نشر موقع "كاونتر بانش" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن الروح القوية للفلسطينيين وثباتهم من خلال تاريخهم وحبهم لأشجار الزيتون ورياضة كرة القدم.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه رغم الحرب المروعة في غزة والعدد غير المسبوق من الضحايا، أخذ ملايين الفلسطينيين في الشرق الأوسط ومختلف أنحاء العالم فترة راحة قصيرة من آلامهم الجماعية لمشاهدة فريقهم الوطني لكرة القدم يصنع التاريخ في الدوحة.



حقق الفريق الفلسطيني فوزًا حاسمًا على هونغ كونغ في 23 كانون الثاني/ يناير. ومع أن "أسود كنعان" احتلوا المركز الثالث، بعد إيران والإمارات العربية المتحدة، إلا أنهم تمكنوا من تحقيق الفوز إلى دور الـ16 من كأس آسيا لأول مرة في التاريخ. ومثل بطولة كأس العالم لكرة القدم، التي أقيمت أيضا في الدوحة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، كانت فلسطين حاضرة في جميع مباريات الاتحاد الآسيوي، حيث لوّح آلاف المشجعين العرب بالأعلام الفلسطينية.

ذكر الموقع أن اللاعبين الفلسطينيين جاؤوا إلى الدوحة من فلسطين نفسها، وأيضًا من مختلف أنحاء الشرق الأوسط، بل ومن العالم أجمع، ومن بينهم اللاعب الفلسطيني التشيلي كاميلو سالدانيا، وأمثال عدي الدباغ، وهو مقدسي يلعب حاليا بشكل احترافي في بلجيكا.

وأشار الموقع إلى أن الرياضة، بالنسبة للفلسطينيين، هي رمز للوحدة ولكنها أيضًا رمز للمثابرة. وقلة قليلة من الفرق الرياضية في العالم مرّت بما عاشه هؤلاء الشباب، سواءً في شكل ضرر مباشر لهم ولأسرهم، أو من خلال ارتباطهم بالتجمع الفلسطيني. لكن حقيقة قدرتهم، رغم كل الصعاب، على حضور المباريات، والمشاركة في البطولات، وتحقيق التعادل أمام فرق مرموقة مثل الإمارات، وحتى الفوز، هي علامة على أن الأمة الفلسطينية لن تُمحى أبدًا، حتى بعد مرور 75 سنة على النكبة أو بعد ألف سنة من الآن.

وعلى مسافة بعيدة جدًا، يواصل فريق آخر مرتبط بفلسطين، وهو ديبورتيفو بالستينو التشيلي، التعبير عن ارتباطه التاريخي بفلسطين، على الرغم من المسافة والمساحات الجيوسياسية المختلفة والثقافة واللغة. وقبل أن تعترف الفيفا بفلسطين كعضو في سنة 1996، خدم فريق ديبورتيفو بالستينو، على مستوى أكثر رمزية، كمنتخب وطني فلسطيني في المنفى. وارتدى لاعبوه قمصان كرة قدم مزينة برموز ثقافية فلسطينية ومراجع تاريخية أخرى لفلسطين - خريطة وألوان العلم وما إلى ذلك.

وفي كثير من الأحيان، كان اللاعبون يدخلون ملاعب دوري الدرجة الأولى وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية الشهيرة باللونين الأبيض والأسود. ويبلغ عمر فريق بالستينو أكثر من 100 سنة، وتاريخ الجالية الفلسطينية في تشيلي أقدم من هذا. وقد كان المسيحيون الفلسطينيون، وليس المسلمون، هم الذين أسسوا المجتمع هناك، وهو ما يدحض الادعاء بأن ما يسمى بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو صراع على الدين.

وفي حين أن الإيمان والروحانية من الدلالات الحاسمة في الهوية الوطنية الفلسطينية، فإن الفلسطينيين مدفوعون بنوع القيم التي تسمح لهم بإيجاد أرضية مشتركة، سواء كانوا في غزة أو القدس أو سانتياغو أو الدوحة.

وأورد الموقع أن الفلسطينيين، مثل الغالبية العظمى من الناس في جميع أنحاء العالم، متعصبون لكرة القدم، إلا أن الرياضة بالنسبة لهم لا تقتصر على الرياضة. تخيل ملعب كرة قدم يمتلئ بالفلسطينيين من مختلف الخلفيات الدينية والجغرافية والسياسية والثقافية والأيديولوجية. إنهم يأتون، سواء كانوا مشجعين أو لاعبين، مدفوعين بهدف واحد، ويحتفون بثقافتهم مع التأكيد على استمراريتهم الوطنية، كواقع ثابت رغم المحاولات المستمرة لمحوه.

وهنا، تصبح الرموز الأخرى ذات صلة: العلم، باعتباره راية توحد جميع الفلسطينيين على الرغم من الفصائل السياسية؛ الكوفية، رمز الفلاحين القديم الذي استُخدم لمحاربة الاستعمار على مدى عقود عديدة؛ والخريطة المقدمة من دون خطوط أو جدران أو أسوار أو مناطق لتذكيرهم بأنهم ينتمون إلى رواية تاريخية واحدة.

وأكد الموقع أن هناك المزيد من الرمزية. فالجماهير العربية والإسلامية، التي تدعم الفلسطينيين في سعيهم إلى الحرية والعدالة، تبعث أيضًا برسالة قوية لا لبس فيها وهي أن الفلسطينيون ليسوا وحدهم، بل هم في الواقع جزء لا يتجزأ من الاستمرارية الثقافية والجغرافية والتاريخية والروحية التي تمتد عبر أجيال عديدة وأعلام وطنية وحتى حدود.

وبينما يشعر الملايين من الناس حاليا بألم غزة، ويعبّرون عن تضامن غير مسبوق مع السكان المدنيين الذين يعانون، فإن الجماهير العربية تشعر بهذا الألم على مستوى مختلف تماما. ويبدو الأمر كما لو أن الشعوب العربية والإسلامية قد استوعبت آلام غزة كما لو أنها آلامها. ورغم الألم والمعاناة التي لا توصف للملايين من المدنيين الأبرياء، هناك دائما يقين تاريخي بأن فلسطين، كما فعلت دائما، سوف تنتصر في نهاية المطاف على عذابها ومعذّبيها.


أشجار الزيتون
وأكد الموقع أنه لا يمكن لأي رمزية أخرى أن تؤدي دور الاستعارة القوية مثل شجرة الزيتون. إنها شجرة قديمة قدم التاريخ، وضاربة في جذور الأمل، ورغم كل ما تتحمله هذه الشجرة في أرض فلسطين، فإنها ستستمر في إنتاج بعض من أجود أنواع زيت الزيتون في العالم.

ولا ينظر المزارعون الفلسطينيون إلى بساتين الزيتون الخاصة بهم كمصدر للدخل فحسب، بل كمصدر للقوة والحب أيضا.

وقد كتب الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في قصيدته المبدعة "شجرة الزيتون الثانية": "لو عرفت أشجار الزيتون الأيدي التي غرستها لصار زيتها دموعاً". ويوما ما، ستصبح فلسطين حقيقة خالية من الألم والمعاناة والدموع. ولكن حتى ذلك الحين، ستظل فلسطين مولدًا للمعنى الذي سيُبقي الأجيال القادمة واعية لماضيها بقدر ما هي حريصة على المستقبل.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة كأس آسيا غزة كأس آسيا منتخب فلسطين طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة کرة القدم الموقع أن

إقرأ أيضاً:

بوجبا من ملاعب كرة القدم إلى ميادين الهجن

جدة (الاتحاد)
في إعلان يُعد محطة فارقة في تاريخ سباقات الهجن، أعلن فريق «الهَبُوب» أول فريق احترافي لسباقات الهجن في العالم، الذي أسّسه رائدا الأعمال السعوديان عمر المعينا وصفوان مدير، عن شراكة تاريخية مع نجم الكرة العالمية بول بوجبا، الذي ينضم إلى الفريق كسفير ومالك حصة.
انضمام بوجبا يمنح هذه الرياضة دفعة عالمية غير مسبوقة، وينقلها من دائرة الأضواء الإقليمية إلى اهتمام جماهيري دولي واسع.
يُعد بول بوجبا من أكثر لاعبي كرة القدم تأثيراً في جيله، توّج بلقب كأس العالم مع منتخب فرنسا، وفاز بدوري الأمم الأوروبية، وحقق الدوري الإيطالي أربع مرات مع يوفنتوس، كما حصد لقب الدوري الأوروبي مع مانشستر يونايتد.
وعلى المستوى الفردي، نال جائزة «الفتى الذهبي» عام 2013، وجائزة أفضل لاعب شاب في كأس العالم 2014، في مسيرة تصوغها الموهبة الخلّاقة، والروح القيادية، وحضور ثقافي يتجاوز حدود المستطيل الأخضر.
قال لاعب وسط موناكو بول بوجبا: «أشعر بحماس كبير لانضمامي إلى فريق الهبوب. منذ اللحظة الأولى التي تحدثت فيها مع عمر وصفوان، لمست شغفهما، ووضوح رؤيتهما، وحبهما الصادق لهذه الرياضة».
وأضاف: «طموحهما في أن تصبح سباقات الهجن رياضة ذات حضور عالمي هو شيء أشعر بأنه يمسّني من الداخل. طوال مسيرتي مرّت عليّ فرص كثيرة وعروض متعددة، لكن هذا المشروع كان مختلفاً. تحدّث إلى جزء أعمق في داخلي، إلى فكرة الثقافة والإرث والحكاية التي تُروى. أريد أن أكون جزءاً من مشروع يتجاوز حدود المنافسة في الملعب، مشروع يجمع الناس، ويُظهر تقاليد تستحق أن تُرى وتُحتفى بها. الانضمام إلى الهبوب كان بالنسبة لي أشبه بدخول عائلة جديدة، ولذلك جاء قراري بالموافقة بسلاسة واطمئنان».
لطالما كنت شخصاً يحب التجديد وفعل الأشياء بطريقة مختلفة، في طريقة لعبي، وفي أسلوبي في التعبير عن نفسي، وحتى في حياتي خارج كرة القدم. هذه العقلية تنتقل معي أيضاً إلى عالم الأعمال، إذ أبحث دائماً عن فرص فريدة ومثيرة تدفعني للتطور وتمنحني مساحة للنمو. الهبوب يجسّد كل هذا، مشروع جديد، ذو معنى، يفتح أمامي فصلاً مختلفاً من حياتي، من دون أن يبعدني عن حقيقتي ومن أنا فعلاً».
انطلق فريق «الهبوب» من المملكة العربية السعودية، حاملاً إرثاً يمتد لقرون، ولكن بروح عصرية تمزج بين أداء احترافي رفيع، ورعاية بيطرية متقدمة، وحكايات تُقدَّم بلغة بصرية قريبة من عالم السينما.

أخبار ذات صلة فانكوفر وايتكابس يفعّل بند الإبقاء على مولر إضافة رموز خاصة في مهرجان ولي عهد دبي

مقالات مشابهة

  • بنزيما لا يقفل باب العودة إلى المنتخب الفرنسي
  • عاجل- وزير الحكم المحلي الفلسطيني: 7 أشهر بلا تحويلات مالية.. وأزمة خانقة تعصف بالسلطة الفلسطينية
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • وزير الحكم المحلي الفلسطيني: 7 أشهر بلا تحويلات مالية.. وأزمة خانقة تعصف بالسلطة الفلسطينية
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • “لجان المقاومة في فلسطين”: الجبهة الشعبية شكّلت علامة مضيئة في مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني
  • الخارجية الفلسطينية: حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتجاهل
  • الحكومة الفلسطينية تطلق مناشدة عاجلة لتوفير مستلزمات الإيواء وتوزيعها في غزة
  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة
  • بوجبا من ملاعب كرة القدم إلى ميادين الهجن