هجوم إسرائيل على إيران يعيد مضيق هرمز إلى صدارة اهتمام أسواق النفط
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
بينما كانت الأسواق تترقب التصعيد، جاءت الضربات الجوية الإسرائيلية على منشآت نووية ومواقع عسكرية في إيران، في الساعات الأولى من يوم الجمعة، لتعيد شبح المواجهة الشاملة في الخليج، وتعيد مضيق هرمز -أخطر ممر بحري للطاقة في العالم- إلى الواجهة.
ووفقًا لتقرير نشرته فايننشال تايمز، فإن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل قيادات بارزة في الحرس الثوري الإيراني، لكنها تجنّبت عمدًا ضرب منشآت النفط، ما ساهم جزئيًا في تهدئة الأسواق مؤقتًا.
وارتفع سعر خام برنت بنسبة 12% ليصل إلى 78.5 دولارًا للبرميل، قبل أن يتراجع إلى 75 دولارًا بعد استيعاب الأسواق حدود الضربة.
أخبار قد تهمك وزير الخارجية العراقي يُجري اتصالًا هاتفيًّا بنظيره الإيراني 14 يونيو 2025 - 1:15 صباحًا هجمات إسرائيلية جديدة ومكثفة في طهران.. وتفعيل الدفاعات الجوية 14 يونيو 2025 - 12:50 صباحًاغير أن محللين حذّروا من أن رد إيران المحتمل، هو ما سيحدد الاتجاه الحقيقي للأسواق.
ونقلت فايننشال تايمز عن مسؤول بارز في إحدى شركات تجارة النفط العالمية: “السوق لا تزال هادئة نسبيًا لأن البنية التحتية النفطية لم تُستهدف، لكن إذا كانت إيران تفكر في الرد، فالمضيق هو نقطة الضعف التي لا يمكن تجاهلها”.
هرمز.. عصب قد تقطع إيران تدفقه
من جهته أشار تقرير بلومبيرغ إلى أن المضيق هرمز عاد إلى صدارة المخاوف الجيوسياسية عقب هذا التصعيد.
ويمر عبر مضيق هرمز يوميًا أكثر من 21 مليون برميل من النفط الخام، أي نحو ثلث صادرات النفط المنقولة بحرًا في العالم.
وقالت الوكالة إن “القيادة الإيرانية لطالما لوّحت بخيار إغلاق المضيق”، لكنها لم تُقدم فعليا على هذه الخطوة سابقا.
وفي هذا السياق، ذكّرت بلومبيرغ بتصريح سابق لعلي رضا تنغسيري، قائد القوات البحرية في الحرس الثوري، تأكيده أن إيران “تمتلك القدرة على تعطيل الملاحة في المضيق، لكنها لا تستخدمها حاليًا”، في إشارة ضمنية إلى أن هذا الخيار لا يزال مطروحًا على الطاولة كأداة ردع.
ساحة تناحر حذرة
وسبق لطهران أن استخدمت مضيق هرمز كأداة ضغط:
ففي أبريل/نيسان 2024، وقبيل تنفيذ هجوم بطائرات مسيّرة على إسرائيل، احتجزت إيران سفينة شحن مرتبطة بإسرائيل قرب المضيق.
وفي 2023، اعترضت إيران ناقلة نفط متجهة إلى الولايات المتحدة، ردًا على مصادرة سفينة إيرانية قبالة سواحل ماليزيا.
وخلال عام 2022، احتجزت ناقلات يونانية عدة أشهر بسبب مصادرة نفط إيراني في حادثة منفصلة.
وأشارت بلومبيرغ إلى أن هذه الحوادث لا تُعدّ استثناءات بل نمطًا متكررًا من استخدام المضيق كأداة تفاوض أو تناحر.
رد محتمل وارتفاع مرتقب لأسعار النفط
من جانبها، ترى هليما كروفت، رئيسة قسم إستراتيجية السلع العالمية في بنك “آر بي سي”، في مذكرة نقلتها فايننشال تايمز، أن إيران ربما لا تُغلق المضيق كليًا، لكنها قد تلجأ إلى تكتيكات “التحرش” بالسفن، أو شنّ هجمات على البنية التحتية النفطية الإقليمية، وهو ما قد يرفع أسعار النفط بمقدار 20 دولارًا إضافيًا للبرميل.
من جانبه أشار خورخي ليون، مدير التحليل الجيوسياسي في “ريستاد إنرجي”، إلى أن “تبدّل تسلسل الأحداث ـإذ بادرت إسرائيل بالضرب هذه المرةـ يُشكل عاملا جديدا قد يزيد من تقلبات السوق وقلق المستثمرين”.
وتبدو المنطقة مرة أخرى على حافة الهاوية، لكن هذه المرة، لا يكمن الخطر فقط في التصعيد العسكري المباشر، بل في ما يمكن أن يحدث في بقعة تحمل في جوفها مصير الاقتصاد العالمي.
وخلُصت فايننشال تايمز إلى “قد لا يُغلق هرمز، لكن مجرد التلويح بورقته كفيل بأن يرفع أسعار الطاقة، ويعيد رسم خرائط المخاطر في العالم بأسره”.
حقائق عن مضيق هرمز
يرصد تقرير لرويترز الأهمية الاقتصادية لمضيق هرمز كالآتي:
يقع المضيق بين عُمان وإيران ويربط بين الخليج شمالا وخليج عُمان وبحر العرب جنوبا.
يبلغ اتساعه 33 كيلومترا عند أضيق نقطة، ولا يتجاوز عرض ممري الدخول والخروج فيه ثلاثة كيلومترات في كلا الاتجاهين.
يمر عبر المضيق نحو خمس إجمالي استهلاك العالم من النفط، أي ما يقرب من 20 مليون برميل يوميا من النفط والمكثفات والوقود.
تستخدمه معظم دول الخليج والعراق بقوة في تصدير النفط والغاز نحو الأسواق الخارجية.
هددت إيران على مدار سنوات بإغلاق المضيق، لكنها لم تنفذ تهديدها مطلقا.
يتولى الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين مهمة حماية الملاحة التجارية في المنطقة.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: أسواق النفط إسرائيل إيران مضيق هرمز فایننشال تایمز مضیق هرمز إلى أن
إقرأ أيضاً:
ناقلات النفط تتردد في عبور مضيق هرمز بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران
أثار الهجوم الإسرائيلي على إيران موجة من التساؤلات حول مستقبل مسار ناقلات النفط العابرة لمضيق هرمز، الذي يمر عبره ربع الإمدادات العالمية من الزيت الخام، فيما كشف رئيس أكبر مجموعة عالمية لناقلات النفط عن تردد شركته في قبول عقود جديدة للإبحار داخل الخليج عبر مضيق هرمز في أعقاب الهجوم الإسرائيلي.
وقالت "صحيفة فاينانشيال تايمز" إن قرار رئيس أكبر شركة ناقلات نفط مدرجة في البورصة في العالم "فرونتلاين"، لارس بارستاد، يعد أول مؤشر على حدوث اضطراب متوقع لأنماط الشحن العالمي جراء اندلاع الصراع في وقت مبكر امس الجمعة.
وينصب القلق حول تحركات السفن والناقلات النفطية عبر مضيق هرمز، ذلك الممر المائي الضيق الممتد بين إيران وسلطنة عمان والذي يربط الخليج بالبحر العربي.
وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن ما يقرب من ربع الإمدادات النفطية العالمية وثلث إنتاج الغاز الطبيعي المسال يسيران عبر المضيق، كما أنه يحمل أهمية جوهرية أيضاً لسفن نقل الحاويات التي تمر من وإلى منطقة جبل علي في دبي.
ولفت بارستاد إلى أن "عدداً قليلاً للغاية" من ملاك السفن، بما في ذلك "فرونتلاين"، كانوا يقبلون عقود النقل بالرحلات المستأجرة (الشارتر) لدخول المنطقة.
وقال: "لم نعد نتعاقد لدخول الخليج. ولا يحدث ذلك الآن."
وأقر عدد من خبراء أمن النقل البحري بأن ملاك ناقلات النفط كانوا مترددين في استخدام هذا الممر المائي الأكثر عرضة للخطر.
وتابع بارستاد تصريحاته للصحيفة البريطانية قائلاً" إن الشركة لديها عدد من الناقلات الموجودة فعلياً في الخليج
وستبحر عبر مضيق هرمز في ظل تدابير أمنية مشددة وفي إطار قوافل محمية بحراسة بحرية دولية".
وقد تتسبب إيران في اضطراب حرج لعملية الشحن البحري عبر المضيق. كما قد تشجع طهران جماعة الحوثيين في اليمن، التي تدعمها، على زيادة هجماتها على الملاحة الدولية التي تستخدم البحر الأحمر.
في أبريل 2024، حاصرت قوات الحرس الثوري الإيراني سفينة الحاويات "إم إس سي أريس"، المملوكة لعائلة عوفر الإسرائيلية، بالقرب من مضيق هرمز، وأجبرت طاقمها على الإبحار داخل المياه الإقليمية الإيرانية.
وقال وسيط على صلة وثيقة بأسواق الشرق الأوسط، إن الزيادة الحادة في تكلفة التغطية التأمينية ضد هجمات المسيّرات، والضربات الصاروخية، والقرصنة، والمخاطر المرتبطة بالبحر الأحمر، تعكس ارتفاع مخاطر هجمات الحوثيين على السفن التجارية،وكانت إسرائيل أقدمت في مطلع هذا الأسبوع على ضرب أهداف في ميناء الحُديدة، الذي يهيمن عليه الحوثيون.
ويرى كبير المحللين في شركة "زينيتا" لمعلومات سلاسل الإمداد، بيتر ساند، أن تنامي الصراع يقلص من احتمالية أن تعاود سفن الحاويات إبحارها على نطاق واسع والعودة إلى مساراتها الطبيعية.
ويشير إلى أن شركات سفن الحاويات، التي تنقل غالبية السلع المصنعة- أصبحت أكثر تردداً على الإبحار عبر البحر الأحمر، على وجه الخصوص.
وأضاف ساند أنه قد يحدث "اضطراب حتمي واكتظاظ في الموانئ" إذا قررت خطوط سفن الشحن وقف استخدام منطقة جبل علي وشرعت في استخدام موانئ أخرى أقل تجهيزاً خارج منطقة الخليج.مشيرا إلى أن إيران ربما تفرض "إغلاق الأمر الواقع" في مضيق هرمز.
لكن بارستاد من شركة "فرونتلاين" لا يعتقد أن إيران قد تقدم على خطوة إغلاق الممرات المائية بشكل كامل، نظراً لاعتمادها على إيرادات النفط الخام، وقال "ليس لديهم مصلحة في تعطيل ’الحصالة المالية’ الخاصة بهم."
ورجح أن تواجه إيران متاعب في الوصول إلى مستوياتها الطبيعية من إنتاج النفط في أعقاب الهجوم. توقع أن يُرغم ذلك مستوردي النفط المعتمدين على النفط الإيراني، مثل الصين، على اللجوء إلى مصادر أخرى للحصول على الخام، وهو ما قد يصب في مصلحة شركات تشغيل ناقلات نفط كبرى، مثل "فرونتلاين".
للإفلات من العقوبات الدولية، تلجأ إيران إلى التصدير عبر ما يعرف بسفن "أسطول الظل"، التي لا تخضع لقواعد الشحن الدولية، غير أن المشترين يحتاجون للحصول على الخام عبر مصادر ملتزمة تنقل شحناتها عبر سفن ملتزمة، حسب تأكيد بارستاد.