قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن الضربات الإيرانية الأخيرة على إسرائيل تمثل تحولا خطيرا في طبيعة الردود الإيرانية، مشيرا إلى أن العملية تمت بشكل مفاجئ وتحت جنح الظلام لتفادي الرصد الاستخباراتي، ما يعكس تطورا في الأداء العملياتي الإيراني رغم ما تعانيه من اختراقات داخلية.

واعتبر الفلاحي، في تحليل عسكري للمواجهة بين إيران وإسرائيل، أن طهران سعت إلى توجيه ضربة موجعة مستفيدة من عامل التوقيت وظروف الليل لتقليل أثر المراقبة عبر الأقمار الصناعية، في محاولة لإعادة فرض حضورها الإستراتيجي بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منظومات القيادة والسيطرة في الداخل الإيراني.

وكانت إيران قد أعلنت تنفيذ هجوم واسع ضد أهداف إسرائيلية، مؤكدة أنها أطلقت مئات الصواريخ، بعضها من غواصات للمرة الأولى، واستهدفت بعض المقار العسكرية والمراكز القيادية، بينها وزارة الدفاع في تل أبيب، فيما تحدثت القناة الـ13 عن دمار غير مسبوق في المدينة.

وأشار الفلاحي إلى أن فشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية أمام هذا الكم الهائل من الصواريخ يُعد مؤشرا على عجز في التصدي لما وصفه بـ"الإغراق الصاروخي"، موضحا أن الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية، بدءا من القبة الحديدية حتى منظومة "حيتس" و"ثاد" الأميركية، لا تستطيع مواجهة هذا العدد الكبير من الصواريخ المتنوعة في آن واحد.

إعلان

وشدد على أن إيران تعمّدت استخدام صواريخ بمديات وقدرات مختلفة، ما أربك المنظومات الدفاعية وجعل عملية التصدي مكلفة ومعقدة، خاصة أن الزمن المطلوب لوصول الصواريخ لا يتجاوز بضع دقائق، وهو ما شكّل ضغطا لوجيستيا كبيرا على منظومات الدفاع الإسرائيلية.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق 3 دفعات من الصواريخ وسقوط بعضها في مناطق متفرقة، منها وسط تل أبيب، ما أسفر عن إصابة عشرات الإسرائيليين وإلحاق أضرار بعشرات المباني والمركبات، بينما تحدثت وزارة الصحة عن وضع المستشفيات في حالة تأهب.

تطور الرد الإيراني

وأكد الفلاحي أن ما سُمي بعملية "الوعد الصادق 3" يمثل تطورا في طبيعة الرد الإيراني مقارنة بسابقتيها، إذ إن الصواريخ التي استُخدمت، لا سيما الفرط صوتية، جاءت بانقضاض مباشر من الفضاء بسرعة هائلة، ما جعل تأثيرها التدميري كبيرا، خاصة عندما تكون محملة برؤوس حربية يزيد وزنها عن 500 كيلوغرام.

وأوضح أن الصواريخ الاعتراضية، وإن سقطت داخل المدن الإسرائيلية، فإن ضررها عادة ما يكون محدودا مقارنة بالصواريخ الباليستية الهجومية التي تضرب أهدافها بشكل مباشر وفعّال، ما يفسر دمار بعض الأبنية في تل أبيب وتضرر طوابق كاملة.

وفي هذا السياق، أكد الحرس الثوري الإيراني أن العملية استهدفت عشرات المواقع، مشيرا إلى أنها جاءت ردا على مقتل قادة عسكريين وخبراء نوويين إيرانيين، فيما تعهّدت طهران بمواصلة الهجمات إذا استمرت الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيها.

ويرى الفلاحي أن استمرار إيران في الرد، رغم الضربات التي طالت قيادتها العسكرية، يدل على تصميمها على فرض معادلة ردع جديدة، حتى وإن كانت الهجمات الحالية لا تزال غير مرتبة بالشكل الكافي نتيجة اضطراب منظومة القيادة الإيرانية جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة.

وأضاف أن الضربات المقبلة قد تصبح أكثر دقة وتركيزا بمجرد استعادة منظومة القيادة الإيرانية توازنها، لافتا إلى أن التصدي الإسرائيلي لم يكن منفردا، بل شهد مشاركة أميركية وفرنسية، ما يعكس حجم التحدي الذي فرضه الهجوم الإيراني.

إعلان

وكان مسؤولون أميركيون قد أكدوا مشاركة قواتهم في صد الهجوم، في حين حذرت إسرائيل من رد على المواقع المدنية الإيرانية، وتوعدت طهران بالرد على أي استهداف لمنشآتها الاقتصادية أو البنية التحتية للطاقة.

تقلّص بنك الأهداف

وأشار الفلاحي إلى أن إسرائيل وضعت السكان في الملاجئ لساعات طويلة، في خطوة تعكس قلقها من تكرار الضربات، وهو ما أكدته تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تحدث عن استمرار العمليات العسكرية ضد إيران ونجاحها في استهداف قادة ومراكز نووية.

وأضاف الفلاحي أن بنك الأهداف الإسرائيلي تقلّص بعد الضربة الأولى، حيث تم تنفيذ هجمات على نحو 300 موقع، مما قد يدفع تل أبيب إلى التركيز لاحقا على منشآت نووية معينة، خاصة في آراك وفوردو وأصفهان، مستدركا بأن إيران قد تلجأ إلى تغيير مواقع هذه المفاعلات تحسبا لأي هجوم مستقبلي.

وأكد أن إيران باتت تهيئ نفسها لمعركة استنزاف طويلة، مشيرا إلى أن الهجمات قد تشمل طائرات مسيرة منخفضة الارتفاع يصعب رصدها، وهو ما قد يؤدي إلى خرق دفاعات إسرائيل والوصول إلى أهداف حيوية داخلها في ظل تشتت القوات الإسرائيلية.

وحذر الفلاحي من أن استمرار هذه الضربات سيضع إسرائيل في موقف حرج، مشيرا إلى أن تل أبيب قد لا تتمكن من مواصلة التصعيد بالوتيرة نفسها، لا سيما مع تزايد الضغط الداخلي بسبب الخسائر، مما قد يفتح الباب أمام وساطة دولية كما اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفيما حذر نتنياهو من استمرار الرد الإيراني، حاول توجيه رسائل إلى الشعب الإيراني، داعيا إياه للوقوف ضد النظام، واعتبر الفلاحي هذه التصريحات محاولة لزعزعة الجبهة الداخلية الإيرانية، لكنها لن تؤتي أُكُلها، خاصة بعد ما وصفه بـ"فشل إسرائيل في التصدي للضربة الإيرانية".

ويرى الفلاحي أن تورط الولايات المتحدة المباشر في ضرب إيران قد يؤدي إلى توسيع المواجهة إقليميا، مرجحا أن ترد طهران بفتح جبهات أخرى إذا دخلت واشنطن على خط النار، وهو سيناريو وصفه بأنه لا يخدم الاستقرار في المنطقة ولا المصالح الأميركية على المدى الطويل.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج مشیرا إلى أن الفلاحی أن تل أبیب

إقرأ أيضاً:

تباين أداء الأسواق العربية في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية الإيرانية وتصاعد المخاوف الجيوسياسية

في اليوم السابع من الحرب بين إسرائيل وإيران، شهدت الأسواق المالية العربية تباينًا ملحوظًا في أدائها، متأثرة بتصاعد التوترات ومخاوف تدخل الولايات المتحدة عسكريًا، في ظل تحركات شملت نقل طائرات أمريكية إضافية إلى الشرق الأوسط.

 

يأتي هذا في وقت تتفاقم فيه أزمة الشحن البحري العالمية، ما يهدد بإعادة إشعال موجات التضخم التي تحاول الاقتصادات العالمية السيطرة عليها منذ ثلاث سنوات.


السعودية: مكاسب في السوق الرئيسية وتراجع في الموازية

ارتفع المؤشر الرئيسي للسوق السعودية بـ19.58 نقطة ليغلق عند 10،610.71 نقطة، وسط تداولات بقيمة 6.4 مليارات ريال.بلغ حجم التداول نحو 265 مليون سهم، سجلت أسهم 116 شركة ارتفاعًا، مقابل تراجع 115 شركة.أما السوق الموازية، فتراجع مؤشرها بـ28.01 نقطة مغلقًا عند 26،175.83 نقطة، بتداولات قاربت 20 مليون ريال.


 

الكويت: ارتفاع جماعي للمؤشرات باستثناء “رئيسي 50”

صعد المؤشر العام للبورصة بـ57.67 نقطة (0.73%) إلى 7،951.10 نقطة، بتداول 667.2 مليون سهم، بقيمة 124.1 مليون دينار كويتي (نحو 405 مليون دولار).ارتفع السوق الرئيسي بـ10.69 نقطة إلى 6،860.43 نقطة، بينما صعد السوق الأول بـ72.22 نقطة إلى 8،616.06 نقطة.في المقابل، انخفض مؤشر رئيسي 50 بـ28.46 نقطة ليصل إلى 6،789.92 نقطة.

 

الإمارات: الأسهم القيادية تضغط على المؤشرات

سجل مؤشر سوق أبوظبي انخفاضًا بنسبة 0.77% ليغلق عند 9،423.23 نقطة.تراجع مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 0.68% لينهي التداولات عند 5،269.97 نقطة.


 

مسقط: انخفاض في المؤشر والقيمة السوقية

أغلق مؤشر بورصة مسقط 30 عند 4،506.50 نقطة، متراجعًا بـ14 نقطة.تراجعت قيمة التداول بنسبة 27.2% إلى نحو 12.58 مليون ريال عماني.انخفضت القيمة السوقية بنسبة 0.128% لتسجل 28.22 مليار ريال عماني.


 

البحرين: تراجع جماعي في المؤشرات

انخفض مؤشر البحرين العام بـ14.12 نقطة إلى 1،874.63 نقطة، نتيجة تراجع قطاعي المال والمواد الأساسية.هبط مؤشر البحرين الإسلامي بـ13.77 نقطة إلى 759.64 نقطة.تم تداول نحو 1.99 مليون سهم بقيمة 584.7 ألف دينار بحريني عبر 136 صفقة.

 

قطر: خسائر واسعة في المؤشر والأسهم

تراجع مؤشر بورصة قطر بـ86.77 نقطة (0.84%) إلى 10،261.14 نقطة.تم تداول 277.6 مليون سهم بقيمة تجاوزت 1.09 مليار ريال قطري عبر أكثر من 22 ألف صفقة.ارتفعت أسهم 5 شركات فقط، مقابل انخفاض 46 شركة، فيما استقرت شركة واحدة.


 

الأردن: تراجع طفيف في الأداء العام

أغلقت بورصة عمان على انخفاض بنسبة 0.05% إلى 2،646 نقطة.بلغت كمية التداول نحو 1.9 مليون سهم بقيمة 3.8 مليون دينار أردني.من أصل الشركات المتداولة، ارتفعت أسهم 27 شركة، وانخفضت 25 شركة، بينما استقرت أسعار 30 شركة دون تغيير.

 

مقالات مشابهة

  • الصواريخ الإيرانية تخرق القبة الحديدية.. دمار كبير يصيب عدة مبانٍ في إسرائيل
  • خبير: الضربة الأمريكية الإسرائيلية للمواقع النووية الإيرانية تمثل "نسفا" للمسار الدبلوماسي (فيديو)
  • خبير عسكري: سببان للضربة الأمريكية ضد منشآت إيران النووية
  • خبير عسكري: الضربة الإيرانية تؤكد أن إسرائيل لا تزال ضمن الاستهداف
  • خبير عسكري: إسرائيل تواجه خطرا حقيقيا من القذائف المتشظية الإيرانية المتطورة
  • عراقجي: إيران لن تتحدث إلى أحد مع استمرار الضربات الإسرائيلية
  • خبير عسكري: صواريخ إيران دمرت مناطق كاملة في إسرائيل ونسفت بورصة الألماظ الأهم عالميا
  • خبير استراتيجبي: العقيدة العسكرية الإسرائيلية تتهاوى أمام الصواريخ الإيرانية
  • خبير عسكري: خيار وحيد لا تملكه إسرائيل لتدمير منشأة فوردو النووية
  • تباين أداء الأسواق العربية في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية الإيرانية وتصاعد المخاوف الجيوسياسية