نواب بريطانيين يحذرون من عدم قدرة القوات البريطانية على خوض حرب مع روسيا
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
فبراير 4, 2024آخر تحديث: فبراير 4, 2024
المستقلة/- خلص تحقيق أجراه النواب في مجلس العموم البريطاني إلى أن القوات المسلحة البريطانية “التي تتحمل أكثر من قدرتها بشكل متزايد” ليست مستعدة لحرب مع روسيا.
و خلصت المراجعة التي أجرتها لجنة الدفاع بمجلس العموم، على مدار عام، إلى أن الحكومة “لن تتمكن أبدًا من تحقيق الاستعداد الحربي أو الاستراتيجي” دون إصلاحات عاجلة لعكس أزمة التجنيد و تعزيز مخزون بريطانيا من الأسلحة و الذخيرة بشكل كبير.
و في تقرير صارخ، قال النواب إن القوات المسلحة تحتاج إلى مزيد من التمويل “للمشاركة في العمليات مع تطوير الاستعداد القتالي أيضًا” أو سيتعين عليها تقليل “العبء التشغيلي” على الجيش.
وسط تزايد الضغوط على الإنفاق الدفاعي، اكتشفت اللجنة أن 1.95 مليار جنيه استرليني من التمويل الممنوح في الميزانية في الربيع الماضي يمكن الآن استخدامها لسد النقص في الدفاع بدلا من تجديد و تعزيز المخزونات.
و كتب السير جيريمي كوين، رئيس المحافظين في اللجنة، في صحيفة التلغراف، أن المملكة المتحدة “يجب أن ترقى إلى مستوى التحدي” وسط تحذيرات من أن دول الناتو قد يكون أمامها ثلاث سنوات فقط للتحضير للهجوم الروسي.
و جاء تحذير اللجنة المشتركة بين الأحزاب بعد أن أخبرها رؤساء دفاع سابقون أن القوات المسلحة “تم تفريغها” منذ عام 2010، و “في صراع مع منافسيها… ستستنفذ قدراتها بعد شهرين من الأشتباك”
و جاء في التقرير: “لقد انتشرت القوات المسلحة البريطانية فوق قدرتها للأستجابة للوضع الأمني المتدهور، و لكن جميعها تعاني من نقص في القدرات و نقص في المخزون، و تفقد أفرادًا بشكل أسرع من قدرتها على تجنيدهم”.
و قال السير جيريمي: “لقد اعترفت وزارة الدفاع بأنه يتم تعيين خمسة أفراد فقط مقابل كل ثمانية يغادرون الجيش”. و يقول إن التركيز المتجدد “على التوظيف أمر حيوي و يأتي في الوقت المناسب”.
و استبعد التجنيد الإجباري الشهر الماضي عندما قال الجنرال السير باتريك ساندرز، رئيس الأركان العامة، إن المملكة المتحدة يجب أن تكون مستعدة لتدريب المواطنين على صراع مستقبلي.
و مع ذلك، دعا الجنرال مارتن هيريم، قائد قوات الدفاع الإستونية، المجاورة لروسيا، دول الناتو إلى بدء برامج التجنيد الإجباري.
“كل ما هو مخيف بالنسبة لي، ليس مخيفا بالنسبة للفرنسيين أو الإنجليز. و لهذا السبب، من الصعب جدًا تحفيز سكانها للانضمام إلى أي نوع من الحركة العسكرية التطوعية المستعدة للدفاع عن البلاد”.
“أقترح بالتأكيد على جميع البلدان إنشاء نوع من الخدمات للمواطنين يشبه المجندين.”
“أولاً يعتمد على المتطوعين، مثل عقد مدته عام واحد يتضمن التدريب ثم نصف عام آخر من الخدمة، قبل إرسالهم إلى الاحتياط. هذه هي الطريقة التي سيكون لديك احتياطي. ”
كانت إحدى نقاط الضعف الرئيسية التي تم تحديدها بعد الأدلة التي قدمها قادة الدفاع الحاليون و السابقون و شخصيات في الصناعة و الوزراء هي الافتقار إلى القدرة التصنيعية المحلية لإنتاج الأسلحة و المركبات القتالية و الذخيرة بالوتيرة المطلوبة لتجديد المخزونات و الاستجابة للطلب الذي سينشأ بسبب حرب.
و كدليل أمام اللجنة، قال اللورد هوتون، الذي كان رئيسًا لأركان الدفاع بين عامي 2013 و 2016، إن المملكة المتحدة كانت تخوض “مخاطرة” من خلال طلب كميات محدودة من المعدات الرئيسية مثل صواريخ NLAW المستخدمة لاستهداف الدبابات الروسية في أوكرانيا بدلاً من العقود طويلة الأجل لضمان الإمداد الجاهز.
و حسب صحيفة التلغراف فأن قذيفة مدفعية عيار 155 ملم التي تعتبر أحدى أهم أنواع الذخائر، لا يمكن إنتاجها إلا بواسطة آلة واحدة في المملكة المتحدة. و لا تملك القوات البريطانية عدد كافي منها.
و قال متحدث باسم وزارة الدفاع: “قواتنا المسلحة مستعدة دائمًا لحماية المملكة المتحدة و الدفاع عنها، و نواصل الوفاء بجميع الالتزامات التشغيلية، بما في ذلك المشاركة في كل مهمة لحلف شمال الأطلسي، و دعم أوكرانيا، و التصدي لهجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر”.
“إننا ننفق أكثر من 50 مليار جنيه إسترليني على الدفاع هذا العام وحده، و قمنا بزيادة إنفاقنا على المعدات الدفاعية بشكل كبير إلى 288.6 مليار جنيه إسترليني على مدى العقد المقبل، بما في ذلك الاستثمار في تعميق مخزوناتنا و جلب دبابات و طائرات مقاتلة و سفن حربية جديدة.
“لقد أوضحنا أن زيادة التوظيف و تحسين الاحتفاظ في جميع الخدمات يمثل أولوية قصوى، بما في ذلك من خلال ضمان تحسين الفرص الوظيفية و تسهيل عودة الأشخاص إلى القوات، بالإضافة إلى أكبر زيادة في الأجور منذ أكثر من 20 عامًا”. “.
و أضاف المتحدث: “نحن منخرطون بشكل كامل مع الصناعة و الحلفاء و الشركاء لضمان قدرتنا على الاستمرار في تزويد أوكرانيا بالإمدادات الحيوية، مع استبدال جميع المعدات و الذخائر الممنوحة مخزونات المملكة المتحدة بأكبر قدر ممكن من الكفاءة”.
و كانت وزارة الدفاع “قدمت طلبًا لشراء قذائف مدفعية عيار 155 ملم من شركة BAE Systems، الأمر الذي سيزيد مخزون المملكة المتحدة و يحقق زيادة في الطاقة الإنتاجية بمقدار ثمانية أضعاف”.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: المملکة المتحدة القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
خوفا من داعش.. وزير الدفاع العراقي يطالب ببقاء القوات الأمريكية في سوريا
أكد وزير الدفاع العراقي، جمعة عناد، في مقابلة مع قناة "العربية" أن العراق يرى ضرورة بقاء القوات الأمريكية في سوريا، مشيرًا إلى أن وجودها لا يزال مهمًا في ظل استمرار تهديد تنظيم داعش في المنطقة.
أوضح الوزير أن "بقايا تنظيم داعش لا تزال نشطة في بعض المناطق السورية، وأن الوجود الأميركي يساعد في منع عودة التنظيم إلى سابق قوته".
وأضاف أن "التنسيق الأمني بين العراق والقوات الأمريكية في سوريا أساسي لتأمين الحدود المشتركة وملاحقة فلول التنظيم".
تأتي هذه التصريحات في وقت تبحث فيه واشنطن سحب قواتها من العراق قبل الموعد المقرر، حيث نص الاتفاق السابق على انسحاب القوات الأميركية من منطقة سيطرة الحكومة العراقية بشكل كامل بحلول سبتمبر 2025، مع بقاء بعض القوات في إقليم كردستان حتى نهاية 2026.
لم يصدر بعد رد رسمي من الجانب الأميركي على تصريحات وزير الدفاع العراقي. ومع ذلك، فإن هذا الموقف قد يثير نقاشًا داخل العراق، خاصة بين الفصائل السياسية المختلفة التي لها مواقف متباينة بشأن الوجود الأميركي في المنطقة.
وتسلط تصريحات وزير الدفاع العراقي الضوء على التحديات الأمنية المستمرة في المنطقة، وتؤكد أهمية التعاون الدولي في مواجهة التهديدات المشتركة مثل تنظيم داعش، كما تعكس هذه التصريحات تعقيدات السياسات الإقليمية والتوازنات التي تسعى الدول للحفاظ عليها في ظل التغيرات المستمرة.