بينما كانت الأسواق تترقب التصعيد، جاءت الضربات الجوية الإسرائيلية على منشآت نووية ومواقع عسكرية في إيران، في الساعات الأولى من يوم الجمعة، لتعيد شبح المواجهة الشاملة في الخليج، وتعيد مضيق هرمز -أخطر ممر بحري للطاقة في العالم- إلى الواجهة.

ووفقًا لتقرير نشرته فايننشال تايمز، فإن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل قيادات بارزة في الحرس الثوري الإيراني، لكنها تجنّبت عمدًا ضرب منشآت النفط، ما ساهم جزئيًا في تهدئة الأسواق مؤقتًا.

وارتفع سعر خام برنت بنسبة 12% ليصل إلى 78.5 دولارًا للبرميل، قبل أن يتراجع إلى 75 دولارًا بعد استيعاب الأسواق حدود الضربة.

أخبار قد تهمك وزير الخارجية العراقي يُجري اتصالًا هاتفيًّا بنظيره الإيراني 14 يونيو 2025 - 1:15 صباحًا هجمات إسرائيلية جديدة ومكثفة في طهران.. وتفعيل الدفاعات الجوية 14 يونيو 2025 - 12:50 صباحًا

غير أن محللين حذّروا من أن رد إيران المحتمل، هو ما سيحدد الاتجاه الحقيقي للأسواق.

ونقلت فايننشال تايمز عن مسؤول بارز في إحدى شركات تجارة النفط العالمية: “السوق لا تزال هادئة نسبيًا لأن البنية التحتية النفطية لم تُستهدف، لكن إذا كانت إيران تفكر في الرد، فالمضيق هو نقطة الضعف التي لا يمكن تجاهلها”.

هرمز.. عصب قد تقطع إيران تدفقه

من جهته أشار تقرير بلومبيرغ إلى أن المضيق هرمز عاد إلى صدارة المخاوف الجيوسياسية عقب هذا التصعيد.

ويمر عبر مضيق هرمز يوميًا أكثر من 21 مليون برميل من النفط الخام، أي نحو ثلث صادرات النفط المنقولة بحرًا في العالم.

وقالت الوكالة إن “القيادة الإيرانية لطالما لوّحت بخيار إغلاق المضيق”، لكنها لم تُقدم فعليا على هذه الخطوة سابقا.

وفي هذا السياق، ذكّرت بلومبيرغ بتصريح سابق لعلي رضا تنغسيري، قائد القوات البحرية في الحرس الثوري، تأكيده أن إيران “تمتلك القدرة على تعطيل الملاحة في المضيق، لكنها لا تستخدمها حاليًا”، في إشارة ضمنية إلى أن هذا الخيار لا يزال مطروحًا على الطاولة كأداة ردع.

ساحة تناحر حذرة

وسبق لطهران أن استخدمت مضيق هرمز كأداة ضغط:

ففي أبريل/نيسان 2024، وقبيل تنفيذ هجوم بطائرات مسيّرة على إسرائيل، احتجزت إيران سفينة شحن مرتبطة بإسرائيل قرب المضيق.
وفي 2023، اعترضت إيران ناقلة نفط متجهة إلى الولايات المتحدة، ردًا على مصادرة سفينة إيرانية قبالة سواحل ماليزيا.
وخلال عام 2022، احتجزت ناقلات يونانية عدة أشهر بسبب مصادرة نفط إيراني في حادثة منفصلة.

وأشارت بلومبيرغ إلى أن هذه الحوادث لا تُعدّ استثناءات بل نمطًا متكررًا من استخدام المضيق كأداة تفاوض أو تناحر.

رد محتمل وارتفاع مرتقب لأسعار النفط

من جانبها، ترى هليما كروفت، رئيسة قسم إستراتيجية السلع العالمية في بنك “آر بي سي”، في مذكرة نقلتها فايننشال تايمز، أن إيران ربما لا تُغلق المضيق كليًا، لكنها قد تلجأ إلى تكتيكات “التحرش” بالسفن، أو شنّ هجمات على البنية التحتية النفطية الإقليمية، وهو ما قد يرفع أسعار النفط بمقدار 20 دولارًا إضافيًا للبرميل.

من جانبه أشار خورخي ليون، مدير التحليل الجيوسياسي في “ريستاد إنرجي”، إلى أن “تبدّل تسلسل الأحداث ـإذ بادرت إسرائيل بالضرب هذه المرةـ يُشكل عاملا جديدا قد يزيد من تقلبات السوق وقلق المستثمرين”.

وتبدو المنطقة مرة أخرى على حافة الهاوية، لكن هذه المرة، لا يكمن الخطر فقط في التصعيد العسكري المباشر، بل في ما يمكن أن يحدث في بقعة تحمل في جوفها مصير الاقتصاد العالمي.

وخلُصت فايننشال تايمز إلى “قد لا يُغلق هرمز، لكن مجرد التلويح بورقته كفيل بأن يرفع أسعار الطاقة، ويعيد رسم خرائط المخاطر في العالم بأسره”.

حقائق عن مضيق هرمز

يرصد تقرير لرويترز الأهمية الاقتصادية لمضيق هرمز كالآتي:

يقع المضيق بين عُمان وإيران ويربط بين الخليج شمالا وخليج عُمان وبحر العرب جنوبا.
يبلغ اتساعه 33 كيلومترا عند أضيق نقطة، ولا يتجاوز عرض ممري الدخول والخروج فيه ثلاثة كيلومترات في كلا الاتجاهين.
يمر عبر المضيق نحو خمس إجمالي استهلاك العالم من النفط، أي ما يقرب من 20 مليون برميل يوميا من النفط والمكثفات والوقود.
تستخدمه معظم دول الخليج والعراق بقوة في تصدير النفط والغاز نحو الأسواق الخارجية.
هددت إيران على مدار سنوات بإغلاق المضيق، لكنها لم تنفذ تهديدها مطلقا.
يتولى الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين مهمة حماية الملاحة التجارية في المنطقة.

 

 

 

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: أسواق النفط إسرائيل إيران مضيق هرمز فایننشال تایمز مضیق هرمز إلى أن

إقرأ أيضاً:

بياستري للاستمرار في «صدارة السائقين» من بوابة المجر

بودابست (د ب أ)

أخبار ذات صلة توبيخ «ريد بول» بسبب «منشفة» فيرستابن! ألونسو.. «الضوء الأخضر» في «جائزة المجر»!

يسعى الأسترالي أوسكار بياستري، سائق فريق مكلارين، للابتعاد أكثر بصدارة ترتيب فئة السائقين، ببطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا-1 عندما يخوض غمار منافسات سباق جائزة المجر الكبرى غداً. ويتصدر بياستري ترتيب فئة السائقين بفارق 16 نقطة أمام زميله بالفريق البريطاني لاندو نوريس، وإذا تمكن من الفوز بسباق الغد، فسيبتعد بفارق 23 نقطة عن نوريس. وسيكون سباق جائزة المجر هو السباق الأخير قبل فترة العطلة الصيفية التي تستمر لمدة شهر. ويهدف بياستري للفوز بهذا السباق لمحو الذكرى السيئة من سباق العام الماضي، الذي توج به بعد أن أجبر الفريق نوريس على ترك الصدارة لبياستري. وسيدخل بياستري هذا السباق بثقة كبيرة في قدارته، لاسيما أنه يتصدر فئة ترتيب السائقين حالياً، كما أنه فاز بستة سباقات من أصل 13 سباقاً أقيمت حتى الآن هذا الموسم. وقال بياستري يوم الخميس الماضي: «لدي الكثير من الثقة من أن بإمكاني التتويج باللقب. كنت واثقاً جداً من أدائي، خاصة في بلجيكا، وفخور جداً به. أعتقد أنني قادر تماماً على مواصلة ذلك طوال الموسم». وربما يحمل السباق إنجازات تاريخية لمكلارين، مثل تحقيق الانتصار رقم 200 في تاريخ الفريق، وتسجيل رابع فوز مزدوج متتال لأول مرة منذ عام 1988. ولكن لن تكون مهمة بياستري سهلة، في ظل الرغبة الأكيدة لزميله بالفريق نوريس في التتويج باللقب الذي كان قريباً من حصده في الموسم الماضي، بعدما تنافس حتى الجولات الأخيرة مع الهولندي ماكس فيرستابن. وسيسعى نوريس للفوز بهذا السباق بكافة الطرق من أجل تقليص الفارق بينه وبين بياستري، وستكون الأمور متاحة له في ظل إعلان فريق مكلارين أنه لن يتدخل في إدارة التنافس على اللقب، طالما أن العلاقة بين السائقين جيدة. في الوقت نفسه، سيسعى الهولندي ماكس فيرستابن، الذي أعلن استمراره مع ريد بول في العام المقبل، للفوز بهذا السباق من أجل الدخول في صراع مع بياستري ونوريس على اللقب، حيث يتواجد في المركز الثالث. ويبتعد فيرستابن، حامل اللقب وبطل العالم أربع مرات، في المركز الثالث في ترتيب فئة السائقين برصيد 185 بفارق 81 نقطة عن المتصدر بياستري، وبفارق 65 نقطة خلف نوريس. وربما يكون هذا هو ثالث سباق على التوالي يقام في أجواء ممطرة، وذلك بعدما تسببت الأمطار في تأجيل انطلاق سباق جائزة بلجيكا الكبرى الأسبوع الماضي.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل الميدان والأذهان!
  • ما سر اعتراف الغرب المفاجئ بمجازر إسرائيل في غزة؟
  • هجوم سيبراني واسع يضرب إسرائيل مصدره غزة
  • بياستري للاستمرار في «صدارة السائقين» من بوابة المجر
  • ضربة تقضي على النووي .. مخاوف من عودة الحرب بين إيران و إسرائيل
  • «أوبك» تستعد لزيادة إنتاج النفط.. قرار مرتقب يُعيد تشكيل سوق الطاقة العالمي
  • النفط يستقر وسط توترات الرسوم الجمركية الأمريكية
  • دول الخليج تستعد لثلاثة سيناريوهات لمواجهة الصفحة الثانية من حرب إيران- إسرائيل
  • عراقجي: إيران لن تقبل بأن تمضي الأمور كما كانت عليه قبل حرب الـ12 يوم مع “إسرائيل”
  • واشنطن تفرض أكبر حزمة عقوبات على إيران منذ عام 2018