن موعد إجراء انتخابات مجلس الشيوخ
  • نائب إطاري:المدة الباقية من الانتخابات لاتسمح بتعديل قانونها
  • توخيل يواجه مشاكل مبكرة مع منتخب إنجلترا
  • بهاء أبو شقة يكشف مواعيد إجراء انتخابات مجلسي النواب والشيوخ
  • تعرف على قانون حل الكنيست.. هل سبق تأخير الانتخابات بسبب الحرب؟
  • عبد الناصر قنديل لـصدى البلد: مصر لن تذهب مرة أخرى إلى تجربة حزب الأغلبية في البرلمان القادم.. والتجمع يدعو لإجراء الانتخابات بقائمة وطنية
  • رئيس حزب الجيل: سندفع بـ84 مرشحا على المقاعد الفردية في انتخابات النواب و22 للشيوخ
  • عبد الناصر قنديل لـ«صدى البلد»: عدم إصدار قوانين الانتخابات كان يعني وجود طعون بعدم الدستورية